“كان لزاما على مصر أن تلعب ب12 لاعبا أمام 8 من أجل أن تهزمنا” “إدارة بوخوم قامت بكل شيء من أجل أن لا أشارك في كأس إفريقيا “عندما شاهدت مباراة مصر أمام الكامرون أدركت أننا لا نملك أي حظ في المرور” “فلتحرز مصر ما شاءت من كؤوس إفريقيا، المهم هو أننا في كأس العالم” “سنفاجئ العالم في المونديال” “الكاف هي من أملت على المنظمين أن تلعب مصر بالتبان الأبيض” ------------- قبل أيام من بداية كأس الأمم الإفريقية، مشاركتك لم تكن مؤكدة، صراحة هل كنت خائفا نوعا ما من تضييع هذا الموعد الهام؟ حتى أكون صريحا معكم أقول نعم، لأن كل التقارير الطبية كانت تصب في خانة أن مشاركتي في كأس الأمم الإفريقية مستبعدة ولن أكون عمليا خلالها، وتخوّفي الشديد كان من تضييعي للمباراة الأولى وهو ما حدث، لأني كنت أرغب في أن ألعب منذ أول لقاء حتى أساعد في تحفيز زملائي منذ أول لقاء، خصوصا وأن دورة أنغولا كانت بمثابة استمرارية لمواجهة الخرطوم، وللأسف الشديد ضيعت أول لقاء، ليس لأنه لا يوجد من يعوضني، بل لأني أردت أن ألعب كافة المواجهات. وما لم يكن ليسعدك أيضا هي العراقيل والضغوط التي تعرّضت لها من طرف إدارة ناديك بوخوم، أليس كذلك؟ —هذا أكيد، وأقولها علانية إدارة بوخوم قامت بكل شيء من أجل حرماني من المشاركة في كأس إفريقيا ولم يكن يهمّها إلا مصالحها، لكن لم أبال بأي شيء لأني كبير وأعرف ما يجب فعله والعكس، فقد كنت أدرك أني سأعرض حالتي إلى الخطر لكني تعاملت مع الأمر باحترافية لأني لم أشارك حتى تيقنت بأني قادر على ذلك، خاصة أني لم ألعب منذ مدة طويلة. ألا تعتقد أن مبادرة “الفاف” بإرسالك إلى زوريخ للعلاج لدى المنظمة الطبية ل”الفيفا” أحسن وسيلة لتطمين فريقك؟ الفكرة كانت رائعة جدا، ولكم أن تتصوّروا درجة سعادتي لما أخبرني طبيب “الفيفا” أني قادر على اللعب، وهنا تحوّل تفكيري إلى مركز “كاستولي” من أجل الإلتحاق بزملائي في التربص ومرافقتهم إلى أنغولا وكان الأمر مفرحا لي بنسبة كبيرة. هل كنت قلقا من أجل المشاركة بعد أن اندمجت مع المجموعة؟ نعم، أنا شخص يحب المنافسة وأرغب كثيرا في لعب اللقاءات، والمدرب قال لي إنه يجب عليّ أن أندمج تدريجيا لأني لم ألعب منذ فترة طويلة، وتقبّلت قراره بعدم اللعب ومواصلة العمل. ما هو شعورك وأنت ترى رفاقك يلعبون وأنت غائب عنهم؟ كنت أرغب في أن أكون معهم على أرضية الميدان، لكن غيابي كان مبررا. على العموم الفريق كان رائعا ما عدا لقاء مالاوي حيث كانت المسؤولية جماعية والأسباب التي جعلتنا ننهزم كانت موضوعية. أنت شخصيا يومها كنت على مقعد البدلاء، فهل شعرت بالحرارة نفسها التي شعر بها رفاقك وعانوا منها على أرضية الميدان؟ صراحة الأجواء هناك أيضا كانت حارّة للغاية، ومن لا يعرف أن اللعب تحت تلك الحرارة الشديدة مؤثر للغاية على صحة ومردود اللاعب، في نظري لم يسبق له أن لعب كرة القدم من قبل، أنا شخصيا لم ألعب المباراة، لكنني لن أسمح لنفسي لكي أشكّك في صدق رفاقي الذين عانوا واشتكوا كثيرا من حرارة الطقس يومها، بل وقالوا إنهم كانوا عاجزين حتى عن الركض فوق الميدان، أنا من مقعد البدلاء شعرت بتلك الحرارة الشديدة لكني لم أكن أعتقد أن الأمور كانت صعبة عليهم إلى تلك الدرجة، لكني وبعد ما رأيت زميلي حسان يبدة ما بين الشوطين عندما كاد يُغمى عليه شدة الحرارة، تأكدت حقا أن اللعب في ذلك الطقس شاق ومتعب ومنهك للقوى حقا. بالإضافة إلى الحرارة الشديدة، ألم يكن هناك أيضا بطريقة لا إرادية طبعا إحتقار للمنافس أو عدم تقدير لمنتخب مالاوي الذي فاجأنا؟ بصفتي لم أكن فوق الميدان، لا يمكنني أن أجيب عن هذا السؤال، لا أدري إن كان المنافس قد أحتقر أم لا، ما أدركه هو أن مجاراة نسق تلك المباراة في تلك الظروف صعب جدا، والبدن من المستحيل أن يتجاوب مع تلك الظروف. على الساعة الخامسة مساء أمام مالي، الأمور كانت أفضل ربما، أليس كذلك؟ بطبيعة الحال، لأن لقاء مالاوي لعب في عزّ الظهر، فيما إنطلقت مباراة مالي في الأمسية، وثق أننا وخلال الحصص التدريبية التي سبقت تلك المباراة، والتي أجريناها في التوقيت نفسه الذي كان سيلعب فيه اللقاء حتى نتعوّد على ذلك، تأكدنا أن الأمر سيكون مختلفا عن لقاء مالاوي، وأننا سنتمكن من الصمود هذه المرة وأبدينا تفاؤلا كبيرا لاجتياز عقبة المنتخب المالي، ليس فقط بسبب توقيت اللقاء، وإنما لأننا متعوّدون على رفع التحدي في مثل هذه المباريات الصعبة، وهذا ما حدث، حيث لعبنا بطريقة جيدة وظهرنا بوجه مغاير لذلك الذي ظهرنا به أمام مالاوي، وحققنا ما كنّا نصبو إليه وبعثنا حظوظنا في التأهل إلى الدور ربع النهائي من جديد بفضل الإنتصار الذي أحرزناه. ضيّعت فرصة المشاركة في اللقاءات الثلاثة الأولى، ألم تتخوّف من تضييع اللقاءات الأخرى بعدها؟ لا، كنت متفائلا بأني سوف أستعيد مكانتي وألعب على الأقل مباراة هامة من المباريات التي خضناها بعدها، وكنت أنتظر فقط إشارة من مدربي، لا أخفي عليك أني كنت أرغب في المشاركة قبل التأهل، لكني صبرت وانتظرت فرصتي، لاسيما أن المنتخب كان يسير في الطريق الصحيح وضمن تأهله إلى الدور ربع النهائي عن جدارة واستحقاق. لكنك بعدها أخذت مكانك في لقاء هام ومصيري أمام كوت ديفوار، وهو أول لقاء تخوضه بعد غياب دام أكثر من شهرين عن أجواء المنافسة، أكيد أن العبء كان ثقيلا يومها بعض الشيء أمام منافس من تلك الطينة، وفي مباراة بتلك القيمة. بكل صراحة، لم يكن من المقرّر أن أشارك في تلك المباراة أصلا، زميلي عبد القادر العيفاوي هو من كان من المقرّر أن يخوضها أساسيا، لكن المرض الذي تعرّض له فاجأة (إلتهاب في اللوزتين)، جعلني آخذ مكانه، حيث استدعاني المدرب صبيحة المباراة واستشارني حول ما إذا كان بإمكاني أن أشارك بدلا عنه مدافعا أيمن، لاسيما أنه لم يكن بإمكانه أن يُغيّر الخطة التي رسمها وجرّبها خلال