باشرت قوات الجيش المدعمة بفرق متخصصة في مكافحة الإرهاب عمليات قصف مكثفة شملت المناطق الحدودية بين ولايتي بومرداس والبويرة إلى جانب عمليات تمشيط واسعة امتدت إلى أعالي جبال عمال لملاحقة إرهابيين يرجح تسللهم إلى المنطقة. أفادت مصادرنا أن قوات الأمن المشتركة ركزت اهتمامها على منطقة عمال وبني عمران الواقعة غرب الأخضرية بالبويرة، بعد حصولها على معلومات تفيد بتواجد عناصر إرهابية بها تسللت إلى معاقلها هربا من المضايقات الأمنية بعدة مواقع على غرار بوطهر بسي مصطفى التي تمكنت قوات الجيش من تمشيطها ومنع الإرهابيين من المكوث بها، حيث قصفت المواقع المشبوهة خاصة على مستوى منطقة الواد الواقع بين قريتي صوحانة وبني خليفة والتي تتواجد بها كازمات تعود إلى التسعينيات، حيث تمكنت الجماعات الإرهابية من إخفائها مدة من الزمن تتعدى خمس عشر سنة قبل أن تكشف قوات الجيش أمرها قبل أشهر وعثرت بها على عتاد ومؤونة. ورجحت مصادرنا أن العملية العسكرية التي باشرتها قوات الجيش قبل يومين أدت إلى تدمير مخابئ جديدة للإرهابيين الذين لم يتمكنوا من إعادة ترتيب البيت، حيث لا تزال القيادات التي تم الإعلان عنها مؤقتا تتزعم الجماعات الإرهابية، وعجزت قيادة التنظيم الإرهابي عن العثور على بديل ل«حبيب مراد» المدعو «نوح» الذي قضت عليه قوات الجيش أشهرا فقط بعد توليه قيادة كتيبة الأرقم. وتعيش الجماعات الإرهابية أسوء أيامها بعد الحصار الأمني الشديد الذي فرض عليها خلال هذا الشهر، حيث اضطروا بعد الضربات الموجعة التي تلقوها خاصة على مستوى العمل الاستعلاماتي والذي مكن الأجهزة الأمنية في عملية نوعية من توقيف ستة عناصر متورطين في دعم الجماعات الإرهابية المتواجدة في منطقة القبائل انطلاقا من العاصمة، واضطروا إلى تغيير تسمية الكتائب التي أضحت محدودة العناصر على غرار كتيبة الأرقم التي أصبحت تسمى «جند الارقم» والتي اقتصر عدد عناصرها على حوالي 11 إرهابيا، في حين تناقص عدد عناصر «جند الأنصار» إلى أقل من ذلك، الأمر الذي جعل أمير التنظيم الإرهابي «عبد المالك درودكال» المدعو «أبو مصعب عبد الودود» إلى إرسال مقربيه إلى المنطقة أكثر من مرة في محاولة لتنظيم صفوفه. للإشارة لا تزال قوات الجيش تقوم بعمليات تمشيط في عدة مناطق خاصة على الحدود بين البويرة وبومرداس.