بعدما تطرّق اللاعب الدولي كريم مطمور إلى كل ما يتعلّق بالمنتخب الوطني ومشاركته الأخيرة في كأس إفريقيا وما ينتظره في كأس العالم القادمة، يواصل لاعب “مونشنغلادباخ” حديثه الطويل معنا ويخصّص الجزء الثاني لحياته الخاصة ونظرته للأشياء من منطلق تجربته الذاتية...... من سماك كريم؟ شقيقاتي هن من طلبن من والدايّ أن يطلقان عليّ إسم كريم، هذه هي الحكاية التي سمعتها، فكما تعلّم لم أكن قد ولدت بعد حتى أعرف حقيقة الأمر، وحتى عندما كنت في بطن أمي لم أسمع شيئا عن هذا الحديث (يضحك). لماذا شقيقاتك أصررن على تسمية كريم؟ لا أعرف بالضبط... أنا الأصغر في العائلة وإخوتي حتما سمّوهم الوالدين، بينما أرادت شقيقاتي المساهمة في تسمية آخر عنصر في العائلة. نحن لا نختار تسمياتنا وهو ما يجعل البعض غير راض عن إسمه، هل أنت راض عن تسميتك كريم؟ نعم، أنا سعيد بهذا الإسم وأشعر أنه يلائمني. عندما كنت صغيرا لديك عادات أكل خاصة تتعلّق بالحلويات. في الحقيقة كنت أعشق تناول الحلويات (ليبونبون) ولا يمر يوم دون أن أتناول فيه الحلوى. هذه العادة لم أتخلص منها إلى يومنا هذا، فلا زلت أعشق أكل الحلويات لكن بما يساعد الحمية الرياضية التي يجب أن أتبعها. ما نوع الحلويات الذي كنت تفضّل أكلها؟ لن أذكر “الماركة”، لكن يمكن أن أقول حلوياتي المفضّلة (les réglisses à la fraise)، هذا النوع لا يمكن أن أصمد أمامه حتى مع وجود الحمية، وفي بعض الأحيان آكله في الخفاء حتى دون علمي (يضحك)؟. بما أنك فقدت كيلوغرامين خلال “الكان”، يمكن أن تأكل الحلويات على راحتك الآن أليس كذلك؟ يجب أن لا أفرّط في أكلها كذلك، فأنا أفضل أن أربح كيلوغرامين من العضلات وليس من الحلويات. ما عدا “البيتزا”، ما هي المأكولات التي تتعارض مع الحمية الرياضية ولكنك تأكلها؟ “البيتزا”، ففي بعض الأحيان أتناولها بعد أن أخرج مرهق من المباريات لأني أعرف أنها لن تبقى في المعدة، ما يعني أنها لن تزيد من وزني، هذا رغم أنها ممنوعة علينا طيلة الأسبوع خاصة يوم المباراة. هل يمكن القول إن أكل “بيتزا” متبوعة بحلوياتك المفضّلة هو قمة السعادة بالنسبة لكريم؟ نعم هذا صحيح، لكن هذا يحدث بعد الفوز في اللقاءات، إأما عند الهزيمة فإن الطعام لا ذوق له وينزل بمرارة. هل أنت مثل باقي الرياضيين مرهق من الوجبات الرياضية المغذية؟ لا زلت صغيرا حتى أرهق من هذا الأمر، فلا زال مشوارا طويلا أمامي إن شاء الله وستتاح لي فرصة التعب من الأكل. صحيح أن روتين الحمية يرهق قليلا، لكني متعوّد على الأمر، فأنا آكل وجبة واحدة خلال التربصات وهي العجائن بمرق الطماطم، هذا هو الثمن الذي يجب دفعه حتى تكون رياضيا من المستوى العالي. لكن الرياضيين يمكنهم تناول الأرز والخضر الطازجة، هل تفضّل العجائن على الأرز؟ نعم هذا صحيح، أنا أفضّل العجائن على الأرز. ماذا عن اللحوم؟ وما هو نوع اللحوم الذي تفضله؟ قبل اللقاءات أفضّل اللحوم البيضاء أي الدجاج أو السمك، لكن بعد اللقاء ليس لدي نوع مفضّل ويمكن أن آكل اللحوم الحمراء بصفة عادية. عندما تكون مع العائلة، ماذا تفضّل؟ كل ما تطبخ الوالدة لذيذ ويعجبني، ولا أشترط أكلة معيّنة عندما أكون في منزل العائلة. ماذا عن الفواكه، ماذا تفضّل؟ آه، نعم أنا أفضّل الفراولة، وصراحة لا يمكن أن أتجاوز أكل الفراولة إنها الفاكهة المفضّلة لدي، ليس هذا فحسب بل أني أحب كل الأشياء بنكهة الفراولة، على غرار الحلويات أو “الياغورت”. إذن لهذا قلت إنك تحب حلوى “الفريزة”؟ نعم بالضبط، لم أقل حلوى فقط بل حلوى الفريزة، فلا يمكن أن تتصوّروا كم أعشق الفراولة. ما هي أجمل هدية قدمت لك؟ إنها كرة قدم قدمت لي عندما كنت في السادسة من عمري، ولم ألمسها أبدا. لماذا؟ كنت أتمنى من كل قلبي أن يكون لدي كرة قدم، وألعب بها ويوم منحت لي خفت أن تتلطخ أو تتمزق، لذلك فضّلت عدم اللعب بها، فلم أرد أن تتغيّر عن الحالة التي كانت موجودة عليها، ومن شدة جمالها كنت أبقى أنظر فيها فقط، وقد خبأتها في إحدى خزاناتي وهي موجودة هناك إلى حد الآن. إذن، كيف كنت تلعب بما أنك لم تستعمل تلك الكرة؟ في الحقيقة مُنحت كرتان، الجديدة والجميلة لم ألمسها ولم يلمسها أحد وهي موجودة إلى حد الآن في بيتنا في ستراسبورغ، والثانية كنت ألعب بها. لقد ولدت في هذه المدينة وترعرعت فيها، متى عرفت أنك جزائري رغم ولادتك بفرنسا؟ لم أكن بحاجة لأعرف ذلك في وقت معيّن، لأني جزائري وتربيت على الطباع الجزائرية، فكل تفكيري يقودني إلى أني جزائري. صحيح أني ولدت في فرنسا، لكن كل عائلتي وإخوتي ولدوا بتيارت ما عدا أنا وشقيقي ولدنا بفرنسا، لهذا فقد ترعرعت على الطريقة الجزائرية وتربيت على حب الجزائر، إضافة إلى أننا كنا نقطن في حي توجد فيه الكثير من الجالية الجزائرية ولم أشعر يوما أني غير جزائري. هل تتحدث العربية قليلا؟ ليس جيدا، أنا أعترف بذلك... والدايّ يتكلمان العربية جيدا وكل إخوتي وأخواتي، ما عدا أنا الذي لا يحسن الحديث بالعربية. فبصفتي أصغر فرد في العائلة فقد تعوّد كل أفراد الأسرة على مخاطبتي بالفرنسية، ما عدا أبي الذي خاطبني دائما بالعربية وهو ما يعني أني أفهم العربية لكن لا أتحدثها جيدا. متى كانت آخر زيارة لك إلى تيارت؟ آه منذ مدة طويلة... آخر مرة زرت فيها تيارت كنت صغيرا حيث ذهبت في رحلة مع العائلة أيام العطلة ومن يومها لم أعد إلى هناك. إنه مشروع يبقى في ذهني كل وقت. رغم أنه كان من المفترض أن تذهب إلى هناك في العطلة الشتوية مع والدك، أليس كذلك؟ هذا صحيح، لكن الوقت لم يسمح لي بذلك. فمع كل التزاماتي مع فريقي والوقت الضيق، إضافة إلى انشغالي بمباريات المنتخب الوطني، ومع المشاريع الدعائية لم أجد وقتا كافيا للذهاب إلى هناك، لكني أقسمت على نفسي بضرورة الذهاب إلى هناك في أقرب فرصة تتاح لي. هل تعرف أن تيارت منطقة معروفة بخيولها الأصيلة؟ نعم، لقد قيل لي ذلك، أتذكر أنه يوما ركبت حصانا عندما كنت صغيرا في ستراسبورغ، إنها ذكرى جميلة جدا أتذكرها جيدا، حتى أني أعرف أن الحصان الذي ركبته من نوع من الأحصنة الصغيرة. عندما تذهب إلى تيارت، هل تريد أن تعيد الكرّة بركوب الحصان؟ لمَ لا، سأكون فخورا بذلك، نعم إنه أمر يهمني كثيرا وأتمنى القيام به. ماذا عن السيارة التي تملكها، هل هي سيارة أحلامك، أم أنك اقتنيتها لأنها سيارة مموّل مونشنڤلادباخ؟ لنقل إنها ليست سيارة أحلامي، لكن هذا ليس مشكلا بالنسبة لي، أنا أمتلكها منذ سنتين وهي تلائمني، فهي سيارة والمهم أنها تنقلني من الملعب إلى المنزل. ما هي إذن سيارة أحلامك؟ أفضل أن أتركها في أحلامي، خاصة أني لا أريد أن أقوم بالإشهار المجاني. هل تفكر في اقتنائها في نهاية مشوارك الرياضي؟ لماذا أنتظر نهاية مشواري من أجل اقتنائها؟ أفكر في إشترائها قبل ذلك بكثير، وفي أقرب وقت ممكن. ربما بمناسبة صفقة انتقالك القادمة؟ (يضحك)، لماذا أنتظر صفقة انتقالي، سأشتريها عندما يحين الوقت. كنت قد صرحت على صفحات “الهدّاف” أنك تريد اللعب إما في انجلترا أو في اسبانيا، ما هو البلد الذي تريد العيش فيه؟ اسبانيا دون أي تردد. إنه البلد المفضّل لدي وأقضي فيه معظم عطلاتي الصيفية، هناك العديد من الأشياء تعجبني في هذا البلد، الشمس، البحر والناس طيبون ولطفاء... إنه بلد يشبه الجزائر كثيرا. إذن لو تتاح لك فرصة اللعب في أحد أندية “الليڤا” الاسبانية ستقبل العرض على الفور؟ نعم، اسبانيا أصبحت وجهتي الوحيدة لقضاء العطلات. الى متى تعود سفريتك الأخيرة الى هناك؟ الصيف الماضي، قضيت عطلتي هناك... إنه المكان الوحيد الذي أجد فيه راحتي وبعيدا عن الضغط، فأنسى التدريبات، اللقاءات وكل ذلك. ربما لأنكم غير معروفين هناك وبإمكانكم العمل بكل راحة بالإضافة إلى ابتعادكم عن المعجبين، ما رأيك؟ هناك بعض الشيء من هذا القبيل.. وعلى كل حال فهو بلد أجد راحتي فيه كثيرا. بما أنكم تبحثون عن الأماكن الهادئة والبعيدة فلأنكم تريدون التواجد بعيدا عن المكان الذي لديكم فيه شعبية كبيرة، أليس كذلك ؟ الشعبية الكبيرة والشهرة لديها فوائدها بطبيعة الحال لكن لديها سلبياتها كذلك، وأنا من جهتي لست من الذين يبحثون ويركضون وراء الشهرة ولكن لا أرفضها في الوقت نفسه لأنها ثمرة النجاح، وحسبما أعرفه فإن هذه الشهرة التي تتحدّث عنها لم تغيّر فيّ أي شيء، واسأل الذين يعرفونني منذ الصغر يمنحوك الجواب نفسه، وهو أنني بقيت دائما كما أنا وأحمل ملامح البراءة على الأقل (يضحك)... ولكن أليس متعبا بعض الشيء لمّا تريد تلبية طلبات كل المعجبين خاصة في الجزائر؟ أريد أن أفكر في هذه النقطة من الجانب الإيجابي فأنا من الذين يحبذون أن يكون الفرد محبوبا كثيرا في بلاده ولدى أبناء وطنه الحبيب، لكن المشكل يطرح لما تجد أمامك حشدا كبيرا من المحبين ويريدون كلهم أخذ صورة معك وأخذ كذلك أوتوغرافات، وأنت لا يمكنك تلبية كل ذلك لأن إرضاء الجميع غاية لا تدرك. وعليه فهناك من يعتقد أنك متكبّر أو ما شابه ذلك. هل تعلم أنه بفضل أدائك الكبير في المنتخب وكونك شابا عازبا بالإضافة إلى أنك وسيم جدا، جعل لديك أكبر عدد من المعجبين والمعجبات، هل من تعليق؟ (ينفجر بالضحك)... لم أتصور الأمور من قبل على هذا النحو ولا آخذها من هذا المنطق، لأنني في مكاني ولدي حياتي الخاصة ولا أهتم كثيرا لهذه الجوانب. على الرغم من ذلك فإن هذا الأمر يعجبك، مثير ويحسدك عليه الكثيرون، ما رأيك؟ (يتعجب)... يعجبني أن أكون معجبا من طرف الجنس اللطيف في بلدي، لا ليس لدي أيّ تعليق في هذه النقطة بالذات. لا تعلق لأن هذا الموضوع قد أحرجك، أليس كذلك؟ لا، ليس هذا. لم أرد التعليق لأنني في حال فعلت ذلك وأجبتك فإنني سأكشف عن حياتي الخاصة، وهذا ما لا أريده، أريد الاحتفاظ به لنفسي بكل بساطة. هل ترى الحلّ في أن تتزوج في أسرع وقت ممكن؟ وهل تعتقد أن الرجال المتزوّجين غير معنيين بالمعجبين والمعجبات؟ لا أعتقد ذلك.. إذن سأعيش حياتي كما هي ولمّا يأتي “المكتوب” سأتزوج لا أكثر و لا أقل. المكتوب شاء أن تكون لاعب كرة قدم، وفي حال لم تكن كذلك ماذا كان سيفعل مطمور في حياته؟ لا أدري، لم أفكر في هذه النقطة من قبل، فمنذ أن كنت طفلا صغيرا وأنا أحلم بأن أكون لاعبا مشهورا في كرة القدم ولا شيء آخر. بالنظر على شخصيتك، ما هي المهنة التي تراها مناسبة لك؟ طبيب جرّاح على سبيل المثال؟ إلا هذه فلا، فأنا حسّاس كثيرا ولا أعتقد أنني سأستطيع إجراء عملية جراحية وفتح جسم إنسان، إنه حق أمر مروّع ولا يمكنني حتى أن أرى الذم يتسرّب أمامي.. إنها الصراحة. عسكري أو شرطي مثلا؟ لا، حتى هذه فلا. فأنا لست عنيفا بما فيه الكفاية ولا يمكنني بذلك أن أؤذي أي شخص حتى ولو كان ذلك الأمر في مصلحته. ماذا إذن؟ معلّم؟ (يفكر)... نعم، هذا ممكن، فهذا يتلاءم مع شخصيتي بعض الشيء، فأنا أستطيع أن أقوم بأي عمل مفيد للغير وأستطيع في الوقت نفسه الاستفادة. كان بإمكانك أن تكمل دراستك الجامعية لو أردت ذلك لأنك حصلت على شهادة البكالوريا، أليس كذلك؟ نعم كان بإمكاني ذلك، وبالنظر على حياتي في الماضي تمكنت من الحصول على شهادة البكالوريا التي نجحت فيها لكي أسعد والدتي لا أكثر و لا أقل، لأنها كانت تلح عليّ لكي أحصل على تلك الشهادة. أما من جهتي فلم أكن أعر أي اهتمام للدراسة والدراسات العليا، لأنني كنت ولا زلت أعشق كرة القدم ولم يكن باستطاعتي التفكير في أمور أخرى. على الرغم من ذلك فقد تغلّبت عليك والدتك وتحصلت على البكالوريا، كيف كان ذلك؟ يمكنني أن أعترف لك أن الفضل في نيلي تلك الشهادة يعود لها فقط لأنها عاتبتني كثيرا وأتعبتني فوق طاقتي (يضحك)... فهي كانت تعلم أنني مولع بلعب كرة القدم، لقد وضعتني أمام الأمر الواقع وحدّدت لي شروطا واضحة حين قالت لي: إذا تريد أن تواصل لعب كرة القدم فأنا أريد منك أن تحصل على نتائج جيدة في دراستك.