بدأت شبيبة بجاية مرحلة العودة كما ينبغي حيث حصدت عشر نقاط بعد تسجيلها ثلاثة انتصارات وتعادل في اللقاءات الأربعة الأولى أمام مولودية العلمة، مولودية باتنة، اتحاد العاصمة وشباب بلوزداد، لتعزز تواجدها ضمن الأوائل إذ أصبحت تحتل المرتبة الثالثة وعلى بعد ثلاث نقاط عن الرائد مولودية الجزائر. وكشف الفريق البجاوي من خلال هذه النتائج عن نواياه في مواصلة تألقه وإنهاء الموسم في المرتبة الثانية التي تمكنه من المشاركة في رابطة أبطال إفريقيا الموسم القادم بعدما حُرمت من خوض كأس “الكاف“ رغم احتلالها المركز الثالث الموسم الفارط، وذلك بسبب القرار الذي اتخذته “الفاف“ والقاضي باقتصار المشاركة الجزائرية في هذه المنافسة على المتوج بكأس الجمهورية. تداركت ما فاتها مع بداية مرحلة الذهاب وجاءت انطلاقة الشبيبة في الشطر الثاني مغايرة لتلك التي سجلتها مع بداية الموسم التي كانت كارثية إذ لم تحصد في اللقاءات الأربعة منها سوى نقطتين بعد تعادلها في ملعب البويرة الذي استقبلت فيه مولوديتي العلمةوباتنة، وهو ما دفع بإدارة الفريق إلى الاستغناء عن المدرب الفرنسي جون إيف شاي وتعويضه بالمدرب الحالي مناد الذي تمكّن في ظرف وجيز من إعادة الأمور إلى نصابها وقيادة الشبيبة بداية من الجولة السابعة إلى تحقيق سلسلة من النتائج الإيجابية التي سمحت لها بالارتقاء من المراتب الأخيرة إلى مراكز المقدمة. خدمة تونس “بانت مليح” ولم يكن تألق تشكيلة المدرب مناد مع بداية مرحلة الإياب بالصدفة بل كان ثمرة العمل الجيد الذي قامت به خلال التربص التحضيري الذي أجرته خلال فترة توقف المنافسة في تونس، عكس ما كان عليه الحال في تربص الصائفة الماضية الذي خاضته تحت إشراف المدرب السابق شاي الذي لم يكن في المستوى المطلوب بدليل النتائج السلبية التي سجلوها في اللقاءات الستة الأولى من البطولة، وهي النتائج التي لم تتحسن سوى بعد مجيء مناد الذي أعاد تحضير التشكيلة. وكان الطاقم الفني للشبيبة قد أعرب عن ارتياحه للعمل المنجز في التربص الأخير رغم قصر مدته (9 أيام) واعتبره ناجحا من كافة الجوانب مؤكدا أن ثماره ستظهر في الميدان، وهو ما تجسد لحد الآن إذ تمكنت التشكيلة من تسجيل ثلاثة انتصارات اثنين منها خارج القواعد أمام العلمة ومولودية باتنة. التعداد مطالب بالعمل أكثر وتفادي الغرور تألق الفريق البجاوي مع بداية مرحلة الإياب ووجوده في وضعية ترشحه للذهاب بعيدا في بطولة هذا الموسم لا يعني أنه بلغ مبتغاه بل يبقى ينتظره عمل كبير، كما أنه ملزم بوضع الأقدام على الأرض وتفادي الوقوع في فخ الغرور لأنه سيكون مطالبا بتأكيد تألقه وقدرته على البقاء في المقدمة في الجولات القادمة، حيث سيكون مستهدفا من بقية الفرق التي ستحسب له ألف حساب ستبحث عن كيفية الإطاحة به وهو ما يجعل جميع لقاءاته بداية من الجولة القادمة أمام اتحاد البليدة شبيهة بمواجهات الكأس وهذا يفرض على عناصر المدرب مناد أخذ كامل احتياطاتها والحذر من منافسيها، مع مضاعفة الجهود وتسيير اللقاءات القادمة واحد بواحد وبكيفية جيدة لتحقيق الهدف الذي يصبو إليه الجميع وهو إنهاء البطولة في المرتبة الثانية. الدفاع يستعيد قوته استعاد الخط الخلفي قوته مع بداية مرحلة العودة بعدما مر بفترة فراغ في اللقاءات الأخيرة من الذهاب، وذلك رغم أنه لم يلعب بكل عناصره الأساسية بداعي الغيابات التي عرفتها التشكيلة لأسباب مختلفة، بدليل أنه لم يتلق في اللقاءات الأربعة التي لعبها الفريق في هذه المرحلة سوى هدفا واحدا في مباراة الجولة الثانية أمام شباب بلوزداد التي انتهت بالتعادل. ورغم كل هذا يبقى الدفاع البجاوي مطالبا بالعمل أكثر ومعالجة