صحيح أننا كنا نتمنى رؤية لاعبينا الدوليين وهم يصولون ويجولون في مختلف الملاعب الأوروبية، مثلما كانوا دائما وأبدا قبيل نهائيات أنغولا الأخيرة، وصحيح أيضا أننا جميعا كجزائريين نتأسف لعدم تغريدهم جميعا في سماء البطولات الأوروبية مثلما كانوا يفعلون من قبل، إلاّ أنّ الأمر من شأنه أن يخدم مصالح المنتخب الوطني من بعض الجوانب التي ربما لم نكن نضع لها حسابا لمّا أقررنا أنّ ابتعادهم عن أجواء المنافسة الرسمية من شأنه أن يؤثر على لياقتهم البدنية سلبا قبيل المواعيد الهامة التي تنتظر تشكيلة المدرب الوطني رابح سعدان في المستقبل، وأهمها نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقا. وإذا كان لاعبون مثل بوڤرة، يبدة وبلحاج يلعبون بانتظام مع أنديتهم الإنجليزية والإسكتلندية، فإن الأمر يختلف بالنسبة لعناصرنا التي تلعب في “البوندسليغا” الألمانية، ونخصّ بالذكر زياني، مطمور، عنتر يحيى الذين لا يعانون فقط من التهميش والتجاهل من طرف مدربي أندية بوخوم، بوريسيا مونشنغلادباخ وفولفسبورغ فقط، بل إنهم ذهبوا أيضا ضحية عنصرية مدربيهم لا لسبب سوى لأنهم دافعوا عن ألوان وطنهم ببسالة خلال نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة، ورفضوا الانصياع لمساومات إدارات والطواقم الفنية لهذه الأندية، لاسيما بخصوص عنتر يحيى الذي تجاهل الإعذارات والتهديدات التي وجهت له وفضّل الدفاع عن ألوان وطنه على ناديه الذي هدّده إن هو شارك وهو مصاب. راحة ضرورية هم في حاجة لها وابتعاد عن إصابات هم في غنى عنها قبيل “المونديال“ وقد لا يُشاطرنا الأخصّائيون الرّأي عندما نقرّ أن التهميش الذي يعانيه الثلاثي الجزائري في البطولة الألمانية يصبّ في مصلحة المنتخب الوطني وفي مصلحة زياني، مطمور وعنتر يحيى في آن واحد، من منطلق أن الراحة غالبا ما تؤثر سلبا على لياقة أيّ لاعب في كرة القدم أو في أي رياضة أخرى، إلا أن الراحة التي أجبر لاعبونا الثلاثة على الرّكون لها إلى إشعار آخر ستجعلهم من جهة يسترجعون في الوقت الحالي إمكاناتهم من التعب الذي نال منهم جميعا جرّاء عدم توقفهم وعدم استفادتهم من فترة للراحة أو العطلة منذ انطلاق التصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم 2010، حيث ظلّوا وعلى مدار سنتين يكرّسون أيامهم خدمة لأنديتهم وخدمة للمنتخب الوطني الجزائري، كما أن الأمر مفيد لهم لتفادي شبح الإصابات الذي قد يفعل فعلته في الوقت الحالي بالذات إن هم أجهدوا أنفسهم مع أنديتهم، لاسيما بعد المشوار “الماراطوني“ الذي قطعوه مع أنديتهم و “الخضر”، وهو ما يجعلنا نقرّ أن الأمر سيصبّ في مصلحة المنتخب الذي هو في غنى عن فقدان ركائز أساسية بقيمة مطمور، زياني وعنتر يحيى في “المونديال الإفريقي” المقبل، ويجعلنا نقرّ أيضا أن مدربيهم في ألمانيا قدّموا لهم خدمة جليلة عندما لجأوا إلى الانتقام منهم بتهميشهم، خدمة يُشكرون عليها كثيرا في الحقيقة. نقص المنافسة الهاجس الوحيد لكن يمكن تداركه بالتدريبات الشاقة وبالتواجد مع المنتخب ويبقى الهاجس الوحيد الذي يُخيفنا جميعا إن طالت محنة لاعبينا في البطولة الألمانية، هو التأثر من الغياب عن المنافسة وانعكاس ذلك سلبا على لياقتهم، لأنه من الصعب أن يحافظ الثلاثي على لياقته تحسبا ل “المونديال“ إن هو غاب عن أجواء المنافسة الرسمية في الأشهر الثلاثة المتبقية. فالأمل يبقى مشروعا لتحسّن وضعيتهم مستقبلا بعد أن يسترجعوا من الإرهاق