عاد الصراع ليطفو على الساحة من جديد بين الرجل الأول على رأس الكرة الجزائرية محمد روراوة وأحد أفضل من أنجبتهم الكرة في بلادنا على مدار التاريخ رابح ماجر، غير أن الرجلين اكتفيا هذه المرة بتمرير رسائل مشفرة كل وطريقته، وإن كان الصراع في وقت سابق سببه منصب الناخب الوطني، فإن الصراع هذه المرة تحوّل إلى منصب رئاسة “الفاف” الذي يطمح صاحب الكعب الذهبي ماجر في التربع على عرشه مستقبلا خلفا لروراوة الذي تروج أخبار عدة في الفترة الأخيرة رغبته في إنهاء عهدته والتفرغ لشؤونه على مستوى “الكاف” و”الفيفا”. البداية بتصريحات من ماجر يُعبر فيها عن إستعداده لأجل رئاسة “الفاف” بداية الصراع الذي طفا على الساحة مجددا تعود إلى تصريحات عادية جدا أدلى بها ماجر الذي عبر عن رغبته واستعداده وجاهزيته أيضا لتولي منصب رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم مستقبلا، وتجسيد مشاريع سطرها على أرض الواقع، وهي تصريحات عادية صراحة حملت جديدا واحدا هذه المرة، ألا وهو أن أحد أساطير الكرة الجزائرية لم يعد يستهدف العارضة الفنية للمنتخب، بقدر ما صار يستهدف كرسي “قلعة دالي إبراهيم“. ردّ على موقع “الفاف” يفنّد عقد أي جمعية إستثنائية والظاهر أنّ حديث رابح ماجر عن الجمعية الاستثنائية ل “الفاف” عن قريب، ورغبته في الترشح لرئاسة الاتحادية لم يعجب الأخيرة، بدليل البيان الذي نشر على موقعها أوّل أمس، وهو بيان جاء فيه أن “الفاف” تكذب كل ما جاء عبر وسائل الإعلام بخصوص عقد أعضائها جمعية استثنائية طارئة خلال شهر ديسمبر المقبل، وجاء في البيان أن أعضاء “الفاف” لا يعتزمون عقد أي جمعية استثنائية، وأنهم برمجوا جمعية عامة عادية مع مطلع السنة الجديدة، وهو ردّ بطريقة غير مباشرة أو رسالة مشفرة لماجر زجّت فيها وسائل الإعلام عمدا وكأنها هي من تطرقت لموضوع الجمعية الاستثنائية، وفي الحقيقة هي رسالة لماجر كي لا يطمح إلى انتظار شهر ديسمبر المقبل ولا الأشهر القليلة التي تليه بما أن أعضاء مكتب روراوة ينوون الاكتفاء بجمعية عادية فقط لتقييم الحصيلة المالية والأدبية لسنة 2011. ماجر: “لا زالوا يرفضون ماجر لأنني صاحب مبادئ” ماجر الذي كان ل “الهداف” أمس حديث معه، جدد كل ما ظل يصرح به في كل مرة، وأكّد بأن أطرافا في المكتب الحالي ل “الفاف” ترفضه وتقف في طريقه كي لا يتولى الرئاسة، لأنه شخص ذو مبادئ، ولأن وجوده في المكتب لا يخدم مصالح هذه الأطراف، وهي تصريحات ألفناها من ماجر منذ أن دخل في صراع مع روراوة هذه السنوات. يُشك في أن “الفاف” روّجت إشاعة إقترابه من تدريب “العميد” وبخصوص الأخبار التي راجت مؤخرا حول احتمال تعيينه مدربا لمولودية الجزائر، ذكر ماجر أن أطرافا من الاتحادية وراء انتشار الخبر الذي وصفه بالإشاعة قائلا: “يرغبون في تشويه صورتي، هم يرغبون في تغليط الرأي العام من وراء تسريب إشاعة بأن المولودية تريدني وأنني قريب من تدريبها، وذلك حتى لا أكون رئيسا للفاف، قلتها من قبل لست مستعدا كي أتولى العارضة الفنية لأي فريق كان، لأن هدفي الرئيسي هو الاتحادية وتجسيد مشاريعي على أرض الواقع”. التيار لا يمر بينهما والمصالحة بينهما لا أساس لها من الصحة وجاء تبادل الرسائل المشفرة بين “الفاف” وماجر في الفترة الأخيرة ليؤكد للمرة الألف أن الأسطورة الجزائرية والمسؤول الأول عن الكرة في البلاد، من المستحيل أن يتصالحا مهما حصل، لأن الوقت أثبت أن التيار لا يمر بينهما رغم أنهما تصالحا في وقت سابق أمام عدسات “الكاميرات” وآلات التصوير أكثر من مرة. ماجر رئيسا ل “الفاف” بعد رحيل روراوة!؟ وفي ظل إصرار ماجر على الترشح لمنصب رئيس “الفاف” مستقبلا، وتأكيد الاتحادية في بيانها على أنها لا تعتزم عقد أي جمعية عامة استثنائية في الأشهر المقبلة، فإن الحرب الباردة بين الطرفين ستتواصل وتبادل الرسائل المشفرة سيتواصل أيضا، إلى أن يحين موعد رحيل روراوة عقب نهاية عهدته في ديسمبر من سنة 2012، لأن الرجل وحسب ما علمناه يعتزم الرحيل والتفرغ عقب نهاية عهدته لشؤونه على مستوى “الفيفا” و”الكاف” بالإضافة إلى الهيئات الكروية الدولية الأخرى التي يعد عضوا فعالا فيها، وحينها سيكون بإمكان ماجر تحدي الجميع والتربع على عرش قلعة دالي إبراهيم وتجسيد الأفكار التي أكد أنه يرغب في تطبيقها.