شعور وإحساس واحد ذلك الذي ينتاب كل فرد مسلم وعربي بعد الاعتداءات الهمجية والإرهابية من طرف الإسرائليين على أسطول الحرية الذي كان متجها إلى غزة من أجل تقديم بعض المساعدات الإنسانية لإخواننا الفلسطينيين الذين يعانون كثيرا من ويلات الحصار الذي فاقت مدته الثلاث سنوات، وكما يعلم الجميع فقد سقطت أرواح الشهداء الأبرار بعد تلك الاعتداءات، وأبينا إلا أن نقاسم إخواننا كرياضيين وأخذ انطباعات اللاعبين الجزائريين القدامى الذين شرّفوا الجزائر في مختلف المحافل الدولية... وأعربوا عن تضامنهم مع القضية الفلسطينية العادلة منذ أمد بعيد، وها هم يجددون تضامنهم الدائم واللامشروط لكل ما يتعلق بفلسطين العزيزة والغالية على قلوب كل الجزائريين من دون استثناء. ندّدوا بشدة بمّا يحدث وطالبوا بتحالف العرب والمسلمين ومن خلال حديثنا مع بعض اللاعبين القدامى وقفنا على تأثر شديد من جرّاء كل ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، خاصة أن هذه المرة الاعتداءات غير عادية وإجرامية بحيث كانت على أناس أبرياء لا يحملون حتى الأسلحة للدفاع عن أنفسهم وهم في وسط البحار في بواخرة تدعو إلى السلام حاملة معها بعض المؤن التي من شأنها أن تنقص من حجم معاناة الشعب الفلسطيني وبالتحديد أبناء قطاع غزة المحاصر، وعليه فقد كانت خلاصة قول أولئك الذين تحدثنا معهم من لخضر بلومي إلى قاسي سعيد مرورا بشريف الوزاني أن الوقت قد حان لكي يقف العرب والمسلمون من كل بقاع العالم جنبا إلى جنب وتكون لهم كلمة واحدة يرفعونها للعالم بأسره، ولا مجال للتخاذل مجددا والاختفاء وراء التضامن فوق الورق لا غير، لأن أناسا أبرياء يموتون من دون سبب. الجزائر ستمثّل فلسطين كذلك في المونديال وكما يعلم الجميع فإن تضامن الشعب الجزائري مع نظيره الفلسطيني يشهد له التاريخ على مر الزمن، وعليه فمباشرة بعد تأهل منتخبنا الوطني إلى المونديال راح الجميع يهدي ذلك التأهل إلى الشعب الفلسطيني الشقيق والذي سيكون ممثلا بالمنتخب الجزائري تضامنا مع الإخوان في أراضي صلاح الدين الأيوبي، ومن دون شك فإن أقل شيء يمكن للاعبينا الحاليين أن يقوموا به هو رفع الراية الفلسطينية في كل مبارياتهم، وهو ما طالبهم به اللاعبون القدامى حتى يؤكّدوا للعالم بأسره أن الشعبين يتقاسمان عديد العوامل، وكل الجزائريين يتضامنون مع إخوانهم الفلسطينيين حتى في محفل كبير من حجم كأس العالم التي يتابعها ما لا يقل عن نصف سكان الكرة الأرضية، وتعتبر أسهل وسيلة لتمرير رسالة إلى أي مكان وأية سلطة مهما كانت. بوڤرة ورفاقه أكدوها في عديد المناسبات سبق للاعبي المنتخب الوطني أن أكدوا في عديد المناسبات وفي مختلف تصريحاتهم لوسائل الإعلام عبر العالم أنهم متضامنون إلى أبعد الحدود مع إخوانهم في فلسطين، على غرار ما أكده الماجيك بوڤرة، رفيق جبور بالإضافة إلى رفيق صايفي وغيرهم من اللاعبين الذين سيرفعون الراية الفلسطينية إلى جانب الراية الجزائرية في كل مبارياتهم المقبلة في المونديال، والبداية بلقاء