"القدر أراد أن أواجه صايفي في فرنسا بعدما خرجت أهتف باسمه مناصرا بعد تتويجنا في 99" أولا نهنئك بهذا التتويج، ما قولك عن مبادرة تكريمك كأفضل لاعب آمال قبل مباراة الكأس أمام ڤانڤون؟ أولا وقبل كل شيء لقد شرفتمونا بحضوركم خصيصا من الجزائر لمنحي الإستحقاق في لومون "يعطيكم الصحة"، حيث كانت مفاجأة سارة وهذه اللفتة أسعدتني كثيرا خاصة بعدما شاركني زملائي الفرحة في غرف تغيير الملابس عقب مباراة ڤانڤون، حيث كانت الفرحة فرحتين بتحقيقنا التأهل أمام ڤانڤون وبمنحي التكريم قبل اللقاء فقد كنتم فأل خير عليّ في أمسية الأحد (يضحك). هل كنت تنتظر الفوز بهذا الإستحقاق؟ كنت أتابع باهتمام نتائج الإستفتاء وأعلم بأنّ نيل هذا الشرف كان صعبا بتواجد لاعبين في نفس السن لا بأس بهم، وقد كنت أطالع عبر "الهداف" أنّ المنافسة كانت شديدة وفرحت كثيرا بأنني كنت المتوّج، وبالمناسبة أشكر كل من صوّت عليّ وأعتبر هذا الإستحقاق بداية فقط في مشواري ويحفزني على العمل أكثر للذهاب بعيدا في مشواري. جائزة أفضل لاعب آمال تتزامن مع احترافك في نادي لومون، إنها بمثابة تتويج لكل ما قدمته الموسم الفارط أليس كذلك؟ يمكن اعتبار أن هذه الجائزة عبّدت الطريق لي بتواجدي في قائمة أفضل اللاعبين آمال، وهناك بالمناسبة لاعبين آخرين قادرون على الإحتراف بسهولة في فرنسا واللعب على الأقل في القسم الثاني. على غرار من؟ حشود الذي أرى أنه أدى موسما كبيرا وأتمنى أن يحترف في أقرب وقت لأنه من بين المدافعين الذين أعجبت بقدراتهم، وهناك مترف الذي يستطيع العودة إلى فرنسا رفقة بعض زملائي في منتخب الآمال على غرار مهاجم الحمرواة بلايلي، بن العمري، خليلي وعواج فكلهم مواهب قادرة على الإحتراف وأتمنى أن يسهلوا لهم المأمورية ويتنقلوا في الوقت المناسب إلى أوروبا. وهل تابعت الحفل الذي غبت عنه في آخر لحظة؟ لقد تابعت الحفل عبر تغطية جريدتكم حيث لم أتمكن من مشاهدته عبر التلفزيون، وقد تأسفت كثيرا على غيابي عن هذا الحفل الكبير الذي حضرته شخصيات هامة على غرار النجم كانافارو، للأسف لقد رفض النادي تسريحي حتى لا أضيّع يومين من التدريب وأتمنى أن أحضر العام القادم الحفل وأكون بينكم ولو ضيفا. ربما لخلافة بودبوز الذي كان الموسم الفارط أفضل لاعب آمال. كل شيء بالمكتوب ومن هو اللاعب الذي لا يريد التتويج بهذا الإستحقاق؟ أتمنى أن أحضر العام القادم للتتويج بالذهب وسيكون شرفا كبيرا لي خلافة بودبوز. وما قولك في تتويج بودبوز بالذهب؟ رياض يستحق التتويج بهذه الكرة الذهبية بالنظر إلى الموسم الجيد الذي أدّاه مع فريقه حيث كان يُنتخب دائما أفضل لاعب في ناديه، وأتمنى أن يكون التاج الموسم القادم من نصيبي أو من نصيب سوداني بعدما تمكنا من الإحتراف في الخارج. لنتحدث عن المنتخب الأولمبي وإقصائه من الدورة النهائية في المغرب، كيف استقبلت الخبر؟ لقد تابعت مواجهتي السنغال والمغرب لكني لم أتمكن من متابعة مباراة الثالثة أمام نيجريا لأننا لعبنا مباراة في التوقيت نفسه، وقد اتصلت مباشرة بعد نهاية اللقاء لمعرفة النتيجة فقيل لي إننا انهزمنا برباعية فلم أصدق وظننت أنهم يمزحون معي، وصراحة لم أنتظر الخسارة بتلك النتيجة ولم أفهم ما حدث حيث برّر زملائي ذلك بطرد عبيد لأننا كنا مرشحين للفوز أمام منتخب كان مقصيا خاصة أنني لمست رغبة قوية عند اللاعبين من خلال اتصالي بهم عبر الأنترنت لتحقيق التأهل أمام نيجيريا، لكن حدث ما حدث وأنا لم أكن في عين المكان بسبب العقوبة ولا يمكنني تفسير هذا الإقصاء. وهل تأثرت بغيابك عن هذه الدورة؟ بالطبع، والتأثر زاد لأنني كنت أريد المشاركة في دورة لندن بعدما غبت عن الدورة التصفوية، لكن لا يجب قتل هذا المنتخب بل لابد من مواصلة العمل لأنه يضم عناصر هي مستقبل الكرة والمنتخب الجزائري. ضيّعت على نفسك فرصة معاينة الناخب حليلوزيتش الذي تنقّل لمتابعة مشوار زملائك في المغرب، ما قولك؟ لقد كان حضور حليلوزيتش إيجابيا وسلبيا في آن واحد لأنّ تواجده أثر في مردود بعض اللاعبين الذين لا يملكون الخبرة، وبالمقابل قرأت في جريدتكم أنه أُعجب ببعض اللاعبين الذين تألقوا في هذه الدورة وهذا شيء إيجابي، وفيما يخصني لست قلقا بشأن هذا الموضوع وأتمنى فقط أن يتنقّل حليلوزيتش إلى لومون ويشاهد مستوى بدبودة فوق الميدان حتى يحكم عليّ. وهل سياسة تشبيب المنتخب تحمّسك لكسب مكانة في المنتخب الأول بعد تألقك مع الآمال؟ لأول مرة أشاهد مدربا وطنيا ينتهج سياسة التشبيب حيث قام الناخب الوطني باستدعاء 31 لاعبا في فترة قصيرة من أجل تجريبهم كما فتح الباب أمام المواهب الشابة، وهي مبادرة طيبة وتحفّزنا على العمل الأكثر لتكون لنا فرصة اللعب في المنتخب الأول مع هذا المدرب. ولكن المنافسة صعبة بوجود بلحاج ومصباح في منصبك، أليس كذلك؟ المنتخب الوطني الحالي يملك أفضل ظهيرين يساريين وأمر جيد لو أستدعى لتربص قادم من أجل العمل مع مصباح وبلحاج لأستفيد منهما وأتحدث معهما، لأنني شاب صاحب 21 سنة والمستقبل أمامي للعمل أكثر وحجز مكانة في المنتخب الوطني. على ذكر بلحاج لقد تمكّن اليوم (الحوار أجري الأحد الفارط) من التأهل إلى نصف نهائي كأس العالم للأندية أمام الترجي وسيواجه في الدور القادم نجوم البارصا، فماذا تقول عن هذا الحدث؟ الترجي خسر المباراة (يتعجّب) ! أقول لبلحاج مبروك وأهنّئه على هذا الإنجاز حيث يبقى صاحب المواعيد الكبرى وأتمنى أن يوفّق ولم لا التتويج بهذا اللقب العالمي وهو ما سيسمح له بالمشاركة في التربص المقبل بمعنويات أفضل. لكن المأمورية ستكون صعبة جدا أمام زملاء النجم ميسي؟ أعرف أن بلحاج مدافع مغامر ولن يخاف لا ميسي ولا أي لاعب آخر من نجوم البارصا، وأتمنى أن يشرّف كل الجزائريين في هذه المنافسة ومواجهة أفضل ناد في العالم في حد ذاتها إنجاز لهذا اللاعب وفريقه. من هو المدافع الأيسر التي تعتبره قدوتك في الجزائر والخارج؟ في الجزائر أنا معجب بمصباح ومستواه يعكس أحقيته باللعب في "الكالتشيو" وهو يستحق التواجد في ناد أكبر من ليتشي، أما في العالم فأنا معجب كثيرا بمدافع ريال مدريد مارسيلو الذي أعتبره الوحيد "اللّي يعمّر العين" حاليا. بعد ستة أشهر في لومون هل تمكّنت من الإندماج في هذا النادي؟ في بدايتي مع لومون ومباشرة عندما التحقت لم أجد ضالتي وكنت "مبحّر" خاصة أن ذلك تزامن مع شهر رمضان الذي قضيته لأول مرة بعيدا عن العائلة وفي ظروف صعبة، وقد كنت منعزلا في التدريبات ولا أتحدث كثيرا مع اللاعبين ولكن بمجرد انطلاق المنافسة وفوزنا ببعض المباريات أصبحت أتحدث أكثر مع اللاعبين واندمجت في المجموعة سواء في التدريبات أو اللقاءات الرسمية، وفي هذا المقام سهّل لي زميلي والي والحارس خضايرية ياسين المهمة واندمجت بشكل جيد في المجموعة وتأقلمت مع وتيرة العمل في أوروبا التي تختلف تماما عن الجزائر. ما الفرق الذي وجدته بين لومون مثلا وبين فريقك السابق المولودية؟ هناك فرق شاسع في الإمكانات والصرامة، هنا العامل الأساسي هو الإنضباط حيث تحاسب على كل واجباتك فمثلا عند تأخرك دقيقة عن التدريبات تدفع مثلا غرامة مالية ب 5 أورو، في أوروبا لا يمكن التهاون أو الغش في التدريبات حيث يعطون أهمية بالغة للتحضير والتمرين وهم يتابعون صحتك وطريقة عيشك حتى تكون دائما جاهزا وفي المستوى، لكن في الجزائر كنا نذهب إلى التدريبات للاستمتاع بلعب الكرة فقط، لست بصدد احتقار بطولتنا لكني بصدد تقييم وضع مؤلم متمنيا أن تصبح بطولتنا محترفة بشكل حقيقي وتكون على الأقل الأفضل إفريقيا حتى يتحسّن مستوى لاعبينا والمنتخب الوطني في الوقت نفسه. إذن لم تندم على اختيار اللعب في لومون؟ لا، لقد كنت أسعى للعب في البطولات الأجنبية والإحتراف من أجل تطوير مستواي وغايتي في أول موسم لي في لومون هي الإندماج والتأقلم مع الحياة الجديدة في عالم الإحتراف، لأنني كنت أعلم بأنني سأواجه بعض المشاكل ولومون هو طريق فقط وليس محطتي النهائية حتى أذهب بعيدا في مشواري وأنتقل إلى مستوى أفضل مستقبلا. ما هي البطولة التي تطمح للعب فيها مستقبلا؟ طموحي الحالي هو اللعب في القسم الأول الفرنسي ولن يتحقق ذلك إلا بلعب أكبر عدد من المباريات مع لومون وفرض نفسي في التعداد، وحلمي اللعب في البطولة الإسبانية أو الإيطالية. في فترة ما فقدت مكانتك في التعداد، ما هي الأسباب؟ لقد كنت مصابا وبعد عودتي من الإصابة تمكّن خليفتي من تأدية مباريات في المستوى ولم يكن ممكنا أن يُبعد في تلك الفترة، وبعدما أتيحت لي الفرصة استغليتها حيث تمكنا من العودة بتعادل في اللقاء السابق أمام أميان وفزنا اليوم أمام ڤانڤون ولم تبق إلا مواجهتين القادمة في ملعبنا وآخر مباراة في لافال وسنحاول فيهما تحقيق نتيجتين إيجابيتين حتى ننهي المرحلة الأولى في وضعية مريحة. لقد كانت لك الفرصة الأسبوع الفارط لمواجهة رفيق صايفي، كيف كان لقاؤك بالمدلل السابق ل "الشناوة"؟ لقد التقيت رفيق وسلّمت عليه قبل المباراة التي أمتعنا فيها بفنياته حيث مازال "مايسترو" وكان يلعب برجله اليسرى وبخارج القدم "هبّلنا" بطريقة لعبه، وقد تحدثنا مطولا بعد المباراة حيث قدّم لي نصائح ومعلومات مفيدة خاصة أنه يعرف جيدا لومون، كما اتصل بي هاتفيا وشجعني وأكد لي أنه تحت تصرفي إن احتجت أي شيء وهي لفتة أشكره عليها. هل كان صايفي قدوتك في المولودية؟ أراد القدر أن أواجه رفيق صايفي في البطولة الفرنسية وأنا الذي خرجت أهتف باسمه في الشارع بعدما أهدانا لقب بطولة 99 في زبانة. تصوّر كم هو مميز وجميل بالنسبة لي أن ألعب أمام من كنت أناصره عندما كنت صغيرا والمكتوب أراد أن ألعب أمامه في البطولة الفرنسية. وهل هناك ضغط من الجمهور في ظل هذه الوضعية؟ أملك تجربة مع المولودية حيث عشت الموسم الفارط نفس الوضعية لكن أنصار لومون "عاقلين" ولا يشكلون ضغطا على اللاعبين كما هو الحال مع جمهور المولودية (يضحك)، وعلاقتي شخصيا بأنصار لومون طيبة ويحبونني كثيرا خاصة الجالية المغاربية وقد سجلت لحد الساعة هدفين وأتمنى التسجيل مستقبلا لإسعاد هذا الجمهور وتجاوز هذه المرحلة الصعبة. هل تتابع مباريات المولودية خاصة الداربي أمام الإتحاد الذي فاز به زملاؤك؟ نعم، لقد تابعته في المنزل عبر الشاشة ولا تتصوّر كما تأثرت و"لحمي تشوّك" عندما شاهدت الإقبال الجماهيري الكبير والأجواء التي ذكّرتني بالداربي والتي لا تراها حتى هنا في أوروبا. ما هي أسباب اكتفاء المولودية باللعب على البقاء بعد التتويج باللقب؟ هناك عدة أمور تسبّبت في هذه الوضعية حيث أصبحنا بعد تتويجنا باللقب الفريق الذي يسعى الجميع للإطاحة به، وقد توالت النتائج السلبية في بداية الموسم وكانت هناك مشاكل في النادي جعلتنا نكتفي بضمان البقاء في الجولة الأخيرة، وأتمنى استخلاص الدروس وأن يتم جلب لاعبين في المستوى حتى لا يكتفي الفريق بلعب الأدوار الثانوية في كل موسم. هل أنت على اتصال مع بعض زملائك؟ نعم، أنا في اتصال مع داود وبصغير وعمرون وحتى بوشامة وزماموش سواء عبر الهاتف أو الإنترنت، وبالمناسبة أتأسف على وضعية عمرون الذي وُضع ضمن المسرّحين حيث يعاني من مشكل معنوي حسب اعتقادي وإذا كان الحل في تغيير الأجواء فأنصحه بذلك لأنه تأثر من الموقف السلبي للأنصار كلما شارك، وأظن أنه سيستعيد مستواه الذي نعرفه إذا وجد النادي الذي يثق فيه لأنه يملك المؤهلات التي تسمح له بأن يكون مهاجما كبيرا. من هو المدرب الذي منحك فرصة التألق في الفريق الأول؟ مخازني هو الذي ساعدني في بدايتي عندما كا مدربا رفقة تيسان، وألان ميشال الذي خلفه هو الذي منحني الثقة وفرضت معه نفسي في التعداد، لكن فضل مخازني لن أنساه وأرفع له القبعة وأحييه على ما قام به معي. وكيف كنت تعيش ضغط الأنصار علما بأنك تقيم في معقل الشناوة باب الوادي؟ كان الضغط رهيبا في باب الوادي حيث كنت عندما نسجل الهزائم أبيت عند زملائي وأتجنّب المجيء إلى باب الوادي لتجنب التلاسن مع بعض الأنصار الذين يحبّون معرفة كل صغيرة وكبيرة عن النادي، أبناء الحي يحبون المولودية ولكن كلاعب كنت أتأثر من ذلك الضغط خاصة في الموسم الفارط أين لعبنا على السقوط. لكن في رمضان توحّشت الأجواء المميزة في الحي، أليس كذلك؟ في رمضان "حبّيت نبكي" وكنت في كل يوم أتحدث مع نفسي حيث لم أحتمل فراق العائلة والحي و"بنّة رمضان في الحومة" وكنت أقول في قرارة نفسي أتمنى الجلوس في الحي مع "الصامط تاع الحي ولا وحش الغربة في هذا الشهر"، لكنها تضحية لابد منها والإبتعاد عن العائلة والوالدين في هذا السن ليس سهلا لكني سأصبر حتى أكمل نصف ديني (يضحك). هل من رسالة خاصة لأبناء الحي؟ أستغل الفرصة لأترحّم على روح المناصر "ديڤا" ابن الحي حيث أعرفه جيدا وبالمناسبة أقدّم رسالة تعزية لعائلته، هذا الشاب تأثرت كثيرا بخبر وفاته وأتمنى أن تتوقف هذه المشاهد في ملاعبا لأن توقيف الكرة أفضل من وفاة مناصر واحد (قالها بتأثر). تبدو متأثرا بسبب أعمال الشغب التي تميّز ملاعبنا؟ بالطبع، في فرنسا يوجد الأمن والملاعب تحفة على غرار ملعب لومون ونحن نريد أن يتنقل الأنصار للاستمتاع ب 90 دقيقة من الفرجة وليس الشجار بالسيوف كما كان الحال في مباراة ديناموس العام الفارط، حيث كنت أرى اشتباكات بين الأنصار بالسيوف وهو ما أثر فيّ وعندما سجلت الهدف توجّهت لهم وأشرت بيدي إلى ضرورة الاتحاد. من ناصرت في الكلاسيكو بين الريال والبارصا؟ لقد نمت سعيدا ليلة السبت بعد فوز البارصا حيث اتصلت بأصدقائي الذين يناصرون الريال و"تالبتهم"، لقد شاهدنا البارصا بمستوى كبير أدهشني وهم الأفضل عالميا وليس فقط على مدريد التي عليها بالعمل أكثر للوقف ندا لرفقاء ميسي. بماذا تختم الحوار؟ أشكركم مجددا على هذه الزيارة التي شرفتني وأسعدتني وأبلغ تحياتي إلى كل أبناء الحي والعائلة التي اشتقت إليها وأنتظر بفارغ الصبر الإلتحاق بها بعد عشرة أيام.