رغم خطورة الأوضاع في مالي أين تتواصل عمليات السلب والنهب في أعقاب الانقلاب العسكري الذي تمّ القيام به في البلاد، إلا أن مسؤولي الاتحادية المالية لكرة القدم يقلّلون من خطورة ما يقع في بلادهم ويستعبدون فرضية نقل المباراة المرتقبة بين "الخضر" و"نسور مالي" في الفترة الممتدة بين 8 و 12 جوان المقلبين إلى بلد آخر، بل يصرّون على استقبال "الخضر" في باماكو، في وقت تؤكد التقارير الإعلامية القادمة من العاصمة المالية أن مالي تعيش وضعا كارثيا ونقصا في السلع وسط عمليات سرقة ونهب متواصلتين، فيما اتخذ الاتحاد الإفريقي قرارا بتجميد عضوية مالي. وكانت الجزائر قرّرت الجمعة الماضية إغلاق حدودها مع جارها الجنوبي، مع تجميد تعاونها مع مالي ووقف المساعدات الإنسانية إلى شمال البلاد التي انطلقت منذ أسابيع، وكان يفترض أن تستمرّ. الأوضاع خطيرة ورئيس الاتحادية يؤكّد أن اللقاء سيُلعب رسميا في "باماكو" وبالرغم من أن هذه الأخبار تؤكد خطورة الوضع، إلا أن مسؤولي الاتحاد المالي يؤكدون أن الأمور سيتم التحكم فيها، بل ووصل الأمر برئيس الاتحادية المالية عند اتصال زميلنا به أمس، ليؤكد أن اللقاء سيلعب رسميا في "باماكو"، مشيرا إلى أنه لا توجد أيّ تخوفات من نقل المباراة إلى مكان آخر، لأن الوضع ليس خطيرا إلى الدرجة التي يتصوّرها الجزائريون. كما قال رئيس لجنة المنافسات الخارجية في تصريحات للإذاعة الدولية، أنه إلى غاية موعد المباراة سيكون الهدوء قد عاد إلى البلاد. ولم يتردّد مسؤولو الاتحاد المالي في طمأنة الجزائريين أنه ليس من شأن هذا الحادث السياسي الذي تمرّ به البلاد أن يؤثر في المباراة، خاصة أن الوقت طويل إلى غاية المواعيد المحدّدة، وبالإمكان التحكم في الأوضاع وإعادة الأمن إلى البلاد، كما لم يتردّدوا في طمأنة الجزائريين بخصوص مصير المباراة التي تبقى فرضية نقلها خارج البلاد بمقابل ذلك قائمة، كما حصل في ليبيا، كوت ديفوار والعراق. المنتخب المالي يتربّص قبل ذلك في "باماكو" وكشفت مصادر من الاتحاد المالي أن المنتخب المالي برمج تربصين تحضيرا للمباراتين اللتين تنتظرانه شهر جوان (يلعب أمام البنين خارج دياره ثم يستقبل الجزائر)، حيث سيكون هناك تربص لم يتكلم عن موعده، ولكن الأكيد أنه سيكون شهر ماي بعد إنهاء اللاعبين المحترفين التزاماتهم، ولو أن لا أحد يعرف إن كان هذا التربص سيجري أم لا، خاصة أن استمرار الأوضاع على ما هي عليه سيجعل من لاعبين نجوم على غرار "كايتا" و "طراوري" يخافون على أنفسهم ولا يغامرون بالتنقل، ولو أن الحديث عن أمر كهذا يبقى سابقا لأوانه، لأن لا أحد يعرف ماذا سيحصل في قادم الأيام. "جيراس" في البلاد ولكنه سيغادر إن لم يتحسّن الوضع من جهة أخرى، يتواجد "ألان جيراس" المدرب الفرنسي والمشرف الأول على المنتخب المالي في "باماكو"، حيث كان تنقل إليها لوضع تقريره عن مشاركة لاعبيه في كأس إفريقيا الأخيرة، بالإضافة إلى التفاوض حول تجديد عقده الذي ينتهي شهر ماي المقبل، ولكن المفاوضات لم