سلوفينيا الذي سيكون في ال 13 من هذا الشهر، وبهذه الالتفاتة الطيبة من لاعبينا يؤكدون حسن نواياهم وهم كذلك قد ندّدوا بالاعتداءات على أسطول الحرية المتجه نحو قطاع غزة لتقديم المؤونة. راية فلسطين في مباراة إيرلندا لها العديد من الدلالات ومن منّا لم يشاهد الراية الفلسطينية وهي ترفرف الجمعة الفارط في مدرجات الملعب الذي جرت فيه مباراة منتخبنا الوطني مع نظيره الإيرلندي وديا تحضيرا للمونديال القادم، فقد قام أنصار المنتخب الوطني برفع تلك الراية حتى يؤكدوا للجميع أن الشعبين الجزائريوالفلسطيني لا يفرقهما أي شيء والتاريخ يشهد على ذلك، بالإضافة إلى العديد من الدلالات بما أن دينا واحدا يربطنا زيادة على دعم الجزائريين الدائم للقضية الفلسطينية، ومباشرة بعدما رأى اللاعبون الراية الفلسطينية في المدرجات تأثروا كثيرا وتأكدوا مرة أخرى أنهم يحملون رسالة شريفة تتمثل في حمل القضية الفلسطينية كأمانة في أعناقهم وسيشرّفون فلسطين قبل الجزائر في المونديال بالإضافة إلى كل العرب والمسلمين الذين يعانون من جراء الاعتداءات الأخيرة. بلومي : “بهذا الاعتداء صار الجميع مهدّدا وعلينا الإتحاد حقا ضد الصهاينة“ كان جوهرة الكرة الجزائرية في الثمانينات لخضر بلومي مثل كل الجزائريين، فعلى الرغم من أنه كان منهكا بعدما شارك في الدورة الودية بكندا ودخل إلى أرض الوطن بعد ظهيرة أمس إلا أنه أبى إلا أن يتحدث معنا خاصة لمّا أدرك أن الأمر يتعلّق بالاعتداءات الأخيرة على أسطول الحرية المتجه نحو الأراضي الفلسطينية فقال : “يعجز اللسان عن الكلام في مثل هذه الأمور، فكل شيء صار واضحا بعد هذه الاعتداءات الإرهابية على أشخاص ذنبهم أنهم إنسانيون ويحبون إخوانهم في فلسطين الذين يعانون. إنه لأمر مؤسف فكما ترى الكل صار مهددا وليس أولئك الناس الذين يتواجدون في فلسطين، وحتى نحن مهدّدون وعلينا الإتحاد أكثر من أي وقت مضى وأن نكون يدا واحدة في وجه الصهاينة الذين لا يحملون ذرة من الإنسانية“. “الجزائريون معروفون بتضامنهم الدائم مع إخوانهم الفلسطينيين” وفي ذات السياق أعرب محدثنا فقد أعرب عن تضامنه الدائم واللامشروط وتحدّث باسم كل الجزائريين لأنه يعرف طريقة تفكير الشعب الجزائري لمّا يتعلق بإخوانهم في فلسطين، فصرّح قائلا : “لا يخفى على العالم بأسره بأننا في الجزائر دائما وأبدا متضامنون مع إخواننا في فلسطين ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك لأن التاريخ مكتوب بدماء الشهداء، والمهم فأنا متضامن مع أشقائي هنا والجزائريون كلهم معروفون بهذه السمة النبيلة وتضامنهم مع إخوانهم ونتمنى أن تتحسّن الأمور في أسرع وقت ممكن، ونترحم على كل الشهداء الأبرياء الذين سقطوا غدرا وهم يؤدون رسالة نبيلة تدعو إليها كل الديانات وليس الإسلام فقط، والعالم كله متأثر بما يحدث ما عدا الصهاينة المجوس الذين لا يعرفون معنى الرحمة ولا السلم ويستحقون الإبادة الجماعية”. “سنؤكد للعالم في المونديال أن فلسطين هي التي ستشارك كبلد واحد مع الجزائر“ وفي