أكد السيد حسن الذوادي المدير التنفيذي لملف قطر لاستضافة كأس العالم 2022 على قدرة قطر على استضافة الفعالية الكبرى في العالم، وإنجاح التنظيم الذي سيكون متميزا ومشرفا لكل العرب. وقال الذوادي خلال لقاء بجامعة قطر حضره جمع غفير من الطلبة: إن الإعداد للملف بدأ منذ شهر مارس ,2009 حيث تم تقديم أوراق اعتماده للاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا». وأضاف أمام حشد الطلاب: «إن المسؤولين إبان تلك الفترة تساءلوا مع أنفسهم سؤالين، الأول: هل نحن جادون حقا في خوض هذه المنافسة؟ وكان الجواب تلقائيا: نعم نحن جادون وسنسعى حتما للفوز، والسؤال الثاني الذي دار في الأذهان: هل نحن قادرون على الفوز ومنافسة مجموعة من الدول القوية ذات الخبرة والباع الكبير في استضافة البطولات الكبرى؟ وأيضا كان الجواب بيقين تام وإيمان حقيقي: نعم نحن قادرون على فعل ذلك». وتحدث السيد الذوادي خلال الندوة المفتوحة -بحضور سعادة الدكتورة شيخة بنت عبدالله المسند رئيسة جامعة قطر، والدكتورة شيخة بنت جبر آل ثاني نائبة رئيسة الجامعة للشؤون الأكاديمية، وأعضاء من هيئة التدريس، وموظفين وطلاب- عن الملف القطري وطموحاته وحظوظه في الفوز، وأشار إلى أن الرحلة كانت طويلة، ولا تزال مستمرة، وعبر الملف خلالها عدة محطات، ومر بأيام جميلة، لكنه أيضا واجه صعوبات، وفي كل محطة منها كنا نوصل رسالتنا للعالم بشكل واضح أن قطر قادرة على استضافة البطولة. وقال الذوادي: إن دولة قطر والقائمين على الملف استطاعوا أن يحولوا ما يراه البعض نقاط ضعف في الملف إلى نقاط إيجابية، مثل ما يتعلق بصغر مساحة الدولة أو المناخ في فترة الصيف.فبالنسبة للموقع الجغرافي لدولة قطر، فوجود قطر في قلب منطقة الشرق الأوسط يسهل على جماهير الكرة وعشاقها من شتى أصقاع العالم، الوصول إلى قطر ومتابعة البطولة عن كثب، كما يساعد الموقع الجغرافي على تغطية مناطق شاسعة من خلال البث التلفزيوني، فموقع قطر يسمح لنحو 3 مليارات شخص بمتابعة البطولة. أما ما يتعلق بمساحة الدولة، فقال الذوادي: بداية فإن البنية التحتية في قطر ممتازة، وهناك خطوات كبيرة في الطريق من بينها مشروع المترو، الذي سيربط بين الملاعب المختلفة، التي ستستضيف المباريات. وبالنسبة لصغر حجم مساحة الدولة فإننا نرى ذلك بشكل إيجابي تماما، فالجمهور لن يكون مضطرا للسفر والتنقل من مدينة لأخرى لمتابعة فريقه المفضل، بل سيستقر في مكان واحد، ومنه ينطلق لمتابعة المباريات عبر مسافات قصيرة، مما يوفر الجهد والمال على الحضور، كما سيتيح الفرصة أمام عشاق الكرة لمتابعة أكثر من مباراة في اليوم الواحد. وكذلك الحال بالنسبة للاعبين والفرق المشاركة، فلن يضطروا للتنقل من مقر إقامتهم والانتقال إلى مكان آخر مع كل مباراة، بل سيستقر في مقر إقامته، وسيركز على مبارياته الرياضية، وسيساهم ذلك في تقديم مستويات كروية أفضل. وخصص الذوادي جانبا من