لم يعد يفصلنا عن "الداربي" الكبير الذي سيحتضنه ملعب 5 جويلية سوى سويعات، حيث بات الفريقان على أهبة الاستعداد لهذا "الداربي" في منافسة الكأس. فبعد لقاءي البطولة ها هي القرعة تلاقيهما معا، وهذه المرة في دور متقدم وهو الدور ربع النهائي، أي أنه الدور الذي يبدأ فيه كل فريق يضع الكأس هدفا له، عكس الأدوار السابقة التي يكون الحلم لا يزال بعيدا، وعليه فإن نادي "سوسطارة" بات على أهبة الاستعداد لهذا اللقاء ويسعى لتأكيد استفاقته في البطولة. الاتحاد يرفض السقوط بعد شهرين دون هزيمة وسيمرّ غدا شهران على آخر هزيمة تلقاها الاتحاد، والتي تعود إلى آخر يوم من شهر جانفي الماضي وكانت في الخروب أمام الجمعية المحلية بهدف يتيم، ليدخل بعدها الفريق سكة النتائج الإيجابية حيث فاز على كل مولودية العلمة ووداد تلمسان داخل الديار، وتعادل خارج القواعد أمام شباب بلوزداد، مولودية وهران وشباب قسنطينة. كما تأهل في دورين من منافسة الكأس أمام كل من شباب جيجل وشبيبة القبائل، وبذلك يبلغ المباراة السابعة دون هزيمة، ست منها تحت إشراف المدرب إيغيل، وعليه فإنه يرفض أن تكون نهاية سلسلة النتائج الإيجابية بخروج مخيّب من الكأس. إصابة بوعلام النقطة الوحيدة التي عكرت الأجواء وبعد عودة اللاعبين إلى جو التدريبات، أكد الجميع على ضرورة النظر في الطريقة التي تعيد الروح للاعبين وتجعلهم يصلون إلى المستوى الذي يمكنهم من الوصول إلى الهدف المسطر، وقد استعاد اللاعبون تلك الروح مع مرور الحصص التدريبية، لكن الأمر الوحيد الذي عكر صفو الأجواء هي الإصابة التي تعرّض إليها اللاعب بوعلام والتي أثرت كثيرا في معنويات اللاعبين. اللاعبون يريدون إهداءه التأهل وبما أن الأمر يتعلق بلعبة كرة القدم التي تحمل أحيانا الأخبار السارة وأحيانا أخرى العكس، فإن اللاعبين كلهم عازمون على أن يكون التأهل من نصيبهم هذا الأسبوع، حتى يهدوه إلى اللاعب الذي سيفرح كثيرا بهذا التأهل، حيث أكد لزميلهم أن هذه الإصابة ستزيدهم عزما على التأهل ولم لا إهدائه الكأس الغالية وليس التأهل إلى الدور القادم فحسب. جديات يعود إلى التشكيلة الأساسية من جانب آخر ستسجل التشكيلة الأساسية عودة اللاعب لعموري جديات بعد غيّابه عن اللقاء الأخير أمام شباب قسنطينة، حيث فاجأ المدرب إيغيل الجميع بإجلاسه على كرسي الاحتياط ولم يمنحه حتى فرصة اللعب في الشوط الثاني. جديات سيعود أساسيا في كل الأحوال خاصة عقب التحاق فرحات بالمنتخب الوطني وتعرّض بوعلام إلى إصابة. بومشرة مرشح للدخول ومتعوّد على مواجهة الحرّاش من المتوقع أن يلعب المهاجم سليم بومشرة أساسيا في هذه المباراة الهامة، ويبدو أن الأيام الصعبة التي عاشها اللاعب في الأيام الماضية خاصة عقب مجيء إيغيل الذي لم يمنحه فرصة اللعب ولو لدقائق قليلة قد انتهت، حيث شارك في اللحظات الأخيرة من المباراة الماضية أمام شباب قسنطينة وساهم في ركلة الجزاء التي عاد من خلالها الفريق بنقطة إلى الديار، وقد يشفع له ذلك في التواجد ضمن التشكيلة الأساسية. إيغيل حائر في التغييرات التي سيجريها لا يزال المدرب إيغيل حائرا