الذي نال منهم، على أن يسترجعوا أماكنهم الأساسية بعد ذلك. أما إذا ما تواصلت سياسة التهميش والعنصرية التي لجأ لها مدرّبوهم الألمان، فلن يكون أمامهم من خيار آخر سوى التدارك والتعويض في التدريبات بمضاعفة العمل الذي يسمح لهم بتعويض الغياب في مباريات البطولة الألمانية، ثم إن فرصة مشاركتهم مع “الخضر” في لقاء صربيا المقبل تعدّ مواتية لهم لكي يربطوا الاتصال من جديد بأجواء المنافسة، ناهيك عن التربص المغلق الذي سيدخلونه مع المنتخب مع نهاية شهر ماي المقبل، وهو التربص الذي سيكون بمثابة أفضل فرصة لتدارك ما ضيّعوه وسيضيّعوه مع أنديتهم أياما قليلة قبيل انطلاق نهائيات كأس العالم، لاسيما وأن التربص ذاته ستتخلله مبارتان وديتان تحضيرتان أمام منتخب إيرلندا ومنافس آخر لم تحدّد هويته بعد. زياني كان في مشاكل مع مرسيليا وصال وجال بمصر وزامبيا ومهما يكن فبإمكاننا الجزم أن الغياب عن المنافسة والتهميش والعنصرية عوامل لا تعني شيئا لأشبال المدرب رابح سعدان عندما يتعلّق الأمر بالدفاع عن الألوان الوطنية، ومن عليه أن يتقصى الحقيقة فليعد معنا قليلا إلى الوراء وبالضبط إلى شهر جوان من الموسم الفارط عندما كان صانع اللعب كريم زياني يمرّ بمشاكل عويصة مع ناديه الفرنسي “أولمبيك مرسيليا” (قبل أن يغادره)، حيث غاب تقريبا عن كافة مباريات نهاية الموسم لكنه ولمّا التحق بالمنتخب الوطني للعب لقاء مصر، ظهر وكأنه لم يكن يعاني لا من مشاكل ولا تهميش ولا هم يحزنون، فصال وجال بأبناء شحاتة، بل وكان وراء الأهداف الثلاثة المسجلة، بتمريرة إلى مطمور في الهدف الأول، وبجلبه المخالفة التي أضاف من خلالها غزال الهدف الثاني فضلا عن تمريرته في الهدف الثالث الذي أمضاه جبور، دون أن ننسى الدور الكبير الذي لعبه في العودة بعدها بأيام بانتصار من “شيليلا بومبوي” على حساب منتخب زامبيا. كل هذا حدث في فترة عصيبة مرّ بها زياني مع ناديه السابق، قبل أن يهتدي بعد ذلك إلى تغيير الأجواء نحو “فولفسبورغ” الألماني. ما يعني أن الرغبة الشديدة التي تحدو لاعبينا عندما يتعلق الأمر بالدفاع عن ألوان الوطن، من شأنها أن تتصدّى لعامل نقص المنافسة مهما كانت المعاناة وسياسة التهميش والعنصرية التي يتعرّضون لها مع أنديتهم. الثلاثي مرتاح للراحة التي ركن إليها ويراها نعمة وليس نقمة ورغم أن لاعبينا لم يتمنوا أن يحدث لهم ما يعيشونه هذه الأيام مع أنديتهم الألمانية، إلا أننا وخلال مختلف الحوارات التي أجريناها معهم طيلة الفترة التي تلت نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة، لمسنا ارتياحا كبيرا منهم لوضعيتهم، واعتبروا الراحة التي أخضعوا لها عمدا من طرف مدربيهم، بالراحة التي جاءت في وقتها بعد مشوار طويل وشاقّ قطعوه مع المنتخب الوطني منذ موسمين لعبوا فيها الإقصائيات المزدوجة و”الكان” معا، كما اعتبروا الأمر مفيدا لهم لتفادي الإصابات التي سبق لها أن نخرت قدم عنتر يحيى جرّاء مشاركاته المتعدّدة مع ناديه “بوخوم“ الموسم الفارط ومشاركته في كلّ المباريات الإقصائية ل “الخضر”، وهي المشاركات التي عرّضته إلى إصابة خطيرة بعد موقعة “أم درمان“ جعلته يغيب بعدها منذ تاريخ 18 نوفمبر إلى اليوم ذاته من شهر جانفي. كما أن الثلاثي رحّب بهذه الراحة حتى يبقى في منأى عن أيّ خطر قد يحرمه من المشاركة في نهائيات كأس العالم المقبلة، وحتى يتسنى له الظهور بالمستوى المرجو منه، وبالتالي فالتهميش الذي تعرّضوا له يعدّ نقمة عليهم وليس نقمة مثلما تبادر إلى ذهننا من قبل. سيغادر الصائفة المقبلة بصفة نهائية وكما كشفنا أمس، فإن هذا الموسم سيكون الأخير بالنسبة لعنتر يحيى ومطمور لأنهما يعتزمان خوض تجربة أخرى مع ناد ألماني أو أي ناد أوروبي آخر من الأندية التي تتهافت على ضمّهما إلى صفوفها، إذ أنهما وبعدما تأكدا أنهما لم يذهبا لا ضحية خيارات تكتيكية ولا ضحية منافسة شريفة، بل ضحية ممارسات عنصرية لا غير، اهتديا إلى قرار الرحيل وتغيير الأجواء. والظاهر أن حتى زياني اهتدى إلى الحل نفسه حتى لا يُرهن مستقبله مع ناد لا يشعر فيه بالأمان والراحة منذ أن وطأت قدماه مدينة “فولفسبورغ”، فلا التيار يمرّ بينه وبين زملاء “دزيكو”، ولا التيار يمرّ بينه وبين المدرب الجديد “كوسنير“، ولا هواء هذا البلد تناسب معه، ولا لغة هذا البلد استهوته حتى يتعلّمها، فكان التهميش الذي تعرّض له منذ عودته من أنغولا بمثابة القطرة التي أفاضت الكأس وجعلته يهتدي أخيرا إلى قرار تغيير الأجواء الصائفة المقبلة، إذ من المتوقع أن يتفاوض مع المسؤولين هو ووكيل أعماله حتى يضعوا اسمه ضمن قائمة اللاعبين المعروضين للبيع الصائفة المقبلة. وهو أفضل حلّ يتخذه الثلاثي الذي يتمتع بإمكانات أكبر بكثير من طموحات هذه الأندية الألمانية المتواضعة جدّا، وهي حقيقة لأنه شتان بين اللعب في “مرسيليا” العريق و“فولفسبورغ” المغمور، وشتّان بين التكون في “الإنتير”الكبير والتعلم على يد “مارتشيلو ليبي” والمكوث على كرسي احتياط “بوخوم“ المغمور. ----------------------------------------------------------------------------------------- “قلت ل ديل بوسكي وليبي إن إجراء مقابلات المونديال في الشتاء يقلّل التعب البدني” يتواجد المدرب الوطني رابح سعدان في جنوب إفريقيا بمنطقة “صان سيتي” لحضور ورشة العمل التي برمجتها “الفيفا”، حيث سجل مدربنا الوطني حضوره رفقة مدربي 32 منتخبا المعنيين بالمشاركة في المونديال إلى جانب موظفي “الفيفا”، وأبدى سعدان ارتياحه للظروف التي تتوفر عليها جنوب إفريقيا ودافع عنها على الرغم من أن مدرب المنتخب الجزائري لم يقرر بشأن مكان الإقامة حتى الآن بعد زيارته العديد من المراكز دون اقتناع من قبل المسؤولين، وعلى الرغم من ذلك قال سعدان في تصريحات نقلها موقع “الفيفا” أمس: “أنا متأكد أن البطولة ستنظم بطريقة جيدة مع العمل الكبير المشترك الذي تقوم به “الفيفا” وهو عمل واضح للغاية، ولا أعتقد أنه يوجد سبب للتشاؤم بل كل الأسباب تؤدي الى إلتفاؤل“. “الطقس مثالي في الصيف” ولا زال سعدان يتذكر مباراة مالاوي الأولى في كأس إفريقيا التي لعبها “الخضر” تحت حرارة تبلغ 35 درجة وكانت السبب المباشر حسب تصريحاته في الخسارة القاسية بنتيجة (3-0)، المناخ صار يحظى باهتمام شديد من المدرب سعدان إلى درجة أنه وقبل 4 أشهر عن بداية التظاهرة العالمية الكبرى بدأ يتحدّث عن حالة الطقس التي ستجري فيها مباريات المونديال ودرجات الحرارة التي اعتبرها ملائمة جدا وتساعد جميع المنتخبات على العطاء بشكل جيد دون تخوف من التعب الشديد الناتج عن الظروف المناخية الصعبة، وعن هذه النقطة صرح رابح سعدان: “الطقس مساعد جدا ويمنح القدرة على منح أشياء جيدة على الميدان، إنه طقس مثالي، لقد كان هذا هو الموضوع الذي تطرقنا إليه أنا وديل بوسكي وليبي، شعرت أنّ اللعب في فصل الشتاء في جنوب إفريقيا من شأنه أن يقلّل من حالات الإرهاق البدني