- وسائل إعلام عالمية ترفض عرض الرسومات المسيئة للنبي الكريم - تسجيل ل"القاعدة": أيمن الظواهري أمر بتنفيذ "هجوم باريس" لا تزال الهجمات التي استهدفت الصحيفة الفرنسية سيئة السمعة "شارلي إيبدو" تطرح أكثر من سؤال، والشكوك تحيط بها. ويأتي الفيديو الذي بثته وكالة رويترز أمس، ليغذي هذه الشكوك ويطرح فرضية "المؤامرة أو المسرحية" التي تحمل هدفا معينا. ويظهر التسجيل المصور منفذي الهجوم على جريدة شارلي إيبدو لدى مغادرتهما مسرح العملية في باريس يوم الأربعاء الماضي. ويظهر المهاجمان في المقطع وهما يستقلان سيارتهما ويغادران المنطقة بهدوء، قبل أن يصادفا سيارة شرطة تعترض طريقهما، ثم سرعان ما تتراجع كي تفسح لهما الطريق للمرور والابتعاد، من دون أي اشتباك معهما!!. وقتل 17 شخصا -بينهم صحفيون وعناصر شرطة- في هجماتٍ الأسبوع الماضي بدأت عندما اقتحم المسلحان مقر صحيفة شارلي إيبدو خلال اجتماع اعتيادي لمجلس التحرير، وقتلا خمسة من أبرز رسامي الكاريكاتير فيها. وعقب الهجوم الذي وقع يوم الأربعاء تحصن المهاجمان في مطبعة على بعد أربعين كيلومترا شمال شرق باريس قبل أن تعلن الشرطة مقتلهما وهما يحتجزان رهينة. وفي وقت لاحق أعلنت السلطات أنها نشرت عشرة آلاف جندي بالعاصمة في مواقع حساسة بينها مساجد ومعابد يهودية ومطارات. وفي الأثناء، امتنعت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية عن نشر الرسومات التي تستفز مشاعر المسلمين، ومنها رسومات ظهرت في صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية الساخرة، كان آخرها ما ظهر في عددها الصادر أمس. ورفضت شبكة "سي إن إن CNN" الأمريكية عرض الغلاف الجديد لمجلة "شارلي إيبدو"، والذي حمل رسماً للرسول محمد عليه الصلاة والسلام، معلنة أن عرض تلك الصور يخالف سياسة تحرير الشبكة الإخبارية. وقالت المذيعة: "سي إن إن لن تعرض الغلاف الجديد الذي يظهر الرسول محمدا، لأن سياستنا تنص على عدم عرض صور مسيئة للرسول". وبعد أسبوع بالتمام على مهاجمة شقيقين "متطرفين" مقرها الأربعاء الماضي في اعتداء أوقع 12 قتيلاً، صدرت الصحيفة بثلاثة ملايين نسخة "مقابل 60 ألفاً عادة" مترجمة إلى عدة لغات منها الإنجليزية والتركية والإسبانية وحتى العربية. ومن جانبها، أكدت وكالة "أسوشيتد برس AP" أن لديها "سياسة راسخة تقتضي عدم النشر المتعمد للصور المستفزة"، ومن ضمنها صور الرسومات الخاصة بالنبي محمد. وكان لصحيفة "نيويورك تايمز New York Times" موقف خاص، إذ ذكرت أنها ستكتفي بشرح محتويات الصور، بينما قالت شبكة "إن بي سي NBC" الإخبارية إنها ستمتنع عن بث "عناوين أو رسومات قد تعتبر مسيئة أو ذات طبيعية حساسة". ومن بين وسائل الإعلام التي اتخذت قرارات مماثلة شبكات "CNBC" و"MSNBC" و"ABC"، وكذلك "هافينغتون بوست Huffington Post"، و"بيزنيس إنسايدر Business Insider". وبالمقابل فمن أوروبا إلى أستراليا، نقلت العديد من صحف العالم الصفحة الأولى لهذا العدد الاستثنائي الذي أعد في مكاتب صحيفة "ليبيراسيون" اليسارية الفرنسية التي احتضنت من تبقى من أسرة "شارلي إيبدو". من ناحية أخرى، ندد الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين بإعادة نشر صحيفة شارلي إيبدو رسوما أخرى للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، وقال إن ذلك ليس من العقل ولا المنطق ولا الحكمة. وأضاف الاتحاد في بيان له أن إعادة نشر رسوم مسيئة هي تصرفات رعناء تساعد المتطرفين وتعطيهم المصداقية بأن الغرب أو غير المسلمين ضد الإسلام ورسوله وضد المسلمين. وبدوره، قال المفتي العام للقدس والديار المقدسة، اليوم، إن إعادة نشر رسوم مسيئة للنبي محمد عليه الصلاة والسلام "تؤجج مشاعر الحقد والبغضاء والكراهية بين الناس". ومن جانبها، نددت إيران بنشر الصحيفة الفرنسية رسما جديدا للنبي الكريم على الصفحة الأولى من عددها الجديد، معتبرة أن الرسم "يسيء إلى مشاعر المسلمين". ولم يصدر أي بيان عن زعماء وقادة وملوك الدول العربية يندد بالرسومات المسيئة للنبي الكريم، خصوصا بالنسبة لهؤلاء الذي شاركوا في "مسيرة باريس". وفي تطور آخر، تبنى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الهجوم على صحيفة "شارلي إيبدو"، مؤكدا أن التنفيذ كان بتخطيط وتمويل من قيادة التنظيم، وبأمر من زعيمه أيمن الظواهري. وأعلن التنظيم في مقطع فيديو بث على موقع "يوتيوب" مسؤوليته عن الهجوم على صحيفة شارلي إيبدو الساخرة وقال إنه شنه للثأر بعد إساءة الصحيفة للنبي محمد.