اختار بلهندة نجم الكرة المغربية الناشط في صفوف نادي "مونبيلييه" الفرنسي رائد ترتيب البطولة الفرنسية، "الهدّاف" و"لوبيتور" للإدلاء بهذا الحوار الحصري، حيث عاد معنا للحديث عن مشواره الاحترافي وعن وضعيته في فريقه الحالي، كما تطرّق إلى مستقبل الكرة المغاربية. وبالرغم من أنه يعدّ بين أحسن لاعبي "اللّيغ 1" الفرنسية وكان قادرا على خطف مكانة مع "الديكة" للمشاركة في "أورو 2012"، غير أن بلهندة كشف لنا أن ذلك لم يجعله يندم على اختيار اللعب لبلده الأصلي المغرب... نبدأ من الفوز الذي حققتموه أمام فالنسيان (الحوار أجري الأحد الماضي)، ما الذي يمكنك قوله؟ من الصعب الفوز أمام فريق مثل فالنسيان يلعب على البقاء، وبعد خسارتنا أمام لوريان كان يجب علينا الفوز خاصة بعد المباراة التي خسرناها أمام "بي. أس.جي" هنا في ملعب "لاموسون"، ومنذ ذلك الحين بقينا دون هزيمة في ديارنا، لذلك كان علينا أن نحافظ على تفوّقنا في الدّيار. بعد هذا الفوز يمكننا أن نقول بأنكم في الطريق الصحيح للتتويج باللقب؟ يمكن قول ذلك، لكن الأهم من ذلك الآن أن نسيّر الجولات الخمس الأخيرة كلّ مباراة تعتبر بمثابة نهائي. فزنا اليوم بواحدة (الأحد الماضي) ويجب الآن أن نبقي أعيننا على مشوار "بي. أس. جي" مع نهاية هذا الموسم، والحفاظ على انتظام نتائجنا حتى ننهي الموسم في الرّيادة. لم يكن أحدا ينتظر أن يحقق مونبيلييه ما حققه الآن مقارنة بميزانيته مع مرسليا، ليون وباريس سان جيرمان، هل تعتبر ذلك مفاجأة لكم؟ أقول بأن ما وصلنا إليه هو ثمرة عمل جدّي والذي بدأ منذ مدّة طويلة، المجموعة التي نملكها متعايشة مع بعضها منذ 3 أو 4 مواسم، وهذا الموسم بدأنا نحصد ثمرة الجهد المتواصل. صحيح أن أحدا لم يرشّحنا لأن نكون في هذه المرتبة قبل باريس، مرسيليا أو "ليون"، لكن نحن الآن هنا وستكون لدينا كلمتنا لنقولها في نهاية الموسم. السّباق نحو اللقب انحصر بين فريقين، هل يمكنكم إزاحة "بي.أس.جي"؟ بطبيعة الحال، فعلنا ذلك طيلة الموسم وليس قبل 5 مباريات سنتراجع. وكما قلت علينا أن نحافظ على نفس الجدية، نفس الانضباط ونفس الرغبة لنصل إلى القمّة. بالحديث عن "باريس سان جيرمان"، نعرف أنك من بين اللاعبين المغاربة المستهدفين من طرف هذا الفريق، هل تلقيت عرضا منه؟ في الوقت الذي أحدثكم فيه لم أتلق أيّ اقتراح أو عرض. صحيح أننا نتحدّث كثيرا بخصوص تنقلي إلى "باريس سان جيرمان" عبر الصحف، لكن عليّ أن أوضح لكم شيئا. أنا الآن مركّز مع فريقي ونحن نلعب من أجل الظفر بلقب البطولة وأريد تحقيق ذلك، وبعد ذلك إذا كان لدى "بي.أس.جي" أو فريق آخر رغبة في ضمّي ما عليهم سوى الاتصال بمناجيري لبدء المفاوضات. الآن هاجسي الوحيد هو إنهاء الموسم بطلا مع مونبيلييه. هناك العديد من الأندية الأوربية التي تتابعك عن قرب، على غرار نيوكاستل، بايرن ميونخ وأندية إيطالية أخرى، ألا ترغب في عيش تجربة جديدة بعد 3 مواسم مع مونبيلييه؟ صحيح أن كلّ اللاعبين يرغبون في اللعب في بطولة كبيرة على غرار البطولات الإنجليزية، الألمانية أو الإسبانية، ولو أن حتى البطولة الفرنسية تملك مستوى جيّدا، ولا أخفي أن بعض الأندية تجعلك تحلم وإذا تمكنت من تحقيق هذه الأحلام سيكون أمرا رائعا، وإلا أنا لست من اللاعبين الذين يتسرّعون. ما هي البطولات التي تفضّلها؟ أحبّ أكثر البطولتين الإنجليزية والألمانية. لماذا هاتان البطولتان تحديدا؟ لماذا لا البطولة الإسبانية؟ أحبّ كثيرا الاندفاع البدني والدخول في الصّراعات الثنائية. في ألمانيا هناك العديد من المساحات في اللعب وأعتقد أن هناك سيكون بمقدوري التطور، وتبقى البطولتان الإسبانية والإيطالية بطولتين جيّدتين. نعرف أنك صديق رياض بودبوز، هل تعرف لاعبين جزائريين آخرين في البطولة الفرنسية؟ رياض صديق مقرّب، الصيف الماضي جاء إلى مونبيلييه وقضينا سويا أوقاتا رائعة، أعرف أيضا فؤاد قادير الذي تقابلت معه في الملعب منذ قليل (الأحد الماضي). هو شخص رائع وموهوب. بعد الموسم الرائع الذي قدّمته، أنت مرشّح للحصول على لقب أفضل لاعب هذا الموسم في بطولة "ليغ 1"، هل تضعها ضمن أهدافك؟ لا أركز كثيرا على الألقاب الفردية، أنا مركز أكثر حول لقب البطولة مع فريقي، وسيكون مذهلا أن تعيّن مع أفضل اللاعبين في البطولة الفرنسية، لأنه سيتم تكريم مجهوداتي ومستواي طوال الموسم مع فريقي. "بيار مينيس" الصحفي الفرنسي المعروف قال بأن المدير الفني الفرنسي لم يقم بعمله بعدما ترك لاعبا موهوبا مثلك يختار منتخبا آخر، ماذا يعني لك هذا؟ لا أعرف ما الذي يمكنني قوله، لكن لم يسبق لي أن تمّ استدعائي للمنتخب الفرنسي في أصنافه الشبانية، ربما يريد الحديث عن هذا الموضوع. لكن الآن اخترت المغرب وعليهم أن يحترموا قراري، وكما سبق لي أن قلته للصحفيين الفرنسيين، عليهم أن يتوقفوا على طرح هذا السؤال عليّ في كل مرّة، لأن الحديث في كل مرة حول هذا الموضوع هو قلّة احترام لبلدي المغرب. لكن مع مستواك الحالي، كنت قادرا على المشاركة في "أورو 2012"... لم أندم على اختيار المغرب، شاركت في كأس إفريقيا مع بلدي وهو ما جعلني أشعر بفخر كبير، بالرغم من أن الأمور لم تسر كما كان متوقعا.. الآن لدينا تصفيات "كان 2013" وكأس العالم لتحضيرها، وأنا متأكد بأني سأعيش لحظات رائعة مع المغرب. بالعودة قليلا إلى الخلف، كيف تقيّم لنا مشاركتكم في كأس إفريقيا 2012؟ كانت سيّئة، كانت لدينا الرغبة في الذهاب بعيدا والتأهّل على الأقل من مجموعتنا، لكن كرة القدم في إفريقيا أصبحت صعبة مع الأجواء المناخية التي يصعب تسييرها. في منافسة مماثلة يجب أن نكون في أحسن مستوياتنا البدنية والفنية، ونحن لم نعرف كيف نتعامل مع الاثنين في "كان 2012". حتى الهزيمة أمام تونس أحدثت لكم عدّة مشاكل، أليس كذلك؟ نعم، هذا بالضبط ما حدث. كانت مباراتنا الأولى وتعرّفون جيدا أهمية اللقاء الأول في مثل هذا النوع من المنافسات، خاصة أنه كان ينتظرنا بعدها مباراة أخرى أمام الغابون البلد المنظم. وبعد هذه النكسة أمام تونس كنا خسرنا اللقاء الموالي مسبقا. ما هي أسباب هذه الانتكاسة؟ أعتقد أننا كنا نرى أنفسنا وصلنا بعد التصفيات التي قمنا بها، وذهبنا بثقة كبيرة في النفس ولم نحترم منافسينا. ما هي الدروس التي استخلصتموها بعد هذه المشاركة المخيّبة؟ من الواضح أنه في بعض الجوانب المشاركة في هذه المنافسة كانت إيجابية، أوّلا لأنها سمحت لبعض اللاعبين اكتشاف هذه المنافسة لأول مرّة، وثانيا سمحت لنا أيضا بربح الخبرة. حتى الفوز ب 4-0 أمام الجزائر يكون ساهم في الثقة المفرطة التي تنقلتم بها إلى الغابون، ألا تعتقد ذلك؟ بلى، خاصة أننا واصلنا نتائجنا الإيجابية أمام أوغندا والكامرون في دورة "أل. جي". أعتقد بأنه بعد الفوز العريض على الجزائر اعتقدنا أننا أقوى بكثير والفوز في "الداربي" لم يكن النهاية في آخر المطاف، خاصة أنه كان ممكنا أن يكون لمصلحة الجزائر، صحيح أن ذلك الفوز جعل المغاربة أكثر فخرا، لكن لا يجب أن نتوقف فيه. شخصيا كان أول فوز عريض لك مع المغرب، كيف عشت ذلك من الناحية الشخصية؟ صحيح على المستوى الدولي كان أول فوز عريض في مسيرتي، لعبنا كرة القدم حتى نعيش لحظات مثل التي عشناها في مراكش، حتى في الجزائر بعد فوز الجزائريين الجميع كان فرحا، هم فعلوها في مباراة الذّهاب ونحن فعلناها في مباراة العودة. لكن قبل مباراة مراكش كنت متخوّفا وهو ما ظهر في تصريحاتك؟ نعم، لأننا كنا نعرف أنه لم يكن لديهم ما يخسرونه بعد فوزهم في مباراة الذهاب وجاؤوا للفوز واللّعب مجددا على ورقة التأهل. نحن أيضا كنا نشعر بضغط الجمهور. عندما تلعب في ميدانك أمام الجزائر وتهزم لا تعرف كيف ستسير الأمور، ولحسن الحظ أننا فزنا لأن كلّ الشعب كان ينتظرنا، ولأنه كان مرّ وقت طويل لم نشارك فيه في نهائيات كأس إفريقيا. ما رأيك في الحديث عن مباراة عنابة؟ أحببت كثيرا الحماس الذي كان موجودا في المدرجات، لا أعرف كم وصل عدد الجمهور لكن الأمر كان رائعا. أحبّ كثيرا اللعب في ملاعب مماثلة. ذكرتني بشيء، قبل بدء اللقاء قمنا بتصوير الجماهير الحاضرة لنتذكر مستقبلا تلك اللحظات، تعرفون أننا هنا للعب منافسات كبيرة ومع جمهور مماثل يشجّعك بذلك الحماس يدفعك لتقديم كلّ شيء. هذا يعني أنكم شعرتم وكأنكم تلعبون في المغرب، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال، أحببنا كلّ شيء، تمّ استقبالنا بطريقة جيدة، أكلنا جيّدا ولم نشعر بأنفسنا غرباء، وفي نهاية المطاف الجزائر والمغرب "كيف، كيف". نود أن نتحدث حاليا عن أمور أخرى، هل لك أن تقول لنا من هو مثلك في الكرة المغربية؟ أحب كثيرا مروان الشماخ، لكن هناك أيضا مصطفى حاجي والباصير اللذين لعبا كأس العالم سنة 1998 بفرنسا، أنا أعتبر هذا الثنائي قدوة بالنسبة لي فكما تعلمون المشاركة في كأس العالم بالنسبة للبلدان الإفريقية تعتبر نادرة وتأتي من حين لآخر فقط، لذا أقول إنّ قدوتي كانت دائما حاجي والبصير. وهل تعرف جيل تيمومي وبودربالة؟ نعم بطبيعة الحال، أعرف تيمومي وبودربالة اللذين التقيت بهما هذه السنة. كيف كان اللقاء مع بودربالة؟ ما حدث أنه جاء لمحاورتي والأمور سارت على أحسن ما يرام، استقبلته في منزلي، وهو شخص مميز للغاية والجميع يقول إنّ لديّ أسلوب مشابه لأسلوبه، لقد أراني بعض الفيديوهات الخاصة به عبر موقع اليوتوب وصراحة إنه هداف من الطراز الرفيع. وهل ترى فعلا أنك تملك أسلوبا مشابها لأسلوبه؟ نعم، صحيح أنه كان أكثر فاعلية مني لكن لدينا نفس طريقة اللعب فوق الميدان. هذا الموسم كنت فعّالا من خلال الكثير من الأهداف الجميلة التي سجّلتها. أحاول أن أكون دائما أكثر فاعلية لأني أعرف جيدا أن الإحصائيات والأرقام تهم كثيرا، شخصيا يسعدني دائما تسجيل أهداف رغم أنني أفضل أكثر أن أمرّر كرات أهداف، لأنه في الأساس هذا هو دوري بصفتي لاعب وسط ميدان هجومي (رقم 10) في فريق مونبوليي. ومن هو قدوتك على المستوى العالمي؟ قدوتي زيدان. من هو المدرب الذي حوّل مشوارك الرياضي وأثّر فيه بشكل كبير؟ إنه روني جيرارد. لماذا؟ لأنه هو الذي اكتشفني لما لعبت نهائي كأس "ڤامبرديلا" وكنت أنشط في ذلك الوقت في القسم الهاوي، كنت لا أزال ألعب مع الفريق الاحتياطي لكنه استدعاني وضمّني إلى الفريق الأول، أتذكر جيدا تلك الفترة، كنت أقضي عطلتي في المغرب حين جاءني اتصال هاتفي من مسيري الفريق أكدوا لي فيه أن المدرب الجديد يريدني مع الفريق الأول وبالتالي اضطررت إلى قطع عطلتي والالتحاق بالفريق على الفور، هذا حدث في صيف 2009، المدرب وضع فيّ ثقته آنذاك ولازال لحد الآن وهو ما أعتبره تحوّلا هاما في مشواري وفي مسيرتي الكروية، لهذا السبب أريد الفوز بلقب البطولة لكي أهديه للمدرب ولرئيس الفريق لويس نيكولين. حدثنا قليلا عن بداياتك، هل بدأت مع فريق مونبوليي؟ لا، بدأت في فريق أرمون، إنه فريق قرية صغيرة بالقرب من مقر إقامتي في أفينيون، بعدها بفترة صغيرة التحقت بفريق رومولين كما لعبت 6 أشهر مع نادي أم سي جي أفينيون وهو فريق معروف في الناحية ولديه الكثير من العلاقات مع الأندية المحترفة، بعدها التحقت بمركز تكوين نادي مونبوليي. والآن أنت لاعب مطلوب بكثرة في سوق التحويلات. الحمد لله، أنا شخصيا لا أرغب في حرق المراحل والقيام بخطوة متسرّعة بل أحاول التقدّم بهدوء وبدون أن أضغط على نفسي. مواطنك عادل تاعرابت اختير كأحسن لاعب عربي من خلال الاستحقاق الذي قدّمته جريدتا "الهداف" و"لوبيتور"، هل يهمّك أن تحصل على هذا اللقب؟ من المشرّف دائما أن تفوز بألقاب شخصية، لكن مثلما قلت سابقا أفضّل أن أركّز على العمل الجماعي، لكن هذا لا يمنع من القول إنّ ترشيحي فقط لنيل لقب مماثل يعتبر أمرا مشرفا بالنسبة لي. وهل تعتقد أنّ تاعرابت يستحق هذا اللقب؟ بطبيعة الحال، عادل لاعب مميز ومهاري، صحيح أنّ كثيرين يرون أنه لاعب غير ناضج لكنه يبقى لاعبا رائعا، ومثلما يعرف الجميع فإن عادل يملك الإمكانات والموهبة اللازمة التي تسمح له باللعب في المستوى العالي. بالنسبة للكرة الذهبية الجزائرية، رياض بودبوز هو الذي حصل على هذه الجائزة لسنة 2011، هل أنت على علم بذلك؟ بطبيعة الحال، لقد كنت على علم بذلك حين جاء إلى الجزائر لأجل استلام جائزته، حيث التقيت به في باريس بعد ذلك. ما رأيك في مستواه؟ رياض لاعب رائع فهو يقوم بأمور غير عادية بالكرة رغم أنه يلعب في سوشو الذي يعاني كثيرا هذا الموسم، وبدون التقليل من قيمة نادي سوشو أعتقد أنّ رياض عليه تغيير الفريق واللعب في مستوى أكبر فهو مشروع لاعب كبير في المستقبل. الشماخ في أرسنال، مصباح في ميلان، فغولي في فالنسيا، الكرة المغاربية في أحسن أحوالها أليس كذلك؟ هذا صحيح، الآن لم يعد البرازيليون فقط من يصنعون أفراح الأندية الأوروبية بل هناك فرنسيون ومغاربيون يملكون الموهبة والإمكانات اللازمة، وبهذا الخصوص أحسن لاعب بالنسبة لي هو من أصل جزائري (يتحدث عن زيدان)، هذه هي الحقيقة حاليا، هذا الأمر موهبة. ما هو شعورك وأنت ترى لاعبين من المغرب العربي ينشطون في أكبر الأندية الأوروبية؟ أولا هذا أمر مشرّف وفخر بالنسبة لي ومحفّز للغاية، فمثلا مروان الشماخ الذي أعتبره أخا لي والذي التحق بأرسنال الإنجليزي هو مثل وقدوة بالنسبة لكل الشبان المغاربة، فلم أكن بعد قد دخلت عالم الاحتراف لما كنت أشاهده يلعب مع نادي بوردو، ولما أشاهد مصباح يلعب مع ميلان فهذا يعطيني الأمل في الالتحاق بناد كبير في المستقبل. بالمقابل فغولي لاعب أساسي بدون منازع مع فالنسيا لكن الأمور أصعب بالنسبة ل الشماخ ومصباح، ألا يخيفك هذا الأمر قليلا؟ لا بتاتا، فمثلما يعلم الجميع لمّا تلعب في هذا المستوى التنافس يصبح أشد وأصعب وهو ما يؤدي إلى تحسين مستوى أي لاعب، هذا أمر عادي وطبيعي. من أي منطقة تنحدر من المغرب؟ أنا من تازا وهي تقع بين فاس ووجدة. إذن أنت لست من الريف. لا، صحيح أنه يوجد الكثير من الأشخاص من الريف في تلك المنطقة بما أن منطقة الناظور تقع بالقرب منا، لكني لست من الريف بل أنا برنوسي. هل تقضي عطلتك في المغرب؟ نعم، حيث أتنقل كلّ صائفة وأيضا خلال كلّ شهر ديسمبر إلى المغرب لقضاء عطلتي هناك. هناك تجد راحتك إذن؟ أجد راحتي وأكون في أحسن حالّ هناك، إنه بلدي الثاني بالتساوي مع فرنسا، لهذا فكلما أتيحت الفرصة أمامي للتنقل لا أتردّد في ذلك . هل أنت مناصر للرجاء أو الوداد البيضاوي؟ أنا مناصر للرجاء البيضاوي. لماذا الرجاء وليس الوداد؟ الأمر كذلك أحبّ "الخضر"... تحيا الخضرا (يضحك)... هل سبق لك وحضرت هذا "الداربي"؟ للأسف لا، كنت على وشك حضور "الداربي" ذات سبت من العام الماضي، ولكن في آخر لحظة تغيّر البرنامج وتعذر عليّ ذلك لأني كنت مرتبطا بلقاء يوم الأحد. هل أنت ممّن يأكلون كثيرا؟ لست كذلك، فأنا شخص عادٍ جدّا وأحبّ ذلك في حياتي. حتما تحبّ المطبخ المغربي وأكلاته؟ أكيد، هذا أمر مفروغ منه. ما هو طبقك المفضّل؟ الكسكسي وأيضا الدجاج المحمّر. ما هي أهدافك مع المنتخب المغربي؟ أوّلا هناك التحضير لنهائيات كأس إفريقيا للأمم 2013 وضرورة التواجد فيها وعدم تضييع هذه الفرصة، وبعدها تأتي التصفيات المؤهّلة لنهائيات كأس العالم 2014 بداية شهر جوان المقبل. لذا يجب الفوز في اللقاءين الأولين وتقديم الأفضل حتى نسجل بداية جيّدة. كيف تقيّم مجموعتكم؟ إنها مجموعة صعبة، فإضافة إلى غامبيا التي فازت عليها الجزائر داخل قواعدها مؤخرا، هناك منتخب كوت ديفوار وتانزانيا، فالجميع يعرف منتخب كوت ديفوار ولاعبيه الكبار الذين ينشطون في أكبر الأندية الأوربية، وبعده يأتي منتخب تانزانيا وقد سبق لنا مواجهته لكن في إفريقيا. لذا يتوجب الحذر والحيطة لأن المنتخبات الإفريقية أصبحت صعبة المنال خاصة داخل قواعدها. بالنسبة لكم إيريك "ڨيرتس" الرجل المناسب لهذه المهمّة؟ أجل، إنه الرجل المناسب، فهو مدرب صاحب خبرة كبيرة ويعرف ما الذي يجب فعله في اللحظات الصعبة. صحيح الأمور لم تسر بالشكل الجيّد في نهائيات أمم إفريقيا الأخيرة، لكن من الأخطاء نتعلم، ولا يجب أن ننسى أنها تجربته الأولى مع منتخب إفريقي، وعلينا منحه الوقت ليعمل مع هذه المجموعة. هل الحلّ يكمن في المدرب الأجنبي حسب رأيك؟ لا يمكنني الحكم على المدرّبين المحليين، لكن الجميع يعرف قيمة "ڨيرتس"، فلقد مرّ عبر أكبر الأندية، فهو شخص يمنحك الآمان وهو حاليا بصدد بناء شيء صلب ومتين، ولا يجب أن يتم زعزعة ذلك، وأظن أننا معه سنصل لما نريد. الجزائر متواجدة في مجموعة تضمّ مالي، رواندا والبنين، كيف ترى حظوظها في هذه المجموعة؟ أقول إنها تملك الحظوظ وكلّ شيء ممكن، فالجزائر تملك موهبة مثل فغولي الذي التحق بالمنتخب مؤخرا وأيضا بودبوز وقادير، فهما أيضا قويان، وكلّ شيء سيسير بشكل جيّد للجزائر، خاصة في ظل وجود لاعبين أصحاب خبرة مثل مصباح وبوڨرة. الآن عليك أن تكشف لنا نقطة مهمة، هل أبلغك مناجيرك عن ناد يريد خدماتك هذه الصائفة؟ نعم، هناك عدّة عروض ولكن - كما قلت لك سابقا- لست مستعدّا للحديث عن ذلك حاليا، فلن أتطرّق لمستقبلي وتركيزي موجّه نحو إنهاء الموسم مع فريقي ونحن في نهاية الموسم، خاصة أننا قريبون من حصد لقب البطولة. كيف تقضي أوقاتك هنا في مونبيلييه؟ أنا في غالب الأوقات مع رفاقي ودون ذلك في التدريبات أو الخلود للقيلولة. كيف تتوقع مستقبل الكرة المغاربية؟ إنها في طريق التطوّر والبناء، فبوجود مدربين مثل "ڨيرتس" و"حليلوزيتش" فالمنتخبات المغاربية حتما ستعود للواجهة وتتقدّم، وإن شاء الله سنبلغ الدور ربع النهائي أو نصف النهائي لكأس العلم، ف غانا حققت ذلك ولم لا نحن أيضا؟ هل أنت من مشجّعي ريال مدريد أو برشلونة؟ أنا من عشاق ريال مدريد. ماذا تمثل لك العائلة؟ إنها كلّ شيء، فبدون العائلة لا نتقدّم، فهي فقط من تقول لك الحقيقة وتعيدك للخط الصحيح عندما تخطئ، فأفراد عائلتي كانوا دوما بجانبي في اللحظات الصعبة، فهم من جعلوني ارتبط بالوطن وتربيتي بتعاليم الدين الإسلامي. فوالداي ولدا في المغرب وأفتخر بهما وبفضلهما اخترت اللّعب للمغرب. لديك الكثير من المُعجبين الجزائريين والمغاربة، لكمة لهم؟ هذا شرف كبير بالنسبة لي، فأنا لا أضع فوارق بين جزائري، تونسي أو مغربي، فلكنا إخوة وأشقاء وأيضا مسلمين، ولا يجب التفريق بين العرق والبلدان، فذلك يفرّق الناس، وذلك ممنوع في ثقافتنا وديننا الإسلامي. وأشكر كثيرا المعجبين بي وأقول لهم حفظكم الله.