نشرت : الهداف الأربعاء 04 نوفمبر 2015 10:30 وقد جاء التتويج بالسوبر الجزائري ليكون في وقته، بالنظر إلى الدوّامة التي كان فيها الفريق السطايفي قبل اللقاء، خاصة بعد الخسارة في تاجنانت والتي أتت لتكون تبعات للخروج من دوري المجموعات الإفريقية، وكذا المشوار المتوسط في البطولة الوطنية خلال جولاتها العشر الأولى. لقب معنوي وتفادي أزمة ما بعد "السوبر" ويبقى اللقب الذي حصل عليه الوفاق السطايفي بمثابة الإنجاز المعنوي أكثر، لأن السوبر حتى وإن كان بالرقم 25 في سلسلة ألقاب الوفاق التاريخية، فإن العادة التاريخية أن "الكحلة" تدخل في أزمة عميقة بعد كل سوبر جزائري تلعبه، وهو الأمر الذي كان في 2007 بعد خسارة السوبر أمام مولودية العاصمة، وأيضا في 2014 بعد خسارة السوبر أمام إتحاد العاصمة. كلّ العوامل كانت مرشّحة للانفجار وبلعميري "أطفأ النار" وقبل التنقل إلى قسنطينة كانت كل العوامل ضد الوفاق السطايفي من معنويات متذبذبة، حالة من الشك في المستوى في حد ذاته، غضب جماهيري غير معلن مرات ومعلن مرات، أي أن كل العوامل المسبقة كانت تنبئ بانفجار وشيك إن لم تكن النتيجة نفسها، لكن الطريقة التي سار بها اللقاء كانت في صالح الفريق السطايفي وأنصاره، بالنظر إلى الهدف المناسب في الوقت المناسب، من أجل التتويج المناسب الذي جلب الهدوء المناسب. الوفاق جلب اللقب الناقص والهدوء، ولكن مازال المشوار وبهذا الإنجاز الجديد الذي يبسط به الوفاق سيطرته على الأندية الجزائرية في مجموع الألقاب في القرن 21 بمجموع 15 لقبا في القرن الحديث وحده (اتحاد العاصمة حصل على مجموع 10 ألقاب في القرن الجديد، مقابل 7 ألقاب للمولودية و7 لشبيبة القبائل، 3 لشباب بلوزداد ولقبان لجمعية الشلف)، فإن الوفاق جلب أيضا اللقب الناقص ومعه الهدوء في التحضير للمرحلة المقبلة، ولكن المشوار ما يزال طويلا جدا في المرحلة القادمة. البطولة الوطنية تبقى "أمّ البطولات" وبعد إغلاق السوبر بنجاح معنوي فقط، فإن الفريق السطايفي مطالب الآن بالتركيز في البطولة الوطنية، التي يجب أن يكون ثلثاها المتبقيان أفضل للفريق السطايفي مقارنة بالثلث الأول والجولات العشر الأولى منها، لأن البطولة الوطنية في أي دولة تبقى "أم البطولات"، وعلى ضوئها يبقى الفريق المتواجد في مراتب "البوديوم" ضمن الفرق المعنية في السنة الموالية في المنافسات القارية. المرتبة الثانية يجب أن تكون هدف مرحلة الذهاب وإذا كان التنافس على اللقب الشتوي في الرمحلة الحالية يبدو صعبا نسبيا، بالنظر إلى كون أن الاتحاد يتقدم الوفاق ب 8 نقاط كاملة (مع لقاء ناقص لسوسطارة في الساورة)، فيجب على الفريق السطايفي أن يسطر من الآن هدف الوصول إلى المرتبة الثانية مع نهاية مرحلة الذهاب، على اعتبار أن الفارق على الوصيف الحالي دفاع تاجنانت 5 نقاط، مع إمكانية تقلصه في هذه الجولة إذا حقق الوفاق الهدف وهو الفوز