يتحدث مدرب سوشو الفرنسي، فرانسيس جيلو، عن المواجهة التي جمعت المنتخب الجزائري بنظيره الإيرلندي وديا في إطار إستعدادات أشبال سعدان ل المونديال القادم، والتي صنّفها الفرنسي في خانة المباريات التي يجب على سعدان وعلى أي جزائري أن لا يولي لها أهمية قصوى باعتبارها فرصة للتحضير فقط، وإصدار الأحكام -حسبه- سيكون بعد ذلك. “الجزائر لم تكن مستعدة أمام إيرلندا... وأمام سلوفينيا ستظهر بوجه مغاير” “مباراة الإمارات ستكشف مدى جاهزية لاعبيكم ل المونديال” في البداية، ما صرحت به في أحد أعداد “الهدّاف” بدأ يتحقق فعلا مع مرور الأيام وبودبوز أكّد كل الكلام الجميل الذي قلته عنه؟ هذا من دواعي سروري، ولا يخفى عنكم أني كنت واثقا ولا زلت كذلك. كما أن رياض لم يقل كلمته بعد مع الجزائر وبإمكانه تقديم الكثير من الأمور الجميلة في المواعيد القادمة دون مشكل. لقد أصبح حديث العام والخاص، والجميع يعترف أنك ساهمت في رفع مستواه بعد أن منحته فرصة اللعب في التشكيلة الأساسية في أعلى مستوى؟ هذا يشرفني كثيرا، وأعتقد أنه سجل أول ظهور له بألوان المنتخب الجزائري مؤخرا بمناسبة اللقاء الودي الذي جمع منتخبكم أمام نظيره الايرلندي. وهو ما حدث فعلا، حيث شارك في بعض الدقائق من المرحلة الثانية، فهل هذا يعني أنك شاهدت المباراة؟ لم أشاهدها للأسف الشديد، لكن وعلى حد ما وصلني من أصداء فقد عرفت هذه المواجهة غياب العديد من لاعبي المنتخب الجزائري لم يشاركوا في هذا اللقاء بسبب الإصابة، وهو ما تسبب في الهزيمة بثلاثية كاملة دون رد بما أن الأمر يتعلق بمفاتيح لعب الفريق بصفة عامة. لكن، على حد تعبير المتتبعين وحتى الأنصار، فإن تلقي ثلاثة أهداف دون رد أمام منتخب إيرلندي لم يتأهل إلى كأس العالم أمر لا يمكن تقبّله، أليس كذلك؟ هذا لا يعني شيئا، ويجب أن لا تضعوا في ذهنكم أنكم واجهتم منتخبا عاديا لأن المنتخب الإيرلندي كان قريبا من التأهل إلى كأس العالم لولا حنكة وخبرة لاعبي المنتخب الفرنسي، بل كان الاختبار حقيقيا وجيدا بالنسبة إليكم في وقت واحد، لكن على العموم هذه المباراة تحضيرية لا أقل ولا أكثر، وستكون مفيدة رغم مرارة الهزيمة. كيف تكون مفيدة؟ في بعض الأحيان من الجيد تلقي مثل هذه الهزائم من أجل تصحيح الأخطاء وإشعار اللاعبين أن الأمر يتعلق بمنافسة عالية المستوى مثل كأس العالم بخصوصيتها، وستجعل الجميع يراجع حساباته من جديد ويضع في رأسه أن المنتخبات التي تنتظره في المونديال لا تتساهل حفاظا على حظوظها. إذن التفكير في هذه الهزيمة لن يُجدي نفعا ويجب أن لا نقلق... هذه مباراة ودية فقط، صحيح أن القلق نوعا ما يجعل اللاعبين يشعرون بمسؤوليتهم تجاه شعب بأكمله، إلا أنه يجب على اللاعبين أن لا يفقدوا الثقة في أنفسهم وفي قدراتهم بما أنهم “موندياليين” كما يجب عدم الاهتمام بهذا اللقاء والإفراط في التفكير فيه. لكن الهزيمة التي تلقيناها أمام إيرلندا قد تجعل باقي منتخبات مجموعتنا على غرار إنجلترا، سلوفينيا وأمريكا تستصغرنا؟ سيكون خطأ جسيما لو فعلوا ذلك، لأن تأهل الجزائر إلى كأس العالم يعني أنها تملك مجموعة متكاملة وقوية ويجب أن لا نحكم على الجزائر في مباراة واحدة أمام إيرلندا، ويجب انتظار مباراة الإمارات للتأكد من مدى جاهزية المنتخب الجزائري للمونديال لأن إصدار أحكام في هذا الظرف لن يفيد في شيء. لكن غياب لاعبين مثل عنتر يحيى وبوڤرة ومطمور أثّر في الأداء العام للتشكيلة؟ نوعا ما، لكن المنتخب الذي يعتمد على لاعبين محددين لبناء لعبه لا يجد الحلول عندما تغيب بعض مفاتيح لعبه وهو ما حدث مع الجزائر أمام إيرلندا. ألا تعتقد أيضا أن غياب التجانس بين اللاعبين الجدد أثر سلبا في أداء المنتخب الوطني، بما أن أغلبهم جُدد؟ لا أعتقد ذلك، وسأقول لكم لماذا، لأن التربص الذي يجرونه حاليا يجعلهم يعرفون بعضهم البعض جيدا وتكون هناك صداقات بينهم، كما أن التحفيزات في المباريات الودية ليست نفسها لما يتعلق الأمر بمباراة ودية، لأنها تضع اللاعبين أمام الأمر الواقع. هل إنهاء اللاعبين لمرحلة تحضير بدني قاس في أعالي سويسرا هو السبب وراء الهزيمة؟ هذا أكيد، واللاعبون لم يجدوا معالمهم البدنية، كما أنكم واجهتم منتخبا لم يكن معنيا لا من بعيد ولا من قريب بمنافسة كأس العالم، ولاعبوه كانوا متحررين بدنيا عكس الجزائر، كما أريد أن أضيف شيئا. تفضّل... الجزائر لم تكن مستعدة لمباراة إيرلندا بالقدر الكافي، وهذا غالبا ما يحصل بالنسبة للمنتخبات التي تُجري تحضيرات ما قبل بداية المنافسة، حيث تجد صعوبات في المباريات الودية، وهذه الصعوبة تتضاءل مع مرور الوقت، وهذا ما ينطبق على سعدان الذي كان في مرحلة تجريب اللاعبين لا أقل ولا أكثر والنتيجة ليست مهمة إطلاقا، ويجب عدم انتقاد المدرب الوطني ونمنحه بعض الوقت لأن الأهم هو في الوجه الذي سيظهر به المنتخب في المباريات الرسمية وليس الودية، لهذا يجب عدم إصدار أي حكم سلبي كان أم إيجابي. نعود للحديث عن بودبوز، هل تعتقد أنه قادر على خلافة مغني؟ نعم، وأتمنى أن يكون في المستوى المطلوب ويستغل الفرصة التي منحها إياه سعدان بشكل جيد ولا يضيعها. صحيح أنه لا يمكن مقارنة لاعب بآخر بما أن لكل واحد طريقته الخاصة في اللعب، إلا أن تلك التي يتميز بها رياض قد تساعده على تعويض مغني، لكن عليه أن يكون في المستوى المطلوب وأصر على ذلك، كما أن مغني لديه وزنه في الفريق الجزائري. وبماذا تريد أن تختم؟ سأشجع الجزائر ورياض في المونديال، كونوا متأكدين من ذلك، كما أن الجزائر تملك كل الإمكانات للتألق بسهولة في دورة جنوب إفريقيا، وما على الجزائريين سوى أن يثقوا في إمكانات العناصر التي يحوزها المدرب سعدان، والتي لا أشك مطلقا في أنها ستبلي البلاد الحسن، ويبقى أن أشير إلى أن المحاسبة ستكون بعد مباراة سلوفينيا وليس قبلها، وأعيد تمنياتي بالتوفيق للجزائر.