تثمر بتوقيعه لأسباب مادية حسب مصادر إعلامية مالية. ويتواصل تواجد "جيراس" في مالي لكن استمرار الأوضاع على ما هي عليه سيجعله يغادر البلد دون شك، خاصة أن الحديث هناك هو عن شلل في الشوارع ونقص حاد في المؤمن والسلع الغذائية. مسؤولو الاتحاد المالي يقترحون "كياس" أو "سيكاسو" لاستقبال الجزائر هذا، وكشف لنا مصدر عليم أمس من مالي أن مسؤولو الاتحاد المالي فيما بينهم اقترحوا في حال بقاء الأمور على ما هي عليه في "باماكو"، استقبال المنتخب الجزائري في مكان آخر ولكن ليس في "باماكو"، وقال المصدر ذاته إنه تمّ الحديث عن مدينتي "كاياس" أو "سيساكو" جنوب البلاد والحدوديتين مع دولة غينيا بيساو، حيث تبعد المنطقتان عن التوترات وما يدور في الشمال من تمرّد الطوارق وكذلك ما يدور في العاصمة الاقتصادية والسياسية، التي يسلّط عليها الإعلام الدولي الأضواء عقب الانقلاب العسكري الذي تمّ على السلطة. حيث تبقى المدينتان المذكورتان جاهزتين وتتوفران على الظروف – حسب مصدرنا – لاستقبال المباراة تحسبا لإمكانية حصول ذلك. ----------- مالي تختار يوم 9 جوان لملاقاة "الخضر" استقرّ الاتحاد المالي لكرة القدم رسميا على تاريخ يوم 9 جوان لإقامة مباراة "الخضر" مبدئيا في "باماكو"، وهو ما أكده رئيس الاتحادية يوم أمس، وجاء اختيار هذا التاريخ لعدّة معطيات حيث انتقي على أساس أنه الأنسب من بين التواريخ التي وضعتها "الفيفا" لهذه الجولة الثانية من تصفيات كأس العالم (من 8 إلى 12)، ويلعب قبل ذلك المنتخب المالي مباراة الجولة الأولى في البنين، حيث تشير وسائل إعلامية مالية أن هذه المباراة ستلعب يوم 1 جوان المقبل. وكانت شكوك كثيرة حامت حول موعد المباراة، فيما تسرّبت أخبار أنه قد يتم اختيار يوم 12 لذلك، قبل أن ترسو الاتحادية المالية على موعد 9 ماي. كانت تريد اختيار يوم 8 جوان، ولكنه لم يكن مُمكنا وكان المسؤولون الماليون يفكّرون في اختيار يوم 8 جوان حتى إن كان ذلك لا يكفيهم للحصول على راحة كافية من رحلة البنين، ولكن أيضا من جانب هو أقلّ وقت ممكن يُعطى ل "الخضر" للتعوّد على الأجواء، وبالأخص الحرارة الشديدة التي تبلغ أكثر من 40 درجة شهر جوان في النهار، ولكن كان من الاستحالة تحديد هذا التاريخ حسب مصادرنا، بسبب انتخابات المجلس التنفيذي للاتحاد المالي لكرة القدم، ما جعل من اختيار تاريخ 9 مفروغا منه. "الخضر" أمامهم مبدئيا 6 أيام للتعوّد وإذا افترضنا أن مباراة رواندا ستلعب يوم 2 جوان مثلما يفكر في ذلك مسؤولو الاتحادية، فإن "الخضر" سيكون أمامهم 6 أيام للتعوّد، حيث بإمكانهم التنقل مباشرة في طائرة خاصة عقب نهاية مباراة رواندا، والبقاء 6 أيام في باماكو (إن جرت فيها المباراة)، حيث سيكون أمامهم الوقت للتعوّد على الظروف المناخية بشكل لن يطرح مشكل التأقلم على الأقل، كما حصل في غامبيا التي استفاد فيها "الخضر" من حصة تدريبية واحدة، ولكن في مالي قد يتدرّبون 4 أو 5 حصص، وهو معدل كاف ومعتبر قبل خوض هذه المباراة المهمّة.