نشرت : السبت 09 مايو 2015 14:35 ولكن القطريين أنفسهم يرون في مونديال 2022 وسيلة أكثر منه غاية حيث يمثل مشروع "قطر 2030" كلمة السر في الاستعدادات الجارية حاليا والتي بدأت كثير من ملامحها في الظهور في أعقاب فوز قطر بشرف استضافة المونديال الكروي. ولهذا يعتبر المنظمون في قطر أن مونديال 2022 بمثابة خطوة مهمة على طريق بناء مشروع "قطر 2030" ورؤية قطر الوطنية التي تعتمد على أربعة محاور يأتي في مقدمتها التنمية البشرية من خلال تطوير وتنمية سكان قطر تمهيدا لبناء مجتمع مزدهر. كما تتفق المحاور الثلاثة الأخرى وهي التنمية الاجتماعية والاقتصادية والبيئية مع سير العمل في الاستعدادات للمونديال القطري. ولهذا ، يرى الكثير من أبناء الدوحة أن المونديال القطري إلى جانب كونه أحد الأهداف التي تسعى من خلالها قطر إلى إبهار العالم فإنه يمثل وسيلة أيضا لتحقيق مشروع "قطر 2030" والإسراع في انجاز مشروعاته التي كانت في طريقها إلى حيز التنفيذ حتى وإن لم تفز الدوحة بحق استضافة المونديال، مما قد يعنى تحقيق معظم اهداف المشروع قبل سنوات من حلول الموعد المحدد له وهو عام .2030 ومثلما أكد من قبل ، كرر حسن الذوادي رئيس اللجنة العليا للمشاريع والإرث مؤخرا وعلى هامش اجتماعات الاتحاد العربي للصحافة الرياضية في الدوحة أن الاستدامة هي العنصر الأساسي في عمل اللجنة وأن الهدف الذي تحرص عليه في مشروعات البطولة والبنية الأساسية وكذلك المشروعات المعاونة لها هو ترك إرث لقطر وأجيالها القادمة. وقال الذوادي "سنواصل العمل الجاد بالتعاون مع جميع شركائنا لتجهيز كافة مشروعات البني الأساسية التي تضمن استضافة بلادنا لبطولة تاريخية لكأس العالم للمرة الأولى في الشرق الأوسط". والحقيقة أن المنظمين في قطر لا يهدفون إلى تنظيم بطولة ناجحة فحسب وإنما يسعون إلى أن تكون البطولة العالمية خطوة جديدة على طريق الترويج لبلادهم في شتى المجالات بما فيها المجال الثقافي والسياحي والتعليمي وكذلك مجالات النقل والمواصلات. ويظهر الاهتمام بهذا من خلال عدد من المشروعات التي جرى تنفيذها بالفعل أو قاربت قطر على الانتهاء منها. ويأتي في مقدمة هذه المشروعات مترو الدوحة الذي ينتظر أن يشهد أربعة خطوط وأن يقترب إجمالي طوله نحو 300 كيلومتر مقسمة على نحو 100 محطة توقف علما بأن 61 محطة منها تحت الإنشاء حاليا بطول إجمالي يبلغ أكثر من 160 كيلومترا فيما يتوالى في السنوات المقبلة تنفيذ باقي المراحل. ويراعي المصممون والمنفذون للمشروع في أن يكون هذا المترو على أحدث التقنيات العالمية لأنه سيخدم البطولة العالمية كما سيصبح إرثا للدولة لخدمة الأجيال القادمة. كما يقف حي كتارا الثقافي في الدوحة كأحد العناصر الأساسية التي تعتمد عليها قطر في ترك إرث ثقافي للأجيال المقبلة والترويج الثقافي قبل وخلال وبعد مونديال 2022 حيث يمثل حيا ثقافيا لتدعيم الحركة الثقافية والإبداعات الفنية في قطر إلى جانب كونه ملتقى للمثقفين والفنانين ومركزا للندوات والمعارض الفنية والثقافية. ويضم الحي مسرحا مكشوفا وعدد ا من الاستديو هات الفنية وجامع كتارا الكبير وأكاديمية للموسيقى ومركزا ثقافيا ومتحفا للطوابع إضافة لإذاعة صوت الخليج والجمعية القطرية للتصوير الضوئي ومجلس الشعراء. كما يضم الحي عددا من المطاعم ذات الثقافات والألوان المختلفة سواء في الأطباق التي تقدمها أو في أجواء هذه المطاعم مما يجعل هذا الحي هدفا للعديد من زائري قطر ولهذا يتم التخطيط لتوسعة الحي من أجل خدمة الزائرين والمشجعين خلال فترة المونديال. وإلى جانب المترو وحي "كتارا" الثقافي ، فرضت جزيرة "بنانا" نفسها كمقصد مهم ينتظر أن يخطف الأضواء خلال مونديال 2022 بفضل ما يضمه من خدمات ترفيهية وعلاجية وصحية وسياحية. وافتتح هذا المنتجع ، الذي استغرق العمل فيه 18 شهرا ، في مطلع العام الحالي وذلك على جزيرة بنانا الشهيرة والتي تقع على بعد أقل من نصف ساعة يقطعها الزائرون بحرا من الدوحة إلى مكان الجزيرة التي تبلغ مساحتها نحو 160 ألف متر مربع. وتضم الجزيرة عددا من الشاليهات الفارهة والغرف الفندقية والمطاعم والملاعب والمراكز الترفيهية وناديا لتعليم الغطس ومركزا لرياضة التزلج على الماء وأحواض سباحة بخلاف النادي صحي وقاعة للاحتفالات.