مجلس الوزراء: رئيس الجمهورية يسدي أوامر وتوجيهات لأعضاء الحكومة الجديدة    استقبل وفدا عن مجلس الشورى الإيراني.. بوغالي: الجزائر وطهران تربطهما علاقات تاريخية    تمتد إلى غاية 25 ديسمبر.. تسجيلات امتحاني شهادتي التعليم المتوسط والبكالوريا تنطلق هذا الثلاثاء    "رواد الأعمال الشباب، رهان الجزائر المنتصرة" محور يوم دراسي بالعاصمة    مشروع القانون الجديد للسوق المالي قيد الدراسة    عرقاب يستقبل وفدا عن الشبكة البرلمانية للشباب    رئيس الجمهورية يوقع على قانون المالية لسنة 2025    عبد المجيد زعلاني : مذكرة الاعتقال ضد نتانياهو وغالانت زلزال قانوني وقضائي    الخبير محمد الشريف ضروي : لقاء الجزائر بداية عهد جديد ضمن مسار وحراك سكان الريف    غرس 70 شجرة رمزياً في العاصمة    ساعات عصيبة في لبنان    صهاينة باريس يتكالبون على الجزائر    نهب الثروات الطبيعية للصحراء الغربية : "يجب قطع الشريان الاقتصادي للاحتلال المغربي"    الرابطة الثانية: إتحاد الحراش يتعادل بالتلاغمة ومولودية باتنة تفوز على جمعية الخروب    يرى بأن المنتخب الوطني بحاجة لأصحاب الخبرة : بيتكوفيتش يحدد مصير حاج موسى وبوعناني مع "الخضر".. !    حوادث المرور: وفاة 2894 شخصا عبر الوطن خلال التسعة اشهر الاولى من 2024    تركيب كواشف الغاز بولايتي ورقلة وتوقرت    شرطة القرارة تحسّس    الدكتور أوجرتني: "فتح الأرشيف وإعادته للجزائر مطلب الكثير من النخب الفرنسية"    اختتام الطبعة ال14 للمهرجان الدولي للمنمنمات وفن الزخرفة : تتويج الفائزين وتكريم لجنة التحكيم وضيفة الشرف    صليحة نعيجة تعرض ديوانها الشعري أنوريكسيا    افتتاح الطبعة ال20 من الصالون الدولي للأشغال العمومية : إمضاء خمس مذكرات تفاهم بين شركات وهيئات ومخابر عمومية    الجزائر العاصمة : دخول نفقين حيز الخدمة ببئر مراد رايس    بوغالي يستقبل وفدا عن لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بمجلس الشورى الإيراني    تبسة: افتتاح الطبعة الثالثة من الأيام السينمائية الوطنية للفيلم القصير "سيني تيفاست"        ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 44211 والإصابات إلى 104567 منذ بدء العدوان    العدوان الصهيوني على غزة: فلسطينيو شمال القطاع يكافحون من أجل البقاء    الكاياك/الكانوي والباركانوي - البطولة العربية: الجزائر تحصد 23 ميدالية منها 9 ذهبيات    الألعاب الإفريقية العسكرية: الجزائرتتوج بالذهبية على حساب الكاميرون 1-0    مولوجي ترافق الفرق المختصة    مولودية وهران تسقط في فخ التعادل    قرعة استثنائية للحج    المديرية العامة للاتصال برئاسة الجمهورية تعزي عائلة الفقيد    التعبئة الوطنية لمواجهة أبواق التاريخ الأليم لفرنسا    دورة للتأهيل الجامعي بداية من 3 ديسمبر المقبل    مخطط التسيير المندمج للمناطق الساحلية بسكيكدة    حجز 4 كلغ من الكيف المعالج بزرالدة    معرض وطني للكتاب بورقلة    45 مليار لتجسيد 35 مشروعا تنمويا خلال 2025    دخول وحدة إنتاج الأنابيب ببطيوة حيز الخدمة قبل نهاية 2024    الشروع في أشغال الحفر ومخطط مروري لتحويل السير    نيوكاستل الإنجليزي يصر على ضم إبراهيم مازة    إنقاذ امرأة سقطت في البحر    "السريالي المعتوه".. محاولة لتقفي العالم من منظور خرق    ملتقى "سردية الشعر الجزائري المعاصر من الحس الجمالي إلى الحس الصوفي"    السباعي الجزائري في المنعرج الأخير من التدريبات    سيدات الجزائر ضمن مجموعة صعبة رفقة تونس    حادث مرور خطير بأولاد عاشور    دعوى قضائية ضد كمال داود    وزارة الداخلية: إطلاق حملة وطنية تحسيسية لمرافقة عملية تثبيت كواشف أحادي أكسيد الكربون    سايحي يبرز التقدم الذي أحرزته الجزائر في مجال مكافحة مقاومة مضادات الميكروبات    التأكيد على ضرورة تحسين الخدمات الصحية بالجنوب    الرئيس تبون يمنح حصة اضافية من دفاتر الحج للمسجلين في قرعة 2025    هكذا ناظر الشافعي أهل العلم في طفولته    الاسْتِخارة.. سُنَّة نبَوية    الأمل في الله.. إيمان وحياة    المخدرات وراء ضياع الدين والأعمار والجرائم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عجاس: "أعتز بأنني رفقة عصماني الوحيدان اللذان لنا تتويج إفريقي وآخر أفرو- آسيوي مع الوفاق والمنتخب الوطني".
نشر في الهداف يوم 26 - 10 - 2011

"رئيس الحكومة حمروش كان يناديني بالمجاهد وأردنا كأس 1990 من أجل ماجر".
