لم يدم الحديث طويلا عن التعثر الأخير الذي سجله وداد بن طلحة في معقل عشاق الفريق الذين تحوّلت أنظارهم إلى الموعد الهام المرتقب نهاية هذا الأسبوع أمام سريع المحمدية لحساب الجولة الخامسة من مرحلة الإياب، وهو الموعد الذي يستلزم - في رأيهم- طيّ صفحة مواجهة “لازمو” ونسيان التعادل المرّ الذي كان بطعم الانهزام، والتفرّغ إلى مستقبل الفريق الذي لازالت أمامه عدّة محطات حاسمة لتدارك ما فات، شريطة وضع مصلحة الفريق فوق كل اعتبار وتفادي قدر الإمكان الوقوع في نفس السيناريوهات السلبية السابقة. وبالرغم من صعوبة مأمورية الفريقين، إلا أن أشبال المدرب ياحي تحدوهم إرادة قوية لإعادة الاعتبار لأنفسهم بعد موجة الانتقادات التي طالتهم في الآونة الأخيرة من قبل الأنصار الذين حمّلوهم مسؤولية السقوط الحرّ للتشكيلة، وهو ما يضع زملاء القائد دغماني نهاية هذا الأسبوع أمام أمر الواقع، لاسيما أنهم مطالبون بعدم تفويت فرصة اللعب على أرضهم وأمام جمهورهم لتحقيق النقاط الثلاث وفكّ العقدة التي تلازم الفريق منذ فترة طويلة. يجب وضع الخلافات جانبا وبما أن هناك شبه إجماع من قبل عشاق الوداد على بقاء أن حظوظ الفريق في التنافس على تذكرة الصعود لازالت قائمة، فإن الضرورة تقتضي – حسبهم - وضع حدّ للخلافات الداخلية التي تضرب استقرار الفريق وتهدم ما تم بناؤه منذ بداية الموسم، وهذا لن يكون إلا بوضع البداية المحتشمة في مرحلة الإياب في طيّ النسيان وعدم التراشق بالمسؤولية طالما أن أكبر الأندية تبقى معرضة للإخفاق في عقر الديار، خاصة أن جمعية وهران في مواجهة نهاية الأسبوع الفارط لم تسرق نقطة التعادل، بل كان بإمكان عناصره العودة بالزاد كاملا لولا يقظة الحارس بوفريط الذي أنقذ الفريق من هزيمة محققة كانت من شأنها أن تعقد الأوضاع أكثر مما هي عليه. الضغط لن ينفع في مثل هذه الظروف وبالرغم من مرارة التعثر الأخير وتأثيره الشديد على معنويات اللاعبين، بالنظر إلى الرغبة التي كانت تحدو الجميع لاستعادة نشوة الإنتصارات أمام “لازمو” ومحو أثار الإخفاقات السابقة، إلا أن أنصار الوداد أجمعوا على أن فرض المزيد من الضغط على اللاعبين من شأنه أن يعمّق أكثر جراح الفريق فيما تبقى من مشوار البطولة، طالما أن معظم عناصره تفتقر إلى التجربة اللازمة على هذا المستوى... ويبقى المطلوب في الظرف الراهن تجنّد الأطراف الفاعلة في الفريق والوقوف إلى جانب زملاء بوزار الذين يبقى بمقدروه تدارك ما فات، خاصة أنهم كانوا من أشدّ المتأثرين ولا أحد يمكنه أن ينكر المجهودات والتضحيات التي قدّموها للفريق منذ بداية الموسم، بمجرّد التعثر في عقر الديار ومشوار البطولة لا يزال طويلا. اللاعبون يؤكّدون على ضرورة التعويض أكد اللاعبون في أحاديثهم على ضرورة إعادة الاعتبار لأنفسهم وإستعادة البسمة إلى شفاه أنصارهم بداية من نهاية الأسبوع الجاري أمام المحمدية، بالرغم إدراكهم المسبق بصعوبة المهمة إلا أن إمكانية تحقيق ذلك تبقى ورادة. وتبقى ثقة الأنصار كبيرة في أشبال المدرب ياحي الذين سبق لهم أن أسقطوا كل الاحتمالات في الماء وعادوا بانتصارات ثمينة هذا الموسم أمام أندية قوية كان آخرها الفوز على “السنافر” في ختام مرحلة الذهاب بالأداء والنتيجة. الإستئناف أول أمس بملعب براقي عاد لاعبو بن طلحة إلى أجواء التحضيرات أول أمس بعد أن منحهم الطاقم الفني راحة يوم لاستعادة أنفاسهم بعد الإرهاق الذي نال اللاعبين في المباراة نهاية الأسبوع الماضي أمام “لازمو”، وقد خصّص المدرب ياحي حصة الاستئناف التي جرت بملعب براقي لإسترجاع اللياقة البدنية وإجراء بعض التمارين الخفيفة، قبل الشروع في وضع اللمسات الأخيرة وضبط أمور التشكيلة المعنية بمواجهة أمسية الجمعة المقبل أمام المحمدية، والتي سيغيب عنها الحارس بوفريط والمدافع وحيد بوديب بداعي العقوبة.