كما أشرنا في عدد الأمس حول دخول شباب بلوزداد في المنطقة الحمراء المعنية بالسقوط وهو ما جعل الشباب على أعتاب نفق مظلم يواجه خلاله شبح السقوط إلى القسم الثاني. وأمام هذه الوضعية بات من المحتم على الشباب الفوز في الداربي العاصمي أمام مولودية الجزائر غدا الجمعة في ملعب 5 جويلية، لأنه الحل الوحيد لضمان البقاء من دون انتظار مباراة تلمسان الأخيرة في ملعب العقيد لطفي أو الوقوع تحت رحمة فريق آخر أو الدخول في حسابات قد لا تخدم البلوزداديين، ليس لتعكير فرحة المولودية أو حرمانها من اللقب ولكن من أجل ضمان البقاء ولا نقاش في الأمر. التعادل غدًا الجمعة قد لا يكون كافيًا ولو أن البعض يتحدث عن نقطة واحدة في المباراتين المقبلتين أمام المولودية أو تلمسان ستجعل الشباب ينجو وستكون كافية لضمان البقاء في القسم الأول، لكن ما يجهله هؤلاء أو غفلوا عنه هو أن الشباب قد لا يضمن بقاءه بالتعادل بسبب الحسابات المعقدة التي قد لا تخدمهم. فإذا ما سلمنا بأن الفريق سينهي الموسم برصيد 43 نقطة فإنه في هذه الحالة سيكون ملزما على انتظار معجزة أو على الأقل انتظار هدية من شبيبة بجاية في تنقلها الصعب إلى الخروب لمواجهة “لايسكا” المهدّدة بالسقوط (تحتل المرتبة 15 بفارق ثلاث نقاط عن الشباب) أو هدية مماثلة من تلمسان في تنقلها إلى ملعب زوڤاري لمواجهة العلمة التي تأتي خلف الشباب بفارق نقطتين، ونفس الأمر ينطبق على الثنائي اتحاد البليدة ومولودية وهران المهدّدين بالسقوط. الشباب قد يجد نفسه في حسابات معقدة غير أن الأمور ليست بهذه البساطة التي يتصورها أبناء العقيبة من خلال إنهاء الموسم ب43 نقطة وسيكونون ضمن حظيرة الكبار الموسم المقبل، لأن المباراتين المقبلتين قد تضعان الشباب أمام حسابات جد معقدة في حالة تساوي الشباب في النقاط مع الفرق الأخرى على غرار الكاب، البليدة، الخروب، العلمة والحمراوة. وفي هذه الحالة فإن الأمور ستتعقد وسيدخل الجميع في حسابات أكثر تعقيدا سيتم احتساب نتائج الفرق في المباريات في ما بينها وبعدها الفارق في الأهداف، وهنا الكفة قد تميل للشباب أمام ثلاثة فرق وهي البليدة، الخروبوالعلمة باحتساب نتائج الفرق ذهابا وإيابا بما أن الشباب فاز على الخروبوالبليدة ذهابا وفرض عليهما التعادل في عقر داريهما، وهو ما يصب في صالحه كما حقق فوزا كبيرا على العلمة في مباراة الإياب بالرغم خسارته في الذهاب. دفع ثمن خسارته أمام “الكاب” والبرج ذهابا وإيابا كما يوجد سيناريو آخر لن يخدم البلوزداديين وقد يعجّل بسقوطهم إلى القسم الثاني وهو في حالة تساوي الشباب في النقاط مع فريقين اثنين فقط وهما البرج التي لم تضمن بقاءها حسابيا وشباب باتنة ثالث المهدّدين بالسقوط وبفارق خمس نقاط فقط عن الشباب. ففي حالة إنهاء الشباب الموسم برصيد 43 نقطة رفقة الكاب فإن الكفة تميل للكاب لسبب بسيط وهو أن الشباب سيدفع ثمن خسارته ذهابا وإيابا وهو ما سيجعل الحسابات في خدمة الباتنية الأقرب لتحقيقه بما أنها ستلعب المباراتين الأخيرتين في ملعبها أمام الجار مولودية باتنة، وشبيبة القبائل. كما دفع الشباب الثمن غاليا عندما أراد التضحية بمباراة البرج في ملعبه نظير التأهل في كأس الكاف فالخسارة انقلبت إلى كارثة على البلوزداديين ولم يحسبوا لها كما ينبغي. المسؤولية تقع على الجميع وعليهم إنقاذ الوضع وكل هذه الأحداث تدفع الجميع إلى التساؤل حول الأسباب التي حوّلت الشباب من الفرق التي تلعب حول مرتبة متقدمة إلى فريق سيلعب مصير البقاء بين ليلة وضحاها. وأعرب الأنصار عن امتعاضهم الشديد من الوضعية التي آل إليها الفريق وطالما حذّّروا منها بسبب التسيب الذي ميز الفريق في التدريبات والغيابات التي مست أيضا المباريات على غرار مباراة باتنة التي غاب عنها عواد وبوسحابة. كما ردّ الأنصار السبب إلى النقاط الضائعة في ملعب 20 أوت والأداء الهزيل