إذا كان الجميع قد هلل ببرمجة المنتخب الوطني للقاءين وديين في شهر نوفمبر القادم، واعتبر الأمر سابقة على الأقل منذ ترؤس روراوة أكبر هيئة كروية في البلاد، فإن الكثيرين تناسوا أن "الفاف" برمجة لقاءين أمام منتخبين ليسوا أفضل حالا من منتخبنا الوطني ويوجدان في تراجع رهيب، وهو ما يجعل تساؤلات كثيرة تطرح عن الأشياء التي سيستفيد منها منتخبنا الوطني خلال مواجهة منتخبات أقل مستوى منه، وهو الذي لم يحتك بالمستوى العالمي منذ اللقاءات التي لعبها في "مونديال" جنوب إفريقيا قبل أزيد من 15 شهرا، وكان ذلك ربما من الأسباب التي جعلته لا يطور مستواه، والأكثر من ذلك يسجل بدوره تراجعا رهيبا سواء في نتائجه أو في مردود لاعبيه. تونس والكاميرون يتخلفان عن "الخضر" في ترتيب "الفيفا" وجاء الترتيب العالمي ل "الفيفا" الخاص بالشهر الجاري والذي نشر أول أمس الأربعاء، ليؤكد أن "الخضر" سيلعبون أمام منتخبين أقل مستوى منه حاليا (الجزائر احتلت المركز 46)، حيث أن الكاميرون وإن حسن ترتيبه مقارنة بترتيب شهر أوت الفارط ب 4 مراكز، بعد أن جاء في المرتبة 48 عالميا هذه المرة فهو يبقى بعيدا كل البعد عن المستوى الذي كان عليه على الأقل قبل سنتين، بعد أن وصل إلى المركز 11 عالميا بداية سنة 2009. في وقت أن المنتخب التونسي واصل تقهقره في الترتيب العام، بعد أن تراجع هذا الشهر ب 4 مراكز وأصبح يحتل المرتبة 61 عالميا. حظوظهما شبه منعدمة في التأهل إلى "كان" 2012 ويبقى الأمر الآخر الذي ربما يؤكد أن منتخبنا الوطني سيلعب شهر نوفمبر الفارط أمام منافسين ليسوا أفضل حال منه، إن لم نقل أسوء تماما، هو أن المنتخبين التونسي والكاميروني تبقى حظوظهما في التأهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا القادمة، التي ستستضيفها الغابون مناصفة مع غينيا الإستوائية شبه منعدمة (مثل ما هو الحال عليه بالنسبة للجزائر). خاصة بالنسبة للمنتخب التونسي الذي لم يقدر على كسب واحدة من التأشيرتين الممنوحتين في مجموعته، وسيتأهل على حسابه منتخبين "نكرة" في تاريخ الكرة الإفريقية هما بوتسوانا ومالاوي. "حليلوزيتش" كان يتمنى مواجهة منتخب عالمي ووجد منتخبين جريحين ويتذكر الجميع تصريحات "حليلوزيتش" التي خص بها وسائل الإعلام، في الندوة الصحفية التي عقدها في العاصمة عند انطلاق التربص الخاص بلقاء تانزانيا، حيث صرح أنه يتمنى مواجهة منتخب عالمي في صورة انجلترا أو هولندا في "تاريخ فيفا" الثاني لشهر نوفمبر القادم. غير أنه وجد حاليا منتخبين جرحين ولا ندرك كيف وافق على مواجهة الكاميرون التي توجد في أزمة حقيقية بعد أن قرر نجومها في صورة "إيتو" اعتزال اللعب دوليا، بسبب المشاكل التي عرفها تسيير منتخبها. التحديّات القادمة ل "الخضر" كانت تتطلب مواجهة منتخبات أقوى وإذا كنا لن نوجه أسهم الانتقاد لا ل "الفاف" ولا إلى "حليلوزيتش"، الذين قبلوا مواجهة منتخبين ليسوا في أفضل حال من المنتخب الوطني شهر نوفمبر القادم، فإنه من الواجب أن نؤكد أن التحديات القادمة التي تنتظر زملاء مهدي لحسن، تتطلب منهم اللعب أمام منتخبات قوية من أجل الاستعداد جيدا خاصة لتصفيات كأس أمم إفريقيا 2013، التي ستسبق انطلاق تصفيات "مونديال" 2014. خاصة أن الصيغة الجديدة المؤهلة إلى نهائيات "كان" 2013 ستلزم "الخضر" على لعب لقاء تمهيدي، وبعده لقاء فاصل أمام واحد من المنتخبات المشاركة في دورة 2012، وهو ما يعني وجود إمكانية لمواجهة عمالقة الكرة الإفريقية في صورة كوت ديفوار، غانا والمغرب. اللعب أمام منتخبات متوسطة لن يحمّس المترددين في اللعب للجزائر وإذا كان الجميع متفق على أن "الفاف" تعيش "بحبوحة" في ميزانيتها، منذ تأهل "الخضر" إلى "مونديال" جنوب إفريقيا الأخير بتأكيد الرجل الأول في "الفاف"، فإن هذا عامل آخر يجعل طلب مواجهة منتخب عالمي ليس بالأمر الصعب (دون الحديث على أن الجزائر تبقى منتخبا موندياليا). والأكثر من ذلك ستكون له فوائد كثيرة على المنتخب الوطني، حيث سيسمح للمدرب بقياس قوته أمام منتخبات عالمية والتحضير للتحديات القادمة جيدا، كما أنه يجعل اللاعبين المزدوجي الجنسية والذين مازالوا مترديين بين اللعب للجزائر أو فرنسا متحمسين للفصل لصالح "الخضر"، خاصة أنه حتما لن يرضوا بتضييع فرصة اللعب أمام منتخب عالمي مع "الخضر"، على مواصلة انتظار لفتة من الناخب الفرنسي "لوران بلان". "الفاف" يجب أن تبرمج لقاء "عالميا" شهر فيفري القادم ويبقى الأكيد الآن أن "الفاف" مطالبة ببرمجة لقاء عالمي خلال "تاريخ فيفا" الذي سيلي شهر نوفمبر الفارط، والذي سيكون مع بداية شهر فيفري 2012، لأن ذلك التاريخ سيكون الأخير قبل خوض اللقاء الفاصل المؤهل إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2013، وبعدها في شهر جوان بداية التصفيات المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم 2014. لأن "الفيفا" لن تقترح تاريخا بعدها لإجراء اللقاءات الودية إلى غاية شهر أوت من السنة القادمة.