بعد المأزق الذي وضعت فيه جمعية الخروب نفسها بهزيمتها أمام مولودية الجزائر، عادت الجمعة الماضي لتصحح أوضاعها بتجاوز شبيبة القبائل، حيث استعادت بهذا الفوز كامل حظوظها في ضمان البقاء في بطولة القسم الأول للمرة الثالثة على التوالي. ورغم أن المهمة لن تكون سهلة إلا أنه وبالنظر إلى الرزنامة المتبقية نجد أن «لايسكا» أفضل من معظم الفرق المهدّدة بما فيها التي توجد في مرتبة أفضل منها في الوقت الحالي، على غرار مولودية العلمة وشباب باتنة، بالإضافة إلى ثلاثي منطقة السقوط المكوّن من البليدة، النصرية ومولودية باتنة. الهزيمة أمام المولودية جعلت طريق البقاء أطول فقط وكانت الإحصائيات التي تطرقنا إليها قبل ثلاثة أسابيع تؤكد أن بقاء جمعية الخروب في بطولة القسم الأول أمر مفروغ منه وسيحسم مبكرا إذا ما عرف أشبال آيت جودي التفاوض جيدا مع مولودية الجزائر وشبيبة القبائل. ولكن «لايسكا» أخطأت في اللقاء الأول وجعلت طريقها إلى ضمان البقاء مرهقا، ومع ذلك فإن كل شيء يبقى بأرجل لاعبيها، وما عليها إلا تسيير المقابلات المتبقية بالطريقة الصحيحة وعدم التعثر مرّة أخرى، لأنه لو حدث ذلك فإن «لايسكا» ستجد نفسها في وضعية صعبة جدا ومن الصعب تجاوزها بسلام. النصرية و»البوبية» خارج الحسابات وقبل الحديث بالتفصيل عن حظوظ «لايسكا» وبقية الفرق المهدّدة، فإنه أصبح من نافلة القول تأكيد سقوط النصرية ومولودية باتنة، ولو أن الحسابات لم تعدم أي فريق حتى الآن، فإذا كانت «البوبية» أصبحت في حكم أول فريق سيلعب الموسم القادم في القسم الثاني بالنظر إلى ما حققه حتى الآن ومستواه المتواضع، فإن وضعية النصرية قد لا تختلف كثيرا، على أساس أن الفريق العاصمي لا يملك إلا (17ن) وإذا ما حقق نتائج ممتازة في اللقاءات القادمة، فإنه سيجني (18ن) وذلك بالفوز باللقاءات ال6 المبرمجة في العاصمة، بما فيها لقاءي 20 أوت وبولوغين أمام بلوزداد واتحاد العاصمة، وبذلك سيرتفع رصيد النصرية إلى (35ن)، وهو رصيد لن يكون كافيا لضمان البقاء، وربما حتى في حال الفوز بلقاء العلمة لن تتمكن النصرية في تأمين مقعدها في القسم الأول. الفوز بلقاءات الخروب فقط قد لن يكون كافيا وإذا ما كانت المعطيات تشير إلى سقوط النصرية ومولودية باتنة، فإن الورقة الثالثة ستكون بين البليدة، العلمة، شباب باتنة وجمعية الخروب. وحسب الرزنامة فإن «لايسكا» ستستقبل 4 مرات رفقة البليدة وشباب باتنة مع ثلاث فقط للعلمة، وهذا بالتأكيد لا يمنح الأفضلية لجمعية الخروب، خاصة أن «الكاب» أفضل في الترتيب الحالي، كما أن النقاط الأربع التي تتقدّم بها العلمة ستعوضها عن فارق اللقاءات داخل الديار، ولهذا فإن الأفضلية الوحيدة الموجودة ستكون أمام البليدة، ولكن الفارق صغير جدا وهو نقطة واحدة، ما يعني أن البقاء لن يلعب داخل الديار ولكن خارجها. الرهان على النصرية والبرج ممكن خارج الديار ومع ذلك فإن كانت لقاءات الخروب لا تمنح الأفضلية المطلقة لرفاق الحارس بلهاني، فبإمكانهم تحقيق ذلك خارج الديار، خاصة من العاصمة عندما