النقائص التي ظهرت في المحور حتى يكون دائما في الموعد ويحافظ على نظافة شباك الحارس سدريك الذي يواصل تألقه بشكل لافت للانتباه وهو ما جعل الجميع يرشحه لأن يكون ضمن المنتخب الوطني، خاصة في ظل تردد أخبار مفادها أن المدرب سعدان يفكر في استدعائه للشتكيلة الوطنية بداية من التربص القادم. “نجونغ” لم يُسجل منذ لقاء العلمة توقف المهاجم نجونغ عن التهديف في اللقاءين الأخيرين أمام مولودية باتنة واتحاد العاصمة إذ لم يجد طريقه إلى الشباك منذ مباراة العلمة التي سجل فيها الهدف الوحيد الذي كان كافيا لفريقه للعودة بنقاط الفوز، ورغم هذا إلا أنه يبقى هداف الشبيبة بسبعة أهداف (دون احتساب هدفه في لقاء الكأس). وسبق للكاميروني أن مر بفترة الفراغ بعد لقاء الجولة العاشرة أمام اتحاد الحراش حيث لم يسجل في اللقاءات الأربعة التي أعقبته قبل أن يستفيق بداية من لقاء الجولة 15 أمام مولودية وهران ويتمكن من إحراز خمسة أهداف في خمسة لقاءات وهذا باحتساب الهداف الذي سجله في لقاء الدور 32 من منافسة الكأس أمام اتحاد الحراش. الهجوم في حاجة إلى فعالية أكثر رغم أنه سجل ستة أهداف في اللقاءات الأربعة التي لعبتها الشبيبة منذ بداية الشطر الثاني من البطولة إلا أن الخط الأمامي يبقى في حاجة إلى فعالية أكثر، وذلك بالنظر إلى الفرص العديدة التي أهدرها خاصة في مبارتي بلوزداد واتحاد العاصمة وهو ما جعل الفريق يتعادل مع بلوزداد ويجد صعوبات بالغة في تخطي عقبة اتحاد العاصمة إذ لم يحرز هدف الفوز سوى في الدقيقة الأخيرة من المباراة بعدما استفاد من ركلة جزاء. وأكد المدرب مناد أن مهاجميه مطالبون باستغلال الفرص المتاحة لهم وترجمتها إلى أهداف حتى يحقق الفريق الانتصارات. علاوة باتنة في “الجيب” قامت إدارة الشبيبة بصرف علاوة الفوز الذي عادت به التشكيلة من باتنة في الجولة العشرين، حيث تحصل كل لاعب شارك في المباراة على 6 ملايين سنتيم في حين نال البقية نصف المبلغ، وبخصوص منحة الفوز المسجل في لقاء السبت الماضي أمام اتحاد العاصمة المقدرة ب 4 ملايين سنتيم فمن المنتظر أن تقوم الإدارة البجاوية بتسويتها عشية تنقل الفريق إلى البليدة لخوض المواجهة التي تنتظره نهاية هذا الأسبوع أمام الاتحاد المحلي. لقاء الكأس يوم 19 فيفري برمجت لجنة الكأس قمة الدور 16 من هذه المنافسة بين الشبيبة البجاوية واتحاد البليدة يوم الجمعة 19 فيفري في ملعب مصطفى تشاكر بالبليدة، وهو ما يعني أن الفريقين سيتباريان مرتين في ظرف أسبوع على اعتبار أنهما سيلتقيان هذا السبت في الملعب نفسه لحساب الجولة 22 من منافسة البطولة. زهير طياب:“الفريق يسير في الطريق الصحيح وسيقول كلمته” ثمّن زهير طياب رئيس الفرع الفوز الذي حققه فريقه السبت الماضي على حساب اتحاد العاصمة رغم الصعوبات التي وجدها أمام المنافس لأنه جاء على حد تعبيره ليؤكد البداية القوية التي سجلها في مرحلة العودة وكذا تعزيز وضعيته في الترتيب وهذا بالبقاء في المقدمة ومراقبة السباق عن قرب، وحسب محدثنا فإن الشبيبة تسير في الطريق الصحيح وأصبح يُحسب لها ألف حساب كما أنها تملك تشكيلة قوية وبإمكانها مواصلة تألقها في اللقاءات القادمة وقول كلمتها عند نهاية الموسم. “نسعى إلى تحقيق نتائج أفضل من الموسم الماضي“ وكشف الرجل الثاني في الشبيبة عن الهدف المسطر في البطولة في ظل النتائج الرائعة التي أصبحت تسجلها وتواجدها في المركز الثالث على بعد ثلاث نقاط عن الرائد، أن الشبيبة ستسعى جاهدة إلى تحقيق نتائج أفضل من تلك التي سجلتها الموسم الماضي، ويُفهم من كلامه أنه يريد اللعب على اللقب أو مركز الوصيف الذي يضمن له المشاركة في رابطة أبطال إفريقيا، معربا