تمكّن شباب بلوزداد من ضمان بقائه ضمن حظيرة الكبار في الجولة ما قبل الأخيرة أمام مولودية الجزائر التي انتهت بالتعادل السلبي، لكنه كان كافيا للشباب للنجاة من السقوط إلى القسم الثاني مستفيدا من خسارة شباب باتنة أمام الجارة مولودية باتنة.غير أن البلوزداديين نجوا ليس فقط من السقوط ولكن أمام مولودية الجزائر التي لم يكن للبلوزداديين تقبل مرارة الخسارة واحتفال المولودية بلقب البطولة على حسابهم، وهو ما لن ينسوه ولن يتقبله أحد لو حدث فعلا، وقد تمكن الشباب من إفساد مخطط المولودية التي خرج أنصارها ساخطون على فريقهم الذي فشل في هزم الشباب. الشباب دفع ثمن أخطائه الكثيرة غير أن ما يمكن قوله أن الموسم كان بمثابة درس للمسيّرين بعد الأخطاء الكثيرة التي وقعوا فيها هذا الموسم، إذ لا يعقل أن يفوز الفريق الموسم الماضي بكأس الجمهورية وينهي الموسم في المرتبة الرابعة ليجد نفسه هذا الموسم قبل جولتين من نهاية البطولة يصارع من أجل البقاء. ومن الوهلة الأولى أجمع البلوزداديون أنهم دفعوا ثمن الأخطاء التي وقعوا فيها كغياب الإستقرار في الطاقم الفني، ذهاب حنكوش وعودته، مجيء يعيش وإقالته، إضافة إلى النقاط الكثيرة التي خسروها في ملعب 20 أوت. كل هذه الأمور ستجعل الشباب مطالبا بحفظ الدرس جيدا ومراجعة الحسابات والأخطاء التي وقعوا فيها. اللاعبون تنفّسوا الصعداء عقب نهاية المباراة وإذا كان الشباب الموسم الماضي في مثل هذه الأيام يحتفل بلقب الكأس ويلعب حول المرتبة الرابعة فإنه في الموسم الجاري كاد يجد نفسه في القسم الثاني، وهو ما ظهر على اللاعبين عقب نهاية مباراة أول أمس أمام المولودية التي تنفّس فيها الفريق واللاعبون بأتم معنى الكلمة. وأجمع اللاعبون أنهم عاشوا أوقات صعبة في الأيام التي سبقت الداربي العاصمي أمام المولودية بسبب الضغط الذي فرضته عليهم وضعية الفريق إلى درجة أنهم لم يستوعبوا دخول فريقهم ضمن كوكبة السقوط بعد أن كانوا يراهنون على تحسين ترتيب الفريق، لكن التعادل أمام المولودية وخسارة الكاب جعلت البلوزداديين يتنفّسون الصعداء. الأداء دفع الجميع لمراجعة الحسابات وبالرغم من أن التعادل كان كافيا للشباب والنتيجة كانت أهم بالنسبة لأبناء العقيبة من الأداء الذي طرح الكثير من التساؤلات حول تراجع رفقاء مكحوت إلى الوراء والإكتفاء باللعب الدفاعي بدلا من الهجوم، إلا أن الأمر جعل الجميع يتحدث عن العقم الهجومي وغياب اللعب الجماعي، وهو ما لم يهضمه الكثيرون. ومن المؤكد أن ما حدث في الجولات الأخيرة والنقاط الكثيرة التي ضاعت في ملعب 20 أوت وحتى الأداء الذي لم يرق إلى ما كان ينتظره الجميع سيدفع المسيّرين إلى مراجعة حساباتهم تحسبا للموسم المقبل الذي سينطلق مبكرا، والفريق يراهن على بلوغ دور المجموعات بمواجهة جوليبا المالي في جويلية المقبل. الجميع أثنى على نزاهة “البوبية“ ولو أن التعادل كان كافيا للشباب لضمان البقاء في القسم الأول إلا أن أبناء العقيبة لم يتردّدوا في الثناء على مولودية باتنة التي احترمت أخلاقيات اللعبة بفوزها على الجارة شباب باتنة التي كانت ثالث النازلين للقسم الثاني. وأعرب البلوزداديون عن أسفهم الشديد لما آلت إليه الأمور من فريق كان يطمح للعب الأدوار الأولى الى فريق يلعب من أجل البقاء وينتظر الهدايا من الفرق الأخرى، ومن حسن الحظ أن البوبية لعبت بكل شفافية وهو ما أثنى عليه البلوزداديون كثيرا. مصير حنكوش في بلوزداد غامض عاد الحديث حول بقاء حنكوش على رأس العارضة الفنية للشباب تحسبا للموسم المقبل الذي سينطلق مبكرا على غير العادة بالنسبة لشباب بلوزداد الذي سيجد نفسه مجبرا