على الحراش، وتزامن ذلك مع عدم فوز الوصيف الحالي دفاع تاجنانت في وهران. الوفاق مطالب ب 12 نقطة إن أراد أهدافه ويبقى الفريق السطايفي أمام تحدّ مفصلي في المقابلات الخمس المتبقية إلى غاية نهاية مرحلة الذهاب، أين يكون مجبرا على الفوز بالمبارايات الثلاث التي تنتظره في 8ماي أمام الحراش، الأربعاء ومولودية العاصمة، ولكن في الوقت نفسه مطالب بنجاح كلي في واحدة من مباراتيه خارج الديار في 20 أوت أمام النصرية أو في تيزي وزو أمام الشبيبة، لأن حصد 12 نقطة من 15 الممكنة وحده الكفيل بإبقاء الوفاق على مقربة من اتحاد العاصمة مهما كانت نتائج الاتحاد في المقابلات الست المتبقية له في البطولة. أيّ تعثر إضافي عن واحد سيفسد الحسابات وبالنظر إلى الحسابات الإستراتيجية، فإن الفريق السطايفي أمام مرحلة تحدّ صعب جدا، وربما أصعب حتى من المرحلة الماضية، لأن الفريق السطايفي مطالب بتفادي أكثر من تعثر واحد مسموح به في المقابلات الخمس المتبقية، لأنه في حالة الاكتفاء بنقاط 8 ماي فقط أو التضييع منها، سيكون الفريق السطايفي بعيدا عن تطلعات لعب الأدوار الأولى في باقي المشوار، لأن الأكيد أن هذه المراتب لن تنتظر الوفاق السطايفي مجددا مثلما انتظرته الموسم الماضي حتى أنهى التزاماته الإفريقية. موقف الجمهور كان إيجابيا ويجب تعزيز الثقة معه وتبقى الميزة في الطريقة التي وجد فيها الوفاق جمهوره في آخر 3 مبارايات أمام جمعية وهران (أين تنقل المئات إلى الباهية رغم الأزمة التي كانت قبل)، وبعدها أمام شباب بلوزداد أين كان الجمهور مشجّعا طيلة اللقاء، وصولا إلى السوبر الأخير على اعتبار أن تاجنانت كانت دون جمهور، أين كان الجمهور مثاليا مع الفريق في ملعب قسنطينة وقف معه وقت الشدّة، ولعب الدور المطلوب. ليكون المرجو من الفريق السطايفي القيام بتعزيز هذه الثقة وتحقيق فوز أمام الحراش وبأداء أفضل من الذي كان في المبارايات السابقة، وهذا من أجل الوصول إلى مرحلة القضاء على الشك نهائيا. العودة أقوى ليست جديدة على الوفاق وفعلها إفريقيا بعد أزمة كبيرة وفي الأخير، فإن عودة الوفاق السطايفي أقوى في المرحلة القادمة ليست بالشيء الجديد، فقد عرف الوفاق عبر تاريخه العشرات وربما قرابة المئات من الأزمات، من أهمها ما حصل في 2014 من أزمة مالية كبيرة وإضرابات من اللاعبين وصلت إلى حد مغادرة اللاعبين الفندق ليلة لقاء الحراش في البطولة وعدم قبولهم اللعب سوى ساعتين قبل موعد اللقاء في 20 ماي 2014، ووصلت أزمة الثقة بين الوفاق إدارة وطاقم فني والجمهور أو فئة منها إلى درجة كبيرة من العداوة، ولكن الوفاق عاد أقوى وتوّج بعد 5 أشهر من إضراب الحراش بلقب لم يكن يتوقعه أشد المفتائلين وهو رابطة الأبطال الإفريقية. وبالتالي فما يحدث حاليا يعتبر لا شيء مقارنة بأزمة أول 6 أشهر من سنة 2014، وما مع على اللاعبين والطاقم الفني سوى التركيز الجيّد فقط.