في مأدبة عشاء نظمها والي ولاية قسنطينة نور الدين بدوي عشية أول أمس الأربعاء على شرف فريق مولودية قسنطينة بفندق الباي المجاور لمطار محمد بوضياف، تناول الرجل الأول للولاية 25 الحالة المزرية التي تعيشها "الموك" وأراد من خلال اجتماعه بكافة أطراف الفريق معرفة سبب تدهور النتائج وإيجاد الحل سريعا لإنقاذ النادي من السقوط، كما حث والي ولاية قسنطينة اللاعبين على تحمل مسؤولياتهم تجاه فريق قال عنه أنه يمثل الآلاف من الجماهير ويعتبر من تراث مدينة العلم والعلماء، وطالبهم بالفوز على بسكرة وبارادو وإنقاذ "الموك" من السقوط. كما وجه رسالة إلى المسيرين بأن يكونوا في مستوى المسؤولية وأنه مستعد لمساعدة الفريق وتوفير كل ما يحتاجه. "الحالة خطيرة وأنا متذمّر من وضعية الموك" في بداية خطابه للحضور من لاعبين وإداريين وبحضور رجال الإعلام، عبّر والي ولاية قسنطينة نور الدين بدوي عن أسفه الشديد للوضعية التي آلت إليها مولودية قسنطينة، وبدا من كلامه أنه على دراية بكل صغيرة وكبيرة تخص النادي ومشواره، إذ قال: "أنا جدّ متذمّر من الوضعية الحالية للموك لأنها لا تتماشى أبدا مع إمكانيات وتاريخ الفريق وطموح جمهوره، ولحد الآن لم أفهم السبب في هذا السقوط الحر بعد أن كنت شخصيا متفائلا بصعود النادي مع نهاية مرحلة الذهاب وبعد النتائج الطيبة المحققة حينها، أما حاليا فلم أفهم شيئا!... كيف لفريق كان يلعب على الصعود يصبح يصارع لتفادي السقوط؟، أريد معرفة مكمن الخلل لأن الحالة ليست على ما يرام ولا أدري لماذا، بصراحة أنا جد متذمّر مما يحدث ولا أخفي أنني تابعت آخر مقابلات الفريق بعصبية ولم أتجرّع كيف يخسر الفريق في كل مرّة، الوضعية أصبحت خطيرة وأنا أدق ناقوس الخطر". "المولودية لها تاريخ كبير ومن لا يريد اللعب لها فمن الأفضل ألّا يأتي أصلا" وبعد أن عبّر بدوي عن قلقه وحيرته إزاء الوضع الذي يوجد فيه الفريق، توجّه مباشرة في خطابه إلى اللاعبين الذين كان معظمهم حاضرا عشية أول أمس، ووجّه لهم رسالة تحسيسية واستفسرهم عن سبب هذا التقهقر عندما قال: "يا جماعة فريق "الموك" يملك تاريخا كبيرا ويعتبر تراثا لمدينة قسنطينة، ولعب له أكبر الأسماء والنادي لديه سمعة وطنية فهو ليس مجرد ناد فقط، وعليكم أن تشرفوا الألوان التي تحملونها وتشرفوا "الموك" بأحسن النتائج و"تشمخو التريكو"- كما يقال-، ومن لا يريد ذلك فمن الأفضل ألاّ يأتي أصلا للعب لهذا الفريق الكبير، لذا عليكم أن تتشرفوا بحمل ألوان الموك وأن تحسوا بقيمة هذا القميص الذي يحمل اسما غاليا". "أربحو بسكرة وبارادو وبيّنو بلي المشكل ماشي فيكم" وواصل والي قسنطينة كلامه الموجّه بشكل مباشر إلى اللاعبين، وذلك من أجل تحسيسهم بروح المسؤولية وقيمة الفريق الذين يلعبون له ومدى خطورة وضعيته، إذ طالبهم بوضع حد للنتائج السلبية والعودة إلى سكة الانتصارات بداية من لقاء بسكرة، كما ألح على الفوز في اللقاءين القادمين لما قال: "وضعية الفريق الراهنة تستوجب وقفة رجولية لإنقاذ الفريق من السقوط، وأنا أطالبكم وأحثكم على جلب الفوز في لقاءي بسكرة وبارادو وكسب 6 نقاط لا نقاش فيها". وأضاف الوالي: "أربحو بسكرة وبارادو وبيّنولي بلي المشكل ماشي فيكم"، وهو الكلام الذي اعتبره الحضور رسالة مشفرة تؤكد معرفة الوالي بكل خبايا "الموك"، وكان يقصد بكلامه على أن المسيرين يملكون يدا في تراجع النتائج وعلى اللاعبين تبرئة ذمتهم أمام الجميع. "أحمّل كل طرف مسؤولياته وسنلتقي مجددا بعد لقاء بارادو" وأضاف المسؤول الأول لقسنطينة بدوي نور الدين في آخر خطابه على لاعبي والطاقمين الفني والإداري للمولودية، أنه يحمل الكل مسؤولياته