كان المنتخب الوطني صبيحة أمس في ضيافة بالمقرّ الرسمي لشركة الألبسة الرياضية العالمية puma وفقا للبرنامج المسطر قبل المجيء إلى ألمانيا. إذ يتذكّر الجميع أن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ولدى إمضائها عقد الشراكة مع هذا المموّل العالمي في شهر سبتمبر من السنة الماضية، كان ذلك في ظروف ضيّقة حرمت الشركة من تقديم “الخضر” بصفة رسمية مثلما فعلت مع منتخبات الكامرون، كوت ديفوار وغانا، وهي المنتخبات التي قدمت بصفة رسمية آنذاك في فرنسا.فكانت الفرصة مواتية هذه المرّة بمجيء المنتخب الوطني إلى معقل الشركة العالمية بألمانيا، أين خصّ باستقبال حار من طرف الممثلين الرسميين لها، والذين بدوا سعداء لأن المنتخب العربي الوحيد في “المونديال” سيرتدي علامتهم الرياضية ذات الجودة العالية. العاشرة ونصف: رواوة وسعدان وخماسي من اللاعبين في الموعد وكانت الساعة تشير إلى العاشرة وربع عندما غادر محمد روراوة والمدرب الوطني رابح سعدان فندق “هارزوغ بارك” رفقة القائد منصوري، رأس الحربة غزال، وسطي الميدان زياني ويبدة، والظهير الأيسر بلحاج، بالإضافة إلى أعضاء الطاقم المسيّر في صورة عضو “الفاف“ وليد صادي، والأمين العام بوبكر شنيوني والمكلف بالإعلام وعدد من المرافقين. ليكون الوصول إلى مقرّ الشركة العالمية للألبسة في الموعد المحدد والمضبوط وهو الساعة العاشرة ونصف. “ستيفانو كاروتي” تناول الكلمة وفور وصول أعضاء المنتخب الوطني إلى مقر الشركة الذي يبعد حوالي 3 كلم عن مقرّ إقامتهم، وجدوا في استقبالهم ممثل الشركة “ستيفانو كاروتي” بالإضافة إلى نائب المدير العام “ويدمان”، وعدد من المسؤولين الآخرين، الذين خصوهم بأحسن استقبال وضيافة، كيف لا وهم الذين يحلون ضيوفا على الشركة التي تموّلهم لأول مرة منذ إمضاء العقد في شهر رمضان الماضي. روراوة، سعدان ومنصوري دخلوا تحت التصفيقات وفور وصولهم تناول أعضاء المنتخب الوطني بعض المشروبات والحلويات التي استقبلهم بها الألمان، في جلسة حميمية تبادل خلالها روراوة وسعدان واللاعبين الذين رافقوهما الحديث مع ممثلي الشركة العالمية، قبل أن يلتحق روراوة وسعدان والقائد منصوري رفقة ممثل الشركة الرسمي “ستيفانو كاروتي” بقاعة الندوات، أين عقدوا ندوة صحفية تناولوا فيها الكلمة واحدا واحدا، عبر خلالها كل طرف عن شعوره بعد شراكة استغرقت حتى الآن 8 أشهر، وستدوم طويلا حسب ما لمسناه من خلال حديث روراوة. للإشارة، فإن دخول الأطراف المعنية إلى قاعة الندوات كان تحت تصفيقات الحضور والمضيفات التابعات للشركة العالمية. “ستيفانو”: “مباشرة بعد تعاقد الجزائر مع بيما وصلت المونديال” بعدها كان الموعد مع انطلاق الندوة الصحفية، التي كان ممثل الشركة “ستيفانو ” أوّل من تناول الكلمة، حيث عبّر عن السعادة الكبيرة التي تغمره وتغمر مسؤولي الشركة التابعة لها لعقد الشراكة الذي يربطها بالمنتخب الوطني، قبل أن يقولها بصريح العبارة: “تعاقدنا مع المنتخب الجزائري بعد كل من منتخبات الكامرون، غانا وكوت ديفوار، كان فأل خير عليه، لأنه تأهل مباشرة بعدها إلى نهائيات كأس العالم، بعد غياب طويل، قبل أن يتأهل إلى الدور نصف النهائي من نهائيات كأس إفريقيا، وهذا أمر يشرّفنا كثيرا ويجعلنا نشعر اليوم بالفخر والاعتزاز”. روراوة:” يُشرّفنا أن نرتدي ألبسة بيما في كلّ المحافل“ ثم جاء الدور على الرئيس محمد روراوة الذي تطرّق في البداية إلى السبب الجوهري الذي جعله يتواجد هنا في مقرّ الشركة هو ووفد المنتخب الوطني، حيث أكد أن ضيق الوقت وانشغالات “الخضر“ بالتصفيات المزدوجة لكأسي إفريقيا والعالم 