نشرت : المصدر البلاد الجزائرية السبت 30 مايو 2015 11:24 قوات الأمن المشتركة تشتبك مع جماعة إرهابية في الأخضرية بالبويرة أفادت مصادر أمنية عليمة أن أمير التسليح في مجموعة "جند الخلافة" الموالية لتنظيم "داعش" سلم نفسه لقوات الجيش الوطني الشعبي رفقة عنصرين آخرين بعد حصار دام عدّة أيام في منطقة الأخضرية بالبويرة. وقالت المصادر إن الثلاثة قدّموا ترسانة من الأسلحة الثقيلة كانت بحوزتهم في أعقاب مفاوضات أدارها قادة عسكريون ميدانيون. وكشفت التحقيقات الأولية مع "التائبين" عزمهم الاستفادة من قانون السلم والمصالحة الوطنية. في حين أكدّوا أن الأمير الوطني الجديد لتنظيم "جند الخلافة"، خرزة بشير المكنى بعثمان العاصمي، كان يدبّر لهحوم إرهابي كبير في الجزائر العاصمة وشرع في التحضير له خلال اجتماع أمراء ومسؤولي الكتائب والسرايا بالتزامن مع العملية العسكرية الضخمة التي باغتتهم بها قوات الأمن المشتركة في منطقة فركيوة قبل أكثر من أسبوع". وذكرت اعترافات مسؤول التسليح في التنظيم الارهابي المدعو أبوعدنان، نقلا عن مصادر أمنية أن "عثمان العاصمي كان يرغب من خلال تزعمه للاجتماع المذكور التدبير لاستهداف مرفق حكومي حيوي قد يكون مركزا أمنيا أو عسكريا على الأرجح، باستعراض قوته وإحداث صدى كبير لجماعته خلال شهر رمضان المقبل انتقاما لمقتل عبد المالك قوري ورفاقه نهاية العام الماضي للتأكيد على استمرارية الجماعة التي أعلنت ولاءها لتنظيم الدولة الإسلامية "داعش". ويأتي تسليم هؤلاء المسلحين لأنفسهم بعد أسبوع من إعلان وزارة الدفاع الوطني أن عملية عسكرية شاركت فيها قوات من ثلاث ولايات مجاورة للعاصمة هي البليدة والبويرة وبومرداس، "أدت إلى مقتل 25 إرهابيا، واسترجاع أسلحة وذخيرة". وبقدر ما تنحصر تحركات المجموعات الإرهابية في منطقة تعرف ب''معاقل'' التنظيم التقليدية، فإن حجمها يوحي بقدرة عناصر ‘'جند الخلافة'' على العودة للتحرك بشكل منظم وفي توقيت واحد مثلما بينته التهديدات لورشات أشغال الشركات الأجنبية بشكل خاص، رغم محاولات الحصار المكثف منذ الخريف الماضي. وربما يكون التنظيم قد أعاد بعض الترتيب على مستوى قيادات السرايا والكتائب خلفا لقيادات سابقة سقطت تباعا بفضل عمل مستمر لقوات الجيش في سياق ‘'استهداف القيادات''. وتشتغل قوات الجيش على تحضير ترسانة بشرية ومادية تؤدي مهام التمشيط، حيث تعرف منطقة القبائل هدوء نسبيا منذ شهور، مع تواجد مكثف لقوات الجيش التي تعمل على الحفاظ على هذا الهدوء، بعد عملية عسكرية كبيرة نفذت في عمق جبال البويرة وبومرداس والبليدة وبجاية. وتابعت المصادر أن مناطق جبلية بالأخضرية في البويرة تشهد حاليا عمليات تمشيط بالغابات، وصولا إلى القادرية التي تعرف بتحركات الجماعات الإرهابية على مستواها، وصولا إلى غابة أمشدالة وجهة بني يخلف ولالا أم السعد والكروم، وهي المناطق التي تعرف عمليات تمشيط واسعة النطاق منذ أيام وقصف بالمدفعية، على خلفية رصد تحركات مشبوهة مؤخرا بالمنطقة. وقالت مصادر محلية إنّ قوات الجيش اشتبكت ليلة أول أمس مع جماعة إرهابية بين حدود عمال والأخضرية بالبويرة، ولم تردنا حصيلة مؤكدة حول العملية العسكرية. ووصفت العمليات الحالية التي تقودها هيئة القوات الخاصة بأنها الأكبر من نوعها منذ شهور، حيث يعتقد أن قوات الجيش الوطني تحاصر قادة إرهابيين من "جند الخلافة" أو تنظيم "القاعدة". ويقود الهجوم ضباط في الجيش بمساعدة معلومات يوفرها لهم"تائبون" من التنظيم سلّموا أنفسهم إلى السلطات. ويشرف نائب وزير الدفاع الفريق قايد صالح شخصيا على متابعة العمليات انطلاقا من خلية خاصة تتولى متابعة الأوضاع الميدانية بدقة، ونُقل عن قيادات في الجيش أنه انتقل قبل أيام إلى مناطق مختلفة في الجزائر في زيارات تندرج في إطار معاينة "مخطط مكافحة الإرهاب" الذي يتضمن إعادة انتشار قوات الجيش في مناطق عدة استجابة لتقارير أمنية تفيد بجود تحركات إرهابية.