قبل 72 ساعة فقط عن موعد المباراة المحلية الحاسمة بين الجزائر والمغرب، التي سيكون ملعب مراكش مسرحا لها سهرة السبت المقبل، كثر الحديث في الأوساط الكروية الجزائرية عن الوجه الذي ستظهر به تشكيلة المدرب عبد الحق بن شيخة. حيث يطرح الكثيرون الأسئلة عن التشكيلة المثالية الأجدر بلعب هذه المواجهة، وكذا الخطة التي سيعتمدها الناخب الوطني بتفضيله الهجوم على الدفاع أو اعتماده على الدفاع والهجمات المعاكسة، إلى غيرها من تضارب في الآراء. بالتالي فضّلنا أن نسأل بعض الفنيين ونجوم”الخضر” السابقين، الذين صنعوا في الماضي أفراح الشعب الجزائري، عن تصوّرهم للخطة التي سيعتمدها بن شيخة، النصيحة التي يوجهونها إلى اللاعبين والتشكيلة التي يعتبرونها الأمثل أمام المغرب. بلومي: “إذا لعبنا بنفس الروح القتالية التي واجهنا بها المغرب في 1979 سنفوز” قال النجم الدولي السابق لخضر بلومي إن مباراة الرابع جوان أمام المغرب صعبة على الفريقين، لأنهما في حاجة ماسة إلى الفوز مضيفا: “أتصوّر أن يلعب بن شيخة بخطة هجومية محضة، فالخسارة ممنوعة على الخضر وبالمقابل نحن مطالبون بتحقيق الفوز أو التعادل على الأقل، للحفاظ على حظوظنا في التأهل. وبما أن شيخة له خيارات كثيرة مقارنة بلقاء الذهاب، فإن المنطق يشير إلى أنه سيلعب الهجوم لتحقيق نتيجة إيجابية، لأنه أحسن حل في رأيي ونواجه المغرب بسلاحهم، فلا تنسوا أننا سنتنقل بعدها إلى تانزانيا في مقابلة صعبة هي الأخرى”. “أطلب من اللاعبين أن يكونوا فعلا محاربي الصحراء” وفي جوابه عن السؤال الثاني الخاص بالنصيحة التي يقدّمها للاعبين، قال قاهر الألمان: “نصيحتي للاعبين هي ضرورة تحلّيهم بالروح القتالية والإرادة الكافية، فالحمد لله لاعبينا من الناحية التقنية جيدين ومن الجانب التكتيكي لا بأس، وبالتالي لن ينقص منتخبنا شيء. لذا فإن المطلوب منهم أن يتميزوا بإرادة فولاذية يوم 4 جوان، ويتحلوا بروح قتالية لأن هذا الجانب هو الذي سيصنع الفارق، ولابد عليهم أن يبرهنوا أنهم فعلا محاربي الصحراء، ففي سنة 1979 فزنا على المغرب في الدارالبيضاء ب، (5- 1) لأننا واجهناهم بروح قتالية“. “أتصوّر مهدي وعنتر ظهيرين بدلا من قادير ومصباح” وعن التشكيلة المثالية قال بلومي: “بن شيخة في مكان أفضل مني، لأنه يعرف كل اللاعبين ومعنوياتهم بشكل جيد، لكن كتقني أتخيل أن “الخضر” سيلعبون بالتشكيلة التالية: مبولحي، مهدي مصطفى، عنتر يحيى، بوزيد، بوڤرة، لموشية، يبدة، زياني، مطمور، جبور وبودبوز، فأنا بصراحة أتوقع أن بن شيخة سيختار مهدي وعنتر في الرواقين الأيمن والأيسر، بدلا من قادير ومصباح وحتى بلحاج”. بويش: “من الأفضل التجمّع في الدفاع والإعتماد على الهجمات المعاكسة” أما اللاعب الدولي السابق ونجم المولودية ناصر بويش، فقال إن بن شيخة يملك البدائل في كل المناصب، مشيرا إلى أنه يتصور أن يلعب بن شيخة بالتجمع في الدفاع في هذه