أخيرا، وبعد صمت طويل، كسّر الدكتور شلبي، الذي أشرف على حالة مغني الصحية، حاجز الصمت والذي لم يشأ من خلاله تقديم أدنى تعقيبات عن غياب مغني عن المونديال بعدما تعالت الأصوات التي تتساءل عمّا كان يفعله اللاعب في مركز “أسبيتار”، وأبى إلا أن يميط اللّثام عن قضية لاعب لازيو الإيطالي التي أسالت الكثير من الحبر في الآونة الأخيرة.. واختار أن تكون القناة الإذاعية الثالثة منبرا له في حصة “فوتبال مڤازين”، وبعد أن قاطع الصحافة لوقت طويل عبّر عن عدم مسؤولية مركز “أسبيتار” في غياب مراد مغني عن المونديال وبراءته من كل التهم التي يريد البعض نسبها إليه ودافع عنه بكل قوة، حيث أرجع عدم تماثل مغني للشفاء إلى عوامل أخرى لعل أبرزها اختيار اللاعب لحل لم يكن مضمونا -على حد تعبيره- من خلال تدخله الإذاعي أمس. كلامه مواصلة لبيان إدارة “أسبيتار” وسبق ل”الهدّاف” أن نشرت بيانا إعلاميا لمركز “أسبيتار“ الذي تبرّأ من مسؤوليته في عدم جاهزية مغني للمونديال، وهو الكلام الذي شجع الدكتور شلبي لا محالة في أن يحذو حذو مسؤولي المركز ويؤكّد بدوره أن عدم تماثل مراد مغني كان أمرا متوقعا إلى حد بعيد. “قدّمت ل سعدان صورة واضحة عن كل لاعب” وقبل ذلك، تحدث الدكتور شلبي عن الطريقة التي يتبعها حاليا بالتنسيق مع المدرب الوطني، حيث أشار إلى هذه النقطة قائلا: “يجب أن تعلموا بأني على غرار كل الأطباء الآخرين موجودون مع الخضر لمساعدة المدرب سعدان، وتحدثت معه قبل ذلك عن الآثار السلبية والإيجابية لتربص كرانس مونتانا فيما يخص حالة اللاعبين وتأقلمهم مع ظروف العمل والتحضير في منطقة مرتفعة، ووجدته متفهما جدا على غرار روراوة من هذا الجانب. وبالمناسبة أشكرهما على احترافيتهما، كما أني قدمت له نظرة شاملة من الجانب الصحي للاعبين والدور عليه الآن للقيام باللازم ومعرفة العناصر التي يمكنه الإعتماد عليها، كما أني لا أريد أن أتحدث عن حالة كل لاعب فرديا بقدر ما يهمني حالة المجموعة“. “قمت بكل ما في وسعي ليكون مغني حاضرا في المونديال” ووصل الدكتور شلبي إلى النقطة الحساسة جدا، وهي حديثه عن اللاعب مراد مغني، والذي قال بخصوصه: “لما تم وضع مغني تحت تصرفي قلت إن هناك تحد يجب أن أرفعه ليكون ضمن التعداد المتنقل إلى جنوب إفريقيا. كلامي هذا دليل على أنه لا يمكن التكهن بما يخبئه لك عالم الطب الذي يبقى دون حدود، أو بعبارة أخرى، بالرغم من قيامنا بكل ما يلزم حيال مغني ووضعنا إياه في أحسن الظروف في مركز أسبيتار إلا أن شفائه تأجل ولا مفر من إجرائه لعملية جراحية مستعجلة، وأنا أفنّد أن يكون مسؤولو المركز قد قصّروا في أي شيء لأن أملنا كان عريضا في أن يشارك مغني في المونديال”. “مغني كان بين حلّين واختار حلاّ نتائجه غير مضمونة” ودائما بخصوص حالة مغني، فقد أكّد الدكتور شلبي أنه كان يتوقع أن تحدث أمورا قد لا تسر اللاعب وحتى القائمين على شؤون الكرة في بلادنا، وأوضح ممثّل مركز “أسبيتار” في هذا الصدد قائلا: “سأكشف لكم أمرا مهما لأكون معكم واضحا وصريحا، قبل تربص كرانس مونتانا بكثير وبالضبط يوم الثالث مارس الفارط لما كان المنتخب الجزائري يتأهب لخوض لقاء دولي ودي أمام صربيا، تحدثت مع المسؤولين على غرار اللاعب وقلت لهم إن مغني بين خيارين، إما أن يجري عملية ويغيب رسميا عن المونديال بما أن عودته لإجراء عملية التأهيل ستكون في جويلية، وإما أن يتبع نظاما علاجيا خاصا يسمح له بالمشاركة في المونديال، لكن الحل الثاني كان غير مضمون النتائج، ووقع اختيار اللاعب على الحل الأخير، وهو ما كلّفه تضييع المونديال بصفة رسمية بما أن الإصابة بقيت تراوح مكانها ولم يطرأ عليها أي مؤشر إيجابي بالرغم من أن مغني عاد للمس الكرة من جديد”. سيُرافق المنتخب الوطني إلى جنوب إفريقيا وحسب كلام الدكتور شلبي، فإن مهمته لن تنتهي مع انتهاء تربص ما قبل دورة جنوب إفريقيا الحالي والذي تمت برمجته بين سويسرا وألمانيا، حيث أكّد أنه سيكون ضمن الوفد الجزائري في المونديال القادم، خاصة بعد أن أصبحت تربطه علاقات جيدة مع الجميع، كما أنه يحظى بثقة روراوة وسعدان -على حد تعبيره- بما أن المركز الذي ينتمي إليه أعاد الأمل للجميع في إمكانية رؤية مغني يشارك زملاءه مغامرة المونديال لولا أن القدر قرّر عكس ذلك.