فوّتت تشكيلة أولمبي المدية فرصة حقيقية للتقدم في الترتيب العام واحتلال المركز الرابع بعد تعادلها مع صاحب المؤخرة اتحاد بسكرة بملعب هذا الأخير بنتيجة هدف في كل شبكة. في اللقاء الذي جمعهما على أرضية ملعب 18 فبراير أول أمس، لتتراجع "لوام" إلى المركز السابع برصيد 34 نقطة تاركة المركز الرابع لاتحاد البليدة العائد بنقاط الفوز من حملاوي أمام مولودية قسنطينة. وجاءت مجريات اللقاء معاكسة لكل التوقعات، فبعد أن سجلت التشكيلة البسكرية هدفي السبق قبل نهاية الشوط الأول عن طريق ركلة جزاء، توقع الجميع أن يكون الفوز من نصيب أبناء الزيبان، لتنقلب بعدها الأمور رأسا على عقب حين تمكن أبناء "التيطري" من تعديل النتيجة في الوقت بدل الضائع، لكن هذا لم يكن كافيا ليتسلق الفريق في سلم الترتيب وفوت فرصة حقيقية أمام فريق انهزم في العديد من المرات على أرضية ميدانه هذا الموسم. شنان في قفص الاتهام عندما عيّنت لجنة التحكيم الحكم شنان لإدارة اللقاء، توقع مسؤولو الأولمبي أن فريقهم سيعاني كثيرا أمام إتحاد بسكرة لأن هذا الرجل له تاريخ أسود مع المدانيين، فالجميع يتذكر لقاء نصر حسين داي الموسم الماضي حين طرد اللاعب بلطرش مولود وبعد الذي تسبب فيه شنان في مباراة مولودية باتنة في المرحلة الثانية. أما في اللقاء أمام اتحاد بسكرة، تمادى شنان في إثارة أعصاب لاعبي الأولمبي بتدخلاته غير الموفقة وتكسيره اللعب في أكثر من مناسبة حسب مسؤولي الفريق، بالإضافة إلى منح الفريق البسكري ركلة جزاء خيالية وطرد المدرب، أمين الفريق والمدافع مقران، والأمر الذي لم يفهمه أنصار المدية وإدارتها هو أن شنان يعيّن في مباريات الأولمبي الحاسمة فقط. يذكر أن إدارة المدية سبق لها الموسم الماضي أن اشتكت هذا الحكم للمعنيين حتى لا يدير مباريات الفريق. لاعبون خارج الإطار وآخرون لا يستحقون البقاء ومهما قيل عن الأخطاء الفادحة التي ارتكبها الحكم شنان في حق الأولمبي لأسباب يقول عنها مسؤولو المدية أنهم يعرفونها، إلا أن كل من شاهد اللقاء أكد أن اللاعبين في بداية الشوط الأول لم يقدموا أي شيء حتى تكلل مجهوداتهم بهدف، كما أنهم كانوا غائبين تماما في الشوط الأول، فالكثير من اللاعبين كانوا خارج الإطار وتفنّنوا بطريقة غريبة- حسب المتتبعين- في إهداء الكثير من الكرات للمنافس ليقود هجمات سريعة وخاطفة. كما أن مردود بعض اللاعبين في تراجع كبير من لقاء إلى آخر، وهو ما طرح أكثر من علامة استفهام عند الأنصار الذين لم يفهموا بعد سبب هذا التراجع الرهيب. المدية ظهرت في النصف ساعة الأخير فقط والأمر الغريب الذي حز في نفوس أنصار المدية هو أن نقاط الفوز أمام "الزيبان" ضاعت بطريقة لا يمكن تصديقها، فأشبال المدرب لطرش كانوا ظلا لأنفسهم طيلة أطوار المباراة ولم يقدم اللاعبون أي شيء يستحقون عليه الفوز، باستثناء النصف ساعة الأخير حين كثفوا هجماتهم وضيعوا العديد من الفرص عن طريق بودماغ ونياطي، واستطاعوا تعديل النتيجة في الوقت بدل الضائع. ولم يؤمن