المقابلة، والانطلاق في الهجوم بكرات مرتدة. واستطرد بويش قائلا: “منتخبنا الوطني لم يصل بعد إلى أن يصنع هو اللعب ويبادر إلى الهجوم وليس لدينا الإمكانات لذلك، لكن الخضر عودّونا على الظهور بمستوى كبير في المواعيد الكبيرة، وأظن أنهم سيلعبون في الخلف ضروري على الأقل في نصف ساعة الأول، ثم بعدها المغامرة في الهجوم بهجمات معاكسة”. “أنصحهم بالتحكّم في الأعصاب واللعب الهدوء” ونصح بويش اللاعبين بان يتفادوا القلق والخوف عشية أو يوم المباراة، كما أوضح بأنهم مطالبون بالتحكم في الأعصاب واللعب بهدوء وهي عوامل يعتبرها مفاتيح هذه المواجهة، مع الخروج والمغامرة في الهجوم بعد نصف ساعة الأول. لأن الفوز هو الوحيد الذي يسمح لفريقنا الوطني بالاحتفاظ بكامل حظوظه في التأهل إلى “الكان” حسب بويش. “قادير، زياني ومطمور نقطة القوة في الجهة اليمنى” وعن التشكيلة التي يراها الأنسب لمواجهة المنتخب المغربي، قال بويش: “مبولحي مكانه كحارس أساسي لا نقاش فيه، في الجهة اليمنى قادير وفي الجهة اليسرى مصباح، في المحور عنتر وبوڤرة وفي الوسط لموشية، لحسن، يبدة وزياني. أما الهجوم فأظن أن جبور ومطمور هما الأنسب، وأعتقد أيضا أن الخضر عليهم اختيار جهة يركّزون عليها طريقة هجماتهم، وهي الجهة اليمنى التي سينشطها زياني، مطمور وقادير، والتي ستكون في رأيي نقطة قوة الخضر في هذا الداربي”. مغارية: “أحسن دفاع هو الهجوم وعلينا ألا نُقلل من قوتنا” اعتبر المدافع المحوري السابق للمنتخب الوطني فضيل مغارية، أن بن شيخة سيعتمد كلية على الهجوم، لأن التشكيلة الحالية حسبه لديها خبرة وتجربة في تسيير اللقاءات الكبيرة والهامة، فضلا عن أن منتخبنا ليس لديه خيار آخر سوى الفوز بالمباراة لتأمين ترشحه إلى نهائيات كأس أمم أفريقيا القادمة. وأضاف مغارية: “ليس لدى بن شيخة خيار آخر ليواصل مشوار المنتخب ويكسب تأشيرة التأهل سوى وضع خطة هجومية تخدم الخضر ليعودوا بالفوز من المغرب، لأنني أعتقد أنه مع استعادة كامل اللاعبين للياقتهم وقدراتهم الفنية والبدنية، بعد مشوارهم الطويل في البطولات التي كانوا يلعبون فيها، سيكون للاعبين كلمة يقولونها أمام المغاربة. فأحسن دفاع هو الهجوم، لأن دفاعنا قوي ونحتاج لمهاجمين فعالين بشرط ألا يقلقوا أو يتأثروا بضغط المنافس”. “خبرة عناصرنا وتجربتهم في المونديال لا تحتاج إلى نصيحة” أما عن النصيحة التي يوجهها مغارية إلى العناصر الوطنية فقال: “لدينا لاعبين محترفين وينشطون في أقوى البطولات الأوروبية، فضلا على ذلك فإن تجربتهم السابقة في المونديال وكأس أفريقيا لا تحتاج أن أقدم لهم نصيحة. إنهم يدركون جيدا ما ينتظرهم في المغرب، ويعرفون جيدا معنى “الداربي” المغاربي، كما أنهم معروفون بتسييرهم الجيد لمثل هذه اللقاءات الحاسمة التي عودونا فيها على ظهورهم الجيد، وتواجدهم القوي فوق أرضية الميدان، ولهذا لا يوجد لدي نصيحة أقدمها لهم سوى ألا