"في زامبيا أتلقى أقل مما كنت أتلقاه في إتحاد العاصمة ولم أتنقل من أجل المال" "مع حليلوزيتش متأكد أن المنتخب الجزائري سيوجد في كأس إفريقيا 2013" " علي حدّاد أحسن رئيس، هو يطبّق الطريقة الإنجليزية ومتأكد أنه لن يفرّط في أولي نيكول" "قررت مغادرة إتحاد العاصمة في الصائفة لكن من أجل حداد فضلت البقاء مدة إضافية" "إيغيل مدرب كبير، شخصيته فريدة من نوعها في الجزائر ومن المؤسف أن يتم إبعاده من شبيبة القبائل" حقق مدرب المدرب الفرنسي "هيرفي رونار" نتائج إيجابية، وتمكن من تأهيل منتخب زامبيا إلى الدور ربع النهائي من كأس إفريقيا الحالية التي تجري أطوارها في الغابون وغينيا الاستوائية، واستغللنا فرصة وجودنا في "مالابو" عاصمة غينيا الاستوائية وتنقلنا إلى فندق "سوفيتال"، الذي يقيم فيه المنتخب الزامبي واقتربنا من مدربه "رونار" الذي يعرف جيدا الجزائر وكرة القدم فيها، من خلال تدريبه إتحاد العاصمة ومواجهته المنتخب الوطني في مناسبتين، فأجرينا معه هذا الحوار. حققتم فوزا رائعا أمام غينيا الاستوائية وهو البلد الثاني المنظم لهذه الدورة، وهو ما سمح لكم بالتأهل إلى الدور ربع النهائي وضمان المركز الأول في المجموعة، كيف ذلك؟ حققنا فوزا مهما للغاية أمام غينيا الاستوائية، خاصة أنه في اللقاء الآخر تمكن منتخب ليبيا من تحقيق الفوز أمام السنغال، ومهمتنا لم تكن سهلة في فرض أنفسنا أمام البلد المضيف المدعّم بالملايين من جماهيره، وحققنا ما كنا نسعى إليه ومررنا إلى الدور ربع النهائي. الأمور تسير معك على أحسن ما يرام في كأس إفريقيا الحالية، كيف ذلك؟ نعم، والفضل يعود فيما وصلنا إليه إلى اللاعبين وأنا هنا من أجل تقديم بعض التعليمات وفرض الانضباط، وهو من الصعب فرضه في إفريقيا، ومع مرور الأيام تزداد ثقتنا في النفس ونريد الذهاب إلى أبعد حد ممكن، لأنه في 2010 كانت تنقصنا الخبرة رغم أننا أظهرنا الكثير من الأمور الإيجابية وعلينا التأكيد في الأيام القادمة. كيف قررت العودة إلى تدريب المنتخب الزامبي، وأنت الذي غادرته مباشرة بعد كأس إفريقيا 2010؟ بالنسبة لي الأمور واضحة، فأنا أحب تدريب المنتخبات والوجود في المنافسات الكبيرة مثل كأس أمم إفريقيا، ولهذا قبلت التحدي والمتمثل في العودة إلى منتخب زامبيا ولقد أمضيت على عقد لموسم واحد فقط، وكان لديّ راتب شهري أكبر في إتحاد العاصمة وتبقت لي سنتان ونصف من العقد، لكنني قررت المغادرة وغامرت بعض الشيء لكن هذا لا يخيفني لأنني أثق في نفسي كثيرا، وأنا أعمل للسنة الرابعة مع مساعدي "باتريس بومال"، والأمور تمشي معنا كما ينبغي ونحن نستحق ذلك. ما هو هدف منتخب زامبيا في هذه الدورة؟ تحقيق نتيجة أحسن من 2010 بطبيعة الحال، ونحن الذين أقصينا حينها في الدور ربع النهائي أمام نيجيريا بركلات الترجيح، وربما سيتفاجأ البعض لكن وجودنا هنا ليس من باب الصدفة بل أنهينا التصفيات في المرتبة الأولى، والمنتخب بصدد التطور من عام إلى آخر. وهل تعتقد أنكم قادرون على التتويج باللقب؟ هدفنا في البداية هو التأهل والسعي للبقاء في مدينة "مالابو" إلى غاية الدور نصف النهائي، وبعدها التنقل إلى الغابون (النهائي يوم 12 فيفري في الغابون)، وسيكون أمرا رائعا بالنسبة لمنتخب زامبيا العودة إلى الغابون مجددا لكن في الدور النهائي، ونتذكر جميعنا سنة 1993 حين سقطت طائرة المنتخب الزامبي آنذاك والجميع مات من الركاب بمن فيهم جميع لاعبي المنتخب الزامبي، ولم لا التتويج بكأس أفريقيا في الغابون ومحو تلك الذكرى الحزينة. ماذا يمثل لك المدرب "كلود لوروا"؟ "كلود لو روا" هو معلمي ومثل والدي وأحترمه كثيرا، ومن دونه كنت أكيد سأبقى مثل الكثيرين من زملائي في الدراسة ب فرنسا وبالأقسام السفلى، وهو من فتح لي الأبواب وعرفت كيف أستغل بعد ذلك فرصتي والعمل إلى جانبه للعديد من السنوات، أفادني كثيرا وهو أمر رائع حقا وأشكره على كل ما قدمه لي. ما هو تقييمك لهذه الدورة؟ وما رأيك في الخروج المبكر للسنغال والمغرب وهما اللذين كانا من بين أبرز المرشحين للتتويج باللقب؟ كرة القدم العصرية مخالفة تماما لما كانت عليه في السابق، وفي الوقت الراهن لا يوجد فريق ضعيف ومباراة سهلة، ولما نرى منتخبا مثل البرازيل الذي لعب في فنزويلا "كوبا أمريكا" وحارب من أجل الحصول عليها ولم يتمكن من ذلك، فهذا يعني أمورا كثيرة، ويجب احترام جميع المنافسين وربما المنتخبات الكبيرة لديها مشكل النجوم، والمدرب الذي يُحسن تسيير مجموعته التي تضم النجوم فبإمكانه الذهاب بعيدا والمثال حيّ مع منتخب غانا، الذي يملك نجوما لكن روح المجموعة هي التي تصنع الفارق في كل مرة، وكنت موجودا في غانا عام 2008 ويمكنني التأكيد بأن لاعبا مثل "أندري آيو" الناشط في مرسيليا يلتحق دائما بصفوف منتخب غانا وهو في قمة السعادة. أنت تعرف جيدا المنتخب الجزائري، هل فاجأك غيابه عن كأس إفريقيا الحالية؟ ما يمكنني قوله إن المنتخب المغربي كان أفضل من المنتخب الجزائري في التصفيات، وكان على الجزائر الإطاحة بالمغرب، وهو ما لم تنجح في تحقيقه وهو ما وقفنا عليه في مباراة الذهاب، لكن مع المدرب وحيد حليلوزيتش فإن الأمور تتحسن والجزائر ستكون حاضرة في الطبعة المقبلة لكأس إفريقيا في جنوب إفريقيا 2013. إذن نفهم من كلامك أن حليلوزيتش هو من سيعيد المنتخب الجزائري إلى الطريق الصحيح، أليس كذلك؟ على ما أعتقد فإنه قام بذلك وأعاد المنتخب الجزائري إلى الطريق الصحيح، ونتائج منتخبكم في تحسن مستمر. بعد النتائج الجيدة التي حققتها مع زامبيا، هل تقول في قرارة نفسك إنك أحسنت صنعا بمغادرتك إتحاد العاصمة؟ بالتأكيد لقد قمت بالاختيار المناسب، لكن هذا لا يعني أنني لم أكن مرتاحا في إتحاد العاصمة بل لم ينقصني أي شيء هناك، ويمكنني أن أعترف بأني كنت أعمل مع رئيس رائع بحجم علي حداد، لكنني أفضل العمل مع المنتخبات الوطنية وأعتقد أن الأمور تمشي على أحسن ما يرام في إتحاد العاصمة خاصة هذا الموسم، مع التحاق العديد من اللاعبين الجدد الذين أصررت على استقدامهم مثل لموشية، جديات وبوعلام وآخرين وهم الذين قدموا إضافة حقيقية للفريق. لو نعود قليلا إلى الوراء، ألا ترى أنه من غير المعقول أن تغادر اتحاد العاصمة في منتصف الموسم؟ لا أعرف بالضبط. ففي بداية الموسم تكفّلت بجلب 15 لاعبا أنا المسؤول عن استقدامهم بطبيعة الحال بالتعاون مع الرئيس، أؤكد لكم أنه كانت لدي كل الصلاحيات في بداية الموسم ودون تدخل أي طرف لأنني كنت أفكر في مصلحة النادي، والأمر نفسه بالنسبة للاعبين المسرّحين رغم أنّ العملية لم تكن تروق لي لكن مصلحة اتحاد العاصمة كانت أولى، وأظن أنّ الفريق جنى ثمار العمل الذي قمنا به والدليل النتائج الحسنة التي يسجلها النادي منذ بداية الموسم والتي يسعى من خلالها للفوز باللقب، الفريق يملك الكثير من اللاعبين الجيّدين الذين بإمكانهم جلب السعادة للأنصار. عندما نتحدّث عن اللاعبين المبعدين ومن بينهم عشيو الذي تحدث في حوار أجريناه معه مؤخرا وقال إنه ليست لك أي علاقة بكرة القدم وأنك مجرد سائح، فبماذا ترد عليه؟ تعرفون أن الوقت غال ويجب أن لا نضيّعه خاصة أنّ الحياة جميلة. هل نفهم من كلامك أنك ترفض الرد عليه؟ لقد قلت لك إنه ليس لدي وقت أضيّعه ولا يهمني أي شخص آخر. هل يمكن القول إنّ نتائجك الجيّدة مع المنتخب الزامبي حاليا هي بمثابة رد على هؤلاء الذين انتقدوا إمكاناتك خاصة بعدما نجوت من السقوط رفقة اتحاد العاصمة الموسم الماضي؟ النتائج تتحدّث لوحدها، أثناء كأس إفريقيا 2008 أنهيت الدورة في المركز الثالث رفقة المنتخب الغاني وكنت حينها أشغل منصب مدرب مساعد واحتل المنتخب الزامبي المركز الثالث في كأس إفريقيا للاعبين المحليين سنة 2009 وتأهلت رفقة المنتخب الزامبي الأول إلى الدور ربع النهائي في الدورتين الأخيرتين، والحكم يعود لأهل الاختصاص. غادرت اتحاد العاصمة والفريق في المركز الأول، ألم يكن لديك طموح للذهاب بعيدا ووضع البطولة كهدف ربما تتمكن من تحقيقه وتفوز بأول لقب في مشوارك؟ غادرت اتحاد العاصمة بكثير من الأسف، لكن في وقت من الأوقات كان لابد من اتخاذ القرار فقد كانت لدي رغبة في لعب كأس إفريقيا للأمم، لقد تركت أناسا من المستوى العالي، طاقم جيّد، فريق يعمل بشكل جيّد. كيف كان رد فعل الرئيس علي حدّاد لما أخبرته بأنك قرّرت الرحيل؟ كان متأسفا جدا، لكنه كان على علم بذلك لأنه كان مدوّنا في العقد المبرم بيننا، لهذا فإنني لم أخدعه. منذ رحيلك واتحاد العاصمة يسجّل نتائج حسنة وأخرى ليس جيّدة والفريق يقوده فرنسي آخر هو ديديي أولي نيكول الذي يواجه انتقادات لاذعة، فما رأيك؟ (يضحك)، هذه تخميناتكم أنتم الصحفيون، لا أشك في أن علي حدّاد سيقف مع المدرب أولي نيكول وسيسانده إلى غاية نهاية الموسم. هل تظن أنّ الاتحاد يملك ثوب البطل ولديه المؤهلات التي تجعله ينهي الموسم في المركز الأول؟ نعم، أظن أنّ الفريق لديه الإمكانات لكي يُنهي الموسم في الصدارة، فالهدف الذي تم تسطيره في بداية الموسم هو تأهيل الفريق إلى رابطة الأبطال الإفريقية واللقب هو هدف ثان، وأظن أنّ الفريق يسير في الطريق الذي يؤهله لتحقيق هذا الهدف. عكسك تماما فإنّ المدرب أولي نيكول لا يفرض الانضباط داخل المجموعة ولا يتحكّم في اللاعبين كما يجب ... يجب أن لا تقوموا بمقارنة فكل مدرب له طريقته الخاصة به وفلسفته في العمل، فأنتم تعرفون كيف تسير الأمور فعندما تكون هناك نتائج جيدة وحتى في غياب الانضباط تكونون راضين، لكن عندما تغيب النتائج تبحثون عن الأسباب والأعذار، أظن أنه يجب ترك أولي نيكول يعمل والحصيلة ستكون في نهاية الموسم. قبل قليل صرّحت لزملائنا الفرنسيين بأنك كنت بصدد مغادرة النادي الصيف الماضي، فلماذا كنت تريد المغادرة وأنت مرتبط بعقد؟ بكل بساطة لنني لم أكن راضيا بنصف الموسم الذي قضيته في الاتحاد، والوحيد الذي أقنعني بالبقاء هو علي حدّاد. هل سنراك مجددا في الجزائر سواء مع اتحاد العاصمة أو مع فريق آخر؟ من يدري، ففي الحياة يجب ألا تقول كلمة مستحيل. نشكرك على قبولك إجراء حوار معنا. لا شكر على واجب، على فكرة هل حقا تمت تنحية إيغيل؟ نعم لقد تم ذلك. إنه أمر مؤسف، إنه مدرب كبير ويملك شخصية كبيرة ونادرا ما تجد مثله في البطولة الجزائرية، أنا محظوظ لأنني عرفت رئيسا في المستوى لا يتدخل في عمل المدرب حيث يستقدم المدرب ويمنحه كل الصلاحيات، هكذا يعملون في إنجلترا فمن غير المعقول أن يتدخّل الرئيس في عمل المدرب كأن يتخذ قرارات أو يعطي نصائح تكتيكية ويغيّر المدرب وقت ما شاء بعد مباراتين أو ثلاث. حاوره في غينيا الاستوائية: سعيد فلاك