رفقاء عمورة بإمكانية في العودة في النتيجة والفوز، إذ تسرّب الشك إلى نفوسهم خوفا من تلقي هدف ثان قاتل، خاصة أن "البساكرة" فرضوا منطقهم وسيطروا بالطول والعرض على مجريات اللقاء. بن مدور يعود إلى الحراسة وبن عيسى عوض حبيب بعد غياب دام شهرا كاملا عن التشكيلة الأساسية (منذ لقاء الكأس أمام شباب قسنطينة)، عاد الحارس بن مدور إلى التشكيلة الأساسية للفريق، إذ أقحمه المدرب عبد الكريم لطرش مكان زميله سليمان ولد ماطة الذي لعب المقابلات الأربع الأخيرة أساسيا وظهر بمستوى جيد. كما عرفت مباراة الجمعة الماضي غياب أحد أحسن العناصر في خط الوسط خلال الفترة الأخيرة، وهو حسان حبيب الذي مازال متأثرا بالإصابة التي تلقاها أمام أهلي البرج، وأقحم المدرب لطرش اللاعب بن عيسى مكانه نظرا لنزعته الدفاعية مقارنة بزميله صحراوي، الذي يتمتع بحرية أكبر من الناحية الهجومية. بودماغ لعب رغم الإصابة وعمورة طارق يسجل الثاني رغم أن مشاركته كانت مستبعدة في هذا اللقاء بسبب الإصابة التي تلقاها منتصف الأسبوع في إحدى الحصص التدريبية على مستوى الفخذ، إلا أن فارس بودماغ أصر على المشاركة في لقاء بسكرة، ووفى بوعده لما أكد أنه سيشارك في الحوار الذي أجراه معنا قبل لقاء الجمعة الماضي، كما كانت المباراة فرصة مناسبة للمهاجم عمورة طارق ليسجل ثاني أهدافه مع الأولمبي مانحا الفريق نقطة ثمينة. مقران يطرد بسبب قارورة ماء ! عمل غريب قام به المدافع مقران خلال مباراة إتحاد بسكرة تسبب في طرده وكاد يكلف الفريق غاليا عندما استأنف اللعب وقارورة الماء في يده، ما دفع الحكم شنان إلى إشهار البطاقة الصفراء الثانية في وجهه، وهو ما يعني الطرد في الدقيقة 87، وهو ما جعل الجميع- أولهم أنصار الأولمبي- يستغرب هذا الفعل ويتهم مقران بعدم الاكتراث بألوان الفريق، خاصة أن الأولمبي بحاجة ماسة لكل المجموعة في الوقت الحالي وهو شيء غير مقبول لاسيما في هذا المستوى. ... ويضيع على نفسه رقم الموسم وبهذا الطرد، ضيع مدافع الأولمبي رقما كان سيبقى في تاريخه الكروي وفي أرشيف المنافسة عموما، إذ لم يضيع قبل الطرد أي دقيقة منذ بداية الموسم الحالي ولعب كل المقابلات 24 في البطولة، بالإضافة إلى مباريات كاس الجزائر مع ناديه، والآن لن يستطيع لعب المقابلة المقبلة بسبب الغياب الآلي عن مباراة الساورة بملعب إمام إلياس. مقران: "شنان كان يريد طردي منذ البداية وأتأسف لجمهور المدية" وفي حديث جمعنا بالمدافع مقران وسام عقب نهاية اللقاء، أكد لنا المدافع السابق لإتحاد عنابة أن طرده في المباراة لم يكن مستحقا، خاصة أن الحكم شنان كان يهدده بالطرد منذ بداية المباراة، وهو ما حققه في الأخير. وأكد مقران أن البطاقة الصفراء الأولى التي تلقاها لم تكن مستحقة، كما أن الغرض منها هو الطرد لخدمة مصلحة فريق آخر، وختم مقران حديثه أنه يتأسف كثيرا لجمهور المدية على هذا الطرد، خاصة أنه كان يريد لعب كامل المباريات، لكن "هذه هي أحوال الكواليس مع نهاية الموسم" هكذا قال اللاعب.