بفضل اللياقة العالية التي يتمتع بها، تمكن الدولي الجزائري رياض بودبوز من تأدية دور كبير في المواجهة الأخيرة له أول أمس الأحد في أفينيون، حيث كان وراء تسجيل هدف عن طريق ركلة جزاء، وقدم كرة حاسمة، مؤكدا أنه سيكون في قمة عطائه في “الداربي“ المغاربي المقبل الذي ينتظره مع “الخضر“ أمام المنتخب المغربي يوم 4 جوان المقبل، وقد تطرق في هذا الحوار إلى عدة نقاط تخص هذه المباراة... في البداية، هل أنت راض بالمردود الجيد الذي قدمته اليوم (الحوار أجري أول أمس في أفينيون)؟ نعم، هذا ممتاز، لقد حققنا موسما رائعا، نحن سعداء جدا، خاصة أن نادي ران انهزم في ليل، الأمر الذي سيجعلنا نحتل المرتبة الخامسة في الترتيب العام، وهذا سيكون في صالحنا في القرعة التي ستجرى في منافسة أوروبا ليغ. سجلت هدفا وقدمت كرة حاسمة، لا أحد سيوقفك على ما يبدو؟ (يضحك)، نعم، أنا في حالة جيدة، أتمنى أن تتواصل الأمور على هذا النحو، مثلما سبق أن قلت، فإن الأهم في نهاية هذا الموسم هو تفادي التعرض إلى الإصابات حتى نكون على أتم الاستعداد للموعد الذي ينتظرنا أمام المنتخب المغربي، والحمد لله، كل شيء يسير على أحسن ما يرام، بما أني تمكنت من تسجيل هدفي الثامن في الموسم، وقدمت ثامن تمريرة حاسمة أتت بهدف. ما هو شعورك بإنهائكم الموسم في المرتبة الخامسة في البطولة الفرنسية؟ لقد حققنا نهاية موسم رائعة، لقد جمعنا أكثر من 30 نقطة في مرحلة العودة من البطولة، وهذا شيء عظيم، الأمر الذي جعلنا نزحف نحو المراتب الخمس الأولى، هذا جميل بالنسبة لفريق شاب مثل فريقنا. المدرب جيلو أبعدك من تشكيلته في منتصف الموسم حتى يجعلك تستفيق، هل أثر فيك ذلك؟ مثلما قلت في عدة مناسبات، لقد اكتسبت خبرة واسعة في تلك الفترة، بعد ابتعادي عن التشكيلة، طرحت على نفسي العديد من الأسئلة، الحمد لله أنه كان لدي رد فعل سريع، وحققت مشوارا كبيرا هذا الموسم مع نادي سوشو. لقد قمت بحركة فنية رائعة وناجحة في المباراة تدل على ثقتك الكبيرة بنفسك، ستلتحق بتربص “الخضر“ بمعنويات عالية، أليس كذلك؟ نعم، أتمنى ذلك، دائما أنجح في كل حركاتي الفنية أو أغلبها فوق الميدان، وهذا مؤشر إيجابي قبل موعد مباراة المغرب. كيف قررت تنفيذ هذه الحركة، وبما فكرت في لحظة القيام بها؟ لم أرتعش، لقد قررت القيام بها من قبل، في الحقيقة، كانت إجابة لزميلي الحارس إيريك كروس، كنت أنفذ العديد من هذه الحركات في الحصص التدريبية، وكان يقول لي إنه لا يمكنني أن أقوم بها أبدا في المباريات الرسمية، والآن فقد فزت بالرهان. الأمور أصبحت جدية بالنسبة لنادي سوشو الذي رغم تعداده الشاب، إلا أنه أقلق العديد من الأندية الكبيرة في البطولة الفرنسية، ما تعليقك؟ أتعلمون، سر نجاحنا هو امتلاكنا لفريق شاب رائع، متكامل ومتفاهم فيما بينه، نحن نشكل مجموعة من اللاعبين الشبان الذين يتفاهمون فيما بينهم حتى خارج الميدان، صحيح أنه لا أحد كان ينتظر أن نلعب بهذا المستوى، حتى أن البعض تحدث عن احتمال سقوطنا، لكننا تحدينا الجميع وأثبتنا أننا نشكل فريقا جديرا بالاحترام، وقادرا على اللعب بطريقة جميلة، والبحث عن الفعالية بالأداء الجيد. كيف كان شعورك وأنت تلتقي كمال مريم وكمال غيلاس؟ في الواقع، ومثلما لاحظتم، لم يكن لدينا وقت للتحدث، لقد سعدت برؤيتهما يلعبان، آسف بشأنهما، لأنهما لا يستحقان السقوط إلى القسم الثاني، حيث أن تشكيلة نادي آرل تلعب كرة قدم جميلة، لكن تنقصها الفعالية، وهذا ما يشرح سبب سقوطها. بعد بداية موفقة في بداية الموسم، عشت فترة صعبة خاصة مع نهاية مرحلة الذهاب، هل كنت تشك في الإمكانات التي تتمتع بها؟ لقد سبق لي وأن أكدت لكم في عدة مناسبات أني لاعب أحب كثيرا رفع التحديات، هذه هي طريقة تفكيري، وأعتقد أني برهنت أني محارب فوق الميدان، أظن أنه في مرحلة العودة حققت عدة أمور إيجابية خاصة في الجولات الأخيرة من البطولة، وهذا ما يؤكد أني لم أشك يوما في الإمكانات التي أتمتع بها. هل اتصل بك زملاؤك في المنتخب من أجل تهنئتك على مردودك الجيد الذي ظهرت به مع نادي سوشو؟ لم أتلق أي اتصال، لكن بعض زملائي في المنتخب أرسلوا لي رسائل قصيرة عبر الهاتف من أجل تهنئتي، أشكرهم على ذلك. إذن شكروك حرفيا؟ نعم، بطبيعة الحال لقد تلقيت رسائل بهذا الشكل بسرعة من طرف زملائي في المنتخب. هل حدثوك عن الأجواء السائدة في “لامانڤا كلوب”؟ أجل، وبشكل دقيق وحرفي، لقد أكدوا لي أن كل شيء يسير في أحسن الظروف وبشكل جيد والجميع مركز ومحضر معنويا ومتفائل من أجل الفوز بهذا “الداربي”. علينا أن نأخذ المبادرة هناك ونلعب دون حسابات ونخاطر ونلعب مثلما نعرف، هذا كل شيء. أنت مشتاق لتكون هناك؟ بطبيعة الحال ولا داعي لأقول إن الأجواء العائلية هناك تثير اشتياقي وأريد أن أكون هناك، لقد تخلفت بسبب رغبتي الشديدة في تحقيق المركز الخامس في البطولة مع سوشو من أجل الإلتحاق ب”أليكانت” وأدخل أجواء المنتخب الوطني لذا أؤكد أني أنتظر انضمامي بفارغ الصبر. ستلتحق بزملائك غدا الإثنين (الحوار أجري أول أمس الأحد) وستكون رفقة زميلك قادير؟ لا، بالنسبة إليّ سألتحق الثلاثاء صباحا وسأنطلق على العاشرة ووصولي سيكون في حدود منتصف النهار حيث سأستقل الطائرة من مطار ميلوز. لماذا هذا التأخير الطفيف؟ في الحقيقة لدي موعد مع رئيس الفريق مبرمج منذ فترة وهو السبب وراء تأخري في الإلتحاق. هل أنت سعيد بالنسبة إلى مجاني الذي حقق الصعود إلى الدرجة الأولى؟ أكيد، لقد تابعت بتمعن ما حدث الجمعة الماضي والصعود الذي حققه أجاكسيو ومجاني إلى الدرجة الأولى، وصراحة أنا سعيد لكارل الذي يستحق هذا التتويج والآن أنا سعيد جدا أيضا لأني سأجد لاعبا جزائريا في مواجهتي في الدرجة الأولى. هذا يعني أنك ستبقى في سوشو الموسم المقبل؟ لن أغيّر رأيي بهذه السرعة، لقد سبق وقلت لكم إني سأبقى موسما آخر في سوشو. المغاربة وعدوا بوضعكم في حالة صعبة رياضيا بطبيعة الحال والحديث عن الثأر، ما تعليقك على هذا؟ هذا لن يكون إطلاقا، ويجب ألا نقع في فخ الحسابات لأنها مباراة في كرة القدم ويجب نسيان كل شيء. نحن من جانبنا نعمل بجدية دون أن نقلق ولا يهمنا ما يفكر فيه المغاربة، وهذا من أجل تسجيل نتيجة إيجابية. فغولي تم استدعاؤه لتدعيم المنتخب الوطني، كلمة في هذا الشأن؟ أظن أنه أمر جيد بالنسبة إلى منتخبنا بالنظر إلى المباريات المقبلة، إنه شخص رائع وهادئ ويلعب بشكل جيد كرة القدم إنه إضافة هامة للمنتخب الوطني. إنه يلعب تقريبا في منصبك، ألست خائفا على مكانتك؟ أبدا، ولماذا أخاف؟ بل بالعكس ذلك يحفزني أكثر لأني أحبذ دائما وجود المنافسة وهذا سيكون محفزا. المدرب بن شيخة ظل يتابعك أنت وفؤاد قادير بتمعن خوفا من تعرضكما إلى أي إصابة، فهل يمكن أن تطمئنه؟ أشكره كثيرا، ثم أؤكد مثلما سبق وأخبرتكم أن بن شيخة يفكر ويهتم بنا كثيرا وأنا سعيد جدا وفخور لأني أعمل تحت إشرافه وأحد اللاعبين ضمن تعداده. كما أحمد الله أني لم أتعرض إلى أي إصابة وسأكون حاضرا في هذا “الداربي” أمام المغرب بكامل لياقتي. مكانة أساسية أمام المغرب ستزيد من ثقتك بالنفس وتكون أفضل مكافأة لك في نهاية الموسم، أليس كذلك؟ نعم، وبكل صراحة أريد أن أشارك في هذه المواجهة ولكن كما قلت كل شيء يعود للمدرب الوطني لأنه من يقرر الإستراتيجية الأفضل للفوز بهذه المواجهة. وحسب رأيك، ما هي أفضل إستراتيجية؟ فعل الأمر نفسه مثلما كان في لقاء الذهاب، إظهار قدرة عالية وإصرار في اللعب وكذا حرارة ورغبة في الفوز من أجل منعهم من اللعب وبعد ذلك المهم هو الفوز بالصراعات الفردية في هذا اللقاء. المباراة ستعرف عودة زياني وهو يمثل روح الفريق، ما يعني أن هناك لاعبا سيفقد مكانته في وسط الميدان، فهل أنت متخوف على مكانتك؟ أبدا، لقد قدمت أداء ومباريات جيدة مع فريقي وأكملت موسما رائعا وبشكل جيد، ولكن الآن إن أراد المدرب إبقائي في كرسي الإحتياط أمام المغرب لن يكون هنالك أي مشكل وسأتقبّل قراره، وإن وضع ثقته فيّ سأكون حاضرا وفي الموعد وأكون عند حسن ظنه وتقديم أفضل ما لدي. شكرا رياض ونريد أن نتركك لأننا نعلم أن هناك رحلة بانتظارك نحو سوشو... لا داعي للشكر ولا يوجد أي مشكل وأشكركم لأنكم تنقلتم خصيصا من أجلي وسنلتقي قريبا إن شاء الله.