الحصص التدريبية قبيل المباراة، فكان ردّي واضحا، حيث قلت له بصريح العبارة: “شيخ، من أجل الجزائر أنا مستعد لكي ألعب في أيّ منصب تطلبه مني، حتى وإن تعلّق الأمر بأن أشارك حارس مرمى”، فشاركت بعدها ظهيرا أيمن في تلك المباراة. ومع ذلك ورغم أن المنصب ليس منصبك الأصلي، ورغم غياب دام أكثر من شهرين عن أجواء المنافسة، لكنك قمت بواجبك وأكثر وتمكنت من الصمود بدنيا قبل أن تغادر دقائق قبل نهاية الوقت الأصلي. صحيح، لقد تطرّقت إلى تلك النقطة مع مدربي قبيل المباراة، واتفقت معه على أن يقوم باستبدالي عندما أشعر بالتعب والإرهاق، وهذا ما حدث عندما شعرت بالتعب قبيل نهاية اللقاء ببضع دقائق. مطالبتك بالخروج في الدقيقة 84، تعني أنك لم تكن قادرا على الإستمرار من الناحية البدنية، أليس كذلك؟ أجل، حينها كنت منهك القوى وجسدي لم يكن يتحمّل أكثر، ففي الدقائق العشر الأولى شعرت أني ثقيل بعض الشيء، لكنها بعدها وجدت ضالتي وتمكنت من مواكبة نسق المباراة، ومع بداية المرحلة الثانية شعرت بنفسي في حالة جيدة أيضا، لكن في آخر ربع ساعة من المباراة بدأت أشعر بالتعب والإرهاق، وللسبب ذاته أشعرت مدربي بضرورة إخراجي على الفور لأني لم أكن قادرا على أن أضيف شيئا. الصمود طيلة 84 دقيقة بعد كل تلك الفترة من الغياب، وأمام مهاجمين من طينة الكبار على غرار دروڤبا، كالوا، جيرفينيو، وغيرهم، وفي منصب ليس بمنصبك الأصلي، أكيد أن الأمر لم يكن سهلا؟ كان صعبا وشاقا في آن واحد، لكنّي والحمد للّه وفّقت في مهمتي، لاسيما أني واجهت المهاجمين الثلاثة في العديد من الأحيان من على جهتي اليمنى، وأعتقد أني كنت موفقا إلى أبعد الحدود في ظل الظروف التي دخلت فيها، وما عاينته طيلة شهرين غبت فيهما عن المنافسة بسبب الإصابة التي كنت أعاني منها. ما الذي جعل مباراة الجزائر أمام كوت ديفوار، المباراة الأحسن للجزائر منذ عدّة سنوات؟ من دون شك، فإن مواجهة منتخب قوي يضم في صفوفه نجوما وأسماء كبيرة ولامعة هو السبب، فأمام هذه المنتخبات الكبيرة لا أحد يرشّحك للمرور ما مكننا من تجاوز عقبتهم، ثم أن الإيفواريين يفضلون اللعب، ولا يلجأون إلى غلقه مثلما تلجأ المنتخبات الصغيرة، وهي عوامل سهلت مهمتنا كثيرا، وجعلتنا نجد سهولة كبيرة في اللعب وفي تطبيق طريقتنا بكل راحة. هل التقيت اللاعبين الإيفواريين في القرية الأولمبية ب “كابيندا” أين كنتم تقيمون معهم سويا؟ لا، لم ألتق ولا واحدا منهم، وحتى إن سنحت لي الفرصة لملاقاتهم فإن الأمور كانت ستسير بطريقة جيّدة، لأننا نمتلك علاقات جيدة مع كل المنتخبات واللاعبين ما عدا المنتخب المصري ولاعبيه. ما دمنا وصلنا إلى ذكر مصر، فهل لك أن تصارحنا، هل كنت سعيدا بملاقاة هذا المنتخب في الدور نصف النهائي؟ صراحة لا، أجيبك بلا ليس لأننا كنا متخوفين من هذا المنافس، بل لأننا تابعنا مباراة مصر أمام الكامرون، وتيقنا من أن الكامرونيين لعبوا بطريقة جيدة للغاية، لكنهم عوقبوا من طرف الحكم الذي أهدى التأهل للمصريين في نهاية المطاف، وحينها تيقنت أيضا بأن “السيناريو“ نفسه سيتكرّر معنا، وصدق حدسي في نهاية المطاف بعد الذي حدث لنا أمامهم في نصف النهائي. ما هي المؤشرات التي أوحت لك بذلك؟ جنسية الحكم مثلا أوحت لي بذلك، فلماذا نعيّن حكما من البينين لتلك المباراة الهامة، في وقت لا باع ولا شيء من هذا القبيل للكرة البينينية على الساحة القارية، وهذا مع كلّ الإحترام الشديد الذي أكنّه للاعبي الكرة في هذا البلد، ثم هناك أمر آخر أوحى لي بذلك. ما هو؟ ما دامت القرعة عيّنتنا المنتخب المضيف فذلك يمنحنا صلاحية إختيار البذلة التي نريد إرتداءها، فوقع إختيارنا على القميص الأبيض والتبّان الأبيض أيضا، والقانون في هذه الحالة كان يُجبر المنافس على إختيار بذلة مغايرة اللون، لكن المصريين وخلال الإجتماع التقني الذي سبق المباراة، جلبوا منهم أمرا مكتوبا من “الكاف“ يسمح لهم بارتداء التبّان الأبيض مثلنا، أمر من طرف أعلى هيئة كروية في القارة السمراء من أجل إرضاء المصريين، وحينها تيقنا جميعا أن مصيرنا لن يختلف عن مصير الكامرون. وفوق الميدان، ما الذي حدث بعدها؟ ما لفت إنتباهي لأول وهلة، هو الهدوء غير المسبوق الذي تحلى به المصريون، رغم أن ملامح الخوف كانت تبدو دوما على سمات وجوههم في مختلف المباريات التي جمعتنا بهم من قبل، بما فيها مباراة القاهرة، لكنهم هذه المرة كانوا هادئين للغاية، إلى درجة أنهم كانوا واثقين جدّا من أنفسهم وكأنهم كانوا يدركون مسبقا أن نقاط المباراة صارت في جيوبهم قبل الأوان، ومع انطلاق المباراة، أوحى لي مؤشر آخر ما شعرت به، حيث إعتدى عليّ الحضري في إحدى اللقطات، غير أن الحكم البينيني وعوض أن ينذره شفويا على الأقل، قام بإنذاري أنا ولامني وكأني أنا من إعتديت عليه، وبعدها اتضحت الرؤية جيدا، عقب طرد حليش وحينها كانت انطلاقة المهمّة التي أتى من أجلها. بالإضافة إلى ذلك، فإن الطرد تم بعد بطاقة صفراء طالب اللاعبون المصريون بها؟ بالضبط، الأمر غير عاد، ولعلّ ما يؤكد ذلك أن ثلاث دقائق كاملة مرّت على إعلان الحكم ركلة الجزاء، ليشهر بعدها عندما كان لاعب منتخب مصر يتأهّب لتنفيذها بطاقته الصفراء الثانية في وجه حليش، ما يؤكد أن في الأمر لبس وشكوك، بعدها بعشرة لاعبين أمام11 لاعبا من الجهة المقابلة، احتفظنا بالأمل للعودة في النتيجة، لاسيما أننا هزمناهم من قبل سنة 2004 بعشرة لاعبين أيضا، لكننا لم نتمكن من ذلك هذه المرّة بعد أن طرد لنا الحكم لاعبين آخرين عقب الإستفزازات المصرية لنا في أكثر من مناسبة، ثم خرجت المباراة عن نطاقها، لاسيما أن موازين القوى لم تكن متساوية بما أننا كنا ثمانية في مواجهة 11 لاعبا والحكم معهم. ولذلك أقول وأكرّر أن هذه الخسارة ليست معيارا حقيقيا نقيس به مستوانا في تلك المباراة ولا معيارا حقيقيا يقيس به المصريون قوتهم، لأن الموازين لم تكن متساوية. هل لك أن توضح أكثر؟ قلت لك إننا كنا ثمانية في مواجهة 11 لاعبا أو 12 لاعبا بإضافة الحكم لهم، أيّ أن الفارق بيننا كان أربعة لاعبين، والنتيجة في نهاية المطاف انتهت برباعية غير نظيفة، هدف على كلّ لاعب طُرد تقريبا. من كلامك نفهم أن المصريين عليهم ألا يتفاخروا بانتصار كهذا؟ نعم، وحتى إن كانوا في نهاية المطاف أبطال إفريقيا، فهذا لا يعني لي شيئا، والآن تأكدت شخصيا لماذا يفوزون بها في كل مناسبة، هم مدعومون في كل مرة من طرف الحكام، وبإمكانهم في ظل ذلك أن يفوزوا باللقب في كلّ مناسبة، ومع ذلك وحتى إن تعلق لهم 7، 10 أو حتى 12 نجمة على أقمصتهم، فذلك لا يعني لي شيئا، ولا يعني أنهم أقوياء، وعليهم أن يدركوا ويحفظوا عن ظهر قلب أيضا أن الجزائر ستتواجد في “المونديال“ هذه الصائفة للمرّة الثالثة في تاريخها، في وقت لم تتأهل مصر إلى هذا المحفل الكروي العالمي سوى مرّتين من قبل... كأس العالم ليست ككأس إفريقيا. أنت مخطئ، هم لم يتأهلوا لها سوى مرّة واحدة سنة 1990، لأنهم سنة 1934 شاركوا في نهائيات كأس العالم بدعوة فقط من المنظمين، لأن الأغلبية الساحقة للبلدان الإفريقية في تلك الحقبة كانت مستعمرة، ما رأيك؟ شكرا لك على هذه المعلومة، أنت ترى معي أن مصر هذه لم تصل إلى محفل الكبار سوى مرّة واحدة في تاريخها، في وقت ستتواجد الجزائر مع العمالقة للمرّة الثالثة. وأضيف لك شيئا هاما. تفضّل... هم لم يحرزوا ولا إنتصار في هذه المنافسة من قبل، بينما الجزائر حققت إنتصارين، وهذه هي معايير الأبطال في الحقيقة، ثم أنهم وإذا ما كانوا يعتقدون أنهم أبطالا فلماذا لم يتأهلوا إلى كأس العالم سنة 2006!؟، لماذا لم يتأهلوا إلى كأس العالم هذه السنة؟، الأمور واضحة وضوح الشمس يا صديقي، وهي أن المصريين لا يجدون ضالتهم ولا يحققون مآربهم في المنافسات التي تسيّرها “الفيفا”، عكس المنافسات المسيّرة من طرف “الكاف”، وقصدي هنا واضح. في الأخير، هل لك أن تقيّم لنا المشاركة الجزائرية في نهائيات كأس إفريقيا التي جرت في أنغولا، والخلاصة التي خرجت بها؟ أؤكد أن الفرصة كانت مواتية للتتويج بلقب هذه الدورة، للأسف الشديد أن عوامل خارجة عن إطار الرياضة وقيمها ومبادئها، حرمتنا من ذلك، وأؤكد للمرة الألف أن الجزائر تمتلك مجموعة قوية متماسكة ومتلاحمة، أثبتت أنها قادرة على فعل أشياء كثيرة، ولعلمك أنه ليس من السهل أن تعيش في مجموعة لفترة فاقت شهرا كاملا دون مشاكل داخل المجموعة، لكننا والحمد للّه أثبتنا أننا عائلة واحدة، فمجرّد سوء تفاهم فقط لم يحدث بيننا على مدار تلك الفترة الطويلة. وهنا أتوقف عند تصريح اللاعب موسى صايب الذي صرّح خلال الدورة: “إنه منتخب الأصدقاء”، ولقد أصاب في ذلك، لأننا أصدقاء وفوق ذلك إخوة وأشقاء، وسنعمل الآن بحول اللّه على الحفاظ على تلك الروح تحسّبا للموعد الكبير الذي ينتظرنا الصائفة المقبلة