نشرت : المصدر جريدة الشروق" الجزائرية الثلاثاء 21 نوفمبر 2017 11:51 شهد، حي النور شرق وهران، الأحد، جريمة قتل مروعة، ذهبت ضحيتها طفلة تدعى "غزالة.ز" تبلغ من العمر سنوات، حيث تعرّضت إلى الخنق حتى الموت من طرف صديقتها الطفلة هي الأخرى ذات ال13 ربيعا، التي وضعت جثمانها داخل كيس قمامة بمقر سكناها، إلى أن عثر عليها أهلها. لا حديث للشارع المحلي بعاصمة غرب البلاد، إلا عن الجريمة المروّعة التي ذهبت ضحيتها طفلة في عمر الزهور على يد أخرى تكبرها ببضع سنوات، حيث ما تزال الدوافع الكامنة وراء هذه الجريمة مجهولة. "الشروق" تنقلت إلى مسرح الجريمة وبالضبط إلى حي النور وهو مجمع سكني مكون من عمارات يقع بشرق المدينة، حيث وقفت على حالة والحزن والأسى الممزوجة بالصدمة التي ارتسمت على محيّا السكان، الذين لم يصدّقوا إلى حدّ السّاعة ما حدث في حيّهم، خاصة عائلة "زلماط" التي فقدت فلذة كبدها "غزالة"؛ وهي تلميذة في الطور الابتدائي، أزهقت روحها صديقتها البالغة من العمر 13 سنة، وتزاول الدراسة في مرحلة المتوسط، حيث اعتادا اللعب مع بعضهما قبل أن تنتهي قصة صداقتهما بجريمة مروعة، لمّا قامت المتهمة بخنقها حتى الموت، ووضعها في كيس قمامة خبّاته بمنزلها العائلي حسب شهادات عائلة الضحية وجيرانها الذين رووا ل"الشروق" تفاصيل المأساة.
قتلت صديقتها ثم انخرطت في عملية البحث عنها! بعيون غائرة وأوصال مرتجفة تحدث إلى "الشروق" والد "غزالة" المغدورة، حيث كشف تفاصيل الجريمة المروعة قائلا: "ابنتي عادت من المدرسة الأحد، في حدود منتصف النهار، ثم توجهت لشراء مواد غذائية لتكون ضمن اللمجة التي اعتادت أخذها معها إلى الدراسة، لكنها لم تعد، ما جعلنا نخرج في حملة بحث عنها". وأضاف الوالد المفجوع في رحيل ابنته، أنّهم عاشوا لحظات عصيبة ينتظرون أي جديد عن مصير الابنة، إلى غاية الساعة الرابعة مساء، حيث سمع الجميع صرخة بشقة في الطابق الأول في العمارة ذاتها التي يقطنونها، ليهرعوا لعين المكان أين وجدوا جثة الطفلة "غزالة" داخل كيس قمامة. الشهادات التي استقتها "الشروق" من الجيران، أكدت أنّ الضحية قضت وقتها بمنزل صديقتها التي أزهقت روحها، في الوقت الذي كان الجميع منهمك بالبحث عنها. ولكن المثير في هذه الحادثة المأساوية أنّ الجانية المفترضة انضمت إلى عائلة الضحية في عملية البحث عنها، قبل أن تلوذ بالفرار وتلقي عليها مصالح الأمن القبضة بقرية بوجمعة على بعد كيلومترات من حي نور مسرح الجريمة.
