حسب مقرب منه فإن كريم زياني كان ينتظر أن يكون حاضرا في مباراة ليبيا بما أنه تلقى مكالمة من مساعد النّاخب الوطني نور الدين قريشي يسأل عن حالته من خلالها قبل أيام قليلة من إعلان القائمة، فضلا عن المشاكل التي يشكوها وحيد حليلوزيتش على مستوى وسط الميدان في اللياقة المتراجعة لبعض اللاعبين وكذلك اعتزال مطمور، غير أن آمال كريم تبخرت بغيابه من جديد، وهو الغياب الذي يتواصل منذ يوم 3 سبتمبر 2011 في تنزانيا أين كانت تلك المباراة الأولى له مع حليلوزيتش والأخيرة على ما يبدو بما أن النّاخب الوطني أغلق كلية في وجهه الأبواب، ويريد جره إلى الاعتزال الدولي وهو القرار الذي يرفض كريم أن يعلنه مفضلا الانتظار. حليلوزيتش فكر فيه وقريشي لم يتصل من تلقاء نفسه والحقيقة التي لا يمكن لأحد أن ينكرها هي أن حليلوزيتش فكر فيه نتيجة قلة الحلول الأمر الذي أجبره على أن يطلب من مساعده الاتصال به لجس نبضه، وقريشي طبعا لا يمكنه الاتصال من تلقاء نفسه بزياني الذي اعتقد أن هذه المكالمة الهاتفية إشارة قوية إلى أنه عودته صارت أكيدة، قبل أن يفاجئ حليلوزيتش بالقائمة، ما أحبط معنويات لاعب الجيش القطري المتواجد في معسكر تحضيري مع فريقه في سويسرا، وجعله يتأكد أن فرصته صارت ضعيفة تماما إن لم نقل منعدمة مع حليلوزيتش، الذي قرر من البداية استبعاده بحجة أنه مصاب في وقت كان قد تعافى قبل أن يعلنها صراحة أنه لا يدخل في حساباته التكتيكية وأنه يفضّل عليه لاعبين آخرين في وسط الميدان الهجومي على الجهة اليمنى. وحيد لا يرى بودبوز وقادير أساسيين ومع هذا لم يستدعه والخلاصة أن حليلوزيتش ما دام لم يستدع زياني في وقت أنه يقول بنفسه عن قادير إن لياقته "متواضعة" وإن بودبوز من المحتمل أن لا يكون أساسيا في ليبيا بسبب الظروف التي يعيشها في سوشو أين يبقى بانتظار تحويله إلى أولمبيك مارسيليا، في وقت أن مطمور اعتزال ويتذكر الكل تصريحه عن خيار استعباد زياني قائلا: "أنا أملك فغولي فهل هو أفضل منه؟ إضافة إلى قادير، بودبوز ومطمور على مستوى وسط الميدان الهجومي على الجهة اليمنى"، وبما أن الثلاثي الذي يعتبره أفضل منه قد لا يكون أساسيا في مباراة ليبيا فإن زياني أيضا لا يتصوره كذلك، الأمر الذي يؤكد أنه لم يعد بحاجة إليه نهائيا وأنه أغلق في وجه عودته كل الأبواب. حليلوزيتش لا يريده احتياطيا ولا يراه أساسيا، بل "معتزلا" ودائما عطفاً على تصريحات حليلوزيتش فإن هذا الأخير قال إنه لا يريد أن يترك زياني في كرسي الاحتياط بل يريده أساسيا، في وقت لا يراه كذلك مادام لم يستدعه حتى والفرصة كانت مواتية في ظل تقلص الخيارات في وسط الميدان، الأمر الذي يعني أنه لا يراه في المنتخب لا في الاحتياط ولا مع 11 البداية وإنما يراه معتزلا، حيث يأمل حليلوزيتش ربما أن يسارع زياني بالإعلان عن قرار الاعتزال وينتهي من موضوعه، فيما يفضل اللاعب الذي قدم الكثير للمنتخب وشارك في 62 مباراة التريث قبل إعلان قرار كهذا، حتى وإن كان يعرف أن عودته صارت مستحيلة مادام وحيد حليلوزيتش مدربا ل "الخضر".