في نهائيات كأس العالم، وهي النهائيات التي سنثبت للعالم من خلالها أننا نستحق الوصول أليها ونستحقّ المشاركة فيها. حاوره في بوخوم: ------------- شرح أسباب مقاطعته الصحافة... عنتر يحيى: “بعض الإعلاميين تجاوزوا الخطوط الحمراء ونعتونا بكل الأوصاف بعد هزيمة مالاوي” قد يتذكّر البعض منّا أن لاعبي المنتخب الوطني قرّروا مقاطعة وسائل الإعلام الجزائرية، خاصة بعد الفوز المحقق أمام مالي. وجاءت الفرصة الآن من أجل أن يعود بنا صخرة دفاع نادي بوخوم الألماني إلى ما حدث بالضبط، حيث قال: “فعلا، قررنا في نلك الفترة أن نقاطع كل الإعلاميين ودون إستثناء واتفقنا على عدم إجراء أي مقابلة صحفية لأن البعض منهم تجاوز الخطوط الحمراء بعد الهزيمة أمام مالاوي ونعتونا بكل الأوصاف وأظهروا تجاهنا وجها سيئا فاجأنا كثيرا، ما يعني أن البعض ينتظر أي تعثر من أجل ذبحنا، ولكم أن تتصوّروا درجة التأثر التي كنا فيها”. “إشاعة تشاجر شاوشي مع أوسرير غير مقبولة“ وواصل عنتر يحيى كلامه عن بعض الإنتقادات بأسى شديد، وعرّج على نقطة رآها مهمة جدا عندما صرح: “نعلم أن أي رياضي خاصة لاعبي كرة القدم هو في قلب الإنتقادات وفي أي ظرف، لكن أن يطلب منا البعض من الإعلاميين حزم أمتعتنا بعد مباراة واحدة فقط فهذا ما لا يُمكن تقبّله، وأنا أتساءل ما هي المعايير التي اعتمد عليها هؤلاء من أجل أن يحكموا علينا منذ أول يوم في أنغولا؟ هذا الأمر جعلنا نقرّر أن نقاطع الإعلاميين، كما أن القطرة التي أفاضت الكأس هو الخبر الذي تناقله البعض حول تشاجر شاوشي وأوسرير، فهل يعقل أن يتشاجر لاعب جاء إلى أنغولا لتوّه، أنا أرى أن هذه ليست مصداقية حقيقية... تخيّلوا أن البعض من أفراد عائلاتنا اتصل بنا من أجل استفسار الأمر، بالإضافة إلى أن صورتنا ستتشوّه كثيرا أمام أنصارنا الذين سيقولون إن لاعبيهم ذهبوا للتشاجر وليس من أجل اللعب”. “بفضل التلفزيون لم يقع الجمهور في المغالطات” وحسب عنتر يحيى، فإن هناك وقفة عرفان يجب القيام بها تجاه التلفزيون الجزائري، عندما صرح: “لحسن الحظ أن هناك كاميرا التلفزيون الجزائري التي أوضحت أن الأمور كانت أكثر من رائعة بين شاوشي وأوسرير وحتى بين أغلب اللاعبين ولا يوجد أحسن من الصورة من أجل دحض الأكاذيب، وأنا أقول لهؤلاء عوض البحث عن المواضيع الجانبية اهتموا بالأمور الرياضية، وأرى أن إستقبال الأنصار لنا في المطار صفعة لكل الذين حاولوا أن ينقلوا الأخبار الكاذبة عنا”. -------- عنتر يحيى يُمنّي نفسه بأمر واحد فقط قبل المونديال... “أتمنّى من كل قلبي أن تنساني لعنة الإصابات حتى شهر جويلية” بعد القرار الذي اتخذه عنتر يحيى، صخرة دفاع “الخضر“ ونادية الألماني بوخوم، بالمشاركة في نهائيات كاس إفريقيا الفارطة في أنغولا حيث تمكن من الحصول على الضوء الأخضر من “الفيفا” بعد الشكوك التي حامت حول مشاركته وتخوّف إدارة ناديه من عدم جاهزيته، حان