مهامّ المدرب بلحاج وطاقمه انتهت مثلما انتهت مهامّ الطاقم السابق.. أقصي المنتخب الوطني لفئة أقل من "17 سنة" من التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا التي ستقام بالمغرب خلال الفترة الممتدة ما بين 13 إلى 27 أفريل من سنة 2013 المقبلة، وذلك على يد منتخب بوتسوانا بركلات الترجيح، بعدما انتهت مباراة العودة بملعب عمر حمادي ببولوغين بنتيجة التعادل الإيجابي، هدف في كل شبكة، وهي نفس النتيجة التي انتهت عليها مباراة الذهاب. ورغم أن التأهل كان يبدو من نصيب منتخبنا، إلا أنه لم يتمكن من الحفاظ على تقدمه في المرحلة الأولى بهدف بن بحرية، فتلقى هدف التعادل الذي جرّه فيما بعد إلى ركلات الترجيح التي خرج من خلالها خاوي الوفاض من تصفيات "الكان" المقبلة. زمن تُقصى فيه الجزائر على يد بوتسوانا!! والمؤسف أن منتخبنا الوطني لم يقص على يد منتخب لديه باع طويل في عالم كرة القدم، بل أنه أقصي على يد منتخب مغمور لا تاريخ له في كرة القدم الإفريقية، والأمر يتعلق بمنتخب بوتسوانا، الذي ربما حلّ ضيفا على الجزائر من أجل النزهة والاستمتاع بجمالها لاسيما بعدما أجبره منتخبنا على تقاسم نقاط الذهاب، فإذا به يجد نفسه يعود بتأشيرة التواجد في المغرب خلال ربيع السنة المقبلة، وهو ما يزيد من مرارة الإقصاء وحجم الكارثة التي حلّت بمنتخب شاب علّقت عليه الآمال ليكون "خير خلف لخير سلف" مستقبلا. منتخب آخر سيضيع بعد ضياع المنتخب الأولمبي والظّاهر أننا سنفقد منتخبا آخر بإقصاء منتخب أقل من 17 سنة من تصفيا كأس إفريقيا 2013، لأننا فقدنا من قبل منتخبا كان يبدو أنه سيكون مستقبل الكرة الجزائرية، والأمر يتعلق بالمنتخب الأولمبي، الذي خطى خطوات كبيرة تحت إشراف المدرب آيت جودي ليصل إلى الألعاب الأولمبين ب "لندن"، قبل أن يفشل في ذلك، في المنعرج الأخير بدورة "مراكش"، عندما خسر برباعية على يد نيجيريا كانت كافية لمرور منتخبي المغرب والسنغال إلى لندن، ومن يومها لم نسمع عن ذلك المنتخب ولا لاعبيه، وها هو منتخب 17 سنة، يسير على نفس النهج، ويضيع فرصة التواجد في المغرب في المنعرج الأخير، لأن الفوز بهدف يتيم على بوتسوانا كان سيكفيه للمرور إلى النهائيات، لكنّه فرط في ذلك، وتسبّب في بقائه بعيدا عن الساحة الدولية لسنوات أخرى. الفرق الجزائرية مسؤولة لأنها لا تنجب لاعبين موهوبين والمسؤولية في كل هذه الإخفاقات جماعية، لكن من يتحمّلها بدرجة أولى هي الأندية الجزائرية التي لم تعد تنجب لاعبين قادرين على قيادة المنتخبات الوطنية إلى برّ الأمان، فقد يذهب البعض إلى تحميل المسؤولية إلى الطاقم الفني، والبعض الآخر للاتحادية، والبعض الآخر للاعبين على وقوعهم في فخّ السهولة، غير أن الحقيقة أن المسؤولية تتحملها الأندية التي صارت عاجزة عن إنجاب لاعبين محلّيين يكون بإمكانهم قيادة كلّ المنتخبات للتواجد في مختلف المحافل الكروية الدولية كسائر جيراننا، حيث صار