إليك هذا المشهد الحياتي الذي يتكرر مع كثيرين منا و هو مشهد قصير وفيه مقترح أو نصيحة..، إن واجهت أحداً يتحدث يوماً عن خبر معين أو حادث ما، وتعرف أن الصواب قد جانبه ، فليس من داع لأن تثبت له براعتك في التصحيح أو علمك بالأصح، بل استمع له إلى النهاية دون أن تقاطعه، بل بدلاً من ذلك تبدأ في طرح ما عندك من معلومات وتحاول التصحيح بصورة متدرجة دون إظهاره بمظهر غير العارف أو أن معلوماته غير دقيقة، كأن تقول مثلاً بأنك سمعت نفس الخبر ولكنك سمعت أنه كذا وكذا، ولست متأكداً أنه صحيح.. وبما أنني سمعته بشكل وأنت بشكل آخر، فمن الأفضل أن نتأكد أكثر، سيدرك صاحبك فوراً أن معلوماته غير دقيقة وسيعمل على تصحيحها فوراً، وسيزداد إعجابه وحبه لك، فأنت لم تحرجه أو تجرحه، ولم تحفز هرمون الأدرينالين في دمه لكي ينتشر وبالتالي يتعنت ويستعد لمقاومتك بكل الصور، من الجهة المقابلة إن قام شخص بتخطئة آخر، سواء كان محقاً فيما يقول أم لا، وسواء كان على شكل منفرد أو أمام الغير، إلا أنه موقف صعب ومحرج وغاية في الصعوبة بالنسبة للطرف المجني عليه إن صح التعبير، وما حدث يمكن أن تقع فيه أنت أيها القارئ وأيتها القارئة كذلك، إنه موقف صعب على الإنسان، أي إنسان، أن يتقبله، وخصوصاً أنه موقف خال من الذوق وأدب الحوار والحديث والاستماع.. ولأنه موقف يسبب الكثير من الإحراج ، فتوقع أن يكون رد الفعل قاسياً من الشخص الذي وقع ضحية للإحراج، سواء قام بإظهاره أم كتمه في الصدر إلى وقت قريب والى فرصة سانحة لرد الصاع صاعين أو ربما أكثر!