رئيس الجمهورية: كل رموز المقاومة والثورة التحريرية المجيدة يجب أن ينالوا حقهم من الأعمال السينمائية    سينمائيون يشيدون بعناية رئيس الجمهورية لقطاع السينما    المجلس الشعبي الوطني: الفوج المكلف بإثراء المشروع التمهيدي لقانون الجمعيات يستمع إلى رئيسة الهلال الأحمر الجزائري    السيد بن براهم يستقبل الأديبة و الكاتبة الفرنسية إيزابيل فاها    الحرب تنتهي في غزة والمحتل يجرّ أذيال الهزيمة    صحافيون وحقوقيون يتبرّؤون ويجدّدون دعمهم للقضية الصحراوية    الجزائر تحقق إنجازا مهما على الساحة الدولية    أنشيلوتي مهدَّد بالإقالة    وفد من الحماية المدنية التونسية يحل بالجزائر    تقليص مدة الاستجابة لنداءات الاستغاثة    إنقاذ 200 شخص مؤخرا عبر الولايات    60 منصبا تكوينيا في طور الدكتوراه بجامعة وهران 1    حزبنا أودع مقترحاته حول مشروعي قانوني البلدية والولاية    استلام محطة تصفية المياه المستعملة السداسي الثاني من 2025    ولايات جنوب تنظم فعاليات متنوعة وتدشين مشاريع تنموية    الأسواق الإفريقية والآسيوية وجهات واعدة للتصدير    انطلاق التسجيل في الدورة الثانية لمسابقة توظيف الطلبة القضاة    تلاميذ تقرت وسطيف في ضيافة المجلس الشعبي الوطني    سينمائيون يشيدون بالاهتمام الكبير الذي يوليه رئيس الجمهورية لقطاع السينما    عروض كثيرة لحاج موسى    ديدوش مراد صنع مجد الجزائر    وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ    وقف اطلاق النار في غزة : بدء عملية تبادل الاسرى بتسليم حركة "حماس" ثلاث محتجزات صهيونيات الى الصليب الأحمر الدولي    الشركة الجزائرية-القطرية للصلب/جيجل: تصدير نحو 700 ألف طن من منتجات الحديد خلال 2024    المجلس الأعلى للشباب: رفع تقرير سنة 2024 المتضمن لمقترحات قوية إلى رئيس الجمهورية مارس المقبل    تكوين مهني: استلام منشآت جديدة ببومرداس خلال العام الجاري    المغرب: الانشغال بالأجندات وإهمال الحقوق الأساسية وراء إخفاقات الحكومة في احتواء أزمة الصحة    نديل: التحول الطاقوي بات من أولويات الحكومة ومشاريع واعدة للرفع من القدرات الوطنية للمحروقات    الجلسات الوطنية للسينما: بللو يبرز دور الدولة في ترقية المشهد الثقافي    سوناطراك تشارك في قمة ليبيا للطاقة والاقتصاد    افتتاح وكالة جديدة لبنك الجزائر الخارجي بتيميمون    المعهد الوطني للصحة العمومية: تنظيم دورات تكوينية حول الوقاية والتكفل بالأمراض المرتبطة بالتغذية    غزة: ارتفاع حصيلة الضحايا الى 46391 شهيدا و 110750 جريحا    رياضة مدرسية: تأسيس عشر رابطات ولائية بالجنوب    الطبعة ال3 للدورة الوطنية للكرات الحديدية: تتويج ثلاثي تلمسان بولاية الوادي    صورة تنصيب ترامب تثير الجدل!    أين الإشكال يا سيال ؟    شايب: نهدف إلى تحسين خدمة المواطن    الجزائر تتحرّك من أجل أطفال غزّة    الصليب الأحمر يعلن التحضير لتنفيذ عملية تبادل الأسرى وتكثيف الاستجابة الإنسانية في غزة    جيدو/البطولة الوطنية فردي- أكابر: تتويج مولودية الجزائر باللقب الوطني    تجارة: عدم التساهل مع كل أشكال المضاربة والاحتكار للحفاظ على استقرار السوق    الذكرى ال70 لاستشهاد ديدوش مراد: ندوة تاريخية تستذكر مسار البطل الرمز    فتح تحقيقات محايدة لمساءلة الاحتلال الصهيوني على جرائمه    ريان قلي يجدد عقده مع كوينز بارك رانجرز الإنجليزي    الجزائر رائدة في الطاقة والفلاحة والأشغال العمومية    رحلة بحث عن أوانٍ جديدة لشهر رمضان    بلومي يباشر عملية التأهيل ويقترب من العودة إلى الملاعب    المولودية على بُعد نقطة من ربع النهائي    بلمهدي: هذا موعد أولى رحلات الحج    رقمنة 90 % من ملفات المرضى    بلمهدي يزور المجاهدين وأرامل وأبناء الشهداء بالبقاع المقدّسة    المتحور XEC سريع الانتشار والإجراءات الوقائية ضرورة    بلمهدي يوقع على اتفاقية الحج    كيف تستعد لرمضان من رجب؟    ثلاث أسباب تكتب لك التوفيق والنجاح في عملك    نحو طبع كتاب الأربعين النووية بلغة البرايل    انطلاق قراءة كتاب صحيح البخاري وموطأ الإمام مالك عبر مساجد الوطن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مالي في غياب نجومها "ما يخلعش" والجزائر أمام هدية مفخخة
نشر في الهداف يوم 12 - 08 - 2011

خاض المنتخب المالي (المنافس الأول للمنتخب الوطني في إقصائيات كأس العالم المقبلة)، لقاء وديا سهرة أول أمس الأربعاء في مدينة المنستير التونسية أمام المنتخب المحلي.