على العودة إلى التحضيرات في جوان المقبل، حتى أن اللاعبين لن يخلدوا إلى الراحة إلا لوقت قصير. لكن لا حديث في البيت البلوزدادي إلا عن مصير حنكوش الغامض في الفريق قبل نهاية الموسم بجولة واحدة، ولو أن بعض الأطراف ذهبت لحد اعتبار أيام حنكوش في الشباب أصبحت معدودة. الأصوات المعارضة لبقائه عادت من جديد وفي هذا الصدد أكدت مصادر بلوزدادية أن الأصوات المعارضة لبقاء حنكوش كمدرب للفريق عادت من جديد حتى أنها تصاعدت في الأسبوع الأخير خاصة وأن الشباب كاد يجد نفسه ضمن فرق القسم الثاني، ولم يضمن بقاءه إلا في الجولة ما قبل الأخيرة. حيث حمّل هؤلاء الأطراف جانبا من المسؤولية إلى المدرب حنكوش واختياراته التكتيكية التي لم تعد ترق البلوزداديين وزادتها النقاط التي خسرها الشباب في عقر داره، ما جعل حنكوش في كل مرة يتعرض لوابل من الإنتقادات. الوقت ليس في صالح الشباب وقد يشفع لحنكوش غير أن الوقت ليس في صالح الشباب المطالب بإعادة ترتيب البيت في أسرع وقت ممكن من خلال التحول إلى شركة ذات أسهم والدخول في عالم الإحتراف، حيث سيعود الشباب إلى التدريبات في منتصف الشهر المقبل تحسبا لمباراة جوليبا المالي في كأس الكاف. وفي هذه الحالة سيكون لزاما على المسيرين اتخاذ القرار حول مستقبل الطاقم الفني والأسماء التي ستغادر الفريق أو تأتي، وهو ما قد يجعل المسيّرين يراجعون حساباتهم وقد يشفع لحنكوش للبقاء كمدرب للفريق، خاصة أن الأيام الماضية أثبتت أن المدربين الذين عوّضوه لم يفلحوا في خلافته مثلما حدث مع مواسة، لعروم وآخرهم يعيش. حنكوش: “بعد تلمسان سأكون في عطلة والقرار الأخير في يد المسيّرين” وفي هذا الصدد كان لنا حديث مع المدرب البلوزدادي محمد حنكوش حول بقائه على رأس العارضة الفنية للشباب من عدمه إلا أن حنكوش أكد أن الخيار أو القرار الأخير سيكون في يد المسيّرين وهم من عليهم اتخاذه إن كانوا يرغبون في بقائه في الفريق من عدمه. وأضاف: “المهم هو أن الفريق حقق البقاء في القسم الأول، أما مسألة بقائي في الفريق فهذا يعود إلى المسيّرين إن كانوا يريدون بقائي، لأنني بعد مباراة تلمسان سأركن إلى الراحة، وإن كانوا يريدون بقائي من عدمه فما عليهم إلا إخطاري بذلك”. “إذا بقيت في الشباب فعدة أمور ستتغير“ واستطرد حنكوش في حديثه معنا وأكد أنه لا يمانع في البقاء مدربًا للشباب ومواصلة المشوار الذي سينطلق من جديد في 17 جويلية أمام جوليبا المالي في كأس الكاف. إلا أنه لم يتردّد في التأكيد أن بقاءه في الفريق سيحمل معه عدة تغييرات لم يشأ الإفصاح عنها مكتفيا بالإشارة إلى جانب التعداد. وأضاف: “أكيد أنني لا أمانع في البقاء في الفريق ولكن إن تم ذلك فآمل أن يتم في أسرع وقت ممكن حتى نشرع في التحضير، لأن الأمور ستنطق مبكرًا وعدة أمور تتطلب التغيير ومناقشتها كالأسماء التي ستغادر الفريق والأخرى التي ستحمل قميص الفريق الموسم المقبل، ولكن هذا مرهون بقرار المسيّرين”. الشباب يسافر اليوم إلى تلمسان برا يشد أبناء العقيبة صبيحة اليوم رحالهم إلى عاصمة الزيانيين برًا على متن حافلة الفريق وهذا لمواجهة وداد تلمسان في الجولة الأخيرة للموسم، حيث استفاد أبناء العقيبة من يوم راحة أمس عقب التعب الذي نال منهم من مباراتي باتنة ومشقة السفر برًا ومباراة مولودية الجزائر التي لعبت على أعصاب الجميع بسبب تهديد الفريق بالسقوط. الإقامة في عين تموشنت ومن المنتظر أن يتوقف أبناء العقيبة في عين تموشنت ليلة الأحد إلى الإثنين للتخلّص من تعب الرحلة، على أن يواصلوا الرحلة صبيحة الغد إلى عاصمة الزيانيين لمواجهة الوداد على الساعة الرابعة مساء.