كلمته للتحدث حول الملاعب التي ستستضيف المباريات، فقال: «للفيفا متطلبات خاصة، فعلى الملاعب التي تستضيف الأدوار الأولى أن تكون بسعة 40 ألف متفرج، أما مباريات نصف النهائي فيجب أن تقام في ملاعب ذات سعة 60 ألف متفرج، في حين يجب أن يكون ملعب المباراة النهائية قادرا على استضافة 80 ألف متفرج». وأضاف الذوادي: «كان من المهم بالنسبة لنا عدم إنشاء مبان رياضية قد لا تتم الاستفادة منها بشكل كامل بعد البطولة، فالسعة المعقولة التي يتطلبها الدوري القطري تقدر بحوالي 25 ألف متفرج، لذلك كانت فكرتنا المتعلقة ببناء الملاعب بسعة 25 ألف متفرج، وإكمال متطلب الفيفا من خلال الاستعانة بمدرجات مؤقتة متحركة، تستخدم في فترة البطولة فقط، وسنتفادى وجود ملاعب لا تستخدم». وبابتسامة قال الذوادي: طبعا كان أهم سؤال يطرح علينا في أي لقاء، وماذا عن حرارة الجو في صيف الدوحة اللاهب، وهل يشكل ذلك عائقا؟ وطبعا السؤال مبرر، لكن الإجابة طبعا مبتكرة، فكانت تقنية تبريد الملاعب الجديدة، والجميع شاهد بلا شك الجيل الأول من أجهزة التبريد التي تستخدم في نادي السد الرياضي، وبالنسبة للتقنية التي تستخدم في تبريد ملاعب كأس العالم فيعد الجيل الثاني من أجهزة التبريد صديقا للبيئة، وذلك عبر استغلال الطاقة الشمسية، واستخدام عدد من التقنيات المتوفرة في العالم، لكنه لم يسبق أن تم دمجها مع بعض في إطار آلة واحدة عملاقة، وهذه التقنية من الممكن أن تتطور مع الوقت خلال 12 عاما، أي وقت البطولة، ويمكن تطبيقها في مرحلة لاحقا في الأماكن العامة، مثل الحدائق أو كورنيش الدوحة. وقال السيد حسن الذوادي المدير التنفيذي لملف قطر 2022: ملفنا ملف قطري وعربي وشرق أوسطي، حيث إنها ستكون المرة الأولى التي ستستضيف فيها المنطقة بطولة بحجم كأس العالم، وإذا تم التخطيط بشكل جيد، وسخرنا الجهود بالشكل المطلوب، ووضعنا خططنا لذلك، فإن هذه الاستضافة ستكون لها تأثيرات إيجابية على الصعيدين الاجتماعي والاقتصادي، وأيضا السياحي وفي مجال البنية التحتية. ويضيف الذوادي: وقطر حقيقة ليست غنية بمواردها الطبيعية فحسب، بل بطاقاتها البشرية وبالجيل الجديد الذي سيكون في موقع المسؤولية عند استضافة البطولة، خاصة مع ما نشهده من نهضة تعليمية في دولتنا على كافة المستويات، ودائما ننظر لتجربة برشلونة 92 كتجربة ملهمة، فبرشلونة كانت مدينة عادية قبل استضافة الأولمبياد في ,1992 لكن من خلال الاستعداد لحدث الاستضافة، قامت بتطوير المدينة بشكل كامل، وتم تسويق برشلونة كمدينة عالمية، ووضعت نفسها على الخارطة السياحية. واعتبر السيد الذوادي أن الرهان على الفوز بات اليوم أكبر من السابق، وأن قطر قدمت ملفا متكامل الجوانب وقابلا للتطبيق على أرض الواقع، أما بالنسبة للتنظيم فالأكيد أنه سيكون في مستوى طموحات الجماهير التي ستحضر الفعاليات، وتجربة تنظيم الآسياد شاهدة على دقة التنظيم وجمالية الاحتفاليات.