الأخير لم يتمالك نفسه لخضر بلومي وهو يتحدث معنا ما يؤكد تعلقه الشديد بالقضية الفلسطينية وكل ما يتعلق بهذا البلد الشقيق والغالي على قلوب كل الجزائريين بمن في ذلك الرياضيون، وبما أن منتخبنا سيشارك في المونديال القادم بجنوب إفريقيا فقد رأى أن أقل شيء هو أن نمثل فلسطين في كأس العالم، وأضاف : “من مكاني لا أستطيع أن أفعل شيئا لأنني اعتزلت لعب كرة القدم ولكن أنا متأكد أن لاعبينا الذين سيشاركون في المونديال سيؤكدون تضامنهم في مختلف المباريات مع الشعب الفلسطيني، وبالتالي فإننا سنؤكد للعالم أن فلسطين حرة مستقلة وستشارك في المونديال باسم الجزائر وتمثل أحسن تمثيل بإذن الله، وكل انتصار جزائري هو فلسطيني بالدرجة الأولى ونكون كبلد مسلم عربي واحد بإذن الله”. شريف الوزاني : “الفلسطينيون يعانون والفرصة مناسبة لقول كلمتنا” كان للاعب المنتخب الوطني سابقا ومولودية وهران شريف الوزاني تقريبا نفس الانطباع وهو يحترق داخليا مثل كل جزائري من جرّاء الاعتداءات التي تعرض لها أسطول الحرية وسقوط أرواح الأبرياء غدرا مثلما قال : “نعلم جميعا أن إخواننا في فلسطين يعانون منذ مدة والحصار قاس جدا على أبناء غزة، وعليه فالفرصة مواتية لكل العرب والمسلمين أن يتحدوا ويقولوا كلمة حق لأنهم سيحاسبون عليها يوم القيامة أمام الله عز وجل، وأنا من جهتي أحاول أن أقوم بأي شيء لكن لا أدري ماذا بوسعي القيام به، فلطالما نددنا بالاستعمار الصهيوني وقد فاق الاعتداء كل التصورات لأن الأمر يتعلق حاليا بأناس أبرياء لم يقترفوا أي ذنب وسقطوا شهداء في سبيل الله وتضحية بأرواحهم في سبيل إنقاذ إخوانهم الذين يعانون أكثر من غيرهم في العالم”. “باسم كل الرياضيين نحن مستعدون لتقديم كل ما لدينا من أجلهم” وتحدّث شريف الوزاني كذلك عن إمكانية مساعدة الإخوان في فلسطين الذين يعيشون أزمة خانقة من كل النواحي، وبما أنه جزائري مثل كل الجزائريين يدرك جيدا ما يشعر به كل فرد في هذا البلد الغالي، وقال كذلك : “باسم كل الرياضيين الجزائريين أؤكد لكم من هنا أننا مستعدون لتقديم المساعدة لإخواننا في فلسطين وتقديم كل ما نملكه في سبيل التخفيض من معاناتهم الشديدة، فليس من السهل أن يعيشوا في تلك الظروف القاسية خاصة الأطفال والعجائز الذين لا حول ولا قوة لهم، وكما ترون وصل الأمر بالإسرائليين إلى حد قطع خيط الرحمة عليهم من بواخرة خيرية تحمل أناسا أبرياء، فعلا إنه لأمر غير معقول وحتى الإنسان المجنون لا يمكنه أن يقدم على فعلة مثل هذه، وفي الأخير نترحم على الشهداء الأبرار الذين سقطوا هناك”. كمال قاسي سعيد : “اليهود معروفون بالهمجية واتضح أمرهم أمام العالم” تأثر كثيرا اللاعب الدولي السابق كمال قاسي سعيد هو الآخر بهذه الاعتداءات الإرهابية على أناس أبرياء ذنبهم أنهم تحركوا من أجل أخذ الخبز والماء للإخوان المحاصرين في فلسطين، وأضاف قائلا : “لا يخفى على أي شخص في هذا العالم أن الإسرائيليين واليهود عموما سبّاقون للعنف والحرب على مرّ الزمان ولطالما ارتكبوا مجازر