2010، خلال سبتمبر الماضي، جعلت هيئته تكتفي فقط بإمضاء العقد في شهر رمضان المنقضي، على أن يكون تقديم اللاعبين بالقميص الرسمي لاحقا، وهو ما تم صبيحة أمس. قبل أن يضيف قائلا: “إنه لشرف كبير لنا، ثم إنه لمن دواعي السرور والغبطة أن نرتدي ألبسة “بيما“ في كل المحافل الكروية وليس فقط في نهائيات كأس العالم، لأن “بيما” شركة عالمية مجهزة بألبسة رياضية ذات نوعية جيدة ورفيعة، دون أن نغفل صيتها الكبير الذائع عالميا، وبالنسبة لي هي أحسن مجهز للألبسة الرياضية عالميا والأحسن لكافة المنتخبات الإفريقية واتحادياتها”. “الشراكة لم تكن من أجل الأموال أو الألبسة” وفي سياق متّصل أكد محمد روراوة أنّ الغرض من وراء التعاقد مع شركة “بيما” لم يكن يوما ماديا، ليضيف قائلا:”ليكن في علمكم أننا لم نتعاقد مع هذه الشركة من أجل الأموال، أو من أجل الألبسة الرياضية، بل إن الغرض إنساني، لأن تعاقدنا مع هذه الشركة مثلا جعلنا نقترب ونختلط بشعب آخر، الغرض رياضي أيضا لأن علامة هذه الشركة معروفة، ولا يرتديها سوى العمالقة والكبار”. “وصلنا معها إلى كأس العالم ونصف نهائي الكان” وواصل “الشيخ“ روراوة ثناءه على الشركة العالمية قائلا: “الفاف جدّ سعيدة للتعاقد مع “بيما”، فمعها وصلنا إلى نهائيات كأس العالم وكأس إفريقيا معا، ومعها أيضا وصلنا إلى الدور نصف النهائي من المنافسة الإفريقية، لذلك نحن نتمنى لو يمتد العقد لفترة أطول، ولسنوات أخرى كذلك ما دمنا مرتاحين معها”. “الجزائر ستمثل العالم العربي والإفريقي في المونديال” وألح محمد روراوة على التذكير بثقل المسؤولية على عاتق المنتخب الوطني، عندما قال:”المسؤولية ستكون كبيرة لأننا سنمثل العالم العربي والإفريقي في المونديال، والحمد لله أننا نسير حتى الآن في الطريق الصحيح، فبعد تربّص بمرتفعات سويسرا، تنقّلنا عند أصدقائنا في إيرلندا أين خضنا مباراة ودية انهزمنا فيها بثلاثية نظيفة، لا تستحق التهويل في الحقيقة، لأنّنا في إطار التحضير للموعد العالمي، ثم أن منتخبات إفريقية كبيرة تكبّدت أمس هزائم ثقيلة في صورة المنتخب الكامروني الذي انهزم بثلاثية، والمنتخب الغاني الذي انهزم برباعية. نحن نحضر وسنواصل التحضير هنا في ألمانيا قبيل دخول غمار المنافسة العالمية”. “قلم ويدمان كان حاسما لوصولنا إلى المونديال” وعاد روراوة ليمدح من جديد ويثني على مسؤولي الشركة هذه المرة وذكر بالاسم نائب المدير العام السيد “ويدمان”، وقال بشأنه: “لا تنسوا أن قلم ويدمان كان حاسما لوصولنا إلى المونديال (يقصد القلم الذي أمضي به عقد الشركة بين الفاف وشركة بيما)، فمنذ إمضائنا العقد بذلك القلم لم نعرف سوى النتائج الجيدة، والنتيجة كانت وصولنا إلى نهائيات كأس العالم”، قبل أن يختم قائلا:”أستغل الفرصة كي أشكر مسؤولي بيما باسم الاتحادية الجزائرية على التسهيلات التي وضعوها لنا والخدمات التي قدّموها لنا، واسمحولي إن أطلت عليكم لأن الخطأ ليس خطئي بل هو خطأ المُترجم”. تجدر الإشارة، إلى أن روراوة كان ذكيا في حديثه ولم يغفل أن ينوّه بالدور الذي لعبه سعدان في الوصول إلى المونديال، لأنه من غير المعقول أن يشكر قلم “ويدمان” ويعتبره قلما حاسما، دون أن ينوه بالمجهودات التي بذلها سعدان... أمر لم يغفله روراوة الذي تصرّف بذكاء. سعدان: “سعداء مع بيما وهم مشكورون“ وبعدما أنهى روراوة حديثه بتمني الإبقاء على عقد الشراكة مع “بيما” لفترة أطول، جاء الدور على المدرب الوطني رابح سعدان الذي تناول الكلمة هو الآخر، وأعطى رأيه قائلا: “نحن سعداء مع بيما، وأعتقد إن لم تخني الذاكرة أننا كنا معها في 82، وأستغل