وهو اللقاء الذي خسره بنتيجة عريضة بعد أن هز "نسور قرطاج" شباكه في 4 مناسبات كاملة عن طريق سامي العلاقي في (د18 ود49) وعمار الجمل في (د26) عن طريق ركلة جزاء وعصام جمعة في (د82). في وقت سجل منتخب مالي هدفين، عن طريق "موديبو مايغا" في (د44) و"دياباتي شيخ تيدان" في (د55).
النتيجة كانت منطقية وتونس لم تسرق الفوز
وكان فوز منتخب تونس بنتيجة 4- 2 منطقيا إلى حد بعيد، إذا ما نظرنا إلى السيطرة التي فرضها لاعبوه على أشبال "جيراس"، الذين لم يفعلوا الشيء الكثير خاصة في الشوط الأول حين كان أداؤهم باهتا جدا، ولم يخلقوا تقريبا أي فرصة حقيقية للتهديف إلى غاية آخر دقيقة. حيث تمكن زميل بودبوز في "سوشو" الفرنسي "مايغا" من تقليص الفارق (النتيجة كانت ثنائية نظيفة لتونس)، بعد عمل فردي أنهاه بقذفة أرضية من بعد 20 م.
مالي بدون نجومه لم يقدر أمام منافس لم يكن في أفضل أحواله
ولعب المنتخب المالي لقاءه أمام تونس منقوصا من أبرز "نجومه"، وخاصة الثلاثي "سيدو كايتا"- "مامادو ديارا"- "محمد سيسوكو"، وهذا بعد أن اعتزل مهاجم "إشبيلية" الإسباني "فريديرك كانوتي" اللعب دوليا. وهو ما جعل "جيراس" يضع ثقته في لاعبين جدد، غير أن مردود هؤلاء كان مخيبا للآمال خاصة أن منتخب تونس لم يكن في أفضل أحواله، لاسيما في غياب نجميه أسامة الدراجي ويوسف المساكني، اللذين لم يستدعهما المدرب سامي الطرابلسي للقاء لأنهما معاقبين في مباراة مالاوي المصيرية، التي سيخوضها منتخب تونس الشهر القادم والخاصة بإقصائيات "كان 2012".
محور دفاع مهزوز
ودون إصدار أي حكم مسبق على المنتخب المالي مادام أن اللقاء كان تحضيريا وعرف غياب "نجوم" التشكيلة، فإن أبرز ما لفت انتباهنا في مردود "إدريسا دياكيتي" وزملائه يبقى الضعف الكبير لمحور الدفاع الذي كان اختراقه لا يوجد أسهل منه على الإطلاق. حيث تفنن كل من عصام جمعة، زهير الذوادي والبقية في العبث بالمدافعين بدليل أن 3 من أهداف تونس كانت عن طريق توغلات للاعبيها في محور دفاع المنافس، وحتى ركلة الجزاء التي سجلت عن طريق الجمل جاءت بعد عرقلة تعرض لها أحد لاعبي تونس في محور دفاع مالي.
