“لم أكن أعتقد أبدا أن اللاعبين سينفذون تهديداتهم ويرفضون التنقل إلى الجزائر” باعتبارك المسؤول التقني الأول على المنتخب الكامروني، كيف كان رد فعلك من إلغاء مواجهتكم أمام الجزائر التي كانت مبرمجة يوم الثلاثاء الماضي؟ أولا أتأسف كثيرا على إلغاء هذه المباراة، لا أخفي عنكم أنه من الجانب الرياضي تمنيت لو لعب فريقي هذه المواجهة في وقتها، فقد تمنيت برمجة أكبر عدد من المباريات الودية في هذه لفترة حتى آخذ فكرة واضحة عن كل التعداد الذي بحوزتي، فالحظ كان من جانبي عندما تحصلنا على برمجة ثلاثة لقاءات ودية، إثنتين في إطار دورة دولية في مراكش والثالثة أمام المنتخب الجزائري، لكن للأسف المواجهة الثالثة ألغيت للأسباب التي يعرفها الجميع، وأستغل هذه الفرصة لكي أقدّم باسمي وباسم كل أعضاء الطاقم الفني اعتذاراتنا الخالصة إلى كل الجزائريين. الكل على دراية بقضية العلاوات التي فجّرها وطالب بها اللاعبون، والتي كانت السبب في رفض عناصر المنتخب الكامروني التنقل إلى الجزائر، ومن ثم إلغاء هذه المواجهة، بما أنك أكثر الناس قربا من اللاعبين فهل تؤكد هذه المعلومة؟ نعم، أؤكد هذه المعلومة وشرط اللاعبين تجاه الاتحادية الكامرونية مقابل لعب المباراة الودية الثالثة. هل يمكنك إذن أن تشرح لنا بالضبط ماذا حدث يوم الإثنين 14 نوفمبر في فندق “بالميراي قولف”؟ الحديث كثر عن المنحة منذ صبيحة ذلك اليوم ولو أني أؤكد بأن مطلب اللاعبين عن منحة الحضور كان في بداية الدورة وليس قبل مواجهة الجزائر فقط، لكن في يوم 14 نوفمبر شدّد اللاعبون من لهجتهم ورفضوا الانتظار أكثر بداعي أن مسؤولي الاتحادية لم يفوا بوعودهم تجاههم، إذ هدّدوا بعدم التنقل إلى الجزائر ولعب اللقاء الودي الثالث إذا لم يستلموا علاواتهم. في النهاية جسّد اللاعبون تهديداتهم والأمور فلتت من أيديكم، أليس كذلك؟ صدقني في البداية كانت هناك أجواء طيبة ولم يكن هناك أي شيء ينذر بأن اللاعبين سيذهبون بعيدا في تهديداتهم، لكن الحقيقية أظهرت عكس ذلك، إذ نفذّوا ما أعلنوا عليه في الصبيحة ورفضوا التنقل إلى الجزائر وكنت صراحة أول من صدم بهذا القرار، فإلغاء مواجهة الجزائر كان آخر ما فكر فيه، لكن الواقع بيّن عكس ذلك وحدث الذي حدث ويعرفه الجميع. لقد أصبت بصدمة بوصول الأوضاع إلى هذا الحال داخل المنتخب عندما قيل لي بأن المباراة أمام الجزائر قد ألغيت. لماذا كل هذه الدهشة؟ ببساطة لأني لم أكن أتوقع أبدا أن مواجهة الجزائر سيكون مصيرها الإلغاء، فقد اعتقدت أن اللاعبين استعلموا أسلوب التهديد ومدّدوا “السوسبانس” لكي تصل الرسالة إلى المسؤولين ويسوون القضية قبل التنقل إلى الجزائر، كما أني اكتشفت بأن كل اللاعبين كانوا مركزين على مواجهة الجزائر، بدليل أننا تدربنا بشكل طبيعي في آخر حصة تدريبية عشية التنقل، والأكثر أني أدليت بتصريح على جريدة “ليكيب” على أساس أننا سنسافر إلى الجزائر، وبالتالي لا شيء كان يوحي بأن المباراة ستلغى رسميا، وهو ما جعلني أصدم بالحقيقة المرّة في نهاية الأمر. لكن ما هو تفسيركم لتعنت اللاعبين وتمسكهم بموقفهم الرافض التنقل إلى الجزائر بالرغم من أن السلطات الكامرونية سرّحت لهم جزء من الأموال؟ حتى أكون واضحا معكم، أؤكد بأني لم أشارك أبدا في المفاوضات التي دارت بين اللاعبين ومسؤولي الاتحادية، فلا أخفي عنكم بأننا كطاقم فني وجدنا أنفسنا بين نارين، فمن جهة اللاعبين ومن جهة ثانية أمام مسؤولي الاتحادية. في البداية كنت أعرف بأنه مطلب اللاعبين لكني أجهل سير المفوضات وكيف تمت فيما بعد وسبب توصل الطرفين على طريق مسدود، فالطاقم الفني لا يعرف كل حيثيات الاجتماع. ألا تعتقد بأن اللاعبين بالغوا في تهديداتهم وذهبوا بعيدا في القضية؟ نعم، فرفض لعب مباراة أظن أنه قرار مبالغ فيه كثيرا. وهل تشاطرني الرأي إذا قلت لك بأنه قرار لا مثيل له ولا يمكن فعله؟ نعم أوافقك الرأي لأن إجراء كهذا أحزن لاعبين، بل أقول إنه أغضبهم كثيرا، فأنا أعي حجم الأضرار الذي تركه رفض لاعبينا لعب المواجهة، وما يسعني إلا ان أقدّم اعتذاراتي مرة ثانية إلى كل الجزائريين. ألا ترى بأنه كان بمقدوركم التدخل والتحدث مع اللاعبين لمنعهم من اتخاذ قرار الإضراب بصفتك الناخب الوطني للكامرون؟ هذا أكيد، فقد تحدثت مع للاعبين في هذه القضية التي أصبحت تتجاوزني فيما بعد وانحصرت في مفاوضات بين اللاعبين والمسؤولين الذين كانوا معنا، أصبحت متفرجا أكثر من ممثل وكان ينتابني شعور وأمل بأننا سنلعب مواجهة الجزائر، وكما ذكرته لكم إلغاء هذا اللقاء كان آخر ما فكرت فيه. ماهو قولك في الأخبار التي تتحدث على أن سامويل إيتو هو الذي حرّض بقية زملائه على شن الإضراب وعدم التنقل إلى الجزائر، وهو من كان وراء هذه القضية؟ عندما تقول المنتخب الكامروني تفكر مباشرة في سامويل إيتو لأنه أقدم عنصر في المجموعة وهو قائد الفوج، فهذا شيء طبيعي واسمه يذكر في كل قضية، لكن كما ذكرت لك لم أكن حاضرا في اجتماع ومفاوضات المسيرين باللاعبين ولا أدري الدور الذي لعبه إيتو بالضبط، فباعتباره قائد الفريق كان من المفروض أن يلعب دور الوسيط، لكن الشيء الذي يمكنني تأكيده لكم هو أن كل اللاعبين كانوا متضامنين في هذه القضية ولم تكن أبدا من افتعال عنصر واحد. إيتو إضافة إلى الثلاثي ماكون، كاميني وسونغ هم من كان وراء هذه الإنتفاضة، أليس كذلك؟ اللاعبون الذين ذكرتهم هم قائدي المنتخب وهم من يمثّل الفريق، لكن لا يمكن القول بأنهم اللاعبين المتشدّدين في المجموعة. هل يمكن الإشارة بأن هناك تكتلات في المنتخب الكامروني؟ لم ألاحظ أبدا أشياء غير عادية في المجموعة طيلة دورة المغرب، فقد سادت المجموعة أجواء رائعة مفعمة بالحيوية لكي نتوج بالدورة بالأداء والنتيجة، فالكل كان يعمل لهذا الهدف قبل خوض المباراة الودية الثالثة أمام المنتخب الجزائري. لا تتخذون عقوبات في حق بعض اللاعبين؟ من جهتي لن أتخذ عقوبات ضد أي لاعب، فالمشكل بين اللاعبين والاتحادية الكامرونية وأنا بصراحة لم ألاحظ أي تصرف غير انضباطي في المجموعة من أي لاعب طيلة الدورة. ممكن أطلب من الاتحادية إعادة النظر في بعض الأمور التنظيمية وتسوية هذه القضية لمصلحة المنتخب. آخر كلمة تقولها؟ من أجل كرة القدم الكامرونية أتأسف كثيرا للجزائريين.