تكفلت مصالح ولاية الجزائر بالعائلات المتضررة من الحريق الذي شب، أول أمس، بعمارة "شارع عجيسة" بباب الوادي، المتكون من أربعة طوابق، حيث أعطى وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، الذي تنقل لعين المكان رفقة والي العاصمة فور اندلاع الحريق، تعليمات صارمة لإعادة إسكان 68 عائلة بشقق اجتماعية على مستوى حي 1200 مسكن بلدية الخرايسية غرب العاصمة. الحريق الذي شب بالعمارة التي تحولت ل«مركز عبور"، حسبما أكده شوهد عيان ل«المساء"، لم يخلف أي ضحايا أو جرحى، علما أن أسباب الحريق تبقى مجهولة لغاية كتابة هذه السطور والتحقيقات متواصلة بالميدان، فيما تباينت الآراء بين المواطنين، فمنهم من أكد أن الحريق تم بفعل فاعل وآخرون أكدوا لنا أن شرارة كهربائية وراء ذلك. حالة هلع على التاسعة ليلا عاش سكان عمارة "شارع عجيسة" حالة خوف وهلع، حسبما أكدته شهادات المواطنين لنا، حيث اندلع الحريق في حدود الساعة 21 سا و12 دقيقة من مساء الجمعة، في عمارة من 4 طوابق وانتقل بفعل الرياح لعمارة ثانية محاذية – يقول النقيب سايج بلقاسم المكلف بالإعلام بالحماية المدنية. وأشار المصدر إلى أن وحدات الحماية المدنية تدخلت في الوقت المناسب لإخماد الحريق المهول ووضع حد لانتشاره وحماية السكان وممتلكاتهم، موضحا أنه تم إجلاء سكان العمارة والعمارة المجاورة كاجراء احترازي. الحادث لم يسجل لحسن الحظ آي ضحايا، حيث تم إجلاء جميع العائلات القاطنة بهذه البناية التي هي عبارة عن مركز إيواء قبل الترحيل والعمارت المجاورة إلى مدرسة لضمان سلامتهم. وذكر أن رجال الحماية المدنية وجدوا صعوبات كبيرة في إخماد الحريق بسبب طبيعة الموقع وخصوصيات هذه البناية القديمة التي شيدت أجزاؤها الداخيلة مثل السلالم من مادة الخشب. بدوي وزوخ في الميدان فور وقوع الحادث فور وقوع الحادث، تنقل وزير الداخلية والجماعات المحلية، نور الدين بدوي، ووالي العاصمة، عبد القادر زوخ، لباب الوادي، حيث أكد بدوي دعمه العائلات المتضررة، وأعطى تعليمات بإسكانهم في اليوم الموالي للحادث وهي التعليمات التي أخذتها ولاية الجزائر مأخذ الجد. زوخ تكفل رسميا ب68 عائلة متضررة من الحادث، حيث قام بدراسة سريعة رفقة لجنة إعادة الإسكان بولاية الجزائر وتقرر ترحيل المعنيين لبلدية الخرايسية، حسبما أكده الوالي المنتدب لدائرة سيدي امحمد، عبد القادر مسعود ل«المساء". في نفس السياق، أكد مدير الحماية المدنية لولاية الجزائر، تيغرفين محمد، ل«المساء"، أن الحريق لم يخلف قتلى أو جرحى ولحسن الحظ تدخلت وحدات الحماية المدنية في الوقت المناسب لانقاد المواطنين. وسخرت الحماية المدنية كل الوسائل اللازمة لانقاد ما يمكن إنقاده، ونجحت الوحدات في العملية التي لم تخلف أضرارا جسمانية، علما أن المدير العام للحماية المدنية السيد مصطفى لهبيري وقف هو الآخر في الميدان. للتذكير، نوعية أرضيات العمارة المتكونة من الخشب وقدمها ساعد على انتشار الحريق على مستوى كل الطوابق، يقول تيغرفين، علما أنه تم تسخير إمكانيات مادية وبشرية هائلة تتمثل في أكثر من 20 شاحنة إطفاء و10 سيارات إسعاف وكذا 03 شاحنات ذات سلم ميكانيكي وأكثر من 100 عون حماية مدنية . ويبقى التحقيق متواصلا في الميدان لمعرفة الأسباب الحقيقية وراء اندلاع الحريق التي تبقى مجهولة، حسب مصالح الحماية المدنية في انتظار ما تسفر عنه التحقيقات، علما أن الحادث إذا كان مفتعلا يؤدي بصاحبه للسجن والحرمان من السكن الاجتماعي. العائلات المتضررة باتت بمدرسة "مالك بن رابية" عبد القادر زوخ، وعقب اندلاع الحريق طلب من السلطات المحلية لباب الوادي فتح مدرسة "مالك بن رابية" كإجراء أولي للتكفل بالعائلات، حيث زارت "المساء" المتضررين وتحدثنا مع البعض منهم وأكدوا أن النيران التهمت كل سكناتهم، موضحين أنهم يعيشون بهذه العمارة منذ سنوات طويلة. وأشار أحدهم أن 12 عائلة كانت تقطن بالمبنى منذ سنة 1997 وأودعت في وقت ملف طلبات لسكنات اجتماعية لدى مصالح بلدية باب الوادي، لكن هذه الأخيرة اكتفت بالوعود وتضاعف بعدها عدد العائلات ليصل إلى 68 عائلة . وأشار البعض الآخر، أن شرارة كهربائية غيرت مجرى حياتهم، حيث احترق كل ما يملكون، فيما أكد آخر أن الحريق مفتعل ولم تكن المرة الأولى، بل سبق وأن حاول بعض المواطنين إشعال النيران وفشلو في ذلك بسبب تدخل وحدات الحماية المدنية.