حتى دخول كوليبالي في الشوط الثاني لم يغير شيئا
وبعد أن قبع في كرسي الاحتياط عند بداية اللقاء، فإن اللاعب السابق لشبيبة القبائل والمؤهل حديثا للعب في الترجي الرياضي التونسي إدريسا كوليبالي شارك في الشوط الثاني من مباراة أول أمس، ولكن دخوله لم يغير في الأمر شيئا. حيث تواصلت الأخطاء البدائية لمحور دفاع مالي الذي كاد يقود منتخب بلاده إلى هزيمة تاريخية، لو عرف مهاجمو المنافس كيف يترجمون كل الفرص التي أتيحت لهم إلى أهداف.
لاعبون عصبيون جدا والاحتجاجات لم تتوقف طيلة 90 دقيقة
وإلى جانب الضعف الكبير لمحور منتخب مالي، فإن ما لفت انتباهنا خلال مباراة أول أمس يبقى العصبية الكبيرة التي لعب بها أشبال "جيراس"، حيث أنهم كانوا متوترين إلى درجة لا يمكن وصفها، بدليل أنهم كانوا يستغلون أي مخالفة كان يمنحها الحكم الغيني للاعبي تونس، حتى يحتجون عليه بقوة. وهي التصرفات التي تكررت في العديد من المرات، وخاصة عند تصفير الحكم لركلة جزاء إلى تونس حيث توقفت المباراة لبضع دقائق، بسبب الاحتجاجات الكثيرة للاعبين الماليين.
... حتى "جيراس" أعطى صورة سيئة رغم أن اللقاء كان وديا
ولم يكن لاعبو منتخب مالي الوحيدين الذين كانوا عصبيين وأكثروا من الاحتجاجات على حكم اللقاء، بل أن مدربهم "جيراس" سلك نفس طريقهم وكان مثالا سيئا لهم. حيث عوض أن يطلب من اللاعبين أن يقللوا من احتجاجاتهم على حكم اللقاء، فإنه كان بدوره يستغل أي فرصة من أجل معاتبة إما حكم اللقاء أو مساعديه، وحتى الحكم الرابع لم يسلك من احتجاجاته. وهو الأمر الذي استغرب له الحاضرون بملعب مصطفى بن جناب ب المنستير، خاصة أن اللقاء كان وديا.
حمل مسؤولية الخسارة للحكم ولم يبدو قلقا تماما
ورغم الخسارة الثقيلة التي مني بها المنتخب المالي، والتي صاحبها مستوى متواضع جدا للاعبين، إلا أن المدرب الفرنسي "آلان جيراس" حمل عند نهاية اللقاء الحكم مسؤولية خسارة المنتخب الذي يشرف عليه، حيث راح ينتقده خلال تصريحاته التي أدلى بها في الندوة الصحفية، عوض انتقاد مستوى لاعبيه. والأكثر من ذلك أن مدرب المنتخب المالي لم يبد أي قلق من الهزيمة التي اعتبرها أمرا عاديا بالنظر إلى الطريقة التي أدار بها الحكم اللقاء، وقال إنها لن تؤثر تماما في تحضيرات الماليين للمواعيد القادمة التي تنتظرهم.
لقاء الجزائر ليس اليوم ومالي قد تتغير كثيرا بعد سنة
وخلاصة القول، فإنه لا يمكن الحكم بتاتا على المستوى الذي قد يظهر به المنتخب المالي عند مواجهته الجزائر في إقصائيات كأس العالم القادمة، قياسا بما قدمه سهرة أول أمس أمام تونس، لأسباب عديدة يبقى أهمها عدم وجود "نجومه" في لقاء المنستير وكذا طول المدة التي مازالت تصلنا عن بداية إقصائيات "مونديال" البرازيل، والتي ستنطلق شهر جوان من السنة القادمة. وإلى ذلك الوقت قد تتغير أمور كثيرة في المنتخب المالي، الذي يبقى حاليا في مرحلة تجديد مع "آلان جيراس" الذي هو بصدد تجريب لاعبين جدد، والإعداد لمنتخب قوي في المستقبل ولو أن الهدف الأول لمالي حاليا يبقى التأهل إلى "كان 2012".
