حقق “بوريسيا مونشنغلادباخ” فوزا مهما على ضيفه “نورنبيرغ” سهرة أول أمس الجمعة في إطار الجولة 22 للبطولة الألمانية، وأزال بذلك عقدة مدتها 5 سنوات، إذ لم يفز “غلادباخ” على “نورنبيرغ” منذ نوفمبر 2004. وكان على أصحاب الأرض تحقيق النقاط الثلاث فوق ملعبهم “بوريسيا بارك” من أجل الابتعاد عن منطقة الخطر، خاصة أنّ منافسهم مهدّد كذلك بالنزول، وهو ما جعل رفقاء كريم مطمور الذي جلس على مقاعد البدلاء يضغطون منذ البداية إلى أن تمكن المهاجم “روبرتو كولوتي” من افتتاح باب التسجيل في (د27) لينتهي الشوط الأول بتلك النتيجة، ومع انطلاقة المرحلة الثانية، باغت هداف “نورنبيرغ” “ألبيرت بانجاكو” 34 ألف مشجع وعدّل النتيجة لصالح الزوار بعد استغلاله ارتباكا أمام منطقة الجزاء إثر تنفيذ مخالفة، وبقيت السيطرة للضيوف إلى غاية (د73) أين أقحم المدرب “ميشال فرونتزيك” الثنائي مطمور والكندي “روب فريند” مكان الأرجنتيني “راوول بوباديلا” و”كولوتي”، إذ لم تمر سوى نصف دقيقة حتى هيأ الدولي الجزائري كرة بظهره على طبق نحو “فريند” الذي أضاف الهدف الثاني ل”غلادباخ”. وبهذا الفوز رفع “بوريسيا مونشنغلادباخ” رصيده إلى 28 نقطة. دخوله أقلب الموازين وكان قريبًا من التسجيل في أكثر من مناسبة لم يكتف مطمور بالمساهمة في صناعة هدف الفوز بالنسبة لفريقه، بل كان بمثابة السم القاتل في دفاع “نورنبيرغ” طيلة ربع الساعة الأخير، وقام الدولي الجزائري بما لم يقم به الثنائي “راوول بوباديلا” و”روبرتو كولوتي” في 75 دقيقة كاملة، حيث نقل الخطر إلى مرمى الحارس “رافاييل شافر” في أكثر من لقطة كما كان قريبا من التسجيل لولا تألق الأخير، فبعد تسجيل الهدف الثاني ل”غلادباخ”، كاد مطمور أن يُضيف هدفا آخر بعد استغلاله كرة عرضية لكن مدافع الزوار أخرجها للركنية، ولم يمر وقت طويل حتى انفرد وجها لوجه بالحارس البافاري الذي أنقذ الموقف بعد أن حاول مطمور مراوغته، كما هز نجم “الخضر” مدرجات “بوريسيا بارك” بلقطة رائعة عقب مراوغة فنية لأحد المدافعين، انفرد على إثرها مع “شافر” الذي أبدع مرة أخرى في صد كرة مطمور وإخراجها للركنية، وواصل مهاجم “مونشنغلادباخ” تشكيل الخطر على دفاع الضيوف بفضل فنياته العالية وسرعته الكبيرة إلى غاية صافرة النهاية، هذا وكان مطمور قد تلقى إنذارا في الدقيقة الأخيرة بعد إعاقته أحد لاعبي “نورنبيرغ”. لقطة الهدف الثاني أثارت الجدل، ولحُسن حظ مطمور لا يُوجد “كوجيا” في ألمانيا ! أثار الهدف الثاني الذي سجله “بوريسيا مونشنغلادباخ” في مرمى “نورنبيرغ” موجة غضب شديدة لدى لاعبي ومسؤولي والطاقم الفني للفريق الأخير، حيث احتجوا كثيرا على حكم المباراة “فلوريان ماير” والذي احتسب – حسبهم - هدفا غير شرعي لأصحاب الأرض بعد تدخل مطمور على الحارس “رافاييل شافر”، وكان هذا الأخير أشد الغاضبين من حكم اللقاء، إذ اعتبر أنّ الحكم تسبب في خسارة فريقه بعدم إعلانه عن خطأ ضده في لقطة مطمور، ورغم أنّ العديد ومن بينهم محلّل قناة “دبي الرياضية” (الناقلة لمباريات البطولة الألمانية) أكدوا وجود خطأ ارتكبه مطمور عند احتكاكه بالحارس الألماني، إلاّ أنّ الصحف الألمانية أثنت على قرار الحكم ووصفته بالقرار الصائب، ويُعتبر “ماير” من بين أحسن الحُكام في “البوندسليغا” وهو حكم دولي منذ سنة 2002، ومن حسن حظ الدولي الجزائري أنه كان في إحدى مباريات “البوندسليغا” وليس في المنافسات الإفريقية أين يتواجد حكام أمثال البنيني “كوفي كوجيا”، وإلاّ تكرر معه ما حدث له رفقة المنتخب الوطني خلال مباراة مصر في نصف نهائي كأس إفريقيا الأخيرة عندما أهل “كوجيا” المنتخب المصري إلى النهائي بعد أخطاءه التحكيمية الفاضحة. الراحة جعلت مطمور يسترجع إمكاناته ويعود بقوة يبدو أنّ المدرب “ميشال فرونتزيك” فعل الأحسن عندما أراح لاعبه الجزائري عن المشاركة في مباراة “ماينز” السابقة، حيث أنّ مطمور عاد منهكا جدا من أنغولا بعد المشاركة مع المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا، أين لعب خمس مباريات كاملة في “الكان” وهو ما جعله يشعر بالإجهاد البدني إثر عودته إلى ألمانيا، كما فقد لاعب “الخضر” حوالي كيلوغرامين من وزنه، لكن كانت فترة الراحة التي منحها إياه “فرونتزيك” كفيلة باسترجاع الأنفاس والتحضير بكيفية أفضل للعودة إلى ناديه، ورغم أنّ مطمور لم يكن قادرا على المشاركة في 90 دقيقة كاملة أمام “نورنبيرغ” إلاّ أنّ الأداء الذي قدمه طيلة ربع ساعة التي لعبها يُثبت أنه استرجع جزءًا كبيرا من إمكاناته المعهودة، وقد يسترجع مكانته الأساسية ابتداء من اللقاء القادم أمام “هوفنهايم”، خصوصا أنّ جماهير “غلادباخ” تُعوّل عليه كثيرا لقيادة فريقها نحو تحقيق نتائج أفضل ولمَ لا حجز مكانة ضمن أوائل “البوندسليغا” للمشاركة في إحدى المنافسات الأوروبية الموسم القادم. الثنائي “مطمور – فريند” يرجع إلى الواجهة من جديد ربما كان المهاجم الدولي الكندي “روب فريند” أسعد شخص في “مونشنغلادباخ” إثر عودة زميله كريم مطمور، حيث شكل رفقته ثنائيا خطيرا خلال الجولات الأخيرة من مرحلة الذهاب ل”البوندسليغا”، وكانت الصحف الألمانية قد أثنت كثيرا على هذا الثنائي، لكن بعد مغادرة مطمور للمشاركة في نهائيات كأس الأمم الإفريقية، بات “فريند” احتياطيا في تشكيلة المدرب “ميشال فرونتزيك”، ليستحوذ الأرجنتيني “راوول بوباديلا” والإسرائيلي “روبرتو كولوتي” على مكانتين أساسيتين في خط هجوم “غلادباخ”، وتألق الثنائي الأخير في عدة مباريات وأبرزها مباراة “فيردر بريمن” عندما فاز “بوريسيا” بأربعة أهداف لثلاثة، لكن قد لا تدوم مشاركتهما طويلا، إذ عاد الحديث بقوة عن الثنائي الخطير “مطمور – فريند” بمناسبة لقاء “نورنبيرغ” الأخير، واستعاد الدولي الكندي حسّه التهديفي بعودة مكمّله الجزائري، ومن المتوقع أن يعودا إلى التشكيلة الأساسية من باب الواسع خلال الجولات القادمة ولمَ لا في مباراة “هوفنهايم” يوم الجمعة المُقبل. الصحف الألمانية تُثني على مطمور أثنت معظم الصحف الألمانية في تقاريرها حول المباراة التي جمعت “بوريسيا مونشنغلادباخ” و”نورنبيرغ” سهرة الجمعة على مدرب الفريق الأول “ميشال فرونتزيك”، معتبرة أنّ “الكوتشينغ” (التغيير) الذي قام به في الدقيقة 73 هو ما صنع الفارق وأهدى النقاط الثلاث ل”غلادباخ”، حيث ذكّرت بأنّ الثنائي مطمور و”فريند” كانا وراء الهدف الثاني بعد مرور أقل من دقيقة على دخولهما إلى الميدان، كما نال الدولي الجزائري قسطا واسعا من الثناء بفضل أدائه خلال الدقائق المعدودة التي شارك فيها، واعتبرت الصحف الألمانية أنّ مطمور سيُعطي الإضافة اللازمة ل”مونشنغلادباخ” خلال الجولات القادمة، خاصة أنّ الفريق افتقده كثيرا خلال فترة وجوده مع “الخضر” بأنغولا أين شارك في كأس الأمم الإفريقية.