في التشكيلة التي سيدخل بها المباراة، فعودة كل من مفتاح وحميتي، بالإضافة إلى إصابة بوعلام كلها معطيات تجعل المشرف الأول على العارضة الفنية للاتحاد يجري تغييرات على التشكيلة، خاصة أن بعض العناصر لم تكن في المستوى خلال المباراة الماضية، وهو ما يرشحها للعودة إلى كرسي الاحتياط. يريد الاستقرار على تشكيلة لأسبوعين متتاليين ولا يزال المدرب إيغيل يبحث عن التشكيلة الأساسية التي تصبح واضحة وتلعب مبارتين أو ثلاث متتالية على الأقل، لأن مدرب الاتحاد كان في كل مرّة يجد نفسه مجبرا على إحداث تغييرات، وفي بعض الأحيان يقوم بتغييرات اضطرارية سعيا منه لمعاينة كل اللاعبين، لكنه يجد نفسه مضطرا في المباراة الموالية إلى إجراء تغييرات أخرى وهكذا منذ مجيئه للإشراف على العارضة الفنية لنادي سوسطارة. ------------------------- حصة اليوم على السادسة برمج المدرب إيغيل الحصة التدريبية اليوم بداية من الساعة السادسة مساء. المشرف الأول على العارضة الفنية للاتحاد أراد أن يتعوّد لاعبوه على الأجواء المسائية، خاصة أن المباراة مبرمجة ليلا بداية من الساعة الثامنة مساء. التشكيلة ستقيم في "هيلتون" ستتنقل التشكيلة العاصمية مساء اليوم إلى فندق "هيلتون"، أين أصبح الفريق يقيم الليلة التي تسبق المباراة، وهذه هي المرة الثالثة التي يبيت فيها اللاعبون في هذا الفندق، حيث كانت الوجهة في السابق فندق "دار الضياف" قبل أن يتحول الفريق إلى هناك. مفتاح يتدرب مرتين في اليوم أجرى اللاعب محمد ربيع مفتاح حصص تدريبية على انفراد في الأيام الماضية، وحتى بعد عودة الفريق إلى جو التدريبات أجرى حصصا تدريبية وحده في الصباح وفي المساء رفقة المجموعة. اللاعب العائد من إصابة قد يكون ضمن التشكيلة الأساسية التي تلعب مباراة الغد، ولم يتم الفصل نهائيا في وضعيته. ... ويسعى لاستدراك بعض التأخر ويسعى اللاعب لتدارك النقص الناجم عن الإصابة التي تعرّض لها حيث بقي قرابة الشهر دون إجراء أي حصة تدريبية، ولهذا أجرى بعض الحصص التدريبية الإضافية حتى يتمكن من الوصول إلى المستوى الذي يسمح له بالعودة إلى المنافسة. يذكر أن اللاعب غاب عن أربع مباريات أمام كل من وداد تلمسان، شبيبة القبائل، مولودية وهران وشباب قسنطينة. ------------------------- نهاية الموسم لبوعلام وضربة موجعة للاتحاد تلقى اتحاد العاصمة ضربة موجهة بعد تعرض اللاعب بوعلام حمية إلى إصابة على مستوى القصبة الخلفية للساق، حيث تبيّن أنه أصيب بكسر على مستوى عظم أسفل الساق أي ما يعلو الكاحل بقليل، وظن الطاقم الطبي في بداية الأمر أنه يعاني من التواء في الكاحل، قبل أن يتبيّن أن اللاعب يعاني من كسر وهذا بعدما تم الكشف عنه بواسطة الأشعة في مستشفى مايو. إيغيل أمسك رأسه واللاعبون "تخلعو" لم يصدق المدرب مزيان إيغيل ما جرى للاعب وعرف من خلال صراخه أنه يعاني من إصابة خطيرة، وقد أمسك إيغيل رأسه أسفا على اللاعب حيث عرف أنه ضيّع قطعة مهمة في الفريق، خاصة أنه كان يعوّل عليه لفك عقدة الهجوم التي تلازم الفريق منذ مدة. اللاعبون هم أيضا هرعوا إلى اللاعب ولم يصدقوا ما