-------
آلان جيراس: "صدقوني، لا أفكر في مباراة الجزائر إطلاقا في الوقت الحالي"
كان التأثر شديدا على المدرب الفرنسي لمنتخب مالي "آلان جيراس" في نهاية اللقاء أمام تونس، وهو ما صعب مهمتنا من أجل محاورته خاصة أن الوفد المالي كان مطالبا بالذهاب سريعا إلى العاصمة التونسية من أجل اللحاق بموعد الطائرة، التي كانت ستعيده إلى "باماكو". ورغم ذلك لم يرحم "جيراس" الحكم الذي أدار اللقاء في الحوار الذي خصنا به، حيث حمله مسؤولية خسارة منتخبه وإفساد اللقاء، ولم يرد التطرق كثيرا إلى اللقاء الذي سيلعبه أمام الجزائر في التصفيات المؤهلة إلى كأس العالم 2014، لأن موعد اللقاء لم يحن وهو مركز أكثر على تصفيات كأس أمم إفريقيا 2012.
- ما تعليقك في البداية على الهزيمة التي تكبدها فريقك أمام نظيره التونسي اليوم؟
-- المباراة أفسدها الحكم بصراحة، والنتيجة التي انتهى عليها اللقاء لا تعبر عن المردود الذي قدمناه. وشخصيا لا يمكنني أن أحلل مباراة كانت فيها كل العوامل ضدنا. ماذا تريدونني أن أحتفظ من هذا اللقاء؟ بصراحة لا شيء.
- إذا حسبك الحكم هو سبب هزيمتكم برباعية كاملة؟
-- هذا أمر واضح وهو المسؤول الأول والأخير عن تلك الهزيمة.
- لاحظنا أنك كنت تحتج كثيرا عليه فهل كان إلى هذا الحد ضدكم في اللقاء؟
-- الحكم لم يقم بعمله على أكمل وجه ولديّ الحق في مناقشة قراراته التي لم تكن تظهر لي صحيحة، كان من المفترض أن يقوم بدوره فوق أرضية الميدان ويساعد على إجراء اللقاء في أفضل الظروف الممكنة، لكن للأسف الشديد هذا الأمر لم يحدث رغم أن المواجهة كانت ودية ولم تكن تهم نتيجتها النهائية. التونسيون سعدوا كثيرا بطريقة أداء الحكم للقاء لأن ذلك السيناريو هو الذي أرادوه، أقول لهم "برافو" وليس لديّ شيء آخر أقوله أكثر من هذا.
- هل يمكن أن نقول إن الغيابات الكثيرة التي سجلها منتخب مالي في هذا اللقاء كان لها وزن في الهزيمة الكبيرة التي تلقيتموها وفي المردود المقدم من اللاعبين الذين أشركتهم؟
-- المشكل في مالي أن هناك لاعبين لا يريدون تلبية دعوة منتخب بلدهم وآخرون يعانون من الإصابة، وأنا بصدد مواجهة مشكل كبير وبصراحة الأمر ليس سهلا.
- نفهم من كلامك أن هناك لاعبين رفضوا تلبية الدعوة للمشاركة في اللقاء؟
-- من الصعب جدا أن تجمع كل اللاعبين في منتخب مالي، وأنا أجد صعوبة كبيرة في استدعاء كل اللاعبين الذين أرغب في تواجدهم مع المنتخب، ومثلما قلت لكم بعضهم مصاب وهناك من قرروا عدم تلبية الدعوة حين تصلهم للدفاع عن منتخب بلدهم وهذا أمر مؤسف.
- الظاهر أن هذا الأمر يغضبك ويقلقك في آن واحد؟
-- أنا أخذ بعين الاعتبار هذا الأمر وهو كل ما يمكنني أن أقوله لكم، ولو أنه يمكنني التأكيد أنه من المؤسف أن لاعبين لم تعد لهم الرغبة في الدفاع عن ألوان منتخب بلدهم.
- اليوم شاهدنا عدة أخطاء ونقائص على مستوى الخط الخلفي لفريقك خاصة في المحور، ومن المؤكد أنك لاحظت هذا الأمر بدورك.... (الحوار أجري بعد اللقاء)
-- يجب أن أعترف أننا ارتكبنا أخطاء كثيرة واستغرقنا وقتا طويلا للدخول في المباراة، حيث لم يجد اللاعبون معالمهم في الملعب إلا بعد مرور وقت طويل عن بداية اللقاء. نحن لعبنا لقاء وديا لكن الأمر ليس كذلك بالنسبة للتونسيين.
- المهاجم "فريديريك كانوتي" قرر اعتزال اللعب دوليا منذ بضعة أشهر، وبالنظر إلى مستواه ووزنه في المنتخب هل أنت مستعد للحديث معه حتى يعدل عن قراره هذا؟
-- اللاعب قرر اعتزال اللعب مع منتخب بلاده وأعتقد أنه من الواجب أن نحترم قراره، ومن الأكيد سيكون لدينا لاعبون في المستوى لتعويضه مستقبلا.
