"في الأوقات التي وصل هذا المنتخب للقمة كان مستواهم متوسطا، فما بالك الآن بعدما تحولوا للعب في الخليج" "كبار اللاعبين يتحولون للخليج عند نهاية مشوارهم وليس في ريعان الشباب" "المنتخب لن يكون في حاجة بعد الآن للاعبين ينشطون في بطولات ضعيفة المستوى" "أين هم من قالوا في وقت سابق فلان وفلان أفضل من ڤندوز وبلومي ولاعبي جيلنا الذهبي؟" انتقد اللاّعب الدولي القدير السابق محمود ڤندوز خيار لاعبينا الدوليين بمغادرة البطولات الأوروبية التي كانوا ينشطون فيها، نحو البطولات الخليجية وهم لا يزالون في ريعان الشباب، وطالب ڤندوز بعدم توجيه الدعوة للاعبين الذين فضلوا اللعب في الخليج على البقاء في أوروبا، مؤكدا بأن هؤلاء لم يتوجهوا إلى الخليج بحثا عن الأموال، بل لأن الأندية لم تعد ترغب في ضمهم، ولأن مستواهم لم يعد يسمح أيضا بالتألق واللعب في أوروبا. نودّ اليوم أن نأخذ رأيك في ظاهرة جديدة تتمثل في هجرة لاعبينا الدوليين نحو البطولات الخليجية، ما رأيك فيها وما أسبابها في اعتقادك؟ "انعل بليس" يا أخي، لقد أخطأت لدى طرح هذا السؤال، قلت "لاعبينا الدوليين"، وهذا خطأ فادح، لأنهم ليسوا لاعبينا، هم جزائريون حقا مثلي ومثلك، لكنهم لاعبون مستوردون من الخارج، والمشكل لا يكمن في اختيارهم اللعب في الخليج، بل يكمن في أسباب اختيارهم اللعب للجزائر؟ قبل أن نتساءل عن أسباب اختيارهم اللعب في الخليج، علينا أن نتساءل عن أسباب اختيار أغلبيتهم الساحقة اللعب للجزائر، الإجابة واضحة هنا و"الفاهم سيفهم". لنعد إلى موضوعنا، لكي تجيب عن سؤالي؟ قلتها قبيل وبعد نهائيات كأس العالم التي جرت في جنوب إفريقيا، كيف لدوليين ينشطون في منتخب وطني تأهل إلى "المونديال" ولا يتلقون عروضا واتصالات من أندية أوروبية؟ حلل وناقش لوحدك هذه الفكرة. نريد توضيحا مفصّلا منك أفضل؟ على ما أذكر أدليت بهذا التصريح لجريدتكم "الهداف"، هل تعرف السبب الرئيسي الذي جعلهم لا يتلقون أي عرض؟ ذلك يعود إلى أنهم لاعبون محدودو المستوى، لاعبون عاديون جدا، الظروف فقط جعلتهم دوليين ويلعبون في المنتخب الوطني، هذا كل ما في الأمر. وها هي اليوم العروض تتهاطل عليهم من الخليج، وها هم مغني، عنتر يحيى وحتى زياني يلتحقون ببلحاج في البطولات الخليجية؟ (يضحك)، والله أنت محق العروض تتهاطل عليهم اليوم بالجملة، لكن أين؟ في الخليج، سأقولها لك وأنا مسؤول عن كلامي هذا. تفضل.. إنها النهاية الفعلية لهؤلاء اللاعبين، وأضيف لك، من انضموا إلى البطولات الخليجية أمضوا على شهادات وفاتهم مسبقا، هم لا يزالون في ريعان الشباب، وكان عليهم أن يواصلوا في أوروبا لكنهم اختاروا الخليج، وبالتالي فقد استبقوا الأحداث ووضعوا حدا نهائيا لمشوارهم الكروي، وأذهب معك بعيدا. ماذا؟ تحولهم إلى الخليج دليل قاطع على أن مستواهم محدود ودليل على أنهم ليسوا قادرين على مسايرة النسق العالي في البطولات الأوروبية، وأعتقد أنهم أنصفوني، لأني قبيل وبعد "المونديال" قلت إن محدودية مستواهم جعلتهم لا يتلقون أي عرض من أوروبا، وها هم اليوم وفي ظل انعدام العروض نفذوا بجلدهم إلى الخليج. لاعب مثل زياني المرشح للانضمام رسميا لصالح الجيش القطري، لا يزال صغيرا، ومع ذلك فضل الخليج على ألمانياوفرنسا، ما تعليقك؟ لا أريد أن أشخص، أريد أن أتحدث على العامة، مستوى البطولات في قطر، الإمارات وغيرها من البلدان الخليجية ضعيف وضعيف جدا مقارنة بمستوى البطولات الأوروبية كألمانياوفرنسا، ويؤسفني أن يتحول لاعب شاب من بطولة أوروبية للعب في الخليج، ما أعرفه أن أي لاعب محترف وبعدما ينتهي مشواره الكروي في أوروبا لدى بلوغه سن 34 أو 35 يتنقل إلى الخليج لكي يلعب سنة أو سنتين وبعدها يعتزل، لكن للأسف الشديد لاعبو المنتخب الوطني صاروا يفضلون الهجرة إلى هناك وهم صغار، وعلى كل حال هم معذورون لأن مستواهم هابط جدا، لاعب مثل بلحاج أقمتم الدنيا ولم تقعدوها يوم غادر إنجلترا نحو قطر، والكل راح يتحسر لخياره هذا، دون أن تدركوا أن بلحاج لم يجد ضالته في المستوى العالي، فبحث عن مكان يليق به وبمستواه العادي، فوجده أخيرا هناك في البطولة القطرية. ألا ترى أنّهم اختاروا الخليج بحثا عن الأموال، لأن الأموال في قطر أو السعودية طائلة، ولأن ما يتقاضاه اللاعب هناك مسيل للعاب؟ لا، القضيّة ليست قضية أموال، لأن ألمانياوفرنسا وإيطاليا فيها أموال، أنا أنظر للأمر من زاوية أخرى، وأتحدث بمنطق، والمنطق يقول إنهم لاعبون انقطعت بهم السبل، ولم تعد لديهم أي عروض في أوروبا، فهربوا إلى الخليج، هل سمعت بأنّ أي لاعب من هؤلاء الذين قرروا التحول اليوم إلى قطر والسعودية قد تلقى عرضا جيدا من ناد أوروبي متوسط المستوى على الأقل؟ أكيد لا، أنا متأكد من أن العروض لم تصلهم من أي ناد، فاختاروا الخليج كوجهة لهم، وهذا خطأ فادح أنهوا من خلاله مشوارهم الكروي مبكرا. كن صريحا معنا، هل صاروا يصلحون الآن للدفاع عن ألوان المنتخب الوطني بعدما هبطوا بمستواهم للعب في بطولات أقل مستوى من البطولات الأوروبية؟ بطبيعة الحال سأكون معك صريحا، لا مكان لهم في المنتخب بعد الآن إن كان المدرب الجديد جادا وصارما، عليه ألا يستدعيهم لأننا لم نجني من وراء ذلك أي ثمار، سأعود بك إلى الوراء لكي أؤكد لك صحة ما أقول، لنعد إلى الموسمين الزاهيين اللذين عاشهما المنتخب الوطني، يومها كانوا يلعبون في البطولات الأوروبية، منهم من كان في فرنساوإنجلترا وفي إيطاليا وألمانيا وغير ذلك، ومع هذا إلا أن مستوى هؤلاء اللاعبين كان متوسطا، لم يكن كبيرا كما يعتقد البعض، كانوا مجرد لاعبين عاديين، واليوم وبعدما تحولوا للعب في البطولات الخليجية، كيف سيصبح مستواهم، سيهبط كثيرا، ولن يكون هناك أي فائدة للمنتخب من وراء استدعائهم، بمعنى على المدرب الجديد أن يصرف النظر عن اللاعبين الذين لا ينشطون في أوروبا. أكيد أن مستوى المنتخب سيتدهور أكثر لو أن المدرب حليلوزيتش يجدد فيهم الثقة مستقبلا؟ هذا أكيد، هم هكذا مستواهم محدود ومستوى منتخبنا صار في الحضيض، فما بالك أن نجدد فيهم الثقة الآن، أفضل أن أتوقف لكي أخاطب تلك الأطراف التي راحت تؤكد يوما من الأيام بأن فلان وفلان أفضل من ڤندوز وبلومي، أين هم اليوم؟ ما فعلوه؟ وما فعلناه نحن سابقا. من هو فلان وفلان؟ لا أريد أن أشخص إعذرني، لكن أطرافا أكدت أن بعض اللاعبين أفضل من جيلنا الذهبي في الثمانينات، وراحت تشكك في لاعب كبير من طينة بلومي مثلا، والله غريب. هل اطلعت على قائمة اللاعبين التي وجه لها البوسني حليلوزيتش الدعوة تحسبا لتربص السابع من أوت المقبل؟ صراحة لم أطلع عليها بعد. عرفت عودة حليش، مغني، بوعزة، عمري الشاذلي، زياية، العيفاوي، وانضمام بعض الجدد في صورة فابر وعسلة... لن أعيب على حليلوزيتش قراراته، لأنه كمدرب يليق بتدريب المنتخب الوطني بحكم أنه مارس كرة القدم من قبل وكان لاعبا لا بأس به، وأعتقد أن حليش، مغني مضى وقت طويل لم يلعبوا فيه أي مباراة رسمية (نقاطعه). لكن التربص مخصص للتعارف مع المدرب الجديد ووضع النقاط على الحروف وتسطير برنامج العمل مستقبلا مع اللاعبين؟ ممكن أنه وجه لهم الدعوة بما أنه تربص للتعارف وتسطير برنامج العمل، لكن إعادة لاعب كبوعزة الذي مضى وقت طويل دون استدعائه مبالغ فيه، لأنه يوم كان يلعب في القسم الأول بإنجلترا لم يكن يصلح كثيرا، فما بالك اليوم بعدما صار يلعب في القسم الثاني على ما أعتقد، حتى عمري الشاذلي لا يلعب كليا مع فريقه في ألمانيا، وأعطيك مثالا حيا معمول به في فرنسا. وهو؟ في المنتخب الفرنسي من المستحيل أن ينتدبوا لاعبا ينشط في القسم الثاني، لكن عندنا ننتدب من كل الأقسام ومستوانا في تدهور مستمر، فكيف سيكون الحال غدا بلاعبي البطولات الخليجية، صراحة لست متفائلا.