نفذ المدافع الدولي رفيق حليش بجلده قبيل نهاية الآجال القانونية لفترة الإنتقالات الصيفية في أوروبا، وانضم على شكل إعارة إلى نادي “سوانسي سيتي” الصاعد الجديد إلى حظيرة الدرجة الممتازة الإنجليزية لفترة مدتها 4 أشهر قابلة للتجديد وفقا للاتفاق المبرم بين مسؤولي هذا النادي وإدارة ناديه الأصلي “فولهام”، ومهما يكن الفريق الذي انضم له حليش، إلاّ أنّ صفقة إعارته قد تكون نقطة تحوّل في مشواره الاحترافي بالبطولة الإنجليزية، بعد كل ما عاناه منذ أن غادر “ناسيونال ماديرا” البرتغالي. معاناة موسم كامل قد تنتهي في الأربعة أشهر المقبلة ولا يخفى على أحد أنّ حليش ومنذ أن غادر البطولة البرتغالية نحو البطولة الإنجليزية اكتفى في غالب الفترات بالمكوث على كرسي البدلاء تارة، والمدرجات تارة أخرى، مكتفيا بالمشاركة في 7 أو 8 دقائق في المباريات الرسمية طيلة موسم كامل، وطيلة المباريات التي خاضها فريقه مع بداية هذا الموسم على الصعيدين المحلي والأوروبي، وكان لابد أن يضع اللاعب حدا لهذه المعاناة، إما بالرحيل النهائي أو البحث عن فريق ينضم إليه ولو على شكل إعارة حتّى يمنحه فرصة اللعب، وهذا ما حصل في آخر ساعات ودقائق سوق التحويلات بعدما حصل اتفاق بين مسؤولي “فولهام” و”سوانسي سيتي” يقضي بأن يلعب حليش لهذا النادي في الأربعة أشهر المقبلة، حتى يعوّض قائده المصاب “آلان تيت”، وهي فرصة لحليش قد تنهي معاناة موسم كامل مع فولهام، وقد تجعله يستعيد نشوة المشاركة في المحافل الرسمية. سيواجه مشاكل في بدايته مع “سوانسي سيتي” ومن المتوقع أن يواجه حليش مشاكل بالجملة في بدايته مع فريقه الجديد، سواء من حيث الانسجام بما أنه وافد جديد على تشكيلة حضّرت عناصرها مع بعضها البعض طيلة صائفة كاملة، قبيل أن تستهلّ الموسم مع بعضها البعض أيضا وتلعب حتى الآن ثلاث مباريات، كما أنه قد يواجه مشاكل من حيث اللياقة البدنية، بما أنه اكتفى على مدار سنة كاملة بالتدرب وفقط، دون أن يخوض مباريات رسمية، وفي حالة كهذه فإن التدريبات لن تكون كافية له كي يعوّض نقص المنافسة، وسيكون هذا من أبرز المشاكل التي سيواجهها حليش في بدايته مع سوانسي. مع ذلك هو قادر مع مرور الوقت على فرض نفسه حجز مكانة أساسية ضمن تعداد “سوانسي”الأساسي ورغم صعوبة تحقيقه، إلا أنّ هذا لا يعني أن حليش سيرضخ للصعوبات التي سيواجهها، أو سيرضى بتكرار تجربة “فولهام” التي أبقته بعيدا عن المنافسة، وأفقدته مكانته الأساسية مع “الخضر”، بل أن الإرادة التي تحدو ابن “باش جراح” ستجعله يتحدى الظروف، ويتحدى نقص المنافسة، وتأثر لياقته البدنية، كي يفرض نفسه في تعداد تشكيلة عادية جدا، ويبدو الحصول فيها على مكانة أساسية في متناول حليش بالنظر إلى الإمكانات المعتبرة التي يتمتع بها، ويبقى الوقت فقط هاجس حليش، الذي عليه أوّلا أن يسابق الزمن كي يندمج ويتأقلم مع رفاقه الجدد، كي يتسنى له تقديم أفضل ما لديه لدى حصوله على فرصته. “فولهام” قد يمدد إعارته إلى غاية نهاية الموسم وقد لا يضطرّ حليش للعودة إلى “فولهام” بعد انقضاء مدة إعارته المقدرة بأربعة أشهر، وقد يمدد ناديه “فولهام” فترة إعارته إلى غاية نهاية الموسم إن وجد اللاعب ضالته في حال نجاحه في فرض نفسه مع فريقه الجديد، وهي نقطة تم الإتفاق حولها خلال عقد الإعارة المبرم والذي يقضي بإعارة حليش أربعة أشهر قابلة للتجديد. تألق حليش وفرض نفسه يخدم فولهام حتى يستعيده وهو ناضج وجاهز ومن دون أدنى شك فإن نجاح حليش في تجربته الجديدة مع “سوانسي سيتي” وفرض نفسه في التعداد الأساسي لهذا النادي، سيخدم مصالح ناديه “فولهام” بما أن الأمر سيسمح له باستعادة لاعبه وهو ناضج وجاهز لكي ينافس المدافعين الأساسيين على مكانة ضمن التركيبة المثلى، أما فشله في تجربته الجديد فقد يعجل برحيل نهائي عن “فولهام”. مشواره الإحترافي في إنجلترا مرتبط بتألقه وإلا.... وكان يبدو من الصعب على حليش أن يجد فريقا من الدرجة الممتازة كي يلعب له ولو على شكل إعارة بسبب أرقامه الضعيفة مع “فولهام”، إذ أن الدقائق القليلة التي لعبها مع هذا الأخير طيلة موسم كامل، لم تستقطب ولم تلفت انتباه أي فريق، عدا أندية الدرجة الأولى ( بدرجة القسم الثاني في إنجلترا)، قبل أن يأتيه في اللحظات الأخيرة عرض “سوانسي سيتي” الذي سيكون الانضمام إليه نقطة تحول هامة في مشواره الاحترافي بالبطولة الإنجليزية وربما أوروبا ككل، فإما أن يفرض نفسه ضمن التعداد الأساسي للنادي، ويمدد فترة بقائه ضمن إحدى البطولات الكبرى في العالم، وإما سيكون مصيره الفشل والرحيل عن إنجلترا، وبالتالي فإن حليش وفور عودته من دار السلام أين سيخوض مع المنتخب مباراة الجولة الخامسة من تصفيات كأس إفريقيا 2012 أمام تانزانيا، سيبدأ اختبارا جديدا على أمل أن يكلل بالنجاح الذي ينشده منذ أن تحول إلى البطولة الإنجليزية قادما من البرتغال. “سوانسي سيتي” لم يفز لم يسجل ودفاعه تلقى رباعية ويعد “سوانسي سيتي” من بين الأندية الصاعدة حديثا إلى حظيرة الدرجة الممتازة الإنجليزية، ما جعله يواجه صعوبات جمة مع بدايته ضمن مصاف الكبار، إذ أنه وخلال الجولات الثلاثة التي خاضها حتى الآن، لم يفز في أي مباراة، بل ولم يسجل في أي واحدة منها، حيث اكتفى على أرضه بالتعادل السلبي أمام كل من “سندرلاند” و”ويغان”، وعاد يجر أذيال الخيبة والخسارة المذلّة برباعية نظيفة من “مانشيستر سيتي”، وهي أرقام توحي بأن دفاعه خارج الديار هش، وهجومه عقيم داخل وخارج الديار.