- منتخبكم سيواجه الجزائر في إطار تصفيات كأس العالم 2014 التي ستنطلق تقريبا بعد سنة، هل بدأتم تفكرون في اللقاء مع الجزائر التي ستكون حتما منافسكم الأول على كسب تأشيرة التأهل أم أنتم لا تفكرون إطلاقا في هذا اللقاء؟
- صدقوني أني لا أفكر في هذا اللقاء تماما في الوقت الراهن، لأن الهدف الرئيسي لمنتخب مالي حاليا هو العمل من أجل ضمان تواجده في نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة، وهذا هو الأمر الأهم.
- وهل أنتم متفائلون بمستقبل مالي بعد الهزيمة العريضة أمام تونس؟
-- الهزيمة فسرت لكم أسبابها وبالنسبة لي أنا مدرب متفائل بطبعي.
-------
جماهير تونس تعود إلى المدرجات بعد 4 أشهر
كان الحدث في مباراة أول أمس بين منتخب "نسور قرطاج" ومالي، هو عودة الجماهير التونسية إلى مدرجات الملاعب التي هجرتها منذ شهر أفريل الفارط، بعد قرار وزارة الداخلية إجراء كل النشاطات الرياضية دون حضور الجماهير، خوفا من اندلاع أعمال شغب خاصة في ظل الوضع الأمني المتدهور الذي تعيشه تونس منذ سقوط نظام الرئيس الأسبق بن علي. حيث أنه ولا لقاء كروي جرى بحضور الجماهير سواء في البطولة التونسية أو الكأس منذ شهر أفريل الفارط، وحتى النوادي المشاركة في المنافسة الإفريقية تلعب لقاءاتها دون أنصار والاستثناء الوحيد منح للترجي التونسي أمام الأهلي المصري مؤخرا في كأس رابطة إفريقيا، إذ سمح ل 5 آلاف من مناصريه حضور اللقاء.
"جيراس" كان يريد اللعب في "رادس"
إلى جانب الحكم الغيني الذي أدار اللقاء وكان سببا في انفعاله الكبير طيلة التسعين دقيقة، فإن مدرب منتخب مالي "آلان جيراس" لم يكن راضيا منذ البداية عن تغيير مكان إجراء المواجهة من تونس العاصمة إلى المنستير في آخر لحظة. حيث كان يفضل ملعب "رادس" الكبير والجميل على اللعب في ملعب مصطفى بن جنات، الذي يبقى ملعبا صغيرا لا تتعدى طاقة استيعابه 15 ألف مناصر، ضف إلى ذلك أن مدرب منتخب مالي كان يريد أن يجنب لاعبيه التنقل برا لمسافة 440 كلم ذهابا وإيابا بين تونس والمنستير.
تذمر أكثر للسفر إلى تونس مباشرة بعد اللقاء
وبلغ غضب "جيراس" أوجه لما تم إعلامه مباشرة بعد نهاية اللقاء بضرورة عودته مع اللاعبين إلى تونس، للتنقل مباشرة إلى مطار "قرطاج" وركوب الطائرة التي ستقل الجميع إلى العاصمة "باماكو". وهو أمر لم يتقبله المدرب "جيراس" خاصة أن الكثير من اللاعبين كانوا غير مستعدين للتوجه إلى تونس من الملعب ويقطعوا مسافة 220 كلم، وهم الذين كانوا متعبين من المباراة ومن الصيام، خاصة أنهم لم يأكلوا كثيرا مادام أن اللقاء لعب ساعتين فقط بعد أذان الإفطار في المنستير.
"كايتا"، "ديارا" و"سيسوكو" لم يحضروا اللقاء
خاض المنتخب المالي المواجهة منقوصا من خدمات أبرز نجومه وخاصة الثلاثي "كايتا"- "ديارا"- "سيسوكو"، وهو ما أدى إلى ظهوره بمستوى هزيل. ويعود سبب غياب القائد "سايدو كايتا" لاعب برشلونة إلى تحضيره موعد كأس "السوبر" أمام ريال مدريد الأحد القادم، وعدم حسمه لمستقبله خاصة أن ناديي "ميلان" و"جوفنتوس مهتمان بخدماته، في وقت أن لاعب ريال مدريد "مامادو ديارا" الذي أنهى فترة إعارته إلى "موناكو"، لا يتدرب مع النادي الملكي حاليا بسبب خلافات مع "مورينهو" ولم يجد ناديا آخر يلعب فيه إلى حد الآن. أما "محمد سيسوكو" ففضل البقاء في باريس مع ناديه الجديد "بي. أس. جي" المنضم إليه حديثا بعد أن كان يلعب في "جوفنتوس".