تواجه النصرية في الجولة ال30، وهذا إذا ما تأكد سقوط الفريق العاصمي، كما يمكن تحقيق نتيجة إيجابية في الجولة ال32 في البرج، ولهذا فإن التنقل الصعب الوحيد سيكون إلى باتنة أمام «الكاب» في الجولة ال28، وبالتالي فتضييع نقاطه لا يمكن أن يؤثر على حظوظ «لايسكا» في البقاء. «لايسكا» قادرة على إنهاء البطولة في وسط الترتيب وأكثر من ضمان البقاء فإن «لايسكا» قادرة حتى على إنهاء البطولة في مركز مريح في وسط الترتيب إذا استغلت جيدا المعطيات الكثيرة الموجودة، وذلك بالفوز باللقاءات التي ستلعب في الخروب أمام وداد تلمسان، مولودية وهران، العلمةوبجاية، مع الفوز خارج الديار أمام النصرية والبرج التي تعاني مشاكل كبيرة في الأسابيع الأخيرة، وإذا تحقق ذلك فإن آيت جودي وأشباله سينهون البطولة ب (47 نقطة)، وبالتالي التواجد في وسط الترتيب أو حتى مع فرق المقدمة، خاصة أن هناك فريقين فقط حققا هذا العدد من النقاط حتى الآن، وهما الرائد مولودية الجزائر ووفاق سطيف، وإذا ما حققته «لايسكا» بعد 7جولات تكون حققت رقما قياسيا، ولهذا فإن ذلك يعتبر رهانا كبيرا ليس من المستحيل الوصول إليه إذا أراد نايت يحيى ورفاقه ذلك. السقوط سيلعب بين العلمة، «الكاب» والبليدة ولعلّ ما يعطي «لايسكا» حظوظا كبيرة جدا لحجز مكان لها في بطولة القسم الأول للموسم الرابع على التوالي، أن الرزنامة تمنحها الأفضلية ليس على حساب البليدة فقط ولكن على حساب العلمة و»الكاب» أيضا، وإذا قمنا بعمليات حسابية لما يمكن أن تحققه هذه الفرق الثلاثة، وجعل مسيرتها مثالية بأن تفوز بكل لقاءاتها داخل الديار وتعود بنقاط أخرى من خارج القواعد، فإن «لايسكا» تبقى الأحسن. ف «الكاب» مثلا إذا فاز بلقاءاته الأربعة على ملعبه، وفاز أيضا ب «الداربي» أمام المولودية سيرتفع رصيده إلى (46ن)، خاصة أنه يبدو صعبا جدا عليه العودة بنقاط من بجايةوالعلمة. أما العلمة فيبدو أنه من الصعب عليها تحقيق نقاط بعيدا عن ملعبها على أساس أنها ستسافر إلى عنابة، البليدة، هران والخروب، وبالتالي ستنهي البطولة ب(42ن)، أما البليدة فإذا فازت بكل لقاءاتها داخل الديار مع فوز آخر من الحراش في الجولة الأخيرة ستصل إلى النقطة 43، وبالتالي يصبح الترتيب على النحو التالي: الخروب (47 نقطة)، «الكاب» (46 نقطة)، البليدة (43 نقطة) ثم العلمة (42 نقطة). «لايسكا» مطالبة بعدم انتظار الجولة الأخيرة رغم أنه حسابيا تبدو كلّ المعطيات في صالح جمعية الخروب، إلا أن على آيت جودي أن لا ينتظر حتى الجولة الأخيرة لتأمين البقاء، وهذا يمكن أن يحدث في حال خسارة «لايسكا» في البرج مثلا، لأن حتى في حال الفوز أمام النصرية، فإن رصيد الجمعية سيكون بعد الجولة ما قبل الأخيرة (41ن)، في حين سيكون رصيد العلمة (42ن)، ولهذا ستكون مضطرة إلى تحقيق الفوز إذا أرادت البقاء، ما يجعل لقاء الجولة الأخيرة «لقاء حياة أو موت»، وبالتالي سيكون اللاعبون تحت ضغط شديد قد يؤثر فيهم، ولهذا يبقى الفوز أمام النصرية والبرج ضروريا لتفادي مقابلة ‘'حربية'' أمام العلمة.