جاء إشراك مهاجم اتحاد العاصمة الجديد عبد القادر العيفاوي خلال لقاء المنتخب الوطني أمام تانزانيا في منصب ظهير أيمن وظهوره بمستوى متواضع ليجعل المسؤولية تقع على حليلوزيتش الذي سار في نفس سياق سابقيه الذين تولوا العارضة الفنية ل “الخضر” ولم يجدوا حلا لمشكل الظهير الأيمن رغم العدد الكبير من اللاعبين الذين تداولوا على شغل هذا المنصب في العشريتين الأخيرتين، إلاّ أنه منذ سنوات عديدة لم يتمكن أي لاعب شغل ذلك المنصب من لفت الأنظار نحوه وإقناع الجميع بمستواه. إشراك العيفاوي في غير منصبه “جريمة” في حق اللاعب و”الخضر” وتبقى النقطة التي وجب أن نقف عندها تخص إشراك العيفاوي في منصب ظهير أيمن، وهو الأمر الذي يعتبر جريمة حقيقية للاعب الذي يشهد الجميع على إمكاناته الكبيرة لما يلعب في محور الدفاع والذي يبقى بشهادة كل المتتبعين أفضل مدافع محوري في بطولتنا دون منازع، وهذا في السنوات الثلاث الأخيرة على الأقل، والأكيد أن “الخضر” كانوا سيستفيدون من إمكاناته أكثر لو تم إشراكه في منصبه الحقيقي وليس ظهيرا أيمن أين لا يمكنه أن يبرز بكل إمكاناته ويتضرر هو ويتضرر أيضا المنتخب الوطني، وهو ما حدث في تانزانيا بدليل أن اللاعب لم يجد معالمه تماما حيث كان ينسى نفسه ويعود إلى المحور في مرات عديدة، ما يترك مساحات لمهاجمي المنافس كما أنه لم يصعد ولو لمرة واحدة في الرواق الذي شغله نحو الهجوم لتقديم يد العون لزملائه المهاجمين. تساؤلات عن استدعاء مهدي مصطفى لوضعه خارج قائمة ال 18 وفي سياق متصل بمباراة تانزانيا، فإن التساؤل الذي يطرح نفسه هو عن سبب توجيه الدعوة إلى مهدي مصطفى للمشاركة في هذا اللقاء علما أنه الظهير الأيمن الوحيد الحقيقي في قائمة حليلوزيتش التي تنقلت إلى دار السلام والتي ضمت 25 لاعبا، وبعدها شطب اسمه تماما من قائمة ال 18 لاعبا المعنيين بالمباراة وأجبر على الجلوس في مدرجات الملعب، في حين أنه من الأول كان ينبغي عدم استدعائه مادام غير مؤهل في نظر حليلوزيتش للعب حتى احتياطيا. سنوات كثيرة من الترقيع “بركات”... ولماذا لا تمنح الفرصة لحشود، مفتاح أو رمّاش؟ وجاء إشراك العيفاوي أمام تانزانيا ظهيرا أيمن في منصب ليس متعودا على اللعب فيه (شغله أمام مالي فقط في كأس إفريقيا)، ليجعلنا نتساءل عن طريقة تفكير المدربين الذين دربوا “الخضر” على الأقل في السنوات الأربع الأخيرة، حيث يفضلون إشراك لاعبين في هذا المنصب (حتى إن كانوا محليين في صورة العيفاوي) مع العلم بأنهم غير متعودين على اللعب فيه، ويفضلونهم على اللاعبين المحليين الذين يشغلون منصب ظهير أيمن حقيقي في صورة مفتاح، حشود أو حتى رمّاش الذين لم تمنح لهم الفرصة تماما مع المنتخب الأول خاصة بالنسبة للثنائي الأخير. إذ كان ينبغي عليهم في حال عدم إيجاد لاعب محترف يشغل هذا المنصب في أوروبا الاستعانة بما هو موجود في بطولتنا وليس اللجوء إلى طريقة الترقيع التي لم تعط أي نتيجة. بطولتنا أنجبت زوبا، خديس، مرزقان وصادمي... وقادرة على إنجاب آخرين وإذا كان هناك إجماع على أنه لا يوجد لاعبون جزائريون في أوروبا ينشطون في منصب ظهير أيمن بمستوى جيد يؤهلهم لأن يكونوا أساسيين دون منازع في التشكيلة الوطنية، فإنه وجب توجيه النظر نحو لاعبي بطولتنا مع إعطائهم الثقة اللازمة التي من شأنها أن تسمح لهم بالبروز لأن البطولة الوطنية وعبر التاريخ تمكنت من تكوين لاعبين كبار في هذا المنصب وأكدوا على ذلك حين تقمصوا الألوان الوطنية في صورة زوبا، خديس، مرزقان، صادمي وغيرهم من اللاعبين الجيدين. الاتجاه نحو اللاعب المحلي يبقى الحل الوحيد وإذا كان قد تأكد منذ البداية أن حليلوزيتش غير مقتنع بإمكانات مهدي مصطفى وهو حتما لن يعتمد عليه مستقبلا إلى جانب أن فرّاج في الوقت الراهن مصاب ولن يعود قبل بداية السنة القادمة إلى المنافسة، فالحل الوحيد أمام الناخب الوطني حاليا هو ضرورة التوجه نحو خيار اللاعب المحلي، وإلا فإن مشكل الظهير الأيمن سيستمر سنوات أخرى إذا واصل سياسة سابقيه المتمثلة في “الترقيع” من خلال إقحام لاعبين لا ينشطون في هذا المنصب أو ينتهج سياسة سعدان الذي غير خطة المنتخب الوطني إلى 3/5/2.