يُعتبر كريستيان كارومبو من بين أفضل اللاعبين الذين مرّوا على المنتخب الفرنسي وهو الذي حاز معه على كأس العالم 1998 رفقة زين الدين زيدان، كارومبو الذي تنحدر أصوله من كاليدونيا الجديدة سبق له أن زار الجزائر في العديد من المرات وكشف أنه يسعد دائما بالعودة إلى بلد زيدان، وبكل فرح وسرور قبل أن يتحدّث معنا عن الكرة الجزائرية على هامش اللقاء الخيري الذي أقيم أول أمس بملعب 5 جويلية برعاية ماجر و”اليونيسكو”. ليست المرة الأولى التي تزور فيها الجزائر، ما رأيك في هذا البلد الذي يبدو أنه يعجبك؟ أعتبر الجزائر بلدا كبيرا للغاية وجميل، لقد سبق لي أن زرت الجزائر العاصمة وما أدهشني هي الهندسة المعمارية الموجودة هنا، هي جميلة للغاية وتجلب الانتباه مثلما شاهدته بالنسبة لمتحف الفنون الجميلة إنه رائع فعلا، هذه المرة أيضا استقبال الجزائريين كان حارا مرة أخرى وقد تأثرت للغاية من هذا الاستقبال، إضافة إلى تأثري من السبب الأول وراء مجيئي هذه المرة بعد دعوة رابح ماجر للمشاركة في هذه المباراة الخيرية التي تشرف عليها “اليونيسكو” لأجل أطفال إفريقيا، وهو ما جعل كل عائلة كرة القدم تلبّي دعوة رابح ماجر لهذه المباراة. أنت تعرف رابح ماجر جيدا لكن في نفس الوقت تعرف بعض اللاعبين الجزائريين، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال أعرف بعض اللاعبين الجزائريين وهناك واحد منهم لعبت معه في وقت سابق، وهو عنتر يحيى الذي لعبت معه في فريق باستيا، الآن عنتر يلعب في البوندسليڤا مع كايزر سلاوترن، لقد عشنا معا فترة جميلة وكانت تجربة جميلة للغاية بالنسبة لي، وأعرف أيضا لاعبين آخرين بما أنني تابعت مباريات المنتخب الجزائري خلال مشاركته في كأس العالم 2010. هل تعتقد أنّ الكرة الجزائرية حاليا تعرف استفاقة بعد مرحلة فراغ قصيرة مرّت بها؟ الكرة الجزائرية مثلها مثل الكرة الفرنسية عرفت تراجعا ومرّت بمرحلة فراغ في وقت سابق، بالنسبة للكرة الجزائرية فإنها استعادت عافيتها بسرعة بعد تجديد الدماء والزج بجيل جديد، أمّا فيما يتعلّق بالفرنسيين فإنّ الأمر كان أصعب خاصة بعد الذي حدث في جنوب إفريقيا، أعود للجزائر وأقول إنّ قدوم وحيد حليلوزيتش سيعطي بعض القوة البدنية للعب الجزائريين إضافة إلى انضباط تكتيكي، وهو ما سيساعد هذا المنتخب الذي يملك لاعبين موهوبين للغاية على غرار مغني وآخرين وقد أُعجبت بالعمل الذي يقوم به مع “الخضر”، الآن هذا المنتخب سيكون بنضج أكبر وباستعداد أكبر ورغم أنّ الجزائر لم تنجح في التأهل إلى كأس إفريقيا الأخيرة إلا أنها تملك مكانة في الكرة العالمية. لقد تحدثت عن مراد مغني هل أنت من بين المعجبين بهذا اللاعب الذين تنبّأ له الجميع بمستقبل زاهر؟ نعم، وقد تم تشبيهه حتى ب زيدان وهو ما يؤكد أنه يملك الموهبة اللازمة، والآن ما عليه سوى أن يكون منتظما في خرجاته، أعتقد أنه لاعب كبير وأتمنى أن يتمكّن من تقديم الإضافة للجزائر ويعيد لها بريقها. هناك الكثير من اللاعبين المغاربيين الذين أصبحوا يلعبون مع أكبر الأندية الأوروبية على غرار المغربيين مروان الشماخ في أرسنال وبوصوفة مع أنزي، الجزائريين سفيان فغولي مع فالنسيا ومصباح مع ميلان، والعديد من النجوم الآخرين، ما تعليقك؟ هذا طبيعي لأنّ منطقة المغرب العربي هي منطقة كرة قدم وتحب كرة القدم وهو ما وقفت عليه خلال زيارتي لبعض بلدان المغرب العربي على غرار الجزائر، تونس وحتى بعض البلدان الإفريقية، لقد شاهدت ملاعب بسعة 70 و100 ألف متفرج بينما أكبر الملاعب في أوروبا تتسع ل 80 ألف متفرج، ويمكن القول إنّ درجة عشق سكان المغرب للكرة غير عادية ومدهشة ومن الطبيعي الآن أن نجد لاعبين مغاربة يغزون الملاعب الأوروبية بفضل مهاراتهم وإمكاناتهم. هل أُعجبت بالمرافق التي تملكها الأندية التونسية؟ نعم هذا أكيد، وتفسير هذا أنّ تونس لديها الكثير من العلاقات مع أوروبا وبالتالي التجهيزات في هذا البلد كانت على الطريقة الأوروبية، والأكيد أنّ المنشآت الرياضية في تونس جيدة وكبيرة وتخضع للمعايير العالمية، حتى الجزائر لديها الإمكانات لإنجاز ملاعب مميزة وعلى المقاسات العالمية خاصة أنها حاليا تحاول دخول عالم الاحتراف. حسب اعتقادك هل يوجد لاعب جزائري قادر على أن يصبح ماجر جديد؟ نعم بطبيعة الحال، هناك كريم بن زيمة الذي يقدّم مستويات مميزة في ريال مدريد وحتى إن كان من جنسية فرنسية إلا أنه أيضا من أصول جزائرية، هناك أيضا حاتم بن عرفة وهو من أصول تونسية ويملك إمكانات معتبرة دون أن ننسى سفيان فغولي الذي يقدّم مستوى لا بأس به مع فالنسيا، صراحة لا يمكنني ذكر واحد أو اثنين فقط لأنه يوجد الكثير من اللاعبين الجيدين. نعرف جيدا أنك تعتز بأصولك من كاليدونيا الجديدة، لمّا كنت تلعب مع زين الدين زيدان هل كنتم تتحدثون عن بلدانكم الأصلية؟ نعم من حين لآخر وهذا هو سبب قدومنا مع بعضنا البعض إلى الجزائر المرة الأخيرة (بمناسبة دورة كرة القدم في الصالة التي أجريت في القاعة البيضاوية قبل سنتين)، لأنه كان من المهم بالنسبة له أن يعود مجددا إلى الجزائر، كما شاركنا أيضا في لقاء خيري لفائدة ضحايا الزلزال الذي ضرب الجزائر حيث حاولنا التضامن مع ضحايا هذه المأساة المؤلمة، هذا أقل ما يمكن للاعبين الأوروبيين بشكل عام والفرنسيين بشكل خاص القيام به خاصة بعد كل ما قدّمه اللاعبون الذين ينحدرون من أصول إفريقية للكرة الأوروبية. ما هي النصيحة التي توجّهها للرياضيين الجزائريين والمغاربة بشكل عام حتى يتمكّنوا من الوصول إلى أعلى المستويات في الرياضة؟ أولا عليهم المثابرة وعدم الاستسلام بسهولة، في بعض الأحيان الجانب البدني لهؤلاء اللاعبين يكون ناقصا وما عليهم سوى العمل لتحسينه وإذا أضفنا عليه بعض التحسينات في الجانب الذهني كل شيء سيكون على أحسن ما يرام، ومثلما قلت منذ قليل فإنه مع وجود المدرب وحيد حليلوزيتش على رأس المنتخب الجزائري الأمور ستتحسّن كثيرا من الجانبين البدني والذهني وحتى التكتيكي، ولو يتوفر كل هذا أقول إنه يجب الحذر من المنتخب الجزائري.