الجميع يهتم بفئات الأكابر، والبحث عن الأموال لضخّ الجيوب، مع إهمال الفئات الشبانية التي تعاني تقريبا في كلّ أندية الجزائر، والنتيجة في نهاية المطاف هي إقصاء منتخبنا الوطني على يد منتخب بوتسوانا المغمور. إقصاء يزيد من إصرار "الفاف" على جلب المغتربين ربما حتى في الفئات الشبانية وسيعطي إقصاء كهذا الاتحادية الجزائرية لكرة القدم الحق في مواصلة الاعتماد على اللاعبين المغتربين، ولا غرابة إن تنقل الأمر من الاعتماد عليهم في صنف الأكابر إلى الاعتماد عليهم أيضا في مختلف الفئات الشبانية، ما دامت البطولة المحلية بأنديتها غير قادرة على إنجاب لاعبين يمرّغون بوتسوانا كرويا. بلحاج: "مهمّتنا انتهت بفشل ذريع وإقصاء مرّ" ومثلما كان مصير الطاقم الفني السابق لمنتخب أقل من 17 سنة بقيادة سلطاني وزميتي، كان مصير الطاقم الفني الأخير بقيادة المدرب بلحاج، زرڤان، كويسي وكاديم، حيث لم يعمّر الرباعي مطوّلا واضطر لرمي المنشفة مباشرة بعد الإقصاء المر. وقد أدلى المدرب حسان بلحاج بتصريحات عقب الفشل قال فيها: "مهمتنا انتهت بهذا الإقصاء المر، لقد اتفقنا مع الاتحادية الجزائرية لكرة القدم على تحقيق هدف التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا 2013، لكن وللأسف الشديد، فشلنا في مهمّتنا في نهاية المطاف". "تمنينا لو أننا نجحنا في تأهيل "الخضر" للكان" ليضيف بلحاج قائلا بخصوص هذا الإقصاء المرّ: "تمنينا لو أننا نجحنا في تأهيل المنتخب والوصول بهذه التشكيلة الشابة إلى النهائيات، لكن ذلك ما لم يحدث"، قال بلحاج الذي على الأقل اعترف بالفشل وحمّل نفسه وطاقمه المسؤولية بالإعلان عن انسحابه من العارضة الفنية، غير أن ذلك لن يغيّر شيئا في الحقيقة، لأن الكرة الجزائرية صارت بحاجة إلى ثورة حقيقية، وبعث التكوين على مستوى الأندية، ليتسنى لنا أن نكوّن منتخبات قوية يكون بوسعها التواجد في مختلف المحافل الكروية في كل مرّة دون أن نعتبر التأهل إنجازا كبيرا. "الفاف" ستعيّن طاقما جديدا والجزائر قد لا تشارك في دورة شمال إفريقيا ومن المتوقع أن تعلن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، عن الطاقم الفني الجديد في غضون الأيام القليلة المقبلة، لأن المنتخب الوطني مقبل على المشاركة في دورة شمال إفريقيا بالعاصمة المغربية الرباط، في الفترة الممتدة ما بين 24 إلى 30 ديسمبر المقبل، وهي دورة من المنتظر أن تلغى فيها مشاركة الجزائر من طرف روراوة لأنه ليس هناك أيّ جدوى من المشاركة فيها بعد هذا الإقصاء. ويبقى أن نؤكد أن تألق المنتخب الأول ما هو سوى شجرة تغطي الغابة، لأنّ الصورة الجيّدة التي يظهر بها أبناء المدرب الوطني "حليلوزيتش"، وتواصل نتائجهم الجيّدة وتقدمهم في الترتيب العام "الفيفا"، يبقى يحجب تلك الصورة المخزية التي تظهر بها المنتخبات الشبانية حتى عندما يتعلق الأمر بمواجهة بوتسوانا، اللوزوتو وجزر القمر. فإلى متى سيدوم ذلك؟