الوقت الآن ليعود إلى جو المنافسة وهو الذي غامر بنفسه في “الكان“ الأخيرة حيث كانت المنافسة شديدة في الوقت الذي كان منتخبنا الوطني يجري مباراة نارية كل ثلاثة أيام وفي حال إصابته هناك لما استطاع اللحاق بناديه بوخوم للمشاركة معه في البطولة، ومن حسن حظ بطل ملحمة أم درمان أنه عاد سالما إلى ألمانيا في انتظار عودته إلى كامل لياقته. مدربه “هرليش” لم يرد التسرّع في عودته أصبح اليوم عنتر يحيى أكثر جاهزية من أي وقت مضى وهو الذي تمكن من المشاركة في مبارتين بدورة أنغولا و أمام منافسين من العيار الثقيل ويتعلق الأمر بمنتخب كوت ديفوار والمنتخب المصري، وهو ما جعل صخرة دفاع بوخوم يستعيد لياقته بشكل كبير ومن شأن ذلك أن يعود بالفائدة على ناديه على عكس ما كان يتوقعه مدربه “هرليش” الذي لم يخف ارتياحه لمدى استعداد عنتر على الرغم من أنه لم يرد التسرع في الاعتماد عليه وفضل وضعه في كرسي الاحتياط خلال المباراة الأخيرة لفريقه أمام باير ليفركوزن التي انتهت بالتعادل، حيث اعتمد حينها المدرب على الثنائي مالتريتز – مافارلي الذي تعوّد على اللعب في المباريات الأخيرة من جهة، ومن جهة أخرى بحكم أن عنتر يحيى كان قد عاد منذ أربعة أيام فقط إلى ناديه في انتظار أن يعتمد عليه مدربه في أقرب وقت لأنه قطعة أساسية وتواجده ضروري إلى جانب زملائه والبداية ستكون في المباراة المقبلة أمام هوفنهايم السبت المقبل في ملعب هذا الأخير. “تعلّمت كثيرا من إصابتي واستفدت بما فيه الكفاية” تغيّرت بعض الأمور في مدافع “الخضر“ عنتر يحيى في الأسابيع القليلة الماضية حيث كان يداوم على عيادة الطبيب عدة مرات في اليوم في البداية من أجل العلاج ثم من أجل إعادة التأهيل لكن كل ذلك انتهى، ونتذكر جيدا أن زميله حليش الذي كان يقاسمه الغرفة في تربص كاستولي وأنغولا صرّح لنا بأن الغرفة أصبحت مثل العيادة الطبية أو بالأحرى علبة صيدلية كبيرة الحجم بسبب إصابة عنتر، لكن بعد زيارتنا له والدخول إلى غرفته في بوخوم وجدناها مزينة بديكور جديد حيث يضع عدة أشياء تذكارية من الجزائر فوق خزانته بالإضافة إلى الجائزة التي نالها كأحسن لاعب عربي لسنة 2009 والتي منحته إياها قناة “أم. بي. سي” وهي الجائزة التي فرح بها كثيرا، لكنه يتمنى أن يقدم موسما أحسن من الذي سبقه شريطة ألا تعاوده الإصابة من جديد مثلما قال لنا: “عانيت كثيرا في الفترة التي كنت فيها مصابا لكن تأكد أنني في الوقت الراهن لا أشعر بآلام والحمد لله على ذلك وأتمنى فقط ألا تعاودني الإصابة حتى أتمكن من تقديم الإضافة لفريقي الذي يحتاجني وكذلك للمنتخب الوطني الذي تنتظرنا معه منافسة كبيرة من حجم كأس العالم، وأتمنى كذلك أن تنساني لعنة الإصابات حتى شهر جويلية المقبل لأنني تعلمت بما فيه الكفاية”، وقال يحيى هذا الكلام مع علمه بأن الإصابات لا تختار المكان ولا الزمان وبإمكان أي لاعب أن يصاب حتى في حصة تدريبية خفيفة.