نشرت : المصدر جريدة الشروق الأحد 31 يوليو 2016 12:37 نجت 68 عائلة، تقطن مركز عبور بعمارة تقع في شارع عجيسة ببلدية باب الوادي، من موت محقق، إثر نشوب حريق هائل أتى على جميع أجزاء العمارة وكاد يمتد إلى العمارات المجاورة لولا تدخل مصالح الحماية المدنية، فيما تم ترحيل العائلات المتضررة نحو سكنات لائقة. وقد عاش سكان حي عجيسة ليلة بيضاء إثر الحريق الهائل الذي ضرب مركز عبور كان يؤوي 68 عائلة رحلت من عمارات متضررة من زلزال 2003 وفيضانات باب الوادي، بدءا من الساعة التاسعة و12 د، إثر اندلاع هذا الحريق، الذي نجم حسب التحريات الأولية، في انتظار استكمال التحقيق، عن شرارة كهربائية بإحدى الشقق التي كان صاحبها خارج المنزل حسب شهادات السكان.
شهادات مروّعة لضحايا الزلزال والفيضان وقال سكان ل "الشروق" بعين المكان، إنهم كانوا بمنازلهم قبل أن يشعروا باندلاع حريق من شقة أحد الجيران الذي كان خارج منزله، لتمتد ألسنة اللهب إلى غالبية الشقق، ما اضطرهم إلى إجلاء العائلات والأطفال بسرعة نحو الخارج لتتدخل بعدها مصالح الحماية المدنية من أجل إخماد النيران. وقال محدثونا: "عشنا لحظات رعب لا تنسى بفعل الحريق الهائل، خاصة أنه امتد بسرعة البرق نحو الشقق الأخرى بالعمارة، بسبب الأسلاك الكهربائية العشوائية بها. ولحسن الحظ تدخلت مصالح الحماية المدنية على جناح السرعة للمساهمة في إخلائها من السكان، ومنع حدوث الكارثة، حيث لم تحدث أي إصابات، بينما تسبب في إتلاف الأثاث والأجهزة الكهرومنزلية".. وأشار المتحدثون إلى أن الحريق تخلله دوي انفجار قارورات غاز البوتان، كما أن ألسنة اللهب المرتفعة كادت تمتد إلى العمارات المجاورة لولا حنكة مصالح الحماية المدنية التي أخمدت الحريق قبل امتداده. واعترف السكان بأنهم لا يزالون يعيشون هول الصدمة، بفعل قوة الحريق رغم أنه الخامس من نوعه، حسب بعض الشهادات، مشيرين إلى أنه على الرغم من قدوم المسؤولين على غرار وزير الداخلية ووالي العاصمة للاطمئنان عليهم، وقيامهم بتقديم تعليمات بنقل المنكوبين إلى مدرسة مالك بن رابية إلى غاية ترحيلهم، إلا أن ذلك لم ينسهم هول ما رأوه، وقضوا ليلة بيضاء.
أخيرا.. ترحيل العائلات إلى مساكن جديدة من جهته، أفاد المكلف بالإعلام على مستوى مديرية الحماية المدنية لولاية الجزائر، بلقاسم سايج، أن حنكة أعوان الحماية حالت دون وقوع كارثة حقيقية بعد تطويق العمارة وإخماد ألسنة اللهب ومنعها من الامتداد إلى العمارات المجاورة، مشيرا إلى أنه تم إطفاء الحريق في مدة ثلاث ساعات إلى غاية إخماده في حدود منتصف الليل، كاشفا عن تجنيد 125 عون و17 شاحنة و6 سيارات إسعاف. هذا، وعقب اندلاع الحريق مباشرة، زار والي العاصمة، عبد القادر زوخ، العائلات، حيث أمر بالتكفل بهم ونقلهم إلى أحد مراكز الإيواء إلى غاية ترحيلهم، كما انتقل إلى عين المكان وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، مرفوقا برئيس أمن ولاية الجزائر مراقب الشرطة نور الدين براشدي وقائد المجموعة الإقليمية للدرك الوطني العقيد سرهود. وتم السبت في حدود الساعة الثانية زوالا ترحيل العائلات المتضررة إلى سكنات لائقة نحو موقع 1200 مسكن بحي سيدجي سليمان بخرايسية. الأمن يحقق في ملابسات الحادث كما فتحت مصالح الأمن تحقيقا معمقا لمعرفة ملابسات الحادث، حيث تنقلت الفرقة الجنائية التابعة للشرطة القضائية بمعية الشرطة العلمية من أجل أخذ العينات نحو المصالح المختصة على مستوى مخبر الشرطة العلمية لشاطوناف، بهدف معرفة ملابسات الحادث، ومن المنتظر الإعلان عن نتائج التحقيق والأسباب الحقيقية الكامنة وراء الحريق في القريب العاجل حسب مصادر مطلعة.