عادت تشكيلة وداد بن طلحة بنقطة ثمينة من تنقلها الجمعة الماضي إلى ملعب محمد والي حيث كانت تنتظرها مواجهة صعبة جدا أمام سريع المحمدية. وكان زملاء القائد دغماني مطالبين بضرورة العودة بنتيجة إيجابية ينعشون بها حظوظهم في مغادرة دائرة الحسابات والارتقاء في سلم الترتيب، إذ رغم العزيمة التي كانت تحدو المحليين لتأكيد عودتهم القوية في الأسابيع الأخيرة والدعم الذي وجدوه من أنصارهم، إلا أن ذوي اللونيين الأصفر والأسود صمدوا إلى نهاية اللقاء بالتعادل السلبي، وهي النقطة التي سيكون لها دفع معنوي قوي للاعبين في بقية المشوار وفي ومواجهة الدور 16 من منافسة الكأس المرتقبة نهاية الأسبوع الجاري أمام وداد تلمسان، والتي يعول عليها أشبال ياحي كثيرا للتأهل إلى الدور المقبل لرد الاعتبار لأنفسهم وإسكات من يشككون في إمكاناتهم. “تعب ياحي ما راحش باطل” ودخل لاعبو الوداد مباراة “باريڤو” بعزيمة قوية أكدت رغبتهم في تدارك النقاط التي ضاعت منهم أمام “لازمو” في الجولة السابقة، حيث أدى رفقاء القائد دغماني مباراة كبيرة أمام منافس قوي نادرا ما يتساهل مع زواره لاسيما عناصر الدفاع ووسط الميدان. في حين أن الهجوم يبقى دائما الحلقة الضعيفة التي تثير مخاوف الأنصار والطاقم الفني الذي يكون عقب هذه النتيجة الإيجابية التي لم تكن منتظرة قد قطف ثمار العمل النفسي الذي قام به طيلة الأسبوع الذي سبق اللقاء. بن طلحة شبح “باريڤو في الحوش” وعقب هذه التعادل الرابع على التوالي والثاني خارج الديار منذ بداية مرحلة الإياب، تكون تشكيلة الوداد قد أكدت أنها الشبح الأسود ل “الصام” وأسقطت للموسم الثاني على التوالي أسطورة ملعب “الحوش”، الذي كان آخر ضحاياه مولودية سعيدة. وأكد لنا معظم اللاعبين أن التعادل الذي عاد به الفريق الموسم الماضي منحهم ثقة كبيرة من أجل تكرار السيناريو هذا الموسم، بل حتى أن الكثير منهم صرحوا لنا أنهم ضيعوا الفوز بعدما أتيحت لهم فرص سانحة للتهديف في نهاية الشوط الأول والثاني. التعادل أحسن رد على المشككين ورغم أن التعادل المحقق أمسية أول أمس غير كاف بالنظر إلى المشوار الشاق والطويل الذي ينتظر الوداد في البطولة ووضعيته في الترتيب، إلا أنه جاء في الوقت المناسب وكان أحسن رد على الذين شككوا في إمكانات اللاعبين واتهموهم بالتقاعس في أداء مهامهم عقب الإخفاق في عقر الديار أمام “لازمو”، كما أن ياحي رد بطريقته الخاصة على الأصوات التي انتقدت طريقة عمله، ويبقى الأهم أن نقطة “الصام” جنبت الفريق الوقوع في أزمة كانت ستضع مستقبله في بقية مشوار البطولة على كف عفريت، وبالمقابل سيزيد التعادل عزيمة سليماني وزملائه على مضاعفة الجهد قصد تحقيق نتائج أفضل في المستقبل القريب. الدفاع يحافظ على نظافة الشباك لأول مرة وكان دفاع الوداد وحارسه الشاب هارون سليماني في مواجهة أول أمس في المستوى المطلوب وأديا دورهما كما ينبغي طيلة المباراة، وهو ما سمح للفريق بالعودة بتعادل ثمين كان بطعم الفوز، فرغم الهفوات المرتكبة في بداية اللقاء والتي سمحت للمحلين بفرض ضغط رهيب على مرمى سليماني إلا أن الدفاع بقيادة ميباني أحبط كل المحاولات التي شنها مهاجمو المحمدية، من خلال تنظيمهم وتركيزهم الجيدين ما مكنهم من الحفاظ على نظافة الشباك لأول مرة منذ بداية مرحلة الإياب. سليماني رجل اللقاء دون منازع منح الحارس هارون سليماني ثقة لزملائه بفضل تدخلاته الموفقة إذ رغم الضغط الشديد الذي ميز اللقاء في ظل حاجة كل فريق للنقاط الثلاثة، إلا أن ذلك لم يثن عزيمة سليماني الذي حافظ على تركيزه وبرودة أعصابه وعوض بوفريط بامتياز، وكانت مساهمته فعالة في النتيجة الإيجابية المحققة خاصة بصموده أمام هجمات المحليين، لاسيما في الشوط الثاني وهو ما جعل ابن براقي محل إشادة زملائه والطاقم الفني عقب نهاية اللقاء. شراڤة كان رائعا ولم يرتكب أخطاء ومن جهة أخرى تألق اللاعب الشاب صلاح الدين شراڤة بشكل لافت للانتباه في المباراة الثالثة له أساسيا منذ بداية الموسم، ورغم افتقاره للخبرة في هذا المستوى إلا أن شراڤة الذي كان في يومه أدى لقاء في المستوى ودون خطأ، بالنظر إلى الضغط الذي فرضه المنافس على الوداد في وسط الميدان، لكنه كسب معظم الصراعات الثنائية وأنهى اللقاء دون أي هفوة.