“لا أعتقد أن نتائج المباريات الودية ستؤثر في معنويات لاعبيكم” في البداية سيد نوزاري، الجزائر لعبت مواجهتها الودية الثانية بعد كأس الأمم الإفريقية أمام منتخب إيرلندا، هل شاهدتم اللقاء؟ للأسف الشديد لا، بما أن المواجهة لُعبت في إيرلندا ومن الصعب إيجاد قناة تنقل الحدث على المباشر، لكن إن استطعتم أن تنقلوا لي بعض الأصداء يمكن أن أُبدي رأيي في الموضوع. المنتخب الجزائري أنهى لتوّه المرحلة الأولى من التربص في أعالي سويسرا بمواجهة منتخب إريلندا، واعتمد سعدان على لاعبين معظمهم من الذين استدعاهم لأول مرة، في غياب بعض الأساسيين بداعي الإصابة... الإصابات من جديد! لكن أرى أن هذا العامل حسب ما أطالعه في مختلف وسائل الإعلام أنه في طريقه إلى الزوال، وما يعانيه بعض لاعبيكم هو مجرد سحابة صيف سرعان ما ستزول، وبالعودة إلى مباراة إيرلندا التي تقولون إن سعدان جرب فيها العديد من اللاعبين الجدد، أرى أنه من المنطقي أن يفعل ذلك بما أن الأمر يتعلق بوافدين يحملون ألوان المنتخب الجزائري لأول مرة، وهذا ما يجعلني أقول إن عامل الانسجام فعل فعلته بلاعبيكم في المواجهة. وهو ما حصل فعلا، حيث تلقت الجزائر هزيمة ثقيلة بثلاثية دون رد، لكن في غياب أبرز الأسماء على غرار بوڤرة وعنتر يحيى، ما قولك؟ سنتفق على أمر مهم جدا وهو أن النتيجة النهائية ليست أمرا يجعل مدرب المنتخب الجزائري يبرمج مواجهة ودية أمام إيرلندا، بل هدفه الرئيسي كان معرفة رد فعل عناصره بعد تربص كرانس مونتانا، والنتيجة كما صرحت لا تهم بقدر ما يهم وقوفه على النقائص التي قد تطرأ على لاعبيه، ومن الضروري أن يتم ذلك الآن قبل الدخول الرسمي في المنافسة العالمية، والتي تتطلب وجود الجميع في أوج إمكاناته البدنية والفنية والمعنوية. إذن نتيجة(3-0) لا يمكنها أن تؤثر في معنويات اللاعبين أكيد، فكل شيء متوقف على اللقاءات الرسمية، بالإضافة إلى هذا فقد قلت لي إن هناك العديد من اللاعبين الأساسيين لم يلعبوا، وهذا الأمر وحده كفيل بأن يبين بوضوح أن الجزائر لعبت بأقل إمكاناتها أمام إيرلندا، أو بعبارة أصح أن المنتخب الجزائري لم يقدم وجهه الحقيقي وسيستفيد كثيرا من عودة الركائز في المواعيد القادمة. وكيف تتوقع أن يكون أداء الجزائر في “المونديال“ ضمن المجموعة الثالثة؟ يجب أن لا ننظر إلى الهزيمة أمام إيرلندا على أنها كارثة، بل بالعكس فإن الدروس التي يمكن استخلاصها من هذه المباراة ستكون مفيدة جدا قبل المواجهات الثلاث في كأس العالم، وعلى هذا الأساس أشير إلى أن الحكم على لاعبين من مباراة ودية واحدة لن يكون كافيا، وعليه يجب انتظار المواجهة الأولى أمام سلوفينيا للحكم على مستوى لاعبي المنتخب الجزائري. الكل يتحدث عن سلوفينيا كأنها المنتخب الوحيد الذي يوجد معنا في المجموعة، هل هذا نوع من استصغار المنافس أم أنها مجرد حسابات تقتضيها منافسة بحجم كأس العالم التي تُلعب في العادة على جزئيات صغيرة؟ هذا يدخل في أن المواجهة الأولى أمام سلوفينيا ستكون هامة، لأنها ستسمح للاعبيكم بالدخول بقوة في المنافسة كما ستبرهن بوضوح إن كانوا قد حضّروا أنفسهم بشكل جيد في التربص، بالإضافة إلى كل هذا من يعتقد أن منتخب سلوفينيا سهل المنال فعليه أن يحتفظ برأيه لنفسه، لأن الفوز عليه لن يكون بالسهولة التي يتخيلها البعض، بما أن وصولهم إلى “المونديال“ كان على حساب منتخب قوي اسمه روسيا، وحذار من استصغاره ويجب منحه حقه بالشكل اللازم على غرار بقية منتخبات المجموعة. وهل يجب نسيان الهزيمة أمام إيرلندا فورا؟ أكيد، ولا داعي حتى للتفكير فيها، وأعتقد أن اللاعبين الجزائريين يعلمون جيدا هذا وأغلبهم محترفون ويملك المنتخب الجزائري كل مقومات المنتخبات العالمية، لذا أرى أنهم لن يتأثروا إطلاقا وقوة شخصية اللاعب الجزائري ستظهر في الوقت المناسب، بقي فقط أن أشير إلى أن الاهتمام بعامل التناسق والانسجام ضروري جدا، وإذا تحقق ستتحسن عدة أمور وسنرى المنتخب الجزائري الذي ألفنا رؤيته.