نشرت : مبعوث "الهداف" إلى المغرب: يوسف. ك الأحد 11 يناير 2015 12:00 قد أجروا مساء أول أمس مباراة ودية أمام المنتخب الغابوني فازوا فيها بهدف دون رد، وجرى اللقاء دون جمهور بطلب من مسؤولي الاتحادية السنغالية، لكن "الهداف" التي اقتحمت تربص السنغال تابعته كاملا وتمكّنت من حصد بعض المعلومات المهمة عن هذا المنتخب القوي، فقد لاحظنا أنّ منتخب السنغال يعتمد على القوة البدنية الكبيرة التي يتمتع بها لاعبوه مثل بقية المنتخبات الإفريقية، لكن السنغال لديه لاعبين ذوي قامات عالية فعلا في كل الخطوط تقريبا، كما أنّه يلعبون بأسلوب مباشر أي الذهاب بسرعة نحو المرمى، وهو أمر مفهوم نظرا لتواجد عدد كبير من لاعبي هذا المنتخب ينشطون في البطولة الإنجليزية. البنية القوية أهم ما يميّز لاعبيه خاصة المدافعين ورغم أنّ كل لاعبي المنتخب السنغالي يملكون بنية قوية، إلا أنها طاغية أكثر عند لاعبي الخط الخلفي خاصة المحور المشكّل من كارا مبوج، لمين ساني، زارغو، بابي جيلوبوجي، الذين يملكون قامة فارعة وقوة بدنية مميزة، إذ أنّ تدخلاتهم عادة ما تكون خشنة على المهاجمين، وهم ممتازون في الصراعات الثنائية، وهو ما يجعل مأمورية المهاجمين الجزائريين صعبة بعض الشيء، بما أن لاعبي "الخضر" معروفون بأنهم لاعبون تقنيون وليسوا أقوياء كثيرا من الجانب البدني، وبالتالي اللعب بشكل عنيف بعض الشيء يشكّل لهم بعض المشاكل. رغم طول اللاعبين إلا أنّ الكرات الرأسية ليست اختصاصهم بالمقابل ورغم القامة الطويلة لمعظم لاعبي المنتخب السنغالي، إلا أننا لاحظنا في مباراة أول أمس أمام المنتخب الغابوني أن الكرات العالية ليست نقطة قوة السنغال، فقد كانت لهم العديد من المخالفات أمام مرمى المنتخب الغابوني لكنهم لم يستغلوها إطلاقا، بل لم يشكّلوا بها أية خطورة على المنافس، هذا دون أن ننسى أنّ السنغال حصلت خلال المباراة على 17 ركنية كاملة لم تشكّل أي خطر على حارس الغابون، وهو أمر محيّر فعلا خاصة أنّ الكثير من اللاعبين السنغاليين ينشطون في البطولة الإنجليزية المعروفة بالكرات العالية. لكنهم يسترجعون الكرة بسرعة فائقة وبالمقابل فإن نقطة قوة المنتخب السنغالي وجدناها في خط الاسترجاع القوي وفي عملية استرجاع الكرة بسرعة، إذ أنّ الجميع ينطلقون بمجرد فقدان التشكيلة للكرة، وأول المسترجعين هم المهاجمون وبعدهم لاعبو خط الوسط، وفي معظم الحالات كان السنغاليون يسترجعون الكرة بعد دقيقتين أو أقل من وقت فقدانها، ولم يصل مهاجمو الغابون إلا قليلا إلى الدفاع أمّا إلى الحارس فلم يصلوا إليه إلا نادرا، وهو ما يوضح أنّ المنتخب هذا يركّز كثيرا على الحفاظ على الكرة وعدم منح فرصة للمنافس للتحكّم فيها. "دام ندوي" و"ستيفان بادجي" محرّكا الفريق أمّا فيما يخص الشق الهجومي فإنّ المنتخب السنغالي يملك خط هجوم ناري رغم غياب "ديمبا با" الذي فضّل المدرب "جيراس" عدم استدعائه، حيث يملك لاعبين مميزين في هذا الخط، لكن أخطر عنصرين هما "دام ندوي" و"ستيفان بادجي" وهما محركا الفريق الرئيسيين، ويجعلان الجهة اليمنى خاصة مصدر الخطر الرئيسي ل "أسود التيرانغا"، حيث أن صانع اللعب "دام ندوي" الذي ينشط في "لوكوموتيف موسكو" الروسي يملك رزانة كبيرة وحركات خفيفة في نفس الوقت، أما "ستيفان بادجي" فهو جناح مميز قوي بدنيا، سريع وتقني للغاية، هذا الثنائي إذا أضيف له مهاجم نيوكاسل "بابي سيسي" فإنهم سيكونون قادرين على زعزعة أي خط دفاع. محور الدفاع ثقيل الحركة وهذا سبب تصريحات "جيراس" عن ثلاثي هجوم "الخضر" نقاط ضعف منتخب السنغال ليست كثيرة بل هي بسيطة ويتعلق الأمر بخط دفاعه الذي رغم قوته إلا أنه ثقيل الحركة، حيث أنّ دخول "أوباميونغ" في الشوط الثاني من جانب الغابون أخلط أوراق المدافعين إذ كان يسبقهم في العديد من الكرات بسبب خفة حركته، لكن التغطية الممتازة من لاعبي الاسترجاع كانت في الموعد، وحتى لاعبي الرواقين كانوا يعودون كثيرا لمساندة الدفاع لأنهم يعرفون أن مدافعيهم ثقيلو الحركة بعض الشيء، هذا الأمر يجعلنا نفهم سبب حديث "جيراس" في وقت سابق عن ثلاثي هجوم "الخضر" المرعب، لأنه لاحظ خفة حركته وأنه قادر على الإفلات بسرعة، وبالتالي هو يحذّر من براهيمي، فغولي وسليماني كثيرا.