الدولي الجزائري نذير بلحاج المحترف في السد القطري كان أحد اللاعبين الذين ساهموا بقسط وافر في تأهل فريقه إلى المباراة النهائية من بطولة دوري أبطال آسيا للأندية، هذا وقد عاشت الجماهير “السداوية” بشكل خاص والقطرية بشكل عام على وقع الأفراح التي انفجرت بمجرد إعلان حكم المباراة عن صافرة العبور إلى المباراة النهائية بعد غياب دام 22 عاما بالتمام والكمال، ليجد زعيم الكرة القطرية نفسه على موعد متجدد مع التاريخ ويرسم لوحة كروية جديدة تضاف للسجل الحافل الذي حققه على امتداد السنوات الأخيرة، اللاعبون كانوا عند الوعد وحققوا إنجازا كبيرا ستدونه الذاكرة حيث نجحوا في إعادة الهيبة للأسرة “السداوية” ووضعوا فريقهم على قمة الخارطة الكروية الآسيوية وجددوا الآمال في نيل اللقب الأغلى الذي افتقده سجل باقي الأندية القطرية متحدين بذلك الظروف الصعبة التي رافقت مبارتي الذهاب والإياب وردوا على الإهانة والاعتداءات التي طالتهم. مبعوث “الهداف” في الدوحة كان حاضرا خلال المباراة وبعد نهايتها اقترب من نذير بلحاج وتحدث معه عن انطباعه حول هذا الإنجاز ومشاعره في آخر دقائق اللقاء ولحظات الفرحة العارمة التي اعترته عند سماع صافرة النهاية وفيما يلي تفاصيل الحوار. لو تحدثنا نذير عن مشاعر الفرحة العارمة التي ارتسمت على وجهك مع الإعلان عن صافرة النهاية، كيف كانت؟ بصراحة، لقد كانت فرحة لا توصف خاصة وأننا تعبنا كثيرا خلال هذه البطولة وحلمنا بالوصول إلى الدور النهائي ورفع الكأس... بعد كل هذا المجهود من الطبيعي أن تكون سعادتنا غامرة وغير عادية وبالخصوص بعد الأحداث التي رافقت لقاء الذهاب، الحمد لله على إنصافه لنا حيث تأهلنا إلى النهائي الغالي وردنا على “سامسونغ” الكوري لم يكن بالمثل بل ردنا كان بالتأهل، وأريد بهذه المناسبة أن أوجه بالغ شكري لكل زملائي الذين لعبوا وللذين لم يلعبوا وأيضا الجهازين الإداري والفني على العمل الكبير الذي قاموا به من أجل تحقيق هذا الحلم والتأهل، لم تبق أمامنا سوى خطوة واحدة عن اللقب وعلينا أن نحافظ على رباطة الجأش ونؤمن بحظوظنا من أجل التتويج. السد صعب المباراة على نفسه ولعب بطريقة دفاعية كادت تكلفه غاليا، واعتبر الكثيرون أن الزعيم لعب بالنار في هذه المباراة، فما هو سبب اختيار هذه الطريقة؟ الظروف حتمت على المدرب أن يلعب بهذا الأسلوب، خاصة وأن الخيارات الهجومية كانت محدودة في ظل غياب عبد القادر كايتا وممادو نيانغ، وبالتالي حاول فوساتي تأمين الدفاع واللعب على المرتدات لأن المجال لم يكن يسمح بالمجازفة، من وجهة نظري نجحنا في تطبيق فكر المدرب ولعبنا جيدا حتى وإن كانت هناك بعض الأخطاء الواضحة. هل شعرت بالخوف عندما سجل فريق سامسونغ هدفا مبكرا؟ بالعكس لم أشعر بالخوف لأنني كنت متأكدا من أن اللاعبين عازمون على التأهل وقادرون على الرد بقوة، ذلك الهدف شحذ عزيمتنا وأدخلنا بسرعة في أجواء اللقاء وبالتالي خدمنا أكثر مما أضرنا. ولكننا شاهدنا أخطاء كثيرة بعد ذلك الهدف، ما يوحي بأن الفريق تأثر معنويا وكاد يقبل أهدافا أخرى فكيف استفدتم من أسبقية المنافس؟ دون شك أي فريق يقبل هدفا في مباراة مهمة وحساسة ومصيرية يمكن أن يتأثر لاعبوه، ولكن بمرور الوقت وجدنا توازننا ونظمنا صفوفنا بشكل واضح وبدأنا نصل إلى مرمى المنافس أكثر وأكثر، حيث كان بإمكان خلفان أن يسجل هدف التعادل غير أن العارضة حرمته من ذلك في الشوط الأول وكنا الأخطر في الكثير من المحاولات. كيف ترى لقاء النهائي أمام جامبوك الكوري؟ قبل التفكير في النهائي يجب أن نأخذ نصيبا من الراحة ونستعيد قوانا ونتخلص من الإرهاق، وبعد ذلك نحشد صفوفنا لمباراة النهائي، ستكون مباراة قوية خاصة وأن أي فريق يصل إلى هذه المواجهة يعتبر منافسا قويا وعنيدا، سنبدأ إعدادنا لهذه المباراة منذ الغد وبإذن الله لن ندخر أي جهد في سبيل رفع هذا اللقب الغالي. هل ترى أن الوصول إلى النهائي سيرفع سقف الطموحات للمراهنة على كل الألقاب المحلية هذا الموسم؟ ما في ذلك شك... سنسعى قبل أي شيء إلى التتويج بلقب دوري أبطال آسيا والذي يعتبر مهمتنا الأساسية وبعد ذلك سنلعب من أجل التتويج بكل الألقاب المحلية، لأن الوضع العادي والمنطقي للسد هو منصات التتويج وغيابنا عن البطولات في الموسم الماضي والمواسم التي سبقته لن يدوم لأننا عازمون على المنافسة في كل المسابقات. كيف عاش نذير بلحاج الدقائق الأخيرة من عمر المباراة؟ لقد كانت دقائق صعبة للغاية وفقدت أعصابي عندما وصلت المباراة إلى الوقت بدل الضائع، في تلك اللحظات جالت في مخيلتي كل السيناريوهات واستحضرت أهداف الدقائق الأخيرة التي تقلب موازين المباريات ولكن كان هناك شيء داخلي يحركني ويقول لي إننا سنتأهل والحمد لله... تلك الدقائق لن أنساها أبدا وستظل محفورة في ذاكرتي وأهدي بهذه المناسبة الجماهير القطرية والجزائرية وعائلتي وأصدقائي هذا الفوز وأتمنى أن يوفقني الله وأهديهم اللقب أيضا. ألا تخيفك بعض الأخطاء التي حصلت إذا تكررت في النهائي خاصة وأن عديد اللاعبين لعبوا باضطراب وأخطؤوا كثيرا في التمرير والتغطية؟ هناك أخطاء وهذا لا ينكره أحد، ولكن ما فاتكم هو أن الكثير من اللاعبين صغار السن وليسوا متعودين على مثل هذه المباريات الهامة والصعبة، لقد كان الضغط شديدا عليهم وبالتالي أظن أن شكر هؤلاء الشباب يعد أفضل من انتقادهم لأنهم قاموا بواجبهم على أكمل وجه ودافعوا عن راية النادي وساهموا بقسط وافر في التأهل، المنافس ليس سهلا ويمتلك لاعبين أصحاب خبرة كبيرة ووصوله إلى هذا الدور خير دليل على قيمته كما أننا لعبنا دون عديد الركائز الأساسية وبالتالي أرى أن التأهل يعتبر إنجازا بكل المقاييس. كلمة أخيرة عن حظوظ السد في المباراة النهائية؟ حظوظنا وافرة بالرغم من أننا سنلعب مباراتنا على أرض المنافس وأمام جماهيره ولكننا قادرون على التتويج والعودة إلى الدوحة باللقب، صدقوني لا أريد أن أتحدث عن تلك المباراة في هذا الوقت بالذات نظرا لشعورنا بالإرهاق وبعد ذلك سنفتح ملف المواجهة الختامية ونجهز أنفسنا للمباراة. لو نتكلم عن المنتخب الجزائري، كيف تابعت عودة زميلك كريم زياني لصفوف “الخضر”؟ أعتقد أن عودة كريم زياني لصفوف المنتخب طبيعية لأن سبب غيابه عن مباراة إفريقيا الوسطى لم يكن بسبب تراجع مستواه أو أمر آخر والمدرب أعلن أنه استبعد زياني بسبب الإصابة وبالتالي بعد شفائه من الطبيعي أن توجه له الدعوة، زياني لاعب كبير وبإمكانه أن يقدم الكثير للمنتخب. وماذا عن اللاعب فغولي؟ نعم، لقد سمعت بدعوة سفيان فغولي، أعتقد أنه قرار صائب لأنه لاعب صغير السن وله إمكانات جيدة ومرحبا به في خدمة المنتخب، لقد لعب في فالنسيا الإسباني وقبله مع ڤرونوبل وهو لاعب خط وسط يمكن أن يقدم الإضافة، نحن بدورنا نرحب به وسنحاول إدماجه مع المجموعة بسرعة. لقد قدمت مستوى طيبا وأظهرت إمكانات رائعة، ماهو تفسيرك لهذه العودة القوية؟ ليس هناك أي سر أو تفسير خاص، كل ما في الأمر هو أنني لاعب محترف والمطلوب مني أن أسخر وأمنح كل ما لدي من أجل فريقي لأساعده على التأهل، لقد كانت مباراة مهمة خاصة وأننا لعبنا دون كايتا ونيانغ وبالتالي المسؤولية كانت كبيرة وما قمت به يعتبر واجبا مني تجاه فريقي، لم يسبق أن ادخرت أي جهد في سبيل خدمة منتخب بلادي أو الفريق الذي ألعب له ولكن في بعض الأحيان نتلقى اتهامات باطلة لا أجد لها أي صلة بالواقع، فالحمد لله مازلت أتمتع بنفس المستوى ومستعد لتقديم الأفضل مع منتخب بلادي. هل مازلت تحتفظ بالأمل في اللعب أساسيا مع المنتخب؟ أنا دائما تحت تصرف منتخب بلادي والمدرب سواء لعبت أساسيا أو جلست في الاحتياط فهذا لا يغير من غيرتي على المنتخب أي شيء ومستعد لألبي النداء في أي وقت، أما مسألة اللعب أساسيا أو بديلا فهذا يعود للمدرب الذي له الحق في اختيار ما يراه مناسبا، علينا أن نحترم قراراته فنحن مجموعة واحدة نلعب من أجل مصلحة المنتخب وليس من أجل المصلحة الشخصية، المهم أن المنتخب يسير في الطريق الصحيح ويحقق نتائج إيجابية. كيف يرى بلحاج الفترة القادمة؟ أعتقد أن عملا كبيرا مازال ينتظرنا ولكنني متفائل بالمستقبل، لدينا مدرب جيد لا يفرق بين اللاعبين ويحب النهج الهجومي والفوز بالمباريات، الكثير من الأمور تغيرت معه سواء عقلية اللاعبين أو الإرادة في تحقيق الأفضل، أعتقد أن مبارتي تونس والكاميرون ستكونان فرصة كبيرة للمصالحة مع جماهيرنا الوفية التي مازالت تنتظر منا الكثير وهذا حق مشروع لها، نعدها بأننا سنبذل قصارى جهدنا من أجل إسعادها .