وهذا ما حفزني كثيرا في الدراسة لأنني إذا لم أنجح حينها لم تكن أمي لتسمح لي بلعب الكرة من جديد، وبما أنني كنت بصدد توقيع أول عقد احترافي في مشواري الكروي، وأنت تعرف ماذا يعني للاعب هذا العقد، قالت لي كذلك: إذا حصلت على البكالوريا سأسمح لك بأن تفعل ما تشاء في حياتك. وعلى هذا النحو تمكنت من الحصول على شهادة البكالوريا. وفي نهاية المطاف رأيت أن والدتي كانت أحسن معلّم بالنسبة لي. أين هي الشهادة الآن؟ إنها عندي في “مونشنغلادباخ“، فكثيرا ما أبحث في خزانتي وأتذكر مرّة وجدتها وقلت في نفسي: رغم عدم حبّي للدراسة إلا أنني تحصلت على البكالوريا، إنه أمر رائع، وهو الأمر الذي يحيّرني كثيرا. رغم ذلك فلم تكن ضعيفا في دراستك، كان بإمكانك النجاح إذا واصلت الدراسات العليا، أليس كذلك؟ أعلم ذلك جيدا وهو الكلام نفسه الذي قال له لي الكثيرون ممن أعرفهم، لكن كرة القدم سكنت جوارحي منذ الصغر ولم أكن أفكر في غيرها، ووالدتي كانت تلح عليّ لكي أتحصل على البكالوريا، لأنه في حال إذا لم أنجح في كرة القدم فكان سيكون لي سلاح آخر في المستقبل وهو الدراسة. إذن والدتك كان لها فضل كبير عليك وتملك مكانة خاصة عندك، أليس كذلك؟ نعم بالتأكيد فهي أهم شخص بالنسبة لي في هذه الدنيا، وأيضا كل عائلتي، أخوتي ... الجميع، فأنا آخذ منهم النصائح قبل الإقدام على فعل أي شيء خاصة في الجانب الرياضي، فأنا اجتماعي كثيرا مثل كلّ الجزائريين. إذن السيدة مطمور المستقبلية (زوجتك) عليها أن تكون إجتماعية وتعتني كثيرا بوالد كريم.. بالتأكيد، فهي التي كان لها الفضل الكبير عليّ طوال حياتي، وعلى الزوجة أن تتفهّم ذلك (يضحك)... بغض النظر عن تيارت، ما المدينة التي تريد زيارتها في الجزائر؟ الأماكن التي لا يتواجد فيها الناس كثيرا وأقصد بذلك الجنوب الجزائري والصحراء بالتحديد، فلطالما أثارتني تلك المناطق لما أشاهدها على شاشة التلفزيون، وحقا أتمنى زيارتها في يوم من الأيام. هل تعلم أن الصحراء الجزائرية يقصدها الألمان كثيرا؟ لا، لا أعلم بذلك، يا لها من صدفة.. على كل حال فهدفي الأول هو الذهاب إلى أرض أجدادي في تيارت، وهدفي الثاني هو زيارة الصحراء إن شاء الله. أعتقد أن أحسن ذكرى لك في مشوارك الرياضي هو تأهلك مع المنتخب الوطني إلى المونديال، أليس كذلك؟ نعم ويمكنك أن تتأكد من ذلك، وأخصّ بالذكر تلك اللحظات التي قمنا بها بجولة في العاصمة واحتفلنا مع الجماهير في الحافلة، وهي صورة ستبقى راسخة في ذهني إلى الأبد، خاصة تلك الصورة لمّا وصلنا إلى ساحة أول ماي بقلب العاصمة وكنت أنا في مؤخرة الحافلة ورأيت عشرات الجزائريين والجزائريات ومن كل الأعمار يركضون وراء الحافلة من أجل تحيتنا ويهتفون باسم الجزائر، وهي صورة تقشعر لها الأبدان في حقيقة الأمر، في تلك اللحظات شعرت بفخر كبير لأنني كنت من الذين تسبّبوا في إدخال الفرحة إلى كل هؤلاء الجزائريين مثلي، والذين يحبون وطنهم حتى النخاع ومستعدون للموت لرفع رايته عاليا. لقد تأكدت حينها كذلك أننا شعب فريد من نوعه ولا يوجد مثله في كل العالم، وعلينا أن نفتخر دائما وأبدا بجزائريتنا. أنتم اللاعبون أستطعتم في وقت وجيز من لمّ شمل كل الشعب وإسعاده في الوقت الذي لم تستطع فعل ذلك الأحزاب السياسية، هل من تعليق؟ نعم، لأنه ليس لدينا أي مصلحة خاصة لأن هدفنا هو إسعاد كل الجزائريين دون استثناء. إنها إذن ذكرى لا تماثلها أيّ ذكرى، أليس كذلك؟ لماذا تقول لي هذا، فنحن نتمنى أن نعيش ذكريات أحلى بكثير من تلك التي كانت بعد تأهلنا إلى “المونديال“، ونحن اللاعبون نصبوا جاهدين إلى تحقيق إنجازات أخرى لكي نحتفل مرّة أخرى مع كل الشعب الجزائري الذي يستحق أن نفرحه دائما. ما هي أحسن ذكرى في النادي؟ كانت لمّا بدأت اللعب مع فريبورغ في القسم الثاني بألمانيا، وفي المقابلة الأولى كنت بديلا وفور دخولي غيّرت كل مجريات اللقاء، وفي المباراة الثانية كنت كذلك احتياطيا، وفي الوقت الذي كنت أحضر نفسي للدخول سمعت الأنصار تهتف في المدرجات باسمي، وهي فرحة لم تكن لتسعني حينها لأنني كنت في اللقاء الثاني لي فقط، وذلك يعني لي الكثير خاصة أنني لم أكن حتى أساسيا في الفريق، بالإضافة إلى ذلك فإن عائلتي كانت حاضرة في المدرّجات لمشاهدتي ووالدتي كانت على رأسهم وكانت فخورة جدا بابنها (يضحك)... وكانت كذلك لقطة أعجبتني كثيرا لمّا تكلم معلق الملعب بصوت مرتفع طالبا من الجماهير أن تحيي عائلة مطمور الحاضرة في الملعب، وهو ما أسعدني كثيرا لأن ذلك حدث معي للمرّة الأولى. وعليه فهي ذكرى لا يمكنني أن أنساها ما حييت. والدتك إشتاقت إليك كثيرا دون شك، متى ستستحي وتقوم بزيارتها؟ (يضحك)... لا تقلق في القريب العاجل فأنا لم أرها منذ اليوم الموالي لحفل الكرة الذهبية ل الهدّاف” لمّا قمت بزيارة خاطفة لها ولعائلتي لأريهم التتويج الذي منحتموني إياه (إكتشاف الموسم) في ذلك الحفل الرائع. وعليه لم أر والدتي منذ أكثر من شهر ونصف، لقد اشتقت إليها كثيرا وأريد رؤيتها في أقرب وقت. تقول إنك لم تتغيّر تماما في حياتك، هل بقيت وفيّا لأصدقائك؟ نعم بالتأكيد، فعلى الرغم من أنه ليس لدي أصدقاء كثر، لكن الذين أصاحبهم هم معي منذ الطفولة، فقد كبرنا معا وعشنا السرّاء والضراء جنبا على جنب ولم أتغيّر أبدا معهم. وبالنسبة لي فأهم شيء بالنسبة لنجاح أيّ صداقة هي الصراحة المتبادلة والوفاء وأصدقائي هم دائما كذلك معي.. وفي كل الأحوال لن أغيّرهم إلى الأبد لأن الصداقة لا تقدر بثمن، وعلى الذين يملكون أصدقاء الاحتفاظ بهم قدر المستطاع.. ---------------------- والدة مطمور تحتفظ بجائزة “الهدّاف” في