بعدما مكث في الثلاجة لفترة طويلة إمتدت منذ نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة إلى يومنا هذا، بسبب ما قام به خلال مباراة الدور نصف النهائي التي جمعت المنتخبين الجزائري والمصري، والتي ساهم فيها بشكل كبير في وصول هذا الأخير إلى المحطة النهائية، ها هو اسم الحكم البينيني “كوفي موجيا” يعود إلى الواجهة من جديد، بعدما تم الإبقاء عليه لإدارة مباريات “المونديال الإفريقي” المقبل بجنوب إفريقيا.حيث اتخذت الاتحادية الدولية لكرة القدم قرارا يقضي بأن يكون حاضرا في أكبر محفل كروي عالمي، وهو قرار كان متوقعا من قبل بما أن إسمه كان دوما في القائمة، غير أن عقوبة الإيقاف التي تعرض لها من طرف الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم عقب لقاء الجزائر -مصر وإبعاده عن العديد من المباريات الودية منذ ذلك اليوم، جعلنا نتوقّع أنّ إسمه سقط من قائمة الحكام الذين سيديرون مباريات المونديال، لكن “الفيفا” كان لها رأي آخر وقررت إدماجه ضمن قائمة الحكام المعنيين بمباريات “المونديال الإفريقي” المقبل. “الفيفا” كشفت عن أسماء المُبعدين فقط وكانت “الفيفا” قد نشرت صبيحة أمس عبر موقعها الإلكتروني أسماء الحكام الذين سيغيبون عن “المونديال”، وهي القائمة التي تربّع الجزائري بنوزة على عرشها بعدما لم يتمكّن ومساعداه من اجتياز الاختبارات البدنية، بالإضافة طبعا إلى الحكم البراغوياني أماريا ومساعديه الذين لم يتجاوزوا معهم ذات الاختبارات البدنية، فيما تمّ الاحتفاظ بكل الحكام الذين لم ترد أسماءهم ضمن قائمة المبعدين، وهي القائمة التي كشفت عنها المواقع الإلكترونية كاملة ظهر أمس، وضمت اسم الحكم المنبوذ لدى كل الجزائريين البينيني “كوفي كوجيا”. تواجد كوجيا في جنوب إفريقيا يؤرّق الجزائريين ومن دون أدنى شكّ فإن الاحتفاظ ب“كوفي كوجيا” ضمن قائمة الحكام المعنيين بإدارة مباريات المونديال، سيؤرق الجزائريين كثيرا ويعيد ذاكرتهم إلى الوراء، وبالضبط إلى المباراة المشؤومة التي جمعت الجزائر بمنتخب مصر لحساب الدور نصف النهائي من نهائيات كأس إفريقيا، والتي لعب فيها “المرتشي” “كوجيا” دورا بارزا في وصول منتخب “أحفاد الفراعنة” إلى النهائي، بعد الأذى الذي ألحقه بمنتخبنا من خلال طرده ثلاثة لاعبين “شاوشي، بلحاج وحليش“، فضلا عن البطاقة الصفراء الأولى التي منحها لهذا الأخير دون وجه حق، مجبرًا الجزائر على مواجهة المصريين بثمانية لاعبين فقط، والنتيجة في نهاية المطاف، كانت معروفة خروج من “الكان” بنتيجة ثقيلة، وخسائر كبيرة للمنتخب الذي كاد يفقد اثنين من عناصره الأساسية ألا وهما “شاوشي وبلحاج”، لولا نفوذ رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة الذي ساهم في إصدار قرار العفو في حق كافة المعاقبين، فتسنى بذلك للجزائر الاستفادة من الثنائي الذي طرده “كوجيا” في نهائيات كأس العالم المقبلة. أمنيات بعدم