يبقى الظهير الأيسر لسنوات العز كمال عجاس من أكبر اللاعبين تتويجا في تاريخ الوفاق السطايفي من حيث نوعية الألقاب المحصل عليها، لأنه الوحيد رفقة الحارس عصماني الذي يحوز على كأس إفريقية للأمم وأخرى للأندية البطلة، وكأس أفرو- أسيوية للأمم وأخرى للأندية البطلة، إضافة إلى بطولة وطنية، وكأس للجمهورية (سرّار له نفس الألقاب وينقصه اللقب الأفرو أسيوي أمام إيران مع رحموني، في حين زرقان كان متواجدا مع إيران وينقصه اللقب الإفريقي للأمم)، ويتحدث في هذا الحوار عن ذكريات الزمن الجميل والتهميش الذي يعاني منه هو وكثير من القدامى في الوقت الحالي....
قبل أن نبدأ الحوار كنت تحكي لنا عن مشاهدتك لقاء الجزائر- رومانيا في 1990، عودة ب 21 سنة إلى الوراء أليس كذلك؟
في البداية أشكر كثيرا جريدة "الهدّاف" على الاستضافة، وأؤكد لكم على أن كل اللاعبين القدامى في قمة السعادة من تذكركم لهم في بهذه الحوارات الأسبوعية، أما عن قصة لقاء الجزائر – رومانيا فقد جلبه لي زميلي في المنتخب الوطني سابقا عبد الرزاق جحنيط في قرص مضغوط، واسترجعت من خلال مشاهدته ذكريات التحضير لكأس أمم إفريقيا، وهي ذكريات لا تعوض لأنها تسمح باستعادة أيام جميلة من الشباب وشيء لا ينسى.
وما أهم ما استرجعته من خلال مشاهدتك للقاء الجزائر – رومانيا؟
ما حصل في اللقاء الودي من خلال طرد الحكم للاعب الروماني الشهير حاجي، وما صاحب ذلك من غضب شديد على الحكم الجزائري للقاء، من طرف المدرب عبد الحميد كرمالي الذي لم يعجبه الطرد، وقال للحكم (الحكم وقتها رشيد مجيبة) نحن عملنا المستحيل من أجل برمجة اللقاء وجلب رومانيا (التي كانت من أقوى فرق أوروبا وقتها) من أجل وجه حاجي، وتأتي أنت وتطرده بهذه السهولة، وطلب كرمالي من الحكم إعادة حاجي للعب، ورفض الحكم ذلك وتوقف اللقاء لعدة دقائق، وهو أمر يكشف شخصية المدرب كرمالي ورغبته في اختبار الفريق الوطني أمام فريق قوي، وليس كما يفعل الكثير من المدربين حاليا بالبحث عن مختلف الأساليب لفوز في اللقاءات الودية.
كان لك شرف الحصول على كأس إفريقيا والكأس الأفرو- أسيوية للأمم، شيء مميز في مشوارك؟
بطبيعة الحال وخاصة أنه قبل بداية كأس أمم إفريقيا بالجزائر في 1990، كنت أنا وزملائي اللاعبين في الوفاق قد حصلنا على الكأس الأفرو- أسيوية في قطر أمام السد، وبالتالي يبقى كل الشرف لنا نحن الدوليين في الوفاق بأن يكون لنا شرف أن نكون أبطال القارة وكذا أبطال نصف الكرة الأرضية مع فريقنا ومع المنتخب الوطني أيضا، وهذا دون نسيان بطولة وطنية وكأس مع الوفاق، وحتى صعود من القسم الوطني الثاني إلى القسم الأول، يعني أنني حصلت في تلك الفترة على كل الألقاب الممكنة.
ولكن الإنجاز الأكبر دون شك يبقى كأس إفريقيا للأمم 1990؟
بالتأكيد لأنه اللقب الأغلى في تاريخ الجزائر، ولو نحكي على كأس إفريقيا تلك يلزمنا 3 ساعات أو أكثر من الحكايات عليها وعشرات الصفحات من الجرائد، لأنها واحدة من صفحات التاريخ الكروي المجيد.
ما هي العوامل التي ساعدت على النجاح؟
التحضير الأخوي خاصة أن أغلب اللاعبين كانوا من البطولة الوطنية مع وجود عدد قليل جدا من اللاعبين المحترفين، والناحية التربوية والأخلاقية كانت كبيرة، شخصيا وقتها كنا نلعب هواة ولكن بعقلية محترفة، فشخصيا كنت سواء مع الفريق الوطني أو في يومياتي مع الوفاق بعد صلاة العشاء مباشرة أعود إلى البيت، إلى درجة أن هذه العقلية أعجبت موسى صايب كثيرا واختارني ليكون رفيقي في الغرفة.
ولكن قبل الدورة الفريق الوطني خسر كل المباريات الودية؟
بالعكس كنا نقدم مستوى جيدا في المقابلات الودية، ولاعبي تلك الفترة يمتازون بالفنيات واللياقة البدنية الجيدة، ولم يدخلنا الشك قبل الدورة بإمكانية التعثر، فإيماننا كان كبيرا بالحصول على اللقب عندما كنا نتحدث بيننا، وزيادة على ذلك كنا نريد التتويج أكثر من أجل زميلنا رابح ماجر الذي كان ينقصه هذا اللقب وتحمس كثيرا للحصول عليه، دون أن ننسى أنه كان لنا فريق ممتاز.