حدث، حيث تأسفوا كثيرا لحاله. فقد توازنه وسقط بعدما "دارت" به الكرة وكان اللاعب يهم بإيقاف الكرة التي كانت على مقربة من الركنية، وفي الوقت الذي كان بصدد إيقافها "دارت" به ففقد توازنه ليحدث له التواء في الكاحل قبل أن يسقط أرضا ويتعرّض إلى تلك الإصابة الخطيرة، حيث كسر عظم القصبة الخلفية للساق. لحسن حظه لم يكن الأمر بعد تدخل خشن وأول رد فعل لمن يسمع الخبر يسأل عن من كان السبب وراء الإصابة التي تعرّض إليها اللاعب، ولكن لحسن حظ كل اللاعبين أنه لا أحد منهم كتب له أن يكون سببا في إصابة زميله، فالجميع يعرف رد فعل اللاعب الذي يصيب زميله تجاه ما يعانيه، حيث يتأثر دائما من الناحية النفسية وحتى المتتبعين لا يتركونه وشأنه، وهو الأمر الذي جعل الكل يتخلّص من ذلك الضغط لأن اللاعب أصيب وحده. نقلوه إلى مستشفى مايو مباشرة وتم نقل اللاعب ليلا إلى مستشفى مايو مباشرة بعدما خف الألم قليلا، حيث تم التكفل به من طرف الطاقم الطبي الذي أجرى له فحصا بالأشعة حتى يقف على نوعية الإصابة بالضبط، وبعدما تبيّن أنه يعاني من كسر قرّر الطاقم الطبي وضع الجبس له، وتحديد مدة ثلاثة أشهر على الأقل لا ينزع فيها الجبس. سيغيب أربعة أشهر على الأقل وبما أن التشخيص الأولي بيّن أن اللاعب سيضع الجبس لمدة ثلاثة أشهر، فإن الأكيد أن اللاعب سيغيب أربعة أشهر على الأقل، لأنه ببساطة سيبقى بعدها فترة نقاهة في حال شفي في الأشهر الثلاثة التي حددها الطبيب، وعليه فإن اللاعب لم ينه موسمه فحسب بل سيضيّع جزءا من تحضيرات الموسم القادم. اللاعب متأثر معنويا وبكى بحرقة وبدت علامات التأثر على اللاعب، حيث لم يكن ينتظر أن يحدث له هذا، فالمشاكل التي لحقت به في فترة تواجد المدرب أولي نيكول حطمته ولما بدأ العودة تدريجيا مع المدرب إيغيل ها هو يصاب ويتلقى ضربة موجعة ستبعده عن الملاعب مدة أقل ما يقال عنها أنها طويلة. اللاعبون تضامنوا معه وهاتفه لم يتوقف عن الرنين وتلقى اللاعب عبارات التضامن من زملائه ومن الطاقمين الفني والطبي، حيث حاول الجميع رفع معنوياته وطالبوه بأن يكون صبورا لأنه بالدرجة الأولى مؤمن، وتلقى اللاعب أيضا عبارات التضامن من زملائه السابقين الذين أكدوا له تضامنهم معه وأنهم يشعرون بما يشعر به، حيث ظل هاتف اللاعب يرن منذ الساعات الأول لصباح أمس. تردد كثيرا في الرد على والدته أثناء حوارنا معه، تلقى اللاعب مكالمة من والدته، ومن شدة تأثره وشفقا على أمه تردد كثيرا في الرد عليها، إلى درجة أنه لم يرد عليها إلى ما بعد إنهائنا الحوار ليتصل بها هو بعد ذلك. اللاعب بدا مترددا في إخبارها، لأنه يعرف أنه من الصعب أن يخبرها بما حدث له. ------------------------- بوعلام: "فقدت توازني، إصابتي خطيرة وهذا قضاء وقدر" ما مدى خطورة إصابتك؟ الإصابة خطيرة جدّا، فهي عبارة عن كسر على مستوى القصبة الخلفية للساق، وبذلك سأغيب مدة طويلة. هل هي نهاية الموسم، أم أن هناك أمل في العودة إلى الملاعب؟ ليست نهاية الموسم فقط، بل حتى بداية الموسم المقبل قد لا أكون جاهزا، فالإصابة خطيرة جدّا وهي كسر في أسفل القصبة الخلفية للساق، وهو الأمر الذي ربما سيحتم عليّ الغياب لمدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، وبعدها يكون هناك كشف آخر يتحدد من خلاله مدة فترة النقاهة التي سأدخلها. هل لك أن تروي لنا كيف حدث هذا؟ كنا نلعب مباراة تطبيقية مصغرة وكنت أركض وراء الكرة، حاولت إيقافها بالقرب من الركنية، لكنني فقدت توازني بعدما كانت الكرة تحت قدمي، وهو ما تسبب لي في سقوط سيء وجعلني أتعرّض إلى هذا الكسر. تبدو متأثرا من هذه الإصابة التي جاءت في وقت استعدت توازنك؟ هذا قدري، ماذا عساي أن أفعل؟ يجب أن أرضى به في كل الأحوال، فهذه هي حياة اللاعب معرّضة دائما للخطر، في كل الأحوال أنا مؤمن وأرضى بالقضاء والقدر. كنت أسعى جاهدا لمواصلة عودتي التدريجية، كنت أدخل بديلا وفي بعض الأحيان ألعب أساسيا، وفي الآونة لعبت أساسيا وهو الأمر الذي جعلني أعمل جاهدا لأقدم كل ما لدي لخدمة الفريق، لكن ها أنتم ترون ما حدث لي. الإصابة جاءت قبل لقاء مهم بالنسبة إلى الفريق وخاصة لك شخصيا؟ هذه هي كرة القدم، لا تدري ماذا تخبئ لك، ربما تخبئ أشياء جميلة وربما العكس. لن أضيّع هذه المباراة الكبيرة فحسب، بل سأضيّع الكثير من المباريات، هذا قدر الله ليس لي أي خيار آخر غير الإيمان به. تبدو متأثرا من الناحية المعنوية؟ كيف لا أتأثر وأنا الذي سأضع الجبس على الأقل ثلاثة أشهر، وبعدها أرى كم سأغيب، أي لاعب مكاني يتأثر، وليس اللاعب فقط بل أي شخص يكون في وضعية مثل التي أنا فيها. الكثير من اللاعبين تعرّضوا إلى إصابات مماثلة وأخطر منها وعادوا، ألا يبعث هذا فيك نوعا من الأمل؟ بالتأكيد يبعث فيّ أمل، وما دمت مؤمنا فإن إيماني بالقضاء والقدر يبعث في الأمل، أفكر حاليا في صحتي والطريقة التي ستمكنني من الشفاء والعودة إلى الملاعب في أسرع وقت ممكن. صحيح أنني لما أشاهد لاعبين يتعرّضون إلى إصابات مماثلة ويعدون بعد مدة يجعلني أرتاح قليلا. وماذا تقول لزملائك الذين سيفتقدونك طويلا؟ أطلب منهم أن يواصلوا التألق في الكأس، ويضمنوا التأهل هذا الأسبوع. التأهل ضروري وأملي أن يهدوني إياه، لأنني أريد رؤية الاتحاد ينال اللقب هذا الموسم، خاصة وأنني ضيّعته الموسم الماضي مع منافسنا هذا الأسبوع اتحاد الحرّاش، ولا أريد التأهل فحسب بل أريد أن أرى زملائي يرفعون الكأس ويهدونني إياها هي أيضا. لكن الاتحاد لا يزال ينافس من أجل لقبي البطولة والكأس معا... هذا دليل أننا نسير في الطريق الصحيح بالرغم من حداثة هذا الفريق، أملنا أن نخرج بلقب واحد على الأقل هذا الموسم، وإذا كانت الكأس مفتوحة على كل الاحتمالات فإن البطولة هي الأخرى لا يزال فيها أمل، ولن نفقده إلى آخر جولة. ولكن الأمور ازدادت صعوبة في الجولات الأخيرة... ها أنت تقول، ازدادت صعوبة وليس ضياع اللقب بشكل نهائي. الأمل يبقى قائما ما دام الفارق لا يفوق عدد النقاط المتبقية. الأنصار حتما سيتأسفون كثيرا لغيابك، فماذا تقول لهم؟ أقول لهم شكرا على وقوفكم معي في الكثير من الأوقات الصعبة، كما أقول لهم أدعو لي بالعودة سريعا إلى الميادين، لا زلت في الاتحاد وأملي أن أفرحهم يوما ما.