تعيينه خلال مباريات الجزائر ولن يتسبّب اختيار “كوفي كوجيا” لإدارة مباريات “المونديال” في إصابة الجزائريين بالأرق فحسب، بل أنّ الشعب الجزائري بأسره سيتمنى ألاّ يعيّن لإدارة أي مباراة من مباريات المنتخب في مجموعته الثالثة التي تضم كُلا من منتخبات “إنجلترا، الولاياتالمتحدةالأمريكية وسلوفينيا”، ولا لأية مباراة تلي المباريات الثلاث في حال عبور “الخضر” إلى الدور الثاني، لأن الخوف من ذلك سيكون أكبر من هذا الحكم الذي كشف عن نواياه الخبيثة تجاه “الخضر” هناك في “بانغيلا” الأنغولية، ولن يخرج عن القاعدة هناك في جنوب إفريقيا، ما دام “المرتشي” لا يمكنه أن يتخلص من عاداته السيئة، سواء قدم له ذلك المال الحرام من مصري أم حتى من يهودي. عدم تعيينه لإدارة مباريات الجزائريين يُزيل المخاوف ورغم أن مجرد اختياره لكي يكون حاضرا في جنوب إفريقيا لإدارة مباريات المونديال التي تعوّد على إدارتها في طبعاتها المختلفة سابقا، سيشكل هاجسا للجزائريين الذين يحتفظون بذكرى سيئة عن هذا المرتشي، إلا أنّ عدم تعينيه لإدارة أي مباراة من مباريات “الخضر” في “المونديال” سيزيل كل المخاوف وسيجعل هاجسه بعيدا عنا، وسيجعل لاعبينا يلعبون أيضا بكل إمكاناتهم الحقيقية لاسيما إذا ما كان الحكم الذي سيدير مبارياتهم عادلا ونزيها، وليس مرتشيا وخبيثا ك“كوجيا”، هذا وتجدر الإشارة إلى أن قوانين “الفيفا” لا تمنع أي حكم من إدارة مباريات منتخبات من قارته، بل تمنعه فقط من إدارة مباريات بلده فقط، ما يعني أن حكما مثل الخبيث “كوفي كوجيا” بإمكانه أن يدير مباراة من مباريات الجزائر لو يتم تعيينه من طرف “الفيفا”، وهذا ما لا يتمناه أي جزائري ليس فقط خوفا منه، وإنما تفاديا لأي إحكاك جديد معه عقب الذي فعله بمنتخبنا في أنغولا . --------------------- الحكام الذين سيديرون “المونديال” خليل الغامدي ( السعودية)، ماتاو بريز( أستراليا)، رافشان إيرماتوف ( أوزبكستان)، سوبخيدين موح صالح (ماليزيا)، يوشي نيشيمورا (اليابان)، كوفي كوجيا (البنين )، كومان كوليبالي (مالي)، جيروم دامون (جنوب إفريقيا)، إيدي ماييه (السيشل)، جويل أغويلار (سلفادور)، بينيتو أرشونديا (المكسيك)، كارلوس باتريس (غواتيمالا)، جير ماروفو (الولاياتالمتحدةالأمريكية)، ماركو رودريغيز (المكسيك)، هيكتور بالداسي (الأرجنتين)، جورج لاريوندا (الأوروغواي)، بابلو بوزو (الشيلي)، أوسكار رويز (كولومبيا)، كارلوس سيمون (البرازيل)، مارتان فاسكيز (الأوروغواي)، ميشال هيستر (نيوزيلندا)، بيتر أوليري (نيوزيلندا)، غيفان بابك (كرواتيا)، أوليغاريو بونكيرنسا (البرتغال)، ماسيمو بوساكا (سويسرا)، فرانك ديبليكر (بلجيكا)، توماس إينوالر (النمسا)، غيزرغوز جيلويسكي (بولونيا)، مارتان هانسون (السويد)، فيكتور كساي (السويد)، ستيفان لانوا (فرنسا)، توم أوفريبو (النرويج)، روبيرتو روسيتي (إيطاليا)، وولفغانك ستارك (ألمانيا)، ألبيرتو أنديانو (إسبانيا)، هاوارد ويب (إنجلترا). ----------------------------------- بلومي : “الكواليس صارت تفعل فعلتها حتى على مستوى الفيفا” فور تأكدنا من وضع اسم الحكم البينيني كوفي كوجيا في قائمة الحكام المعنيين بالمشاركة في كأس العالم القادمة بجنوب إفريقيا، ارتأينا أخذ رأي صانع أفراح الجزائر في الثمانينات، ويتعلق الأمر بالجوهرة لخضر بلومي الذي اعتبر مرة أخرى أن الأمور لا تسير في الطريق الصحيح حتى في هيئة كبيرة مثل الفيفا، وأضاف : “كما ترون فإن الكواليس صارت تفعل فعلتها حتى على مستوى الفيفا، وما علينا إلا أن نتفرج على مثل هذه القرارات، فبعد العقوبات المسلطة على المصريين مؤخرا والتي أعتبرها هدية، ها هي الاتحادية الدولية لكرة القدم تخرج لنا مرة أخرى بخرجة غير متوقعة وتعيّن الحكم كوفي كوجيا لإدارة مباريات من حجم المونديال، وسنرى ماذا سيحدث في المستقبل والمفاجآت التي ترينا إياها الفيفا”. “بسببه تم تغيير قانون تنفيذ ركلة الجزاء، هذا غير معقول” وراح محدّثنا إلى نقطة أخرى تتعلق بالتفكير غير العقلاني لأولئك الذين يشرفون على تعيين الحكام في الفيفا بحكم أن القوانين قد تغيرت مؤخرا بسبب هذا الحكم البينيني، وقال كذلك بلومي : “هناك أمر غير طبيعي يحدث داخل هذه الهيئة فعلى الرغم من أنه لدينا رجل بوزنه ويتعلّق الأمر بالحاج روراوة إلا أنه لن يتمكن من الصمود في وجه الجميع، فمثلا بسبب كوفي كوجيا تم تغيير قانون تنفيذ ركلة الجزاء بعدما حدث في لقاء النصف نهائي معنا في “الكان“ الأخيرة، وكما ترون يتم تعيينه مع الحكام المشاركين في المونديال، ومن الجهة الأخرى يتم إبعاد الحكم بنوزة الذي يعتبر من بين خيرة الحكام على المستوى العالمي وليس القاري فقط”. “أستبعد جدًا أن يُدير كوفي كوجيا مبارياتنا في المونديال” طرحنا على بلومي سؤالا يتعلق بكيفية رد فعل الشارع الجزائري في حال تعيين هذا الحكم لإدارة واحدة من لقاءات الخضر في المونديال وكيف سينعكس على اللاعبين في حد ذاتهم، فكان له ما يلي : “أستبعد جدا أن يتم تعيين كوفي كوجيا في مباريات منتخبنا الوطني لأن الفيفا تملك الإحصائيات والمعايير اللازمة وستعمل بكل ما في وسعها حتى تتفادى مثل هذه الأخطاء لأن هذا الحكم أحدث ضجة كبيرة وهم على دراية تامة بما حدث بعد مباراة نصف نهائي “الكان“، وفي حال تقدّر أن يدير مبارياتنا فما على اللاعبين إلا التركيز الجيد فوق الميدان وعدم تكرار الأخطاء المرتكبة من قبل والتي كلفتهم غاليا”. ------------------ زغدود : ‘'بما أن الفيفا إختارت كوفي كوجيا فهذا يعني أنه يستحق المونديال” لا يرى اللاعب الدولي السابق منير زغدود أي حرج في تعيين الحكم كوفي كوجيا لإدارة مباريات المونديال بما أن القرار قد تم اتخاذه من طرف هيئة عليا بحجم الفيفا والتي تملك الخبرة اللازمة في هذا المجال، وقال منير كذلك : “بما أن الفيفا قد اختارت كوفي كوجيا فإنها