بيتها يعلم الجميع أن كريم مطمور، بالإضافة الى رفيق حليش، تحصلا على جائزة اكتشاف الموسم المنصرم من طرف جريدة “الهدّاف” نهاية السنة الفارطة في طبعتها التاسعة، وتجدر الإشارة إلى أن ذلك التتويج والكأس الصغيرة التي منحت لمطمور توجد في بيت عائلته أين تحتفظ به والدته بكل حذر لأنها تعتبر ذلك التتويج بالإنجاز الكبير لابنها في انتظار تتويجات أخرى مثلما قال لنا كريم : “أمي تحتفظ بذلك التتويج وكأنها هي التي توجت به ولكن في الحقيقة هي تستحقه أكثر مني بحيث طلبت مني أن أتركه في البيت ووعدتني ألا أحد سيلمسه إلا بعد إذنها”. عائلته تشاهد مباريات “الخضر” مجتمعة بعد أن خطف المنتخب الوطني كل الأضواء في الآونة الأخيرة، خاصة بعد التأهل التاريخي إلى كأس العالم، فقد أكد لنا كريم مطمور أن كل أعضاء عائلته من دون استثناء وحتى أولئك الذي لم يكونوا ملمين كثيرا بكرة القدم أصبحوا يتابعون كل صغيرة وكبير عن الخضر، حيث أصبحوا كذلك يشاهدون مباريات منتخبنا الوطني معا في قاعة واحدة وكأنهم في المدرجات مثل كل العائلات الجزائرية في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة التي خلقت جوا غير عادٍ، كما أكده لنا مطمور خلال حديثنا معه وما حدث مع عائلته المتواجدة في ستراسبورغ. مطمور يتقدم بالشكر إلى كل الجزائريين والصحافة يعتبر كريم مطمور من بين اللاعبين المتخلقين كثيرا والخجولين أكثر من اللزوم وهو ما وقفنا عليه من خلال معرفتنا الخاصة به ونحن نتبادل أطراف الحديث حتى طلب مني التوقف لكي يقول لي أنه لا يقوم فوق الميدان إلا بواجبه إلى جانب كل رفاقه لأجل تحقيق الانتصارات مع المنتخب وإسعاد الشعب الجزائري الذي فضّل أن يتقدم إليه بالشكر عبر صفحات “الهدّاف” على كل ما قدموه للمنتخب الوطني من دعم في السراء والضراء، كما قال كذلك : “إذا كنا قد حققنا كل تلك الانتصارات فتيقن أن كل ذلك كان بفضل كل الشعب الجزائري الذي ساندنا في كل الأوقات من دون مقابل والأمثلة عديدة أمامنا، وهناك كذلك الصحافيون الذين عاشوا معنا جنبا الى جنب كل المحن ووجدنا من خلال صفحاتهم الفرص للتعبير بكل حرية عن آرائنا”. “كنال ساتيليت” من أولويات مطمور في مونشنغلادباخ بعدما وجد أخيرا منزلا يقطن فيه بمدينة مونشنغلادباخ أكد لنا مطمور أن من أولوياته في الوقت الراهن بعد اقتناء الأثاث هو وضع صحن هوائي واقتناء بطاقة “كنال ساتيليت” حتى يتسنى له متابعة كل صغيرة و كبيرة عما يحدث في العالم أجمع وبالخصوص القنوات الفرنسية، كما قال لنا كذلك : “لا يمكنني أن أتابع فقط القنوات الألمانية لأنني أحبذ كثيرا متابعة برامجي الخاصة في القنوات الفرنسية، أضف إلى ذلك متابعة معظم الدوريات الأوروبية الكبيرة بالإضافة إلى جديد السينما لأنني من المولعين بكل ما هو جديد في الأفلام العالمية وعليه فسأقتني بطاقة “كنال ساتليت” في أسرع وقت ممكن”.