عن تفاؤله في تجسيد هذا المبتغى بحجة أن فريقه لا يقل شأنا عن بقية الفرق المرشحة للعب الأدوار الأولى، وقد أكد على ذلك كما أن الإدارة لا تدخر أي جهد لتوفير كل الإمكانات اللازمة لأداء موسم ناجح بدليل التربص التحضيري الذي أجرته التشكيلة بعد نهاية مرحلة الذهاب في تونس والذي كان على حد قوله مفيدا إلى حد بعيد وظهرت نتائجه في الميدان. --------- بولمدايس: “تربص تونس كانت وراء إنطلاقتنا القويّة في مرحلة العودة” سجلتم فوزا جديدا أمام اتحاد العاصمة، فماذا تقول عنه؟ هو فوز ثمين ومستحق لأننا أدينا مباراة في المستوى وعرفنا كيف نسير فتراتها رغم الصعوبات التي سبّبها لنا المنافس الذي أجبرنا على انتظار الدقيقة الأخيرة لإحراز الهدف وانتزاع النقاط الثلاث، ونحن مطالبون بوضع هذا الإنجاز جانبا والتفكير في اللقاءات القادمة والبحث عن كيفية مواصلة مسيرتنا الإيجابية والبداية بمباراة البليدة التي سنشرع في التحضير لها. وكيف كانت المباراة؟ كانت صعبة للغاية لأن المنافس دخل بنية تسجيل نتيجة إيجابية منذ البداية وعمل كل ما في وسعه لتحقيق هذا الهدف معتمدا على خبرة بعض عناصره، لكن إرادتنا كانت أقوى حيث تمكنا من تخطي عقبته وتسجيل الهدف في الدقيقة الأخيرة من المباراة رغم أنه كان بإمكاننا تحقيق ذلك من قبل والفوز بنتيجة عريضة بالنظر إلى الفرص العديدة التي أهدرناها بسبب براعة الحارس عبدوني وسوء الحظ الذي لازمنا. بدأتم مرحلة العودة بقوة فكيف تفسر ذلك؟ هناك عدة عوامل كانت وراء هذه الانطلاقة الموفقة وأبرزها العمل الجيد الذي قمنا به في تربص تونس الذي عمل فيه الطاقم الفني على تحضيرنا بشكل جيد ومعالجة النقائص التي وقف عليها في لقاءات مرحلة الذهاب، يضاف إلى هذا إصرارنا ورغبتنا القوية في مواصلة المسيرة الإيجابية التي بدأناها منذ الجولة السادسة وإنهاء الموسم في أحسن مرتبة. الجميع في الشبيبة يتحدث عن المركز الثاني ولعب رابطة أبطال إفريقيا الموسم القادم، فهل أنتم قادرون على تحقيق هذا المبتغى؟ أكيد أنه بإمكاننا تحقيق ذلك لأن الفريق يوجد في وضعية مناسبة للعب الأدوار الأولى كما أنه يضم تشكيلة متكونة من عدة عناصر ذات خبرة ومتعودة على التألق بدليل تمكنها الموسم الفارط من احتلال المركز الثالث، وأنا متيقن أننا سنواصل مسيرتنا الإيجابية في اللقاءات القادمة. هذا الأمر يجعل كل الفرق تنتظركم في المنعرج. ما تقوله صحيح، ونحن في الشبيبة ندرك ذلك جيدا لهذا نعمل كل ما في وسعنا لأخذ كل احتياطاتنا ومضاعفة الجهود في اللقاءات القادمة التي سنكون فيها الفريق الذي ستنتظره كل الفرق في المنعرج وتسعى جاهدة للإطاحة به، لكننا نملك كل الإمكانات التي تمكننا من رفع التحدي وتحقيق ما نصبو إليه. البداية ستكون بمباراة البليدة، فكيف تنظرون إليها؟ اللقاءات المتبقية من البطولة ستكون صعبة للغاية بالنظر إلى أهمية نقاطها في حسابات كل الفرق ومباراة البليدة لن تخرج عن هذه القاعدة لأننا سنلعب أمام فريق في أمس الحاجة إلى نقاطها الثلاث وسيوظف كل أوراقه الرابحة للفوز علينا، وهذا يفرض علينا بذل تضحيات كبيرة وخوض اللقاء بأكثر جدية مثلما كان عليه الحال في مباراتي العلمة ومولودية باتنة اللتين حققنا فيهما انتصارين متتاليين خارج القواعد. لم تجد طريقك إلى الشباك منذ مدة، ألا يقلقك هذا الأمر؟ صحيح أنني لم أسجل في اللقاءات الأخيرة التي لم ألعب فيها أساسيا لكنني بذلت فيها كل ما في وسعي لتقديم الإضافة بعد دخولي، مثلما كان عليه الحال في لقاء اتحاد العاصمة الذي تحصلت فيها على ركلة جزاء مكنت الفريق من تحقيق الفوز، وسأعمل جاهدا لتجديد العهد مع الشباك في أقرب وقت.