انتقل إلى رحمة الله ليلة السبت الماضي عمر كزال الرئيس الأسبق للإتحادية الجزائرية لكرة القدم عن عمر يناهز77 سنة إثر مرض عضال. وقد ووري التراب زوال أمس بمقبرة بن عكنون بحضور جمع كبير من العائلة الرياضية على غرار خالف محي الدين، كاوة، عليق ومولدي عيساوي وشخصيات سياسية يتقدّمها الوزير عمار غول. وعبّر كل من عرف الرجل من الوسط الكروي عن تأثرهم برحيل الرجل الذي أدار الهيئة الكروية في ثلاث مناسبات تمكن من خلالها من إهداء الجزائر اللقب الإفريقي الوحيد عام 1990 بالجزائر والكأس الأفرو-إفريقية في العام نفسه أمام المنتخب الإيراني، حيث عُرف عنه تفضيله للإطارات المحلية من خلال تعامله في كل العهدات مع زوبا، كرمالي وجداوي. تمسّك ب زوبا بعد مونديال إسبانيا رغم النتائج وما يُعرف عن كزال الذي شغل منصب رئيس الإتحادية لأول مرة مباشرة بعد مونديال إسبانيا 1982 وتحديدا في شهر نوفمبر أنه فضّل تعويض خالف بالمدرب القدير زوبا حيث ومنحه الضوء الأخضر لتحضير منتخب لكأس إفريقيا 84 رغم أن نتائج ومستوى "الخضر" تراجعت في تلك الفترة، إلا أنه أبقى على زوبا إلى غاية المباراة الودية في سويسرا التي لم تُلعب وأجبرته على التنحي حيث غادر عام 84 بعد عامين فقط من العمل. عودته منحت الجزائر اللقب القاري مع كرمالي وعاد كزال إلى كرسي دالي إبراهيم في سنة 89 وتحديدا في تصيفات مونديال إيطاليا التي أقصيت منها الجزائر، حيث جدّد الثقة في شيخ المدربين كرمالي الذي حضّر المنتخب الجزائري لنهائيات كأس إفريقيا التي فازت بها الجزائر لأول مرة في تاريخها، ثم أضاف كرمالي لقبا ثانيا أشهر فيما بعد بفوزه أمام إيران بالكأس الأفرو- أسيوية في عقر داره مانحا ثاني لقب قاري للجزائر. تحمّل المسؤولية في مهزلة زيغنشور فترة إشراف كزال على الإتحادية كانت في ظروف صعبة مرت بها الجزائر سنوات التسعينات ورغم ذلك إلا أنه تحلّى دائما بالشجاعة ومواقفه تشهد له خاصة بعد انتكاسة زيغنشور التي عرفت إقصاء "الخضر" في الدور الأول رغم أن كرمالي تنقل الدفاع عن اللقب القاري، حيث اشتهر المرحوم بتصريحه لوسائل الإعلام بأنه يتحمّل مسؤولية الإقصاء وبعد ضغط وانتقادات شديدة من بعض الأوساط الإعلامية قرّر كزال الاستقالة من منصبه رغم الظروف الصعبة التي عمل فيها خلال العهدة الثانية. أكمل عهدة ديابي بتعيين ماجر مدربا ثالث مرة أشرف فيها كزال على الاتحادية كانت في بداية الألفية الثالثة حين خلف المرحوم ذيابي الذي استقال بسبب تدهور حالته الصحية، حيث كان جداوي مدربا للمنتخب لكنه سرعان ما تمت تنحيته بعد خسارة "الخضر" بخماسية في مصر ليقوم بتعيين ماجر مدربا قبل أن يغادر ويتم انتخاب روراوة رئيسا ل "الفاف" في عام 2001 مغادرا بشكل نهائي قصر دالي إبراهيم، حيث بقي كزال متابعا لمستجدات الوضع الكروي في صمت رغم ما قدّمه للهيئة الكروية في الجزائر. كان عادلا مع وسائل الإعلام ويُشهد للمرحوم كزال بأنه كان محترفا في مهمته وكان لا يفرّق بين الصحفيين ووسائل الإعلام حيث كان تحت تصرف أي إعلامي ولم يرضخ لضغط بعض الأطراف التي شنّت عليه حملة عام 92 بل بقي يتعامل باحترافية في مبنى دالي إبراهيم، وبما أن كزال كان إطارا في البريد والمواصلات فقد كان السبّاق لإدخال الحاسوب إلى مقر الإتحادية وكان لديه مشروع لتحسين الوضع في هيئته لكنه كان يضطر في كل عهدة للتوقف عن مهامه بسبب إخفاقات فنية لم يكن يتحمّلها وفي وضع مالي كارثي في خزينة الإتحادية مقارنة بما هو عليه الحال في السنوات الأخيرة. ---------- كرمالي: "سي عمر كان رئيسا شهما وقد وفر لنا كل الوسائل عام تتويجنا باللقب" "لقد قال لأعضاء مكتبه الشعب يريد كرمالي مدربا، ولهذا السبب عيّنته" يعد الشيخ كرمالي من بين المدربين الذين وضع عمر كزال ثقته فيهم وتمكن معه من إحراز اللقب الإفريقي عام 90 وهو ما دفعنا للحديث مع المدرب السابق للمولودية و"الخضر" عن المرحوم كزال. كيف هي أحوالك شيخ؟ الحمد لله، أنا بخير وفي صحة جيدة. لقد اتصلنا بك لنبلغك عن خبر وفاة عمر كزال الرئيس الأسبق للاتحادية. نعم، لقد بلغني الخبر منذ قليل حيث كنا في الملعب وعلمت بوفاة سي عمر (قالها بتأثر). لقد سبق لك العمل مع المرحوم عندما كان رئيسا للاتحادية بعدما منحك مهمة الإشراف على المنتخب الذي فاز بكأس إفريقيا بالجزائر، ما قولك؟ نعم، أتذكر جيدا أنه عقد اجتماعا مع المكتب الفيدرالي وقال لأعضاء مكتبه: "كل الشعب يطالب بكرمالي مدربا"، وهو ما جعله يقرر تعييني على رأس العارضة الفنية ل"الخضر" حينها، وقد كنت في تلك الفترة مدربا للمولودية حيث طلب مني الإلتحاق بالمنتخب بعدما كانت الجماهير تهتف باسمي في المدرجات بعد موسم استثنائي مع "العميد". وكيف تقيّم الفترة التي عملت معه وأحرزتم اللقب القاري الوحيد للجزائر؟ لقد أحرزنا كأس إفريقيا بالجزائر وتحصلنا على لقب كاس الآفرو آسياوية أمام إيران، حيث وفّر لنا المرحوم في دورة كأس إفريقيا كل وسائل العمل ولم يبخل علينا بأي شيء وكان بالفعل من أحسن الرؤساء الذين أشرفوا على الإتحادية. وكان من الرؤساء القلائل الذين وضعوا ثقتهم في المدربين المحليين، أليس كذلك؟ نعم، هذه حقيقة فقد كان "سي عمر" -رحمه الله- يثق في المدرب المحلي وكان يمنح المدربين بطاقة بيضاء ويحاول توفير الوسائل لنجاح في مأموريتنا، لقد تشرفت بالعمل معه وتمكنّا من إهداء الجزائر أول لقب قاري. وكيف كانت خصال كزال الرجل رحمه الله؟ لقد كان رجلا شهما ورائعا وافتخر بالتعامل معه رحمه الله، لقد تأثرت كثيرا لخبر وفاته وبالمناسبة أتمنى أن يلهم عائلته الصبر والسلوان وأن يتغمده الله برحمته الواسعة. بماذا تريد أن تختم؟ لم أتمكن من حضور جنازته بسبب وضعي الصحي حاليا، ولكني سأستغل أول فرصة لزيارة أهله وتقديم التعازي. --------- ماجر: "فقدت والدي الثاني بموت كزال" صدمت شديدة تعرض لها الدولي السابق رابح ماجر بعد علمه بوفاة رئيس الاتحادية الأسبق عمر كزال الذي كانت تربطه به علاقة طيبة للغاية حيث كان الراحل دائما يضع ثقته في ماجر وسانده كثيرا. اللاعب السابق لبورتو البرتغالي أكد أنه كان يعتبر كزال بمثابة والد له وأكد أنه تأثر للغاية بوفاته وقال: "صدمت بخبر وفاة عمر كزال، لقد كان أكثر من صديق أو رئيس للاتحادية بالنسبة لي، كان والدا ثانيا بالنسبة لي وكانت علاقتي معه وطيدة للغاية، لقد فقدت شخصا عزيزا عليّ والكرة الجزائرية فقدت رجلا قدّم لها الكثير، بهذه المناسبة أعزي كل عائلة الفقيد وأرجو من المولى عز وجل أن يلهمها الصبر والسلوان وأن يرحم الفقيد ويسكنه فسيح جنانه". "لن أنسى أنني احترفت بفضله" وواصل ماجر سرد العلاقة المميزة التي كانت تربطه ب عمر كزال حيث كشف أنّ الراحل كان له فضل كبير عليه ليس فقط بسبب دعمه له في المنتخب الوطني ولأنه كان دائما يثق فيه وهو من نصّبه على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني، بل تحدث عن أنّ هذا الرجل له الفضل في احترافه خارج الجزائر رغم أنّ القوانين كانت تمنع ذلك، وقال: "فضل كزال عليّ كبير ولا يمكن أن أتنكّر له، لقد قلت هذا الكلام منذ فترة قصيرة عبر شاشة التلفزيون حين كان الراحل مريضا، لقد كان دائما ورائي ودعمني كثيرا على مستوى التدريب حين كان رئيسا للاتحادية في 2001 وهو من أصرّ على استلامي المنتخب، لكن لن أنسى أبدا أنّ الفضل الكبير في احترافي كان له حيث ساعدني كثيرا على الاحتراف في فرنسا في أول محطة لي في عالم الاحتراف رغم أنّ القوانين كانت تمنعنا من اللعب خارج الوطن". "قدّم الكثير للجزائر ومعه فزنا بلقبنا الإفريقي الوحيد" في الأخير عدّد ماجر مزايا الراحل الذي اعتبره هرما في تاريخ الكرة الجزائرية وما قدمه لا يمكن أن ينكره أحد، وأكد أنّ اللقب الإفريقي الوحيد الذي فاز به "الخضر" سنة 1990 يعود الفضل فيه ل كزال الذي كان على رأس "الفاف" وقتها وقدم الكثير، وقال: "ما قدّمه كزال للكرة الجزائر شيء كبير للغاية فهو كان وراء إنجازات المنتخب الوطني، فلا ينكر أحد الفضل الكبير للمرحوم في اللقب الإفريقي الوحيد الذي فزنا به سنة 1990 حيث كان رئيسا للاتحادية وقام بكل شيء حتى نكون في أحسن الظروف ونتمكن من الفوز بكأس إفريقيا ونمنح الجزائر لقبها الأول، المرحوم سيبقى هرما من أهرام الكرة الجزائرية وسيبقى دائما في ذاكرتنا".