يقلقوا“. “عودة بوڤرة، زياني ومطمور مفيدة كثيرا وسوداني سيبقى “جوكير” وبالنسبة إلى التشكيلة الأساسية التي يرشحها فضيل مغارية للدفاع عن الألوان الوطنية أمام المنتخب المغربي فقال: “إذا ما إستعاد جبور عافيته يُضاف إليه بودبوز، البقية تكون في يومها أمام المغرب، وأعتقد أن التشكيلة بذلك واضحة خاصة مع عودة بوڤرة، زياني ومطمور إلى التشكيلة، وهنا أؤكد أنه لا خوف على المنتخب الوطني لأن الضغط كله سيكون على المغاربة وليس على لاعبينا. وفيما يخص التشكيلة أقول إنها ستتشكل من: مبولحي، قادير (أو مهدي مصطفى)، مصباح، بوڤرة، عنتر يحيى، يبدة، لحسن، زياني، لموشية (أو بودبوز)، جبور ومطمور، أما عن ابن مدينة الشلف هلال سوداني فلا ننسى أنه استدعي لأول مرة ولا أعتقد أنه سيلعب من البداية، رغم الإمكانيات الكبيرة التي يتمتع بها، ولكن أتوقع أن يبقيه بن شيخة ك جوكير في العشر دقائق الأخيرة”. مناد: “أحسن وسيلة للدفاع هي الهجوم“ من جهته كان ل “هدّاف” المنتخب الوطني وهدّاف كأس أمم إفريقيا 1990جمال مناد تقريبا نفس رأي بويش، وأوضح بخصوص الخطة التي سيعتمدها المدرب عبد الحق بن شيخة أنه يعتقد أنه ليس هناك خيار سوى لعب ورقة الهجوم، حيث قال: “أحسن وسيلة للدفاع هي الهجوم ولابد من العودة إلى هذا المبدأ، ففريقنا الوطني مطالب بتحقيق الفوز لتصدر المجموعة وبالتالي لا يساعدنا إلا الهجوم. المنتخب المغربي يبحث هو الآخر عن الفوز لأننا معهم بنفس عدد النقاط، والمهمة ستكون صعبة على الفريقين لكنني واثق من أن بن شيخة سيلعب كل أوراقه الهجومية الرابحة”. “عليكم تفادي أكبر عدد من الأخطاء والمغاربة خائفون منكم” وعن نصيحته للاعبين قال مناد: “هم لاعبون محترفون يعرفون ما هو مطلوب منهم مثل العزيمة وتفادي أكبر عدد من الأخطاء، عليهم أن يكونوا في القمة ويبرهنوا أن تأهل الخضر إلى المونديال كان مستحقا وليس ضربة حظ. الحمد لله أن عدة عناصر ستعود في مواجهة مراكش كانت غائبة في لقاء الذهاب بسبب الإصابة، وهو عامل يخيف المغاربة وأظن أن رفقاء زياني لا يريدون أن يصدموا في النهاية بمفاجأة غير سارة، لأن الخسارة تعني الإقصاء بنسبة كبيرة”. “مهدي، فراج وسوداني من الأحسن تركهم في الإحتياط” وأضاف مناد أن عبد الحق بن شيخة له الكثير من الخيارات لأجل تحديد التشكيلة الأساسية، إلا أنه قال إن هناك عناصر تعتبر ركيزة والعمود الفقري في المنتخب على غرار مبولحي، بوڤرة، زياني، يبدة، جبور ومطمور. واستطرد مناد قائلا: “لو كنت مكان بن شيخة صراحة لاعتمدت على اللاعبين القدامى، لأن الأمر يتعلق بداربي سنلعبه خارج الوطن وسيكون فيه الضغط شديدا، وبالتالي لا أظن أن يغامر بن شيخة بلاعبين مثل مهدي مصطفى، سوداني أو فراج منذ البداية، والمؤكد أنه سيتركهم في الاحتياط والاعتماد على اللاعبين الذين تعودوا على اللعب مع بعض لأطول مدة، حتى يكون التفاهم موجودا واللعب الجماعي لن يطرح مشكلا”.