المقدّم، إلا أن البعض كان يرى فيها ضربا لاستقرار الفريق لتأتي النتيجة عكس حسابات المسيّرين، الطاقم الفني واللاعبين الذين كانوا يتصوّرون أنفسهم قد ضمنوا البقاء مسبقا وهم مطالبون الآن بتحمل مسؤولياتهم إنقاذ الفريق من السقوط. اللاعبون صُدموا وشعروا بحجم الخطر وعقب نهاية المباراة أمس أمام شباب باتنة لم يتردّد اللاعبون في طلب نتائج المباريات الأخيرة وكانت صدمتهم كبيرة عندما تأكدوا فعلا أنهم معنيون بالسقوط خاصة أن الخروب صنعت المفاجأة وفازت على البرج في مقابلة وصفت بالمهزلة بالنظر إلى السيناريو. حيث شعروا بأنهم يتحمّلون جانبًا من المسؤولية بسبب النقاط التي ضيّعوها في ملعب 20 أوت أمام وفاق سطيف، باتنة، البرج وعنابة. حيث عاد اللاعبون برًا من باتنة في أجواء جنائزية غلبت عليها الحسابات حول حظوظ البقاء، وهو ما زاد الضغط على رفقاء القائد معمري. --------------------------- حنكوش: “وضعيتنا تعقّدت ولكن سنتدارك الوضع” باتت وضعية شباب بلوزداد معقدة بعد انضمامه لكوكبة الفرق المعنية بالسقوط، وهو ما اعترف به المدرب البلوزدادي محمد حنكوش في حديث جمعنا به أمس أكد لنا أن الأمور أصبحت معقدة قبل نهاية الموسم، مشددا على ضرورة تدارك الوضع عاجلا من دون انتظار هدية من أحد. حيث قال : “فعلا بسبب خسارة المباراة أمس أمام شباب باتنة أصبحت وضعيتنا معقدة للغاية واقتربنا من الفرق المعنية بالسقوط، وعليه بات علينا تدارك الأمر في المباراتين المقبلتين، وقد يكون كافيا لنا تحقيق نقطة لنضمن البقاء ولكن سنلعب المباراتين المتبقيتين أمام المولودية وتلمسان وسنحقق فيها نتائج إيجابية”. “من الصعب تحقيق نتيجة إيجابية في باتنة بلاعبين من الأواسط” وعاد المدرب البلوزدادي إلى خسارة فريقه في مباراة الأمس أمام شباب باتنة والتي تلقى فيها عدة انتقادات، إلا أنه دافع عن نفسه وقال إن فريقه وجد نفسه مجبرًا على التنقل بأربعة لاعبين من الأواسط. حيث قال : “من الصعب أن تحقق نتيجة إيجابية في باتنة ونحن تنقلنا بأربعة لاعبين من الأواسط إضافة إلى أرضية الميدان الصعبة التي سببت لنا مشاكل في التعامل مع الكرة وأثرت علينا”. “تعرضنا إلى ضغط شديد من الباتنية” واستطرد حنكوش في حديثه معنا وأكد لنا أنه قبل المباراة تعرض فريقه إلى ضغط شديد من بعض الأطراف في باتنة، وهو ما أثر في لاعبيه الذين دخلوا المباراة بنية العودة بنتيجة إيجابية تبقي الحظوظ قائمة في البقاء في حظيرة الكبار. وأضاف : “وكان من الصعب علينا أيضا العودة بنتيجة إيجابية في ظل الظروف الصعبة التي عشناها في باتنة قبل بداية المباراة بسبب الضغط الشديد الذي تعرّضنا له من بعض الأطراف لأن فريقهم كان في حاجة للفوز للإبقاء على الأمل قائما للعب ورقة البقاء في القسم الأول ومع هذا لعبنا وبذلنا كل ما في وسعنا لتحقيق نتيجة إيجابية لكن لم نفلح في ذلك”. “غياب عواد سببه سوء تفاهم ولم أعفه من المباراة” وتطرق حنكوش إلى غياب صانع الألعاب أمين عواد عن المباراة التي كان الفريق في حاجة ماسة إلى حضور كل الأسماء فيها، ما جعله يضطر للاستنجاد بلاعب من الأواسط، إلا أن حنكوش أكد أن غياب عواد سببه سوء تفاهم لا غير. وأضاف : “غياب عواد كان بسبب سوء تفاهم لأنه كان يعتقد أنه معفى من المباراة بسبب الإصابة، حيث خضع لفحوص طبية وأكد له طبيب الفريق أنه مصاب على مستوى العضلة المقربة، لكن عندما تنقلنا لم يأت وسألني الطبيب إن كنت أعفيته فأكدت له أنني تحدثت معه حول إصابته من دون إعفائه من المباراة، واعتقد أنه كان معفى من المباراة”. حصة اليوم في الحماية المدنية قرر البلوزداديون نقل التدريبات إلى ملعب الحماية المدنية صبيحة اليوم للتحضير للداربي العاصمي أمام مولودية الجزائر بعيدا عن ضغط الأنصار الغاضبين لما آل إليه البيت البلوزدادي، وكانت حصة الإستئناف مساء أمس في غابة بوشاوي.