والتعب“. ----------------------------------------------------------------------------------------- 57 ألف تذكرة بيعت في ست ساعات وتباع ب 1000 دج في السوق السوداء تنقل صبيحة البارحة الآلاف من أنصار “الخضر“ إلى المركب الأولمبي محمد بوضياف من أجل الظفر بتذكرة مواجهة الجزائر أمام المنتخب الصربي وهو ما صنع حالة طوارئ أمام شبابيك ملعب 5 جويلية التي فتحت أبوابها منذ الساعات الأولى لنهار أمس، لكن تواجد الأمن الداخلي لملعب 5 جويلية وبعض أفراد قوات الأمن حال دون حدوث فوضى أو مشاهد كتلك التي عرفتها مواجهة رواندا في ملعب التشاكر بالبليدة . 57 ألف تذكرة ب 300 دج نفدت في نصف يوم كشف لنا مدير المركب الأولمبي بن موهوب أن التذاكر نفدت بسرعة البرق في أول يوم من بداية عملية بيع التذاكر، وقد طرحت التذاكر في الشبابيك بسعر 300 دج وهو سعر معقول مقارنة بسعر تذاكر المواجهة الودية التي أقيمت الصيف الفارط أمام أوروغواي بملعب 5 جويلية والذي بلغ 500 دج. تذكرة ب 300 دج لكل عائلة وتم طرح أكثر من خمسة آلاف تذكرة للبيع لفائدة العائلات والأزواج وبإمكان كل زوجين مصحوبين بأبنائهما متابعة المباراة في المدرجات الشرفية التي ستفتح خصيصا للعائلات بمناسبة مباراة 3 مارس في محاولة لجلب أكبر عدد من العائلات والجنس اللطيف إلى الملعب لتشجيع “الخضر“ بعدما أصبحت كل أطياف المجتمع تتابع باهتمام مشوار رفقاء زياني. 1000 دج في السوق السوداء نفاد التذاكر على مستوى الشبابيك لا يعني أنها بيعت ل 57 ألف مناصر بدليل أن التذاكر عرضت للبيع على مستوى السوق السوداء البارحة بمبلغ 1000 دج، وهذا المبلغ مرشّح للارتفاع باقتراب موعد اللقاء ونقص التذاكر المعروضة في الشبابيك وبالتالي ستصبح السوق السوداء السبيل الوحيد للحصول على تذكرة مباراة الأربعاء القادم. آلاف الأنصار معتكفون أمام الملعب ورغم نفاد التذاكر على مستوى شبابيك ملعب 5 جويلية إلا أن آلاف الأنصار ينتظرون حصة جديدة من التذاكر، لكن العاملين بالملعب أكدوا نفادها وأنّ الأبواب أغلقت زوالا ولن تستمر العملية مادامت كل التذاكر تم بيعها عرضها في أول يوم. الأكل ودورات مياه خاصة بالنساء كما كشف لنا مدير المركب الأولمبي بن موهوب أن إدارته وفرت دورات مياه خاصة بالنساء بالنسبة لمدرج العائلات الذي ستوفر على مستواه نقاط لبيع المأكولات والمشروبات عكس ما كان عليه الحال في المواجهات الفارطة، وستعزز هذه المدرجات برجال الأمن لضمان أمن وسلامة المناصرين والسيارات في سهرة 3 مارس القادم. حصة ل “الخضر“ وأخرى لصربيا في الملعب ولن تشهد المباراة أي تنشيط خاص قبل اللقاء وكشف مدير المركب الأولمبي أن الملعب الرئيسي تم إغلاقه من أجل إصلاح أرضية ميدانه لكن سيتم تخصيص حصتين في الملعب الرئيسي الأولى لفائدة “الخضر“ والثانية عشية اللقاء لفائدة منتخب صربيا، بينما سيكون الملعب الملحق تحت تصرّف المنتخب الجزائري لإجراء التدريبات وفق برنامج تسلّمه الاتحادية لإدارة المركب. بن موهوب: “57 ألف تذكرة بيعت في أول يوم” وقال بن موهوب بخصوص عملية بيع التذاكر: “تم عرض 57 ألف تذكرة للبيع والمفاجأة أنها نفدت في أول يوم من بداية العملية (البارحة)، وبناء على ذلك نبلغ أنصار الخضر بأن العملية توقفت مادامت كل التذاكر بيعت والآن سنحضّر كل الظروف ليكون الاستقبال في المستوى خاصة في المدرجات الخاصة بالعائلات التي ستفتح للمرة الثانية في وجه العائلات حيث ستسمح كل تذكرة بدخول زوجين وأبنائهما“.