وكيف وجد عجاس مكانته كأساسي في هذا الفريق الممتاز؟
في الثمانينات الأمور كانت صعبة للوصول إلى مكانة في الفريق الوطني، ولكي "تطيّر بلاصتك" لابد لك أن تتعب كثيرا، فقد كنا نقوم بالمباريات التطبيقية بوجود فريقين فوق أرضية الميدان وفريق ثالث مقسم على مقعدي البدلاء أي أكثر من 33 إلى 35 لاعبا من أجل البحث عن التواجد في قائمة 22 التي تشارك في الدورة، فما بالك بالوصول إلى التشكيلة الأساسية، الأمور لم تكن سهلة والمنافسة شديدة، وهذا كان من أسباب النجاح وقتها.
وجود مدرب من سطيف و4 لاعبين من الوفاق في تلك الدورة ماذا كان يمثل لكم؟
فعلا المدرب كان كرمالي وكنا في الدورة 4 لاعبين وهو المتحدث، سرّار، عصماني، رحموني، وكان بإمكان العدد أن يكون أكثر لولا مغادرة زرقان، وقد سبب هذا كثيرا من المناوشات بين كرمالي والصحافة وقتها التي اتهمته بتفضيل لاعبي الوفاق، وكانت ضده بخصوص تواجد 5 لاعبين من الوفاق في الفريق الوطني، ولكننا كنا في المستوى و"حمرنالو وجهو" وأعطينا نظرة من ناحية المستوى أو من ناحية الأخلاق في الفريق الوطني.
وما هي الذكرى التي لا ينساها عجاس من كأس أمم إفريقيا؟
عدم مشاركتي في النهائي بسبب حصولي على إنذارين بعد أن لعبت كل المقابلات الأولى إلى غاية لقاء السينغال، وعوضني زميلي آيت عبد الرحمان في المباراة النهائية، ولا أنسى أيضا الحفل الرسمي التي تم إقامته على شرف الفريق الوطني بعد التتويج من طرف رئاسة الجمهورية ووقتها قال لهم رئيس الحكومة مولود حمروش أين هو "المجاهد" الذي يلعب في الجهة اليسرى من الدفاع، فقد كان يسميني بهذه التسمية بالنظر إلى الروح التي كنت ألعب بها.
يقال أن إصعب مباراة في تلك الفترة كانت سنة 1991 في إيران في الكأس الأفرو- أسيوية؟
نعم كانت مباراة صعبة جدا ففي طهران لعبنا أمام أكثر من 120 ألف متفرج، شخصيا كان العدد الأكبر من الجمهور الذي ألعب أمامه في حياتي، دون أن ننسى مستوى الفريق الإيراني في حد ذاته والذي كان أغلب لاعبيه في الخارج محترفين في ألمانيا، ولم يكن اللقاء صعبا في إيران فقط أين خسرنا ب 2-1، ولكن أيضا في الجزائر أيضا أين لم نسجل الهدف الوحيد للتتويج سوى في آخر 10 دقائق من المباراة من طرف بن حليمة.
ختام مشوارك مع الفريق الوطني كان بالبطاقة الحمراء في زيغنشور، ماذا حصل هناك؟
في السنغال حصلت مشاكل بين رئيس الاتحادية الجزائرية عمر كزال وبعض اللاعبين، لأنه قبل التنقل إلى زيغنشور كان الاتفاق في تربص بالمغرب حول سلم المنح، ولكن بعد الوصول إلى السنغال جاءت مكالمة هاتفية من كزال إلى كرمالي أكد له فيها أن سلم المنح تم مراجعته والإنقاص منه، وهو الأمر الذي أثر على المعنويات وأصل الخلاف كان بين الفاف واللاعبين.
يقال إن أحداث إلغاء الانتخابات التشريعية في الجزائر وقتها، كان لها دور في النتيجة؟
بصراحة لا، فكل المشكل كان ماليا في زيغنشور ولا علاقة للفيس (الجبهة الإسلامية للإنقاذ) وتوقيف المسار الانتخابي في الجزائر بذلك.
والبطاقة الحمراء أمام كوت ديفوار؟
أمام كوت ديفوار لما وصلت النتيجة إلى 3-0 كنت في قمة القلق، وكانت هناك مخالفة لماجر لم يصفرها الحكم ومع القلقة من النتيحة، و"الغش" من عدم تصفير المخالفة، كانت البطاقة الحمراء.
الآن لنعد إلى الوفاق وكيف كانت بدايتك معه؟
مثل كل اللاعبين بدأت في اتحاد سطيف، وفي صنف الأواسط لاحظني المدرب كرمالي الذي قام بجلبي إلى الوفاق وأنا ما أزال في صنف الأواسط، كان هذا في سنة 1984، وبدأت مباشرة مع الأكابر أين كان يقحمني مرات في المقابلات التي يكون فيها خلفي بوعلام مصابا أو معاقبا.
ومتى كان أول لقاء لك مع الأكابر؟
كان أمام مولودية الجزائر في ملعب 5 جويلية في موسم 84-85 أين كان في الجهة المقابلة لي المهاجم الخطير بويش ناصر (مهاجم المولودية وليس المحلل الحالي لكنال فوت الذي كان في شبيبة القبائل)، وأديت مقابلة لا بأس بها، ومن ذلك أصبحت ألعب مرات في الجهة اليسرى ومرات أخرى وسط ميدان أيسر، وهنا يجب الاعتراف بفضل الكثير من القدامى الذين ساعدوني في بداياتي مع الوفاق وأنا لا أزال في صنف الأواسط وأفادونا كثيرا من الناحية الأخلاقية أو الرياضية.
من هم أكبر من ساعدوك في البداية؟
عبد الكريم خلفة، بوزيد شنيتي، بوعلام خلفي، ونصير عجيسة الذي كان يشجعنا كثيرا فوق الميدان.