"كانوتي" قرر منذ مدة التوقف عن اللعب دوليا
أما المهاجم "فريديريك كانوتي "الذي كان نجم منتخب مالي الأول في السنوات الفارطة، فقد علمنا من مسؤولي منتخب بلاده أنه اعتزل اللعب دوليا منذ عدة شهور لأسباب لم يجد لها أحد تفسيرا. حيث قرر اللاعب التفرغ فقط لمشواره مع ناديه "إشبيلية"، وهو الأمر الذي جعل منتخب مالي يفتقد حاليا مهاجما في صورة "كانوتي".
"ديالو" لم يحضر في آخر لحظة بسبب الإصابة
كان يفترض أن يكون مهاجم "سودان" وإتحاد العاصمة سابقا "مامادو ديالو" حاضرا في مواجهة المنستير، بعد أن وجه له المدرب "جيراس" الدعوة للمشاركة أمام تونس. غير أنه تعذر في آخر لحظة على "ديالو" الالتحاق بتربص منتخب بلاده، بعد تعرضه لإصابة مع ناديه في نهاية الأسبوع الفارط لحساب دوري الدرجة الثانية الفرنسية.
بورڤيبة كان حاضرا ودائما مفخرة "المسنيتر"
كان رئيس دولة تونس في فترة السبعينيات وبداية الثمانينيات "لحبيب بورڤيبة" حاضرا بقوة في مدرجات ملعب مصطفى بن جنات، من خلال ترديد الجماهير لاسمه ووضع عدة لافتات وصور مكبرة له في كامل أرجاء الملعب. وهو الأمر الذي يؤكد افتخار مدينة المنستير ب "الزعيم" الذي يعد ابن المنطقة، وتعرض لتهميش كبير من قبل الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، منذ أن قام هذا الأخير بانقلاب ضده في 7 نوفمبر 1987، من أجل تنحيته من الرئاسة وتسلمه الحكم. وكان يمنع منعا باتا في تونس الحديث عن بورڤيبة طيلة فترة زين العابدين لكن مع رحيله أعاد الشعب التونسي الاعتبار ل "بورقيبة" الذي شيدت عدة تماثيل له في كل أرجاء تونس وخاصة مسقط رأسه المنستير.
"كمشة" من الجزائريين حضروا وشجعوا تونس
من بين الحضور الجماهيري في ملعب مصطفى بن جنات أول أمس، كان هناك بعض الأنصار الجزائريين الذين يقضون عطلتهم وشهر رمضان في تونس. حيث أنهم لم يتوانوا في حمل الأعلام الوطنية وتشجيع تونس بقوة في اللقاء، وهو التصرف الذي أكد مرة أخرى عمق العلاقة القوية بين الشعبين التونسي والجزائري.
"جيراس" لم يرغب في حضور الندوة الصحفية
بسبب غضبه الكبير من ثلاثي التحكيم الذي أدار اللقاء، فإن المدرب "جيراس" رفض حضور الندوة الصحفية التي عقدت بعد نهاية المباراة، وبدا غير مستعد تماما للحديث مع وسائل الإعلام التونسية في إشارة منه لعدم رضاه. وحتى لما تم إرغامه من قبل مسؤولي الإتحادية المالية، فإنه قبل الأمر عن مضض ولم تدم إجابته على أسئلة الصحافيين أزيد من دقيقتين، لأنه رأى بأنه لا جدوى من الحديث عن مباراة كان بطلها الحكم بقراراته التي كانت حسب المدرب كلها ضد مالي.
مازح مبعوثي "الهدّاف" واعتبرهم يتجسسون على منتخبه
لدى تقديم أنفسنا على أننا صحافيين من الجزائر، لم يرفض "جيراس" الحديث معنا رغم أنه كان في حالة نفسية سيئة وخاصة مضطر للإسراع، لأن سفرية كانت في انتظاره مع أشباله إلى تونس. ولكن قبل أن يبدأ الرد على أسئلتنا مازحنا مدرب منتخب مالي قائلا لنا بصريح العبارة: "أنتم تتجسسون علينا من الآن... الوقت مازال مبكرا"، في إشارة منه إلى أن موعد المباراة بين مالي والجزائر مازال بعيدا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.