الفرصة لكي أشكر مسؤولي هذه الشركة بالإضافة إلى كل سكان منطقة “نورمبرغ“ على حسن ضيافتهم وكرمهم”. منصوري: “اللاعبون مُعجبون بنوعيتها” وفي الأخير جاء الدور على قائد المنتخب الوطني يزيد منصوري الذي ناب عن زملائه اللاعبين في هذه الندوة الصحفية، ولم يخرج هو الآخر عن القاعدة، حيث مدح نوعية الألبسة التي قدمتها ولا زالت الشركة تقدّمها شركة “بيما” للمنتخب الوطني حتى اليوم قائلا: “باسم رفاقي اللاعبين أتحدث وأقول إنّنا مرتاحون ومعجبون بنوعية المادة المقدمة لنا، واستغل الفرصة كي أتوجّه بشكري الخالص نيابة عن رفاقي إلى ممثلي الشركة على ما يقدّموه لنا من خدمات، وعلى حسن ضيافتهم لنا، وأتمنى شخصيا أن يدوم عقد الشراكة لفترة أطول مع المنتخب الوطني الجزائري”. ----------------------------- الألمان يلقبون سعدان ب “دادان” من الطرائف التي حملها تربص نورمبرغ الألمانية هي التسمية التي أطلقها الألمان على المدرب الوطني رابح سعدان، حيث لفتت انتباهنا نطقهم لاسم “دادان”. حيث سمعنا هذه الكلمة في أكثر من مناسبة ليتبين أن الأمر يتعلق بالمدرب الوطني سعدان ومشاكل في نطق اسمه. ----------------------- “الخضر” يواجهون سلوفينيا بالأبيض وإنجلترا وأمريكا بالأخضر بصفة رسمية سيظهر المنتخب الوطني في الجولة الأولى من نهائيات كأس العالم أمام المنتخب السلوفيني بالزي الأبيض، فيما سيضطر إلى إرتداء الزي الأخضر في اللقاءين الثاني والثالث أمام المنتخبين الإنجليزي والأمريكي، وهو ما تحرينا عنه أمس قبل أن يؤكده لنا رئيس الإتحادية الجزائرية لكرة القدم محمد روراوة على هامش الندوة الصحفية التي إنعقدت في مقر شركة “بيما”. أمام سلوفينيا لأننا المنتخب المستقبل ويعود ذلك إلى أن المنتخب الوطني هو المنتخب الذي وضعته القرعة كمستقبل في الجولة الأولى أمام سلوفينيا، والمنتخب المستقبل كما يعلم الجميع في مختلف المنافسات العالمية، القارية أو المحلية تتاح له فرصة إختيار الزي واللون الذي يرغب في إرتدائه، وهو المعيار الذي إستفاد منه “الخضر“ في اللقاء الأول أمام سلوفينيا، لكن العكس سيحدث في لقاءي إنجلترا والولايات المتحدةالأمريكية وهما اللقاءين اللذين يعد هذين الأخيرين المضيفين فيما يعدّ منتخبنا الضيف، وبالتالي فإنه سيرتدي اللون الأخضر بما أن المنتخبين الإنجليزي والأمريكي سيلعبان باللون الأبيض الذي يعد لونا من ألوانهما الرسمية. الأبيض فأل خير للإنطلاق بقوة وما عدا لقاء مصر المشؤوم في أنغولا الذي تسبب الحكم البينيني كوفي كوجيا في خسارته فإن اللون الأبيض كان دوما فأل خير على منتخبنا في مختلف المباريات التي خاضها به، حيث كان الفوز يعود إلى أشبال رابح سعدان عندما يلعبون بالزي الأبيض، ومن يدري فقد يكون هذا اللون فأل خير على منتخبنا في لقاء سلوفينيا عندما يستهل المنافسة العالمية وحينها سيكون الفوز هاما في بدايتها، على أن تكون تلك الثلاث نقاط مشجعة له للحصول على نقطة أو نقطتين في المبارتين الأخيرتين تضمن له العبور إلى الدور الثاني. منصوري: “نُفضّل الزي الأبيض على الأخضر“ ولعل ما يؤكد أن اللون الأبيض حقا فأل خير على منتخبنا الوطني ويؤكد أيضا على تعلق اللاعبين بالزي الأبيض، هو ما قاله منصوري خلال الندوة الصحفية عندما سأله أحد الزملاء عن نوعية ألبسة “بيما” والأقمصة التي يرتدونها، حيث قال: “نجد راحتنا كثيرا مع ألبسة بيما ونحبّذ نحن اللاعبون كثيرا إرتداء اللون الأبيض أكثر من الأخضر”، قبل أن يضيف قائلا: “بيما شركة عالمية كبيرة بدليل أن أقصمتها تنفد بسرعة في مراكزها التجارية بفرنسا وفي مختلف أنحاء العالم.”
