نشرت : المصدر موقع الكلم الطيب الخميس 26 فبراير 2015 17:17 فتقول : وعليك السلام يا بُنَيَّ ورحمة الله وبركاته . فيقول : رحمك الله كما ربيتني صغيرًا . فتقول : رحمك الله كما بررتني كبيرًا . وإذا أراد أن يدخل صنع مثله . 2- وعن عائشة رضي الله عنها قالت : كان رجلان من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أبرَّ من كانا في هذه الأُمَّة بأُمِّهما : عثمان بن عفان، وحارثة بن النُّعمان رضي الله عنهما . فأمَّا عثمان فإنه قال : ما قدرت أن أتأمل أُمِّي منذ أسلمت . وأمَّا حارثة فإنه كان يُفلِّي رأس أُمَّه، ويطعمها بيده، ولم يستفهمها كلامًا قطُّ تأمر به، حتى يسأل من عندها بعد أن يخرج: ماذا أرادت أُمِّي ؟! 3- وكان أبو هريرة رضي الله عنه يحمل أُمَّه إلى المرفق "الكنيف" ويُنزلها عنه، وكانت مكفوفة . 4- وعن ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً من الأعراب لقيه بطريق مكة، فسلَّم عليه عبد الله بن عمر وحمله على حمار كان يركبه، وأعطاه عمامة كانت على رأسه . قال ابن دينار : فقلنا له : أصلحك الله ! إنهم الأعراب، وهم يرضون باليسير ، فقال عبد الله بن عمر : إنَّ أبا هذا كان ودًّا لعمر بن الخطاب رضي الله عنه، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "إنَّ أبرَّ البرِّ صلة الولد أهل ودِّ أبيه".رواه مسلم. 5- وعن أبي بُردة قال : قدمت المدينة، فأتاني عبد الله بن عمر فقال : أتدري لِمَ أتيتك ؟ قال : قلت : لا ، قال : سمعت رسول الله يقول : "من أحب أن يصل أباه في قبره، فليصل إخوان أبيه بعده" وإنه كان بين أبي -عمر- وبين أبيك إخاءٌ وودٌّ، فأحببت أن أصل ذلك ". رواه ابن حِبَّان وحسَّنه الألباني. 6- قال المأمون : لم أرَ أبرَّ من الفضل بن يحيي بأبيه، بلغ من برِّه بأبيه أن يحيي كان لا يتوضأ إلا بالماء الحارِّ، وكانا في السجن معًا، فمنعهما السجَّان من إدخال الحطب في ليلة باردة، فقام الفضل حين أخذ يحيي مضجعه إلى قمقم -إناء صغير من نحاس- كان بالسجن، فملأه بالماء، وأدناه من المصباح، فلم يزل قائمًا وهو في يده حتى أصبح . وحُكي أن السجَّان فطن لحيلة الفضل في تسخين الماء لأبيه، فمنعهما من المصباح في الليلة القابلة، فأخذ الفضل الإناء مملوءًا معه إلى فراشه، وألصقه بأحشائه، حتى أصبح وقد فتر الماء . 7- وكانت حفصة بنت سيرين تترَّحم على ابنها هذيل وتقول : كان هذيل يعمد إلى القصب، فيقشره ويجففه في الصيف، لئلاَّ يكون له دخان، فإذا كان الشتاء جاء حتى قعد خلفي وأنا أُصلِّي، فيوقد وقودًا رفيقًا، يُنالني حرُّه، ولا يؤذيني دخانه، وكنت أقول له : يا بُنيَّ ! اذهب الليلة إلى أهلك فيقول : يا أُمَّاه ! أنا أعلم ما يريدون، فأَدَعه، فرُبَّما ظلَّ كذلك حتى الصباح . وكان يبعث إليَّ بحَلْبة الغداة، فأقول : يا بُنيَّ! تعلم أني لا أشرب نهارًا، فيقول : أطيب اللبن ما بات في الضرع، فلا أحبُّ أن أُوثر به أحدًا عليك، فابعثي به إلى من أحببت . فمات هذيل، فوجدت عليه وجدًا شديدًا، وكنت أجد مع ذلك حرارة في صدري لا تكاد تسكن. قالت : فقمت ليلة أُصلِّي، فاستفتحت النحل، فأتيت إلى قوله تعالى : "مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ" فذهب عني ما كنت أجد .