عديدة دون أن يجدوا من يحاسبهم، ولكن هذه المرة أعتقد أن العالم بأسره كشفهم على حقيقتهم ولا مجال أمامهم للاختفاء وراء صورة التصدي للإرهاب أو ما شابه ذلك لأنهم قصفوا باخرة تقل أشخاصا أبرياء عزّل رسالتهم كانت واضحة وهي إيصال المعونة للإخوان في فلسطين، وسنرى كيف سيكون رأي قادة العالم وبالخصوص العالم العربي والإسلامي”. “التضامن يجب أن يكون فوق الميدان وفتح أبواب البلدان الإسلامية” أعرب قاسي سعيد عن تذمره الشديد لتلك الاعتداءات والتضامن من هنا ومن هناك بالأفواه وتعالي الأصوات لا غير فيما يبقى إخواننا يعانون من الحصار في غزة ويموتون الواحد تلو الآخر دون أن يتدخل أحد لإنقاذهم من طغيان اليهود، كما قال كذلك : “صحيح أن الكثيرين لا يستطيعون التنقل إلى فلسطين لمساعدة إخواننا هناك لكن يجب أن تتضافر جهود الجميع وتفتح جميع الأبواب، عندها سترى الشعوب كيف ستنتفض لأننا سئمنا من الوعود والتضامن عبر وسائل الإعلام فقط، فلا يجب أن ننسى أنه لدينا إخوان يموتون والله سيحاسبنا جميعا يوم القيامة سواء أكنّا بقربهم أو بعيدين عنهم رياضيين، سياسيين أو حتى مثقفين، فالجميع مطالب بالتدخل بطريقته الخاصة لمساعدة الفلسطينيين الأبرياء”. حاج عدلان : “أضعف الإيمان أن نكثر من الدعاء لإخواننا في الصلوات” لم يجد لاعب المنتخب الوطني سابقا وإتحاد العاصمة الشهير حاج عدلان في البداية الكلمات لكي يعبر عن أسفه لما يحدث من اعتداءات على البواخر التي كانت تقل الخبز والحليب للإخوان المحاصرين في فلسطين، لكنه أعرب مثل غيره من الجزائريين عن تضامنه الشديد خاصة أن الصور التي شاهدها العالم بأسره جد مؤثرة وتعبّر عن نفسها مثلما قال : “أنا من جهتي لا يمكنني أن أقوم بالشيء الكثير، وكشخص مسلم وعربي أطلب من الجميع أن نكثر من الدعاء لإخواننا الذين يعانون وأولئك الذين استشهدوا رحمهم الله برحمته الواسعة، فليس من السهل أن يتقبل العقل كل ما يحدث من اعتداءات خرجت عن النطاق الإنساني فأضعف الإيمان كما قلنا تكثيف الدعاء خاصة في الصلوات لعلّ وعسى أن يفرج الله سبحانه وتعالى عن مآسي الشعب الفلسطيني التي لا تعد ولا تحصى”. “كل العالم رأى مجزرة العصر ويكتفي بالتضامن شفهيا” اعتبر حاج عدلان الاعتداءات على أسطول الحرية أبشع صورة للإرهاب من طرف الإسرائيليين الذين انكشف أمرهم أمام العالم، والأطراف التي كانت تدافع عنهم لا مجال لها للمواصلة في حملة دفاعها لأن الحق قد ظهر، وأضاف : “كل العالم رأى مجزرة العصر بقصف باخرة تحمل أشخاصا يدعون إلى السلام خرجوا من أوطانهم ليقدموا المساعدة لأشخاص معوزين محاصرين منذ سنوات في غزة، ولكن هؤلاء هم اليهود فلا مجال للسلام معهم فلغتهم هي السلاح والقتل ولا يكفينا تضامن بالشفاه بل على العالم بأسره أن يبيدهم ويمسحهم عن هذا العالم فهم سبب كل المشاكل التي نراها بأم أعيننا من هنا ومن هناك، وكما رأيتم فتلك البواخر كانت تضم حتى الجزائريين وإلى متى سنصمت هكذا ؟ وأطلب من الجميع أن يدعوا للشهداء بالرحمة والمغفرة“.