"غزالة".. طفلة محبوبة ومجتهدة في دراستها وحافظة للقرآن وحسب الأصداء التي جمعتها الشروق، فإن "غزالة" كانت طفلة محبوبة بين الجميع، مجتهدة في دراستها و حافظة للقرآن الكريم، غير أن وفاتها بهذه الطريقة أصابت كل من حولها حتى زملائها بالمدرسة بالحزن، إذ أكدت مصادر عليمة أنه تم بعث كل تلاميذ قسمها ومعلمتها نحو منازلهم، نظرا للفاجعة التي حلت بأهل عائلة "غزالة". وحسب مصادر "الشروق"، فإن مصالح الأمن قد باشرت التحقيق مع خمسة متهمين، ويتعلّق الأمر بشابين والطفلة المعنية بمقتل غزالة، إلى جانب شقيقتها ووالدتها. حيث، استمعت مصالح الأمن أمس الاثنين لأقوالهم، قبل نقلهم على محكمة جمال الدين، لاستكمال التحقيق مع ذات الموقوفين. مصالح الشرطة كثّفت من تواجدها بمجرّد إبلاغها بالجريمة، حيث تنقل أعوان الأمن إلى مسرح الجريمة، وقاموا بتطويقه وفرض إجراءات مشدّدة للحيلولة دون انزلاق الوضع. وجاء في تقرير الشرطة بخصوص الجريمة، أن الضحية والمتهمة بقتلها تجمعها صداقة، حيث اعتادتا الّلعب مع بعض "لعبة منع التنفس"، كونهما جارتان تقيمان في العمارة ذاتها، وأحيانا تقضيان وقتا بمنزل المتهمة للهو، قبل أن تقوم الأخيرة بمنع التنفس عن الضحية لتموت خنقا ويتم العثور عليها داخل كيس بمنزل الجانية المفترضة. هذا وفنّد بيان الشرطة من خلال التفاصيل التي قدمها عن الجريمة الشائعات التي راجت عن مقتل الضحية، بكونها تعرّضت للذبح والتنكيل بجثتها عن طريق تقطيعها على أجزاء ووضعها في كيس، مؤكدا بأنّ الضحية قتلت عن طريق الخنق.
والد "غزالة".. أريد العدالة! وعليه، أمام هذه الحقائق، طالب والد المرحومة "غزالة" بالقصاص، وأن تأخذ العدالة مجراها. الأب المفجوع في فلذة كبده ظلّ يبكي بحرقة كلما شاهد خيمة العزاء التي نصبت أمام العمارة التي يقع بها مسكنه، مؤكدا أنه لا يصدق ما حصل لابنته الغالية على يد صديقتها، كاشفا أنهما كانتا تذهبان للبحر سويا، ليصله في الأخير خبر وفاتها على يدها. هذا وما تزال التحقيقات الأمنية متواصلة للكشف عن ملابسات هذه الجريمة المروعة، ولم يتم إلى حدّ الساعة استلام جثمان الضحية، في حين تم تسجيل المئات من المعزين من كل ربوع ولاية وهران، لتعزية عائلة "زلماط" في وفاة ابنتها الصغيرة "غزالة". وتبقى الدوافع الكامنة وراء هذه الجريمة مجهولة وتفاصيلها ما يزال يشوبها غموض في انتظار ما ستفسر عنه التحقيقات النهاية التي تباشرها مصالح الشرطة. وإذا كانت عائلة الضحية "غزالة"، قد أكدت فرضية القتل العمد لابنتها خنقا من طرف صديقتها. فإن بيان الشرطة الذي وصل "الشروق" أشار إلى أنّ القضية تتعلّق ب "علاقة صداقة كانت تجمع بين الطفلة المرحومة وجارتها بنفس العمارة الطفلة البالغة من العمر 13 سنة، أين أقدمت على منع التنفس عنها". كما اعتادتا يضيف البيان على اللعب فيما بينهما بشقة المتهمة ليؤول الوضع هذه المرّة إلى نتيجة كارثية. وختمت الشرطة بيانها قائلة: "نؤكد أيضا أن جثة الطفلة المرحومة تم العثور عليها داخل شقة الجارة المعنية، ولم تتعرّض لأيّ تنكيل كما تم تداوله عبر بعض وسائل الإعلام وصفحات التواصل الاجتماعي".