فريق الوفاق للثمانينات تكون بدءا من 1982 ولكن لماذا تأجل حصوله على اللقب إلى غاية 1987؟
الفريق بني على المدى الطويل، وهنا أؤكد أنه "واحد ما يغلّط" الأنصار ويحصر التتويج في شخص المرحوم عريبي، ولكن علينا أن نكون نزهاء فالفريق تم تكوينه في ظرف 5 أو 6 سنوات وكان يبنى باللاعب وفي كل موسم يضاف لاعب، هذا ليس معناه أن عريبي رحمه الله لم يضف شيئا، بالعكس فهو قدم الكثير ومن جهتنا أيضا كان التعداد شبه مكتمل، لأن اللعب 4 إلى 6 سنوات مع بعض يجعل الانسجام خارقا للعادة، وكنا نفهم بعضنا بالإشارة قبل أن يعطيك الرفيق الكرة.
وماذا ساعد الوفاق أكثر على التتويج بلقب 1987؟
كان الفريق جاهزا والأحسن في الجزائر، بفضل استقرار التشكيلة على مدى المواسم التي سبقت، ولم يكن التتويج باللقب الوطني سوى بداية لتتويجات أخرى، والأكثر من ذلك كان العمل كبيرا في التدريبات فقد كنا "نكرافاشيو" في التدريبات.
وما هي المقابلة التي اقتنعتم بعدها باللعب على البطولة الوطنية؟
أظن أنه بعد الفوز على جيل سكاكين برج منايل في ميدانهم، وكان من الصعب على أي فريق الفوز على برج منايل في ملعب تاكجراد، والأكثر من ذلك أننا فزنا عليهم ونحن بعشرة لاعبين بعد طرد عبد الرزاق رحماني، بعد تلك المقابلة دخل في رأسنا التتويج باللقب.
ولكن برج منايل ثأرت يومها وأقصت الوفاق من الكأس؟
فعلا مقابلة برج منايل في سنة 1987 في كأس الجمهورية في ملعب 5 جويلية لا يمكن أن تنسى من الذاكرة، أنا أسميها مقابلة الحارس "صالح كمال" فطيلة 120 دقيقة ونحن نلعب أمام مرماهم والكرة ترفض الدخول أمام تألق أسطوري للحارس صالح كمال، وحتى ركلات التلرجيح بعد نهاية المقابلة بالتعادل السلبي صدها كلها (3-0 في ركلات الترجيح)، في حياتي لم أر حارسا يصمد ضد فريق بمثل تلك الطريقة، لأنه في أول ربع ساعة فقط صد 3 انفرادات فردية لبن جاب الله عبد الرحيم.
كانت لك المغامرة الإفريقية في تلك السنة من جان دارك السنغالي؟
كان من المفترض أن يلعب الوفاق كأس العرب للأندية لكونه صاحب المرتبة الثانية في بطولة 85-86، ولكن تم تعويض الوفاق للشببية في كأس إفريقيا للأندية والعكس، وكانت مغامرة حقيقية لنا خاصة في ذلك السن، لأن كأس إفريقيا والمشاركة فيها ليست من حظ الجميع وكما يقال "ماهيش ممدودة للناس كامل" ولا أحد "يغلطك" فكأس إفريقيا صعبة جدا، وتختلف عن البطولات العربية، بالنظر إلى صعوبات التنقل، المناخ الصعب، الملاعب، درجة الحرارة، وحتى البنية المرفولوجية للاعبين وإمكاناتهم البدنية، بصراحة "من يأخذ كأس إفريقيا إلا طويل العمر"، ولا أقول هذا الكلام من أجل التفاخر أو "نفوخ" ولكن الأمور صعبة، لأنه بالنسبة لي هذه المنافسة صعبة جدا.
ولكن الوفاق ضيع فرصة الذهاب بعيدا في مشاركته الإفريقية لسنة 1987؟
فعلا بعد تأهلنا على حساب جان دارك السنغالي في مقابلة جميلة، جاءت الظروف في غير صالحنا في مواجهات الإياب أمام كانون ياوندي بحيث لعبنا في رمضان وفي درجة حرارة عالية، وسط تنقل صعب جدا، ودون أن ننسى الإرهاق الشديد الذي كنا نعانيه في الجزائر من حيث العدد الكبير من المباريات لأن بطولة ذلك الموسم كانت تضم 20 فريقا في القسم الأول أي 38 مقابلة، وكنا نلعب كل اثنين وجمعة وماراطون كبير، والأكثر من ذلك كنا نتدرب مع المرحوم مختار عريبي 3 مرات يوميا في كثير من الأحيان، بحصة جري صباحي في الرابعة أو الخامسة، ثم حصة تقوية عضلية في العاشرة صباحا، وحصة ثالثة مسائية في 8 ماي، في تلك الفترة لم يبق فينا نحن اللاعبين سوى الجلد فوق العظم من كثرة التعب.
الوفاق يتوج باللقب ثم يسقط بعد سنة لماذا؟
السقوط مخطط له، لأنه حتى لو لم نعمل جيدا في مرحلة الذهاب ولم نحصل على النتائج التي يجب الحصول عليها فيها، ولكن في مرحلة الإياب كنا أفضل فريق وتوجد العديد من الفرق التي خططت على رأس الوفاق، وأوضح لك شيئا هاما.
تفضل؟
قبل أن نلعب لقاء الجولة الأخيرة من بطولة موسم 87-88 أمام مولودية الجزائر في بولوغين، كنا نعلم جيدا كيف ستنتهي نتائج العديد من المباريات الأخرى، بل الأكثر من ذلك كنا نعلم حتى كم سيسجل بعض اللاعبين، لأن الفرق التي تواطأت لإسقاط الوفاق كانت تحسب حتى للاعبيها الذين يسابقون من أجل لقب هدّاف الموسم، مثل ما حصل بين الحراش وغليزان أين وصلتنا النتيجة نصف أسبوع قبل اللقاء وأنها ستكون 3-3 وأهداف سريع غليزان الثلاثة سيسجلها بن عبو، نفس الشيء مع نتيجة الشلف بين الأولمبي وعين البيضاء، وكما قال لونيس ماتام وقتها في تصريح صحفي "الطبخة مطبوخة على رأس الوفاق"، وليس الوفاق من يسقط في سنة 1988 لأنه كان هناك العديد من الفرق أضعف منا، زيادة على أنه بين 8 و9 فرق كان هناك فارق نقطة أو نقطتين لا أكثر.