أمام الوضعية الراهنة للفريق، وطالب الجميع بالتحرك سريعا لمصلحة "البيضاء" واضعا الجميع على أرض الواقع حين قال: "أحمّل الجميع مسؤولياته من لاعبين، مدرب وإدارة وآمركم بإنقاذ "الموك"، على اللاعبين الفوز على بسكرة وبارادو وعلى مداني، بورفع، بودماغ والبقية الإتحاد لإنقاذ "الموك"، هذا ليس وقت المحاسبة، بل للم الشمل وأضرب لكم موعدا آخر بعد لقاء بارادو لنلتقي مجددا، وآمل أن يكون الوضع أحسن من يومنا هذا". اللاعبون يعدون الوالي بالفوز وإنقاذ الفريق وقبل أن ينهي الوالي كلامه ليترك المجال للعشاء، وعد اللاعبون الرجل الأول على رأس الولاية وأمام الجميع بالفوز على بسكرة وبارادو. من جهة أخرى، اندهش اللاعبون والحضور أن الوالي يعرف أسماء جميع اللاعبين تقريبا، وهو ما صرّح به عندما قال أنه يتابع الفريق جيدا ويعرف وجوه اللاعبين، وقد تلقى الوالي هدية رمزية من إدارة "الموك" متمثلة في قميص النادي. بوالصوف: "لم يسبق لنا وأن دعمنا الفريق مثل هذا العام" تحدث رئيس المجلس الشعبي الولائي لقسنطينة بوالصوف عن حالة المولودية وقال: "أتأسف على الوضع الذي آل إليه الفريق الذي كنت أتنقل إلى الملعب لمشاهدته من أجل الفرجة عكس الآن، ولم أفهم سبب هذا التدهور في النتائج، فقد دعّمنا الفريق ماديا هذا العام بقرار من الوالي مثلما لم يسبق وأن فعلنا من قبل ولا أرى أين يكمن الخلل، أطلب من اللاعبين أن ينقذوا الفريق العريق الذي نعشقه والذي أسسه بن باديس ونحن في شهر العلم". بولمدايس تحدّث عن إهمال الفريق وتهمة الخيانة والوالي قاطعه وبصفته قائد الفريق، طلب الوالي من فيصل بولمدايس تناول الكلمة نيابة عن اللاعبين، وقبل أن ينطلق قائد تشكيلة "الموك" في حديثه للوالي قال بولمدايس: "هل أتحدّث بقلب مفتوح أم أتحدث بقناع؟"، فرد عليه الوالي: "قل ما شئت"، وهنا أخذ بولمدايس يلخص مشوار الفريق منذ بداية الموسم وقال أن تربص الصيف لم يكن يدل على أن الفريق سيلعب على الصعود لأن ظروفه ومدته كانتا غير لائقتين، كما تحدث على إبعاد مشهود رغم النتائج الجيدة وأضاف أن تربص الشتاء لم يكن مقنعا ولم يتجاوز أسبوع، وأن الفريق فاز على البرج ومن يومها واللاعبون لم يقدموا أي لقاء مرضي، وصولا إلى تهمة الخيانة حين قال بولمدايس: "فقدنا الثقة في أنفسنا بسبب الفتنة وقضية ترتيب المقابلات". وهنا قاطع الوالي بولمدايس وقال له أن الحديث عن هذا الأمر خطير ولا يجب التطرق إليه، وطالبه بتقديم أسباب فنية أو محيطة بالفريق وليس الدخول في متاهات ترتيب المقابلات والحديث عن الإشاعات. عساس يطلب من الوالي المحاسبة بشدّة من جهته، تحدّث المدرب عساس مختار عن أمور فريقه وأعلن أمام جميع الحضور أنه يوجد في وضعية حرجة بسبب عدم فهمه ما يجري داخل تشكيلته، وأوضح أنه لم يسبق وأن رأى فريقا يخسر 5 مقابلات متتالية حتى و لو كان ضعيفا. وذكر عساس أنه لم يشأ الإستقالة حتى لا يقال عنه أنه تهرّب من المسؤولية، وتوجّه بكلام مباشر للوالي لما طلب منه أن يحاسب الجميع بأشد قسوة لو لم يتمكن الفريق من الفوز في بسكرة وبارادو. مقني "طرطڨها" أمام الوالي وبدوي وعده بالمساعدة ولم يفوّت اللاعب مغني فرصة تواجد الوالي ورجال الإعلام ليشتكي قضيته لما طلب تناول الكلمة، إذ طرح مشكلته بقوله: "أنا أشتكي لك يا سيدي الوالي، فأنا أصبت في لقاء مع فريقي ولم أتلق مستحقاتي من يومها، كما أن الإدارة لم تدفع لي تكاليف العملية الجراحية التي قمت بها واكتشفت أنني لست مؤمّنا". وقد وعد الوالي مقني بالإهتمام بقضيته وكلّف مدير "الديجياس" دعماش للتكفل بملفه على أن يتم تعويض كل ما صرفه من جيبه في الأيام القادمة.