على دراية تامة ومقتنعة بمردوده ولا يمكننا أن نعلق على هذا القرار أو انتقاده لأنهم أدرى منا ولديهم المقاييس اللازمة لاختيار الحكام، وبما أنهم قد اختاروه للمشاركة في المونديال فبالتأكيد هو يستحق ذلك ولا يجب تضخيم الأمور، وحتى الشارع الجزائري لا يهمه هذا الجانب لأننا مركزون على تحضيرات الخضر قبيل هذا الحدث العالمي الكبير”. “لم يُخطئ كثيرًا في مباراتنا أمام مصر والجميع يعلم ذلك” وعاد محدثنا في سياق حديثه إلى المباراة التي جمعت منتخبنا الوطني بنظيره المصري في إطار النصف نهائي من كأس إفريقيا الأخيرة بأنغولا والتي كان الحكم كوجيا فيها البطل بأتم معنى الكلمة، أين قال زغدود في هذا الصدد : “بالعودة إلى تلك المباراة فإن كوفي كوجيا قد قدّم مباراة في المستوى المطلوب، وما عدا منحه لحليش البطاقة الصفراء الأولى بالخطأ فإنه كان محقا في كل قراراته ولاعبونا لم يتحكموا في أعصابهم كما ينبغي، وعلى عكس ما عودونا عليه فلو نتذكر لقاء رواندا في التصفيات فعلى الرغم من أننا سجلنا هدفا إلا أن اللاعبين لم يحتجوا على الحكم بعد رفضه احتساب الهدف، وهذه هي الاحترافية الحقيقية ولا يهمنا بالتالي كوفي كوجيا لأننا نركز على المونديال والجميع أدرى بذلك”. -------------------- كمال قاسي سعيد : “من غير المعقول إستدعاء كوفي كوجيا إلى المونديال“ تحدث لاعب المنتخب الوطني السابق ومدرب المنتخب العسكري حاليا كمال قاسي سعيد عن قرار اختيار كوفي كوجيا للمشاركة في المونديال، وقال عنه : “لا أدري ما هي المقاييس التي على إثرها يتم اختيار الحكام وانتقائهم للمشاركة في المونديال من طرف هيئة الفيفا، لكن من غير المعقول أن يتم استدعاء كوفي كوجيا إلى المونديال بعد الضجة التي أحدثها بعد مباراتنا مع مصر في أونغولا، لكن سنرى كيف سيكون أداءه في كأس العالم، فمن جهتي بنوزة حكم كبير وقد أدار مباريات في المستوى على غرار تلك التي كانت بين أنغولا وغانا في “الكان“ الأخيرة ولم يتأثر بضغط البلد المنظم الذي خرج في ذلك الدور، ولكن هذه أحوال كرة القدم ففي بعض الأحيان تحدث أمور لا يمكن أن نجد لها أي مبرّر مهما تحدثنا وبحثنا”. “من دون شك أن هناك تلاعبات” وفي الأخير أكد لنا كمال قاسي سعيد تواجد بعض الأمور الخفية وراء تعيين هذا الحكم للمشاركة في حدث كبير من حجم المونديال، لأنه ساهم من جهته في تغيير قوانين اللعبة وبالخصوص في تنفيذ ركلة الجزاء، وأضاف : “لا أفهم لماذا اختاروا هذا الحكم وهو الذي ساهم في إقصاء بلد في الدور نصف النهائي بكيفية مفضوحة خاصة في لقطة تنفيذ ركلة الجزاء، لكن للأسف الأمور لا تسير مثلما نحبه دائما، وعلى لاعبينا أن يركزوا على تحضيراتهم لأن تعيين هذا الحكم لا يمكنه أن يؤثر لا من بعيد ولا من قريب، والمهم أن نرى الجزائر دائما في الأعالي في المونديال حتى لو أدار كوفي كوجيا إحدى مبارياتنا على الرغم من أنني أستبعد أن يحدث هذا”.