وكان السقوط في ملعب بولوغين؟
عكس ما يعرفه الجميع بأن سقوط الوفاق كان في بولوغين أمام مولودية العاصمة، فالسقوط كان في الملعب نفسه ولكن أمام اتحاد العاصمة، لأن في هذه المباراة التي جرت 4 أو 5 جولات قبل نهاية الموسم الكروي لن تخرج من ذهني، لأن الحكم يومها (الحكم اسمه سايح عبد الوهاب) "خرج لنا عيناني"، وعوض أن نفوز ب 4-1 خسرنا ب 2-1، وأتذكر إلى اليوم الهدف الذي سجله رحموني بقذفة من 30 مترا، ولكن الحكم المساعد المتطوع يومها رفض الصعود وحدث ما حدث.
ولكن السقوط الرسمي أمام مولودية الجزائر؟
لقاء المولودية الذي جرى في الجولة 34 والأخيرة، لم أشارك فيه، لأنه كان لدي تمزق عضلي، ورغم ذلك تنقلت إلى بولوغين وشاهدت اللقاء من المدرجات.
-----------------------
وكان السقوط صعبا جدا، لأنها المرة الأولى دون شك؟
بالتأكيد خاصة لما يكون لك فريق كبير مثل الوفاق في تلك الفترة، ولو أنه حصل في غرف الملابس شيء هام وقتها وهو أننا وجدنا أنفسنا لوحدنا في غرف الملابس، ويومها وضعنا اليد في اليد وقلنا يجب أن لا يغادر أي لاعب الفريق إلى غاية إعادته إلى مكانته في القسم الأول.
ولكنكم فعلتم أكثر من هذا وتوجتم باللقب الإفريقي والوفاق في القسم الثاني؟
كان ذلك شبيها بالانتقام، وبينا للشعب الجزائري بصفة عامة، ولمسؤولي الأندية التي تواطأت لإسقاطنا بأن الوفاق ليس فريق الدرجة الثانية، ولكنهم هم من خطط له لكي يسقط، وبالتالي كان أحسن درس لهم وصفعة لهم بأن الوفاق ليس فريق القسم الثاني، وكأس إفريقيا أهديناها وقتها لكل الفرق التي قامت ب "الكومبين" ضد الوفاق.
ومتى كان الإيمان بأن الوفاق من الممكن أن يكون بطلا للقارة؟
الشهية دوما تأتي مع الأكل ومن دور إلى دور، أحسسنا أننا من أقوى الأندية قاريا وقادرون على الوصول إلى أبعد نقطة ممكنة، وكل الفرق التي لعبنا أمامها كانت صعبة، من الملعب المالي، النجم الساحلي التي لعبنا أمامها ونحن في الدرجة الأولى، وصولا إلى أندية 105 الغابوني، الأهلي المصري وإيوانوانيو النيجيري التي لعبنا أمامها ونحن في الدرجة الثانية، ولم يكن فيها أي فريق ضعيف لأنهم كلهم "دارولنا حجرة في الصباط"، وكان مستواهم عال جدا من الناحية التكتيكية والبدنية.
يمكن اعتبار أن النهائي أمام الأهلي المصري؟
الأهلي كان من أقوياء القارة السمراء وقتها وحصل على 5 كؤوس إفريقية متتالية قبل سنة 1988، ولما وصلنا إلى نصف النهائي لم يبق هناك أي مركب نقص أمام هذا الفريق، ونفسيا أصبح تركيزنا كبيرا على التتويج، ودون أن ننسى أن الأهلي كان لهم 9 لاعبين أساسيين في الفريق المصري الأول، وكان من الصعب مقاومة هذا الفريق تكتيكيا، وكانت الجهة اليمنى هي نقطة القوة لوجود إبراهيم حسن فيها، ولكن الحمد لله نجحت في الوقوف في وجهه الند للند، بل الأكثر من ذلك أنني كنت وراء التمريرة التي سجل منها رحماني الهدف الأول، وكذا تنفيذ المخالفة التي سجل منها غريب الهدف الثاني، ومن حسن حظنا أننا سجلنا هدفين في سطيف.
وفي القاهرة علمنا أن الصعوبة كانت في ركلات الترجيح، أين رفض الأغلبية التنفيذ؟
نعم، فبعد صافرة الحكم النهائية "هرب" مختار عريبي إلى غرف الملابس، ووجد المدرب المساعد كريمو خلفة صعوبة في الاختيار وكل من يطلب منه التنفيذ يتردد، فلقت له أنا "سجلني أنفذ"، لأنني اقتنعت أن الأمر سيؤثر سلبا علينا، فقد كانت لي الشجاعة والشخصية في اتخاذ القرار بالتنفيذ ليتفادى البقية التخوف، ومن أسباب نجاحي في مشواري الكروي أنه كانت لدي شخصية ولا أتأثر حتى بهتافات الأنصار وصيحاتهم المعادية يعني "عيط على روحك أنا والله ما علابالي".
وجاء النهائي أمام إيوانوانيو؟
يمكن اعتبار أننا لعبنا النهائي قبل النهائي، لأنه بعد الفوز على الأهلي عرفنا أننا سنتوج باللقب، لأن إيوانوانيو لم يكن بقوة الأهلي، دون أن ننسى العزيمة التي كانت للوفاق بأنه لما يصل إلى أي نهائي يتوج باللقب، ولم نكن نستهزئ بالفريق المنافس، إضافة إلى أن اللعب إيابا في الجزائر زاد من تحفيزنا أكثر للتتويج باللقب.
عصماني ساعدكم كثيرا بعد أن صد ركلة جزاء هناك في إيبادان؟
نعم فالخسارة ب 1-0 أفضل من الخسارة ب 2-0، ولكن الصراحة أننا ضيعنا الفوز هناك في نيجيريا أين ضيعنا أهدافا لا تضيع وحوالي 3 أهداف حقيقية ضاعت منا في أواخر اللقاء.
ولكن في الإياب الشوط الأول كان صعبا جدا لماذا؟
لأن الضغط زاد، وما أثر فينا أكثر هي الأرضية الزلجة لملعب 17 جوان بقسنطينة، لأننا حضرنا في الأيام التي سبقت المباراة فوق الأرضية وهي جافة قبل أن تتساقط الأمطار والثلوج ليلة قبل المباراة، وصعب لنا المهمة في الكرة ومن حسن الحظ أننا تعودنا على اللعب في الغرق والماء راكن في البرك بمرور الوقت وكان الانفجار في الشوط الثاني، وهذا بفضل العمل البدني الكبير.
وجاءت رباعية كاملة في الشوط الثاني؟
يمكن القول إننا "حرثنا" الميدان في المرحلة الثانية من المواجهة، وكانت الأهداف "سنيما" شخصيا وبرأس هادئة أقوم مرات بإعادة مشاهدة اللقاء أمام إيوانونيو عبر قرص مضغوط أقول في نفسي "إننا ما كناش عباد"، وهنا أعرف أحد الأصدقاء وهو مغترب عندما شاهد اللقاء معي قال لي من يرى هذا اللعب يقول "إنكم استعملتم المنشطات"، من حيث طريقة اللعب، رغم أننا في الواقع لا نعرف للمنشطات حتى الاسم وقتها.
بصراحة ألم تختلط عليكم الأمور وقتها بين اللعب أمام الأهلي المصري إفريقيا، ثم اللعب أمام الأبيار، وادي ارهيو، مشرية، الحجار وغيرها محليا؟
بالتأكيد أن الأمر مختلط، لأنه كان هناك فرق كبير في المستوى وقتها، فلما تلعب في بطولة إفريقيا أمام الأهلي المصري ثم تلعب أمام فرق من القسم الثاني تصبح الأمور صعبة لك، إلى درجة أنك تفقد الجدية في اللعب، لأننا أصبحنا نفوز مرات كثيرة ب 5-0 كما فعلنا أمام وادي ارهيو، البليدة، المدية، ومرات هذا الاختلاط يكون سببا في فوزنا بصعوبة لأننا نفقد الرغبة في اللعب الجدي، وخاصة أننا معنويا كنا نرى أن الوفاق يوجد في القسم الثاني "غلطة"، وهنا أتذكر أول لقاء في القسم الثاني تنقلنا فيه إلى المشرية أين استقبلونا استقبالا تاريخيا واحتفلوا بنا، وجاء رئيس فريقهم إلى المرحوم عريبي وقال له "يا عمي مختار نطلب منك طلبة وحدة هي أن لا تفوزوا علينا بنتيجة عريضة".
الوفاق وصل إلى قمة المجد وهو في قسم ثان، مفارقة تاريخية أليس ذلك؟
هذا سيبقى تاريخيا لأنهم في مصر لم يصدقوا أن هذا الفريق الذي أقصى الأهلي يوجد ضمن بطولة القسم الثاني، أتذكر أنه في تلك الفترة كنا نقوم بالتسخينات في ساعة ونصف من الزمن، وهو الأمر الذي لا أراه اليوم، فمن خلال طول فترة التسخينات كنا نصنع الفارق على الفرق في أول ربع ساعة، أين كنا نسجل هدفين إلى ثلاثة أهداف في النصف الأول من الشوط الأول، وهو الأمر الذي يجعلنا نلعب مرتاحين فيما بعد، مقابلات كثيرة وقتها كنا ننهيها في أول ربع ساعة إلى 20 دقيقة أين "نرحيو" الفرق فيها، والفضل هنا يعود إلى التسخينات المطولة لأننا نبدأ اللقاء وكأننا لعبنا مباراة من قبل، عكس ما يحدث حاليا من تمزقات وتمددات عضلية للاعبين.
من إفريقيا كان التتويج الأفر- أسيوي أمام السد القطري؟
رغم أنه لقب يشرف الوفاق، لأنه الوحيد الذي وصل إلى عرش الصدارة في نصف الكرة الأرضية من الأندية الجزائرية، إلا أن مستوانا كان أقوى من الأسيويين، بدليل فوزنا ذهابا وإيابا على السد القطري فقد كان مستوانا عاليا جدا، بدليل أنه كان لنا حوالي 7 إلى 8 لاعبين مستهم دعوات المنتخب الوطني في تلك الفترة (عصماني، عجاس، سرّار، زرقان، رحموني، وصولا إلى برناوي، عجيسة ورحماني في بعض التربصات).
في تلك الفترة الوفاق كبطل إفريقي، أقصي في الدور الأول لنسخة 1989 أمام مايتي بلاكبول السيراليوني لماذا؟
في لقاء الذهاب ضيعنا الكثير من الفرص، وفزنا بهدف وحيد، وفي لقاء الإياب كان المدرب الوطني كمال لموي قد طلب عدم تنقلي رفقة عجاس مع الوفاق من أجل المشاركة في مقابلة ودية أمام تونس، شخصيا لم أتقبل القرار وقلت كيف يتم حرمان الوفاق من خدماتي في لقاء رسمي وهام من أجل مباراة ودية، وتنقلت إلى المطار مع زرقان من أجل السفر إلى سيراليون مع الوفاق، ولكن المرحوم عريبي وخوفا علينا من العقوبة من الفاف رفض تنقلنا وطلب منا العودة إلى تربص الفريق الوطني، وكان هذا من أسباب الإقصاء بعد أن خسر الوفاق في فريتاون 1-0 ثم بركلات الترجيح.
ختمت مشوارك من الألقاب مع الوفاق بكأس الجمهورية أمام مولودية باتنة، وحصلت على اللقب الناقص كما يقال، أليس كذلك؟
صحيح أنه في سنة 1990 كان لي مع الوفاق لقب بطولة، كأس إفريقيا للأندية، وكذا كأس أفرو- أسيوية وكان ينقص كأس جمهورية ليكون لنا كل الألقاب الممكنة، وكما حصل في كأس إفريقيا فقد لعبنا النهائي الفعلي في كأس الجمهورية أمام مولودية وهران، بعد أن كنا قد فزنا على الحمراوة ببلومي، ماروك، شريف الوزاني وغيرهم من اللاعبين الذين نشطوا نهائي كأس إفريقيا أمام الرجاء البيضاوي أشهرا قبل ذلك، وفزنا عليهم ب 3-1، وقبلهم على الشلف وبلعباس أيضا ب 3-0، رغم أن مولودية باتنة كانت في القسم الثاني فقد كانت أصعب من فرق القسم الأول، ولم نتمكن من التسجيل سوى قبل 3 دقائق من نهاية المباراة، والحمد لله "سهل ربي وأديناها"، وأبقى دوما من أكبر اللاعبين تتويجا في الوفاق مع عصماني وسرّار.
ولكن كان بإمكان ذلك الجيل أن يحصل على كأس إفريقية أخرى في 1991، ماذا حصل؟
تلك الكأس ربي ما "كتبهاش"، لأننا كنا نفوز على الفرق بنتائج عريضة سواء أمام سان لوي السنغالي (7-1)، غانيوا الغاني ب 4-0، وحتى في كينشاسا أمام موتيما بيمبي خسرنا ب 2-1 وأضاف الحكم 17 دقيقة كاملة وهذا حسابيا وليست مبالغة مني حتى أضاف الفريق الزائيري الهدف الثاني، ففي إفريقيا كل شيء وارد، أتذكر مرة أننا لعبنا في إفريقيا لا أتذكر أين وكان السوق اليومي فوق الملعب، وبعدها أمرت الشرطة البائعين بسحب أغراضهم من هامش الملعب وهو ما تم لإجراء اللقاء، ومرات تلعب والبهلوان أو الساحر على الهامش، وكلها ملامح للخطر، المهم أن الإقصاء في نصف النهائي في عنابة أما بي سي سي ليونس النيجيري غاضنا كثيرا، لأنه كان في متناولنا وكنا نعرف أنها المشاركة القارية الأخيرة لنا، ولكن رغم الخسارة 1-0 ذهابا كان التعادل في الإياب في عنابة والإقصاء.
لعبت في تونس ثم عدت للوفاق لماذا؟
بعد تشبيب الفريق قررت أن أتنقل إلى تونس وترك المكان للشبيبة، و"رحت أنا خدمت على روحي" وأديت موسما ما شاء الله في المنستير مع زرقان في موسم 92-93، وخاصة بعد الفوز على النجم الساحلي ب 5-3 وكانت مقابلة قمة مني أنا وزرقان، أين سجل هو هدفين وسجلت أنا مخالفة وبقيت تلك المقابلة في تاريخ المنستير وشريطها موجود عندي إلى اليوم، أما العودة إلى الوفاق فقد كانت في موسم 93-94 حين كان الوفاق يعاني في مؤخرة الترتيب وطلب منا الرئيس مدني نجدة الفريق، وعدنا وساعدنا بما نمتلك ولكن للأسف الفريق نزل في نهاية الموسم مجددا إلى القسم الثاني.
وأكملت موسمك الأخير مع الوفاق في بطولة القسم الثاني؟
كان ذلك في بطولة القسم الثاني أين ضيعنا تأشيرة الصعود في نهاية الموسم لصالح اتحاد عين البيضاء وقررت أنا أضع حدا لمشواري الكروي.
توجهت إلى التدريب بعد اعتزالك ثم غادرته لماذا؟
توجهت للتدريب في الفئات الشابة للوفاق، ورغم عدم وجود الإمكانات الموجودة حاليا إلا أننا حضرنا شبانا في مستوى الفريق، مثل الحارس بن مالك، جابو، وحتى أكرم جحنيط الذي يصنع الحدث في بداية الموسم الحالي فقد جلبته أنا من "الكاتصا" وهو صغير، دون نسيان البعض ممن توجهوا إلى اتحاد سطيف مثل سلوم وغيرهم، فأغلب هؤلاء لعبوا عندي 10 سنوات في الفئات الصغرى.
ولماذا انسحبت بعدها من التدريب؟
لا أوافقك على كلمة انسحبت، فقد تمت تنحيتي ولا أحد يكذب عليك أو يقول لك عجاس انسحب من تدريب الفئات الشبانية، لأنه في الواقع "نحاوني" وخرجت من الوفاق من الباب الضيق وتم حتى هضم حقوقي في مستحقات 5 أشهر، ولولا أنني نخدم على روحي لكنت "أشحت ونطلب" ولا يمكن أن أغطي الشمس بالغربال، لأنه من حسن حظي أنني دمجت نفسي في ميدان التجارة، رغم أن هذا الميدان "خاطيني" وإلا لكانت أموري كارثية .... (يصمت).
تبدو متأثرا جدا؟
بالتأكيد تتأثر لأنه مرات لما تتذكر أن الإنسان لما كان لاعبا لم أكن أدفع برأسي فقط إلى الأمام من أجل أن أنقذ الوفاق من الأهداف، بل كنت أدفع راسي من أجل هذه المدينة من أجل إبعاد الكرة في قدم لاعبي الفرق المنافسة، ولكن في نهاية المطاف تجد نفسك "تطلب" (يزيد درجة تأثره في الكلام)...
إذن لومك كبير على الإدارة السطايفية؟
بالتأكيد وخاصة على سرّار لأن الوقت الذي قضيناه مع بعض كلاعبين أكبر من الوقت الذي قضيته في بيتي، وليس لي أي شيء ضده، ولكن أقول له فقط ليس بهذه الطريقة، فحتى عندما كنت مدربا للأصاغر لم تكن أجرتي تتعدى مليون سنتيم وحتى مواعيد التسديد في الوفاق يعرفها الجميع، وهي في الأعياد والمناسبات وب "المهاوشة" "وتزيد تتنحى"، أقولها وأكررها أنني في الفئات الصغرى "تنحيت" رغم أنني عملت بما لدي، ولي شهادة الدرجة الأولى في التدريب يعني لا أطلب المنصب، مقابل تسمية لاعب قديم فقط، والكل يعرف كيف تعطى فرص التدريب في الفئات الصغرى في كل الفرق و"كل واحد يجيب صحبو"، ولكن أوضح شيئا هاما هنا.
ما هو؟
كلامي هذا ليس معناه أنني ضد سرّار، فهو يبقى أخي وحبيبي وعندما ألتقيه أقول له هذا الكلام في وجهه، فقط أنصحه بأكثر نظرة والتفات لزملائه السابقين.
هل ما زلت تذهب إلى الملعب لمشاهدة لقاءات الوفاق؟
لا أذهب بصراحة وأكتفي بمتابعة الفريق من خلال المقابلات المتلفزة ووسائل الإعلام، وأقول لك السبب، فأنا أحب الوفاق وألوانه "تمشيلي في الدم" لأن عمري بأكمله اجتزته في الوفاق، ولكن حتى إن كنت لا أذهب فأقسم بالله أنا أشجعه دوما وأفرح له، ولكن ما يحز في نفسي أنه لم يسبق وأن تذكرتني الإدارة لو بدعوة واحدة، فقد تمنيت أن يتذكروني مرة واحدة في الموسم بدعوة، أعطيها لابني لكي يذهب ويشاهد الوفاق في الملعب وهنا يتذكر على الأقل أنه تلقى الدعوة بسبب أن والده كان لاعبا في هذا الفريق وحصل معه على 4 ألقاب كاملة، وإضافة إلى كون المرة الوحيدة التي تم دعوتي فيها كانت من اتحاد المنستير عندما زار سطيف في لقاء 2009، أين كرمتني إدارة المنستير في 8 ماي، كما حدثت لي حادثة غريبة تؤلم في القلب.
ما هي؟
زارني في سطيف مغترب كان يلعب معي في الفئات الصغرى لاتحاد سطيف، اسمه عنان ولم أشاهده لمدة 15 سنة، ولما جاء طلب مني التنقل إلى ملعب 8 ماي تزامنا مع مواجهة للوفاق السطايفي وتنقلت معه وابني إلى الملعب، وقمت بشراء التذاكر للدخول، وفي مدخل المنصة الشرفية لم يسمح لي عون الملعب بالدخول مما أدى بي إلى الدخول إلى الميدان، أين قام رشيد صالحي بالتدخل والقول للمنظمين "عيب واش راك تديرو" وأدخلني إلى المنصة الشرفية وما إن جلست فيها رفقة عزو عنان وابني، حتى تقدم مني شخص اسمه "كريم" وطلب مني النهوض، لأنه ممنوع الجلوس مكان السلطات، فقلت له تسمح لي، وغادرت رفقة ابني وصديقي المغترب، إلى درجة أن الأخير "تشوكا" من الموقف الذي لا يحتاج إلى تعليق، بعد هذا ماذا بقي في الذهاب إلى الملعب وأنت أفنيت عمرك دفاعا عن الوفاق، وتجد أمامك "قهواجي" جالس في المنصة الشرفية وأنت الذي كنت تقدم وجهك لكي تمنع الكرة من الدخول إلى مرمى الوفاق لا مكان لك بينهم.
ماذا تضيف في الأخير؟
رغم هذا أشجع الوفاق وأحبه، لأنه الفريق الذي أصبحت بفضله رجلا، ولا أنكر فضل الوفاق علي ما حييت، لأنه الفريق الذي عرفني بالرجال، وبفضل الله أولا وبفضل الوفاق ثانيا يوجد اسم كمال عجاس، كما قال العنقا "قراني الجوع والحفا" فأنا أقول الوفاق "اللي قلبني راجل" ولا يمكن أن أعارضه، وفي المدن الأخرى يهزوني فوق الرأس بفضل الوفاق، كما أطلب من الأنصار تشجيع الفريق الحالي لأن الفريق لا يأتي في سنة أو سنتين، فنحن نلنا في 87 و88 حصاد 4 أو 5 سنوات، والآن في الوفاق غادر بعض نجوم المواسم السابقة وجاءت شبيبة جديدة يلزمها بعض الوقت